المركز العربي للبحوث والدراسات : الشبكات الاجتماعية وإدارة الأزمات: دور صفحات الجيش والشرطة في إدارة أزمة ما بعد 30 يونيو(1-2) (طباعة)
الشبكات الاجتماعية وإدارة الأزمات: دور صفحات الجيش والشرطة في إدارة أزمة ما بعد 30 يونيو(1-2)
آخر تحديث: الأربعاء 05/11/2014 11:16 ص د. شريف درويش اللبان
الشبكات الاجتماعية

قامت د. سلوى سليمان الجندي، أستاذ العلاقات العامة المساعد بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس بإجراء دراسة بالغة الأهمية بعنوان "دور صفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك في إدارة أزمة ما بعد 30 يونيو 2013"، ورغم الإنتاج العلمي المتميز الذي قدمته الباحثة للجنة العلمية الدائمة للإعلام للحصول على لقب أستاذ مساعد، فإن هذه الدراسة استرعت انتباهي من بين الدراسات المقدمة، ولاسيما لارتباطها بالجيش والشرطة اللذيْن كانا عمود الخيمة لهذا الوطن الذي كاد أن يُسرق منا على حين غِرّة لولا يقظةُ الشعبِ المصري ووعيه ومساندةِ الجيشِ والشرطة للشعبِ في ثورته في 30 يونيو 2013، ولازال الجيشُ والشرطة يدفعان ثمن وقفتهما إلى جوار الشعب بنفسٍ راضية.

ومَن يَعُدْ إلى ثورتنا الأم في 25 يناير 2011، لن يجدَ ما قامَ به الجيشُ المصري موقفًا غريبًا عليه، فقد انحاز هذا الجيش إلى جوار الشعب المصري مؤمنًا أنه جيشُ الشعب وليس جيشَ الحاكم، ومن هذا المنطلق وإيمانًا من القواتِ المسلحة المصرية بضرورة التواصل مع الشباب المصري الذي قام بثورة يناير، انضم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى "الفيس بوك" وقامَ بتأسيسِ صفحةٍ خاصة به http://www.facebook.com/Egyptian.Armed.Forces في محاولةٍ منه للتواصل مع شباب ثورة 25 يناير بلغتهم وأدواتهم التي أصبحت الإنترنت والشبكات الاجتماعية من مفرداتها الأساسية. وقد اشتملت الصفحة على بيانِ ترحيبٍ أعلن فيه المجلس إهداءَ صفحته الرسمية إلى أبناءِ مصر وشبابها الشرفاء مفجرى ثورة 25 يناير وإلى شهداءِ الثورةِ الأبرار، معلنًا أنه تم إنشاء تلك الصفحة بقرارٍ من المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إيمانا من المجلس بأن التعاونَ المثمرَ خلال الفترةِ القادمة مع أبناءِ مصرَ الشرفاء سوف يؤدي إلى الاستقرار والأمن والأمان لمصر.

وأكد البيانُ أن القواتِ المسلحةِ المصرية عندما تولت مهامها في تأمينِ الوطن فهي تهدف إلى تأمين وحماية الدولة ولم يكن لها أية تطلعاتٍ أو مطامعَ سياسيةٍ بل كان الهدفُ هو تأمينُ وضمانُ الانتقال الآمن للسلطة والتحولُ الديمقراطي الذي قامت من أجله ثورةُ الشباب الحر والذي تعاملت معه القوات المسلحة منذ اليوم الأول بما يمليه عليها الضمير الوطني. وشدد البيان على أن القواتِ المسلحة لم ولن تُطلقَ رصاصةً على أرضِ مصرَ العزيزة وبأنها تُهيبُ بأبناءِ مصرَ وشبابها الحر التعاون خلال الفترة الحرجة القادمة لأن القواتَ المسلحة هي المؤسسة التي تمثل الاستقرارَ في الدولة وهي درعُ الأمان والأمن لأبناءِ الثورة ولشعبِ مصرَ العظيم .

وفي أقلِ من ثلاثةِ ايامٍ حظيت صفحة القوات المسلحة بنسبةٍ عاليةٍ جدًا من الدخولِ عليها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث لاقت صفحةُ الموقعِ الرسمي أو الصفحةُ الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إقبالا كبيرا من متصفحي الإنترنت وشهدت تعليقاتٍ وتفاعلًا كبيرين بين المشاركين الذين تعدوا أكثر من 370 ألف زائر ومعجب بالصفحة، كما أن خبرَ أو بيانَ حفظِ التحقيق مع الرائد أحمد شومان والذي قام بتسليم سلاحه وانضم للمتظاهرين في ميدانِ التحرير  أثلج صدور المتصفحين علي الانترنت وخاصة الفيس بوك.

 وقال المجلسُ العسكري في بيانٍ علي الصفحة "إيمانًا من المجلس الأعلى للقواتِ المسلحة بالأهدافِ النبيلة التي قامت من أجلها ثورةُ 25 يناير، فقد قرر السيد رئيسُ المجلسِ حفظَ التحقيقِ مع الرائد أحمد شومان، رغم تعارض ذلك مع القوانين واللوائح المنظمة للعمل داخل هذه المؤسسة العريقة". وأضاف البيان: "ننتهز هذه الفرصة لنجددَ ونؤكدَ على دعوتنا لهذا الشعبِ العظيم بالالتزام في مؤسسات العمل المختلفة حتى يمكنَ تحقيقُ طموحاتِ هذه الثورة وشبابها".

لكن المشكلةَ كانت في ظهورِ عديدٍ من الصفحاتِ التي استخدمت اسمَ المجلسِ الأعلى للقواتِ المسلحة، مما اضطر المجلسَ لإطلاقِ تحذيرٍ لأولِ مرة باللونِ الأحمر يقول: "يُحَذرُ المجلسُ الأعلى للقواتِ المسلحة من استخدامِ اسمِ القواتِ المسلحة على موقعِ التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأنه سيتم اتخاذَ كافة الإجراءاتِ القانونية اللازمة حِيالَ المخالفين، ويعلن المجلسُ الأعلى للقوات المسلحة أنه لا توجد أيُ صفحاتٍ فرعيةٍ من الصفحة الرسمية وفي حالِ إنشائها سيتمُ الاعلانُ عن ذلك بصفةٍ رسمية عن صفحة المجلس الأعلى فقط ".

ورغمَ استهدافِ الشرطة المصرية في ثورة 25 يناير من قِبَلِ جماعةِ الإخوان وأنصارها من حماس وحزبِ اللـه، والذي تمثل في حرقِ الأقسامِ واستهدافِ السجون، فإنه في محاولةٍ من وزارةِ الداخلية لعودةِ العلاقاتِ الطيبة وتحسينِ صورةِ الشرطة المصرية عقب نجاح الثورة في إسقاطِ النظام، قامت الوزارةُ بإنشاءِ جروب على موقعِ التواصل الاجتماعي الشهير فيس بوك, وذلك للتواصلِ مع الشباب والسماحِ لهم بالتعبير عن شكواهم ضد أي تعسفٍ أو فسادٍ في جهازِ الشرطة‏.‏وكان ردُ فعلِ الشبابِ المشاركِ  فى هذه الصفحة بين مؤيدٍ لفكرةِ التواصلِ مع وزارة الداخلية إبلاغها عن أيِ تجاوزاتٍ وبين مُعارضٍ يرفض فكرةَ أن تكونَ وزارةُ الداخلية هي الخصمُ وهي الحكم.

ولأن الثوارُ دائمًا وأبدًا يَحلُمون بالخيرِ لأوطانهم، فقد دعا جروب على موقع فيس بوك بأن يكون يوم 28 فبراير 2011 يومًا لتكريمِ أفرادِ الشرطة من خلال حملةٍ تحت عنوانِ "الشعبُ والشرطة إيد واحدة .. وردة لكل شرطي". وقال المحاسب أحمد دياب صاحب الجروب "مش بس الشعب والجيش إيد واحدة .. لا وكمان الشعب والشرطة إيد واحدة.. رسالة إلى كل مصري". وأضاف "كل مصري أكيد يعرف ضابط أو عسكري شرطة، يمكن فيه واحد في عيلتك، أو قريبك أو صاحبك، أو جارك، أو حد تعرفه من بعيد، أو حتى عسكري مرور بتعدِّي عليه كل يوم وأنت رايح شغلك.. انزل وسلم عليه واشكره عشان هو سهران طول الليل يحميك وأنت نايم وبيحمي حدود مصر وإحنا مش واخدين بالنا من اللي هوه عمله.. بس حسينا بيه لما ما كانش موجود في الفترة الماضية" .وأنهى دياب دعوته بأن يقوم كل مصري يوم 28 فبراير بإهداءِ وردةٍ لكلِ شرطي في الشارع ليُثبتَ للعالمِ أن مِصرَ فوقَ كل شيء وأن الشرطة من الشعب وليست ضد الشعب. وهكذا أثبتت هذه الصفحاتُ الخاصة بالجيش والشرطة والدعواتُ التي أطلقها الشبابُ الثائر الطاهر على فيس بوك في بدايات ثورة 25 يناير أن "الشعبَ والجيشَ والشرطة إيد واحدة".

وقد اندلعت ثورةُ 30 يونيو 2013 في ربوعِ مصرَ كافة، وكان توقيت المظاهرات محددًا بشكلٍ مُسبَق، وتم حشدُ الجماهير التي لبت النداء. وقد طالب الثوارُ برحيلِ الرئيس محمد مرسي، الذي أمضى عامًا واحدًا في الحكم. وفي الثالث من يوليو أعلن وزيرُ الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي إنهاءَ حُكمِ محمد مرسي، وتسليمَ السلطة لرئيسِ المحكمةِ الدستورية العليا، المستشار عدلي منصور. ثم قام الإخوانُ المسلمون بالاعتصام في ميداني النهضة بالجيزة ورابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة اعتراضًا على عزل الرئيس محمد مرسي لمدة 48 يومًا، وخرجت المسيراتُ لأنصاره؛ وهو ما وضع الحكومةَ المصرية في حرجٍ نتيجةً لذلك. وفي أثناءِ ذلك تعرضت سيناء لهجومِ المسلحين، كما انتشرت بها البؤرُ الإرهابية والجهاديون، مما حتم على الجيشٍ المصري المواجهةَ وتطهيرَ سيناء. وقد تم فضُ الاعتصامِ صباحَ يومِ الأربعاء  14 من أغسطس 2013.

وقد استهدفت دراسةُ د. سلوى سليمان الجندي معرفةَ الدورِ الذي قامت به صفحاتُ الجيش والشرطة على الفيس بوك لإدارةِ الأزمة التي تلت الثورةَ المصرية الثانية في 30 يونيو 2013، وكذلك معرفةَ مدى اعتمادِ الجمهورِ المستهدف على هذه الصفحات وقت الأزمة كمصدرٍ للمعلومات، كما استهدفت الدراسةُ معرفةَ مدى قدرةِ القائمِ بالاتصال على إدارةِ الأزمة واستخدامِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي للاتصالِ بالجماهير المستهدفة، وإمدادهم بالمعلومات ومواجهة الشائعات.

وتنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية؛ لأنها تسعى إلى وصفِ وتحليلِ دور صفحات جهازي الجيش والشرطة على الفيس بوك في إدارةِ الأزماتِ التي تلت ثورةَ 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكمِ الإخوان المسلمين. وسعت هذه الدراسةُ إلى معرفةِ المضامينِ والإستراتيجيات التي تتضمنها هذه الصفحات، ومدى ملاءمتها لإدارةِ الأزماتِ التي مرت بها البلاد في تلك الفترة. كما تستهدف الدراسةُ معرفةَ مدى مصداقية تلك الصفحات بالنسبة للجمهورِ المستهدَفِ وأسباب استخدامهم لهذه الصفحات واعتمادهم عليها وقتَ الأزمات.

واعتمدت الدراسة على منهجِ المسح، وفي إطاره تم مسحُ الجمهورِ العام من مستخدمي الفيس بوك والمتعرضين لصفحاتِ الجيشٍ والشرطة، كما تم مسحُ مضمونِ الصفحاتِ الرسمية للجيشِ والشرطة وقتَ الأزمة التي تلت 30 يونيو 2013 التي انتهى وفقًا لتداعياتها حكمَ الإخوانِ المسلمين في مصر.

 

أولا: عينة الدراسة

1-  بالنسبة للدراسة التحليلية (مجتمع الدراسة)

يتكون مجتمعُ الدراسة من صفحاتِ الجيشِ والشرطة الموجودة على موقع الفيس بوك، وهي تنقسم إلى نوعين:

أ- صفحاتٌ رسمية، وهي كالتالي

- الصفحةُ الرسمية لوزارةِ الداخلية https://www.facebook.com/MoiEgy.

- الصفحةُ الرسمية للمتحدثِ الرسمي للقواتِ المسلحةhttps://www.facebook.com/Egy.Army.Spox

- الصفحةُ الرسمية للمجلسِ الأعلى للقواتِ المسلحة

https://ar-ar.facebook.com/Egyptian.Armed.Forces

ب- صفحاتٌ غيرُ رسمية

وهي صفحاتٌ يقوم عليها مدراءٌ ((Admin من أفرادِ الجيشِ والشرطة لمخاطبةِ الجماهيرِ المستهدفة من خلال الفيس بوك، لتوضيحِ دورِ الجيشِ والشرطة في حمايةِ الوطن والمواطنين وبيانِ الجهودِ التي يبذلونها في سبيل ذلك.

وقد قامت الباحثةُ بتحليلِ مضمون عينةٍ من الصفحاتِ الرسمية المتحدثة باسمِ مؤسستيْ الجيشِ والشرطة على الفيس بوك، حيث تم تحليلِ الصفحةِ الرسميةِ لوزارةِ الداخلية والصفحةِ الرسميةِ للمتحدثِ الرسمي للقواتِ المسلحةِ فقط، وقد تم اختيارُهما للأسبابِ التالية:

1-    نشاطُ الصفحتيْن المستمر.

2-  تم اختيارُ الصفحةِ الرسمية للمتحدثِ الرسمي للقواتِ المسلحة وترجيحِ كَفَتِها على الصفحةِ الرسمية للمجلسِ الأعلى للقوات المسلحة؛ لأن الأخيرة لا يوجد عليها سوى عددٍ قليلٍ جدًّا من التدوينات posts.

 

2- عينة الدراسة الميدانية من الجمهور العام

طُبقت الدراسةُ على عينةٍ عمديةٍ قِوامُها 400 مفردة من المقيمين في مدينة القاهرة الكبرى، على أن يتوافرَ في المبحوث شرطُ استخدامه للفيس بوك ومعرفته بصفحاتِ الجيشِ والشرطة على الفيس بوك حتى يتمكن من ملءِ الاستمارة.

·   تم تطبيق الدراسة الميدانية في أماكنَ سكنيةٍ مختلفة في مدينة القاهرة تتفاوت فيها الأحياءُ من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي للسكان.

·        اشتملت عينةُ الدراسة على تخصصاتٍ مهنية مختلفة وكذلك مستوياتٍ تعليمية وفئاتٍ عُمرية متباينة.

 

ثانيا: العينة الزمنية للتحليل

قامت الباحثةُ بتحليلِ الصفحاتِ الرسمية لمدة شهرين بدءًا من 30 يونيو 2013 إلى 30 أغسطس 2013، حيث اتخذت الباحثة التدوينة post وحدة للتحليل؛ وذلك بهدف معرفة المضامين والإستراتيجيات الاتصالية التي تم استخدامها وقت الأزمات التي تلت 30 يونيو 2013.

1- أدوات الدراسة

بالنسبة للدراسة التحليلية: قامت الباحثةُ بتحليلِ مضمونِ صفحاتِ الجيشِ والشرطة عينة الدراسة كميًّا لعدد 90 تدوينة على الصفحةِ الرسمية للمتحدثِ الرسمي للقواتِ المسلحة، 353 تدوينة على الصفحةِ الرسميةِ لوزارةِ الداخلية في الفترة من 30 يونيو 2013 حتى 30 أغسطس من العام نفسه (لمدة شهرين) ؛ حيث قامت الباحثةُ بإعدادِ استمارة تحليل المضمون تتضمن قياسَ إستراتيجيةِ الاتصالِ المستخدمة في التدوينات posts، وبالتالي تزامن إجراء الدراسة الميدانية مع إجراء الدراسة التحليلية.

كما قامت الباحثةُ بالتواصلِ هاتفيًّا مع القائمِ بالاتصال والمسئولِ عن صفحةِ الجهازِ الإعلامي لوزارةِ الداخلية، وهو Admin الصفحة، وهي صفحةٌ غيرُ رسمية.

جُمعت بياناتُ الدراسةِ الميدانية عن طريق صحيفة الاستبيان التي طُبقت على الجمهورِ العام من مستخدمي الفيس بوك من الذين تعرضوا لصفحةٍ أو أكثرَ من صفحاتِ الجيشِ والشرطة على الفيس بوك. وطُبقت الدراسة في الفترة من 15 يوليو حتى 30 أغسطس 2013. وقد وافق هذا الشهرُ فترةَ اعتصامِ الإخوانِ في ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة ثم فضَ الاعتصاماتِ والقبضَ على قياداتِ الإخوانِ المسلمين.

 

2- نتائج الدراسة التحليلية لصفحات الجيش والشرطة على الفيس بوك

 قامت الباحثة بتحليل مضمون صفحات الجيش والشرطة الرسمية في الفترة من 30 من يونيو 2013 حتى 30 من أغسطس 2013كميًّا؛ لاستخلاص الإستراتيجيات الاتصالية التي استخدمتها هذه الصفحات للتعامل مع الأزمات التي واجهت مصر خلال تلك الفترة، وفيما يلي نتائج الدراسة:

أ- الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة

تم إنشاءُ الصفحة في 17 أكتوبر 2012، وقد حصلت على 1017013 إعجابًاLike  من قِبل الجمهور المستهدَف، وقامت الباحثة برصدِ الإستراتيجيات الاتصالية التي تم اتباعُها في الصفحةِ الرسمية للمتحدثِ العسكري للقواتِ المسلحة، وقد جاءت هذه الاستراتيجيات على النحو التالي:

·  بلغ إجمالي عدد التدوينات posts على الصفحة الرسمية للمتحدثِ العسكري للقواتِ المسلحة 90 تدوينة تم نشرُها خلالَ فترةِ الدراسة التي امتدت من 30/6/ 2013 حتى 30/8/2013.

1- جهودُ القواتِ المسلحة في القضاءِ على الإرهاب ومكافحته

 كانت أكبرُ نسبةٍ للتدوينات هي تلك المتعلقة بعرضِ جهودِ القواتِ المسلحة في القضاءِ على الإرهاب ومكافحته، وكانت نسبةُ هذه التدوينات 41.2%، بواقع 37 تدوينة، وهو ما يُدعمُ موقفَ القواتِ المسلحة وقتَ الأزمة محلَ الدراسة أمامَ الجماهير المستهدفة، مثل التدوينة التالية: "قواتُ حرسِ الحدود تُحبطُ محاولةَ تهريبِ كميةٍ من الأسلحةِ والذخائر والموادِ المخدرة على الاتجاهين الإستراتيجييْن الغربي والشمالي الشرقي" . (تم النشر 8/8/2013).

2- الأعمال الرسمية

 بَلَغَ عددُ تدويناتِ الأعمالِ الرسمية على الصفحة 18 تدوينة، وذلك بنسبة 20% من إجمالي المنشور على الصفحةِ الرسمية للمتحدثِ العسكري للقواتِ المسلحة، وهي عبارةٌ عن الأنشطةِ الرسمية التي تقومُ بها القواتُ المسلحة، مثلَ الزياراتِ الرسمية للمسئولين ولقاءاتهم.

3- إستراتيجيةُ توضيحِ الحقائق ومواجهةِ الشائعات

بلغت نسبةُ التدويناتِ التي استخدمت إستراتيجيةَ توضيحِ الحقائق ومواجهةِ الشائعات 15.5% بواقع 14 تدوينة، وتُعَدُ هذه الإستراتيجيةُ من أهمِ الإستراتيجياتِ التي يجب استخدامُها وقتَ الأزمات، وقد تم استخدامُها في أكثرِ من موقف، ومنها ما يلي:

أ‌-   للردِ على بيانٍ صادرٍ عن الجماعاتِ السلفية الجهادية بسيناء يتهمُ القواتِ المسلحة بارتكابِ مجازرَ وجرائمَ في سيناء.(5/8/2013).

ب‌-   لتوضيح أنه جارٍ اتخاذ بعضِ الإجراءاتِ التنسيقية بين القواتِ المسلحة ونقابةِ الصحفيين ومؤسساتٍ إعلاميةٍ تهدفُ إلى تسهيلِ تحركاتِ وعملِ السادة الصحفيين والإعلاميين أثناءَ فترةِ حظرِ التجوال وذلك لتغطيةِ الأحداث ولما تفرضه عليهم ظروفُ العملِ خلالَ تلك التوقيتات.(22/8/2013)

ت‌-   لنفي قيامِ السيدِ قائدِ الجيشِ الثاني بعقدِ لقاءٍ مع شيوخ القبائل بشمالِ سيناء للتصعيدِ ضدَ الجماعاتِ المسلحة والعناصرِ التكفيرية .(19/8/2013).

ث‌-   لنفي شائعةٍ تم نشرُها في شبكةِ "رصد" الإخبارية بشأنِ وضعِ السيدِ اللواءِ محمد العصار تحتَ الإقامةِ الجبرية، حيث تم التأكيدُ على أن القواتِ المسلحةَ تؤكدُ على أن السيدَ اللواء محمد العصار يمارس عملَه بشكلٍ طبيعي كأحدِ المساعدين الرئيسيين للسيدِ وزير الدفاع، وأنه لا صحةَ مطلقًا لتلكَ الشائعة.(18/8/2013).

ج‌-  لتكذيبِ ما تمت إذاعتُه على قناةِ "الجزيرة" بشأنِ الأحداثِ الجاريةِ بمسجد "الفتح" في مُحيطِ ميدان رمسيس، حيث أكدت القواتُ المسلحة أن مهمتها تركزت على توفيرِ مساراتِ خروجٍ آمن للمتواجدين داخله، وأنه قامت عناصرٌ من جماعاتِ العنفِ المسلح بإطلاقِ النيران الحية بكثافة على قواتِ الجيشِ والشرطة الموجودة بالمكان من داخلِ المسجدِ ومن أعلى المئذنة. )17/8/2013). ويعني ذلك أن الصفحةَ الرسمية لم تكتفِ بتكذيبِ الخبر ولكن أيضًا بتوضيحِ الأحداثِ والمعلوماتِ الحقيقية عما حدث.

4- التواصلُ والتنبيه على المواطنين

 بلغت نسبةُ التدوينات التي استخدمت استراتيجيةَ التواصلِ والتنبيه على المواطنين 15.5% بواقع 14 تدوينة، وقد تم استخدامُ هذه الإستراتيجية في أكثرِ من موقفٍ، وذلك على النحو التالي:

أ‌-   تم استخدامُ إستراتيجيةِ التواصلِ والتنبيه على المواطنين في إطارِ إسترتيجيةِ الحشد، وذلك لحشدِ الجماهيرِ للنزولِ إلى ميدانِ التحرير لتفويضِ القواتِ المسلحة والشرطة لمواجهةِ العنفِ والإرهاب المحتمَل (25/7/2013)، وهو ما عُرف بجمعة التفويض 26/8/2013.

ب‌-  لإعلامِ الجماهيرِ عقبَ أزمةِ فضِ الاعتصامات في 14/8/2013 بأن عناصرَ القواتِ المسلحة بدأت فى الانتشار بالطرقِ والميادينِ الرئيسية لمعاونةِ أجهزةِ وزارةِ الداخلية في حمايةِ المواطنين وتأمينِ الأهدافِ والمرافقِ الحيوية والمنشآتِ المهمة بالقاهرةِ الكبرى وعددٍ من المحافظات.(منشور بتاريخ 16/8/2013).

ت‌-   للتواصلِ مع الجماهير وإعلامهم بإمكانيةِ مشاركتهم في إمدادِ القواتِ المسلحة بموادَ تصويرية/ فيلمية عن أحداثِ العنفِ الأخيرة فى مصر.(منشور بتاريخ 16/8/2013).

ث‌-   لإعلانِ بيان حظر التجوال في محافظاتٍ معينة يومَ فضِ الاعتصامات بميدانيْ رابعة العدوية والنهضة ولمدةِ شهر.(منشور بتاريخ 14/8/2013).

ج‌-  للتنبيهِ على المواطنين بضرورةِ أخذِهم التدابيرَ اللازمةَ لإغلاقِ مداخلَ العمارات بسببِ اعتلاءِ بعضِ العناصرِ المسلحة أسطحَ العمارات والادعاءِ بانتسابهم للجيشِ والشرطة.(19/8/2013).

ح‌-  كما تم استخدامُ إستراتيجيةِ التواصل مع الجماهير، وذلك بتهنئةِ الشعبِ المصري بالمناسباتِ الدينية مثلَ شهرِ رمضان المعظم وعيدِ الفطرِ المبارك.

5- إستراتيجية بناء الصورة الذهنية

وذلكَ بهدفِ بناءِ الثقة بين الشعبِ والقواتِ المسلحة باستخدامِ فنونِ أخرى، مثلَ وضعِ فيلمِ "الاستعداد .. يصنع الأمجاد" على الصفحةِ الرسمية للمتحدثِ العسكري للقواتِ المسلحة، الذي يُجسدُ إنجازاتِ القيادة العامة الحالية ورجالِ القواتِ المسلحة على مدارِ الثمانيةِ أشهرٍ السابقة وجهودِ رفعِ الكفاءةِ القتالية للأفرادِ والمعداتِ خلالَ تلكَ الفترة . (25/7/2013). وكذلك عرض فيلمٍ تسجيلي بعنوان "الجيشُ والشرطةُ جناحا الوطن"، وهو يتناولُ الجهودَ الأمنية المشتركة للقواتِ المسلحة والشرطة لتأمينِ الجبهةِ الداخلية (18/8/2013). وكذلك استخدام الأغاني الحماسية مثلَ أغنيةِ "تسلم إيديك" في بعضِ منشوراتِ الصفحة.

6- إعلانُ بياناتِ القواتِ المسلحة

·   حيث تم نشرُ بيانِ القواتِ المسلحة لإمهالِ الرئيسِ السابق وحكومته مهلةَ 48 ساعة للاستجابةِ لمطالبَ الشعبِ المصري الذي خرج في تظاهراتٍ سلميةٍ يوم 30 من يونيو 2013.(منشور بتاريخ 1/7/2013).

·   كما تم نشرُ بيانِ القيادةِ العامة للقواتِ المسلحة عقبَ الاجتماعِ بالرموزِ الدينية والوطنية والشباب، الذي أُعْلِنَ فيه عن إقصاءِ الرئيسِ محمد مرسي من منصبه، على أن يتولى رئيسُ المحكمةِ الدستورية العليا مَهَامَ رئاسةِ الجمهورية بصفةٍ مؤقتةٍ خلالَ الفترة الانتقالية. وتم وضعُ هذا المنشور بشكلٍ نصي وآخرَ في شكلِ فيديو على الصفحةِ الرسمية للمتحدثِ العسكري للقواتِ المسلحة بتاريخ 3و4/7/2013.

ب- الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية

تم إنشاؤها عام 2012 بقرارٍ من السيد محمود وجدى وزيرِ الداخلية في ذلك الوقت، وموضحٌ على الصفحة في الجزءِ الخاصِ بـ about أن وزارةَ الداخلية "تُهدي تلك الصفحة إلى أبناءِ مصرَ الشرفاءِ مفجري ثورة 25 يناير وإلى شهدائها الأبرار من الشعبِ والشرطة. كما تم وضعُ كلَ وسائلِ الاتصال بالوزارةِ من أرقامٍ هاتفية، وعُنوانِها في شارعِ الشيخ ريحان بوسطِ البلد، ووضعُ عنوانِ البريدِ الإلكتروني للوزارة، وكذلكَ عنوانِ الموقعِ الرسمي للوزارة www.moiegypt.gov.eg ، معَ وجودِ وصلةِ بينَ الصفحةِ الرسمية لوزارةِ الداخلية على الفيس بوك وموقعِ الوزارة. وقامت الباحثةُ برصدِ الإستراتيجياتِ الاتصالية التي تم اتباعُها على الصفحةِ الرسمية لوزارةِ الداخلية، وقد جاءت هذه الإستراتيجيات على النحو التالي:

·  بلغ عدد التدوينات posts على الصفحةِ الرسمية لوزارةِ الداخلية 353 منشورًا تم نشرُه خلالَ فترةِ الدراسة التي امتدت من 30/6/ 2013 حتى 30/8/2013.

بالنسبة لتدوينات التي تتعلق بضبط الأمن العام

بلغ عددُها 199 تدوينة بنسبة 56.4% من جملة التدوينات، وهي تلك التدوينات التي تضمنت جهودَ وزارةِ الداخلية ورجالِ الشرطة في ضبطِ الخارجينَ على القانون من تجارِ المخدرات والقبضِ على العناصرِ الإجرامية. وتتوافق هذه التدوينات مع استراتيجيةِ إعلامِ الجمهورِ المستهدفِ بالجهودِ التي تبذُلها وزارةُ الداخلية ورجالُ الشرطة للحفاظِ على الأمنِ العام.

بالنسبةِ للتدويناتِ التي تتعلق بفضِ الاعتصامات

وهما اعتصاما رابعة العدوية والنهضة وما تلاهما من مواجهاتٍ بين جهازِ الشرطة وجماعةِ الإخوانِ المسلمين: وقد بلغ عددها 78 تدوينة بنسبة 22.2%. حيث قامت الصفحةُ بمتابعةِ عمليةِ فضِ الاعتصاماتِ لحظةً بلحظة، وموافاةِ الجماهيرِ المستهدفةِ بالأخبارِ والمعلومات عن عمليةِ فضِ الاعتصاماتِ الذي تم يوم 14 أغسطس 2013.

ý  بدأت التدوينات التمهيدية لتوضيحِ أسبابِ عمليةِ فضِ الاعتصاماتِ يوم 14/ 8 الساعة الرابعة وست دقائق فجرًا بتدوينةٍ تمت صياغتُها باللغتينِ العربيةِ والإنجليزية تقول:"رصدت المتابعاتُ الأمنية صدورَ تعليماتٍ من قياداتِ جماعةِ الإخوانِ المسلمين إلى كوادِرها بالمحافظات والمراكز بمهاجمتِها أقسامَ ومراكزَ الشرطة، وأنه بدأ تنفيذُ المخططِ في بعضِ المحافظات (القاهرة – بنى سويف – المنيا – أسيوط)، وتقومُ أجهزةُ الداخلية بالتصدي لتلك المحاولات والعملُ على إحباطها". وتلا هذا المنشور الساعة الرابعة وسبع دقائق فجرًا بيان وزارة الداخلية بأنه قامت عناصرٌ مسلحة من المعتصمين بميدانِ رابعة العدوية بالتحصنِ بمستشفى رابعة العدوية، وإطلاقِ النيرانِ بكثافة من أسلحةٍ متنوعة على القوات، مما أسفر عن استشهادِ مجندٍ من قواتِ الأمنِ المركزي.

ý  تدوينةُ بدء فض الاعتصام: تم وضع التدوينة على الصفحة الساعة السابعة وتسع دقائق صباحًا يوم 14/8، تحتَ عنوان "بيان هام من وزارة الداخلية حول فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة"؛ تنفيذًا لتكليف الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

ý    تلا ذلك منشورات إخبارية تصف إجراءات عملية فض الاعتصامات وذلك كالتالي:

-   الساعة 7 صباحًا وعشر دقائق: مناشدات وزارة الداخلية أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة: وزارة الداخلية تناشد المعتصمين بالاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن وإنهاء اعتصامهم فورًا.

-       الساعة 7 صباحًا و37 دقيقة: عاجل إصابة مجنديْن بطلقٍ ناري أثناءَ فضِ اعتصامِ النهضة.

-   الساعة 7 و59 دقيقة: وصفت التدوينةُ التالية عملياتِ الفض: "حيالَ قيامِ القوات بالبدءِ في إجراءاتِ فضِ اعتصاميْ رابعة العدوية والنهضة، وحالَ انتشارِ القواتِ لفرضِ حصارٍ أمني على مناطق الاعتصام، وإطلاقِ الأعيرةِ النارية بكثافة تِجاهَ القوات، مما أدى إلى استشهادِ عدد 4 ضباط و5 مجندين من قوةِ الأمنِ المركزي". وتمت نشر هذا المنشور باللغتين العربية والإنجليزية.

-   تلا ذلك عددٌ من التدوينات توضح مواجهاتِ قواتِ الشرطة للمسلحين من جماعةِ الإخوانِ المسلمين، حيث تم استخدامُ تدويناتٍ في صورة فيديو، كذلك تم وضعُ فيديو للمؤتمر الصحفي الذي عقده السيدُ اللواء محمد إبراهيم وزيرُ الداخلية للإعلانِ عن أعدادِ الشهداءِ والمصابين في أحداثِ فضِ الاعتصام.

-   في يوم 15/8/2013 وُضع على الصفحة فيديو مجمَّع لفض اعتصام النهضة والتعدي على قوات الأمن بالأسلحةِ كافة، وفيديوهات توضح الخطوات التي تمت قبل فض اعتصام رابعة والخروج الآمن لبعض المعتصمين الذين استجابوا لنداءات وزارة الداخلية.

بالنسبةِ للتدويناتِ الخاصةِ بأعمالِ وزارةِ الداخلية

بلغت 37 تدوينة، بنسبة 10,5% من جملةِ التدويناتِ التي تم نشرُها على الصفحةِ الرسمية لوزارةِ الداخلية. ومثالُ ذلك المنشورُ التالي: "السيدُ مديرُ أمنِ السويس يجتمع بأفرادِ الشرطةِ العاملين بأقسامِ المديرية ويَحُثُهم على بذلِ الجهدِ وحسنِ معاملةِ المواطنين". (13/8/2013).

بالنسبةِ للتدويناتِ الخاصةِ بالتحذيرِ والتنبيه

بلغت أربعةَ تدويناتٍ بنسبة 1,1% من جملةِ التدويناتِ التي تم نشرُها على الصفحةِ الرسمية لوزارةِ الداخلية، ومضمونُ هذه التدوينات على النحو التالي:

-       أن وزارةَ الداخلية تناشدُ المواطنين الالتزامَ بحظرِ التجوال.(14/8/2013).

-       تؤكدُ وزارةُ الداخلية على جاهزيةِ قواتِها الكاملة لمواجهةِ أيةِ تداعياتٍ أو خروجٍ عن القانون.(29/8/2013).

-       قررت وزارةُ الداخلية منعَ إقامةِ اللجانِ الشعبية التي يستغلُها البعضُ في ارتكابِ وقائعَ تخالفُ القانون.( 18/8/2013).

-       أنه تم اختراقُ الصفحةِ الرسمية لوزارةِ الداخلية على موقع تويتر واليوتيوب وجارٍ استرجاع هذه الحسابات.(16/8/2013).

بالنسبةِ للتدويناتِ الخاصة بإزكاءِ الروحِ الوطنية

وكان ذلك في تدوينةِ واحدة تمثلت في أغنيةٍ للفنانة أنغام "مش من بلدنا"، وذلك للتعليقِ على استشهادِ 25 مجندًا بقطاعِ الأمنِ المركزي بالعريش في هجومٍ غادرٍ استَهْدَفَهُم حالَ عودتِهم من الإجازة".(22/8/2013).