المركز العربي للبحوث والدراسات : حلم أصبح واقع: المعالجة الصحفية لمشروع قناة السويس الجديدة بمواقع التواصل الاجتماعي (طباعة)
حلم أصبح واقع: المعالجة الصحفية لمشروع قناة السويس الجديدة بمواقع التواصل الاجتماعي
آخر تحديث: الإثنين 03/08/2015 11:43 ص أ.د. شريف درويش اللبان
حلم أصبح واقع:  المعالجة
تستمد هذه الدراسة أهميتها من الدور الذي تلعبه الصفحات الرسمية والشعبية علي موقع الفيس بوك، فيما يتعلق بمناقشة وطرح بعض القضايا القومية مثل مشروع قناة السويس الجديدة، والذي روجت له وسائل الإعلام التقليدية والجديدة كافة، وجاء موقع الفيس بوك كأحد الأضلاع الأساسية في طرح ومعالجة هذا المشروع صحفياً من خلال الشق الرسمي والشعبي لهذه النوعية من المعالجة.
وتقوم هذه الدراسة التي أعدتها الزميلة الدكتورة سهير عثمان عبد الحليم المدرس بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة علي تحليل المضامين التي طرحتها الصفحتان الرسمية والشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة، من خلال رصد دقيق للمضامين والأشكال الصحفية التقليدية والجديدة كافة المتاحة علي هاتين الصفحتين.
ويمكن بلورة مشكلة الدراسة في التعرف علي الدور الذي تقوم به صفحات الفيس بوك في المعالجة الصحفية لبعض القضايا القومية كمشروع تنمية محور قناة السويس، والذي أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن بدء العمل به في الخامس من أغسطس من العام  2014، بعد أقل من شهر ونصف من توليه رئاسة الجمهورية.
وتُعني هذه الدراسة تحديداً بتحليل الصفحتين الرسمية والشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة، لرصد الإشكاليات البحثية المتعلقة بالمعالجة الصحفية لهذا المشروع القومي بتلك الصفحتين.
وسعت الدراسة إلي تحقيق مجموعة من الأهداف وهى: رصد الأشكال الصحفية التقليدية التي تعتمد عليها الصفحتان الرسمية والشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة، ورصد الأشكال الصحفية المستحدثة التي تستعين بها الصفحتان الرسمية والشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة، وتحديد الأدوات التفاعلية التي تعتمد عليها الصفحتان للتواصل مع مستخدميها، والتعرف علي أبرز القضايا والأفكار التي تثيرها الصفحتان فيما يتعلق بمشروع قناة السويس الجديدة، وتحديد أبرز المصادر الرسمية وغير الرسمية التي تم الاعتماد عليها في الصفحتين، ورصد وتحليل أهم وسائل الإبراز التي اعتمدت عليها الصفحتان للتركيز علي قضايا بعينها في مشروع قناة السويس الجديدة.
وتتمثل الحدود الزمنية للدراسة التحليلية في الفترة التي أعلن فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المشروع القومي الجديد لقناة السويس في الخامس من أغسطس 2014، والتي أعقبها إنشاء الصفحتين الرسمية والشعبية لهذا المشروع علي موقع الفيس بوك، وحتي منتصف يوليو 2015.
ويتمثل مجتمع الدراسة التحليليةفي المواد الصحفية التي نشرتها الصفحتان الرسمية والشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة علي موقع الفيس بوك، باستخدام أسلوب المسح بالعينة للموضوعات التي تناولت هذا الحدث،  ولم يتم اتباع أسلوب الحصر الشامل نظراً لوجود بعض المواد الصحفية غير ذات صلة بموضوع الدراسة الأساسي.وبلغ إجمالي المواد الصحفية التي تم تحليلها في الصفحتين الرسمية والشعبية 104 مادة صحفية، بواقع 66 مادة في الصفحة الرسمية، و 38 مادة في الصفحة الشعبية.

بلغ إجمالي المواد الصحفية التي تم تحليلها في الصفحتين الرسمية والشعبية 104 مادة صحفية، بواقع 66 مادة في الصفحة الرسمية، و 38 مادة في الصفحة الشعبية
أولا : نتائج الدراسة التحليلية للصفحة الرسمية:
1-    القوالب الصحفية التقليدية والمستحدثة:
استعانت الصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس الجديدة علي موقع الفيس بوك بالقوالب الصحفية التقليدية كوسيلة أساسية لعرض المضامين المنشورة بها، وشملت هذه القوالب المواد الإخبارية كالأخبار القصيرة السريعة والقصص الإخبارية الطويلة والتقارير الصحفية والتي وصل عددها إلي 26 مادة خبرية من إجمالي 45 قالب صحفي تقليدي، وكان الهدف من استخدام المواد الخبرية تزويد مستخدمي الصفحة علي موقع الفيس بوك بأحدث المستجدات الخاصة بمشروع قناة السويس الجديدة بدءاً من إعلان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بدء هذا المشروع العملاق في الخامس من أغسطس 2014، مرورا بتطورات الحفر وحتي قرب الانتهاء وتجهيز منصة الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة.
وشملت المواد الإخبارية أيضاً ما يتعلق بالإعلان عن الانتهاء من 100% من أعمال الحفر الجاف لقناة السويس الجديدة، والانتهاء من 65% من أعمال التكريك بأكبر معدل حدث في التاريخ بلغ 1.7 مليون متر مكعب يوميًا، وبإجمالي عدد كراكات بلغ 39 كراكة.
كما عرضت المواد الإخبارية أيضاً المعلومات قريبة الصلة بالمشروع والتي تتعلق بإنشاء شركة للاستثمار بمحور قناة السويس الجديدة، وإعلان رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب عن طرح شهادات استثمار باسم "شهادة استثمار قناة السويس" بهدف جمع 60 مليار جنيه مصري لتمويل مشروع محور قناة السويس من خلال أموال المصريين فقط، على أن تُطرح الشهادات في البنوك القومية بفائدة سنوية 12% تصرف كل 3 أشهر، وعلى أن يُسترد أصل المبلغ عقب مرور خمس سنوات.
كما تضمنت هذه المواد الإخبارية محاولات عديدة من الصفحة الرسمية لنفي الشائعة التي أطلقتها جماعة الإخوان المحظورة بشأن تبعية مشروع قناة السويس الجديدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وتم ذلك من خلال تقرير تفصيلي عن أهم الفروق التسعة بين مشروعي السيسي ومرسي لتطوير القناة.
وعرضت الصفحة أيضاً أكثر من تصريح لوزير التموين بشأن إقامة مدينة عالمية للسياحة والتسوق علي محور قناة السويس.
وخصصت الصفحة أكثر من مجال لعرض مضامين الهدف الأساسي منها الترويج وبث الثقة في نفوس المصريين تجاه المشروع القومي الجديد، مثل تصريح الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، بأن التبرع للمشروع أولي من حج النافلة، لأن الحج هنا ليس فرضاً، لكن الوقوف بجانب الدولة فرضٌ، لأن فيه حفظ المال والعرض بل الدين.
وتضمنت المواد الإخبارية بعض التصريحات الحماسية من جانب بعض قيادات القوات المسلحة كالفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، الذي أكد في أكثر من مجال أنهم مستعدون للموت في القناة الجديدة من أجل تنفيذ هذا المشروع العملاق، ولعل هذه النوعية من المضامين تبعد عن وظيفة الإخبار وتقترب بشدة من وظيفة الترويج والإشادة بالمشروع القومي، خاصة أن التصريح علي لسان أكبر قيادات هيئة قناة السويس.
ويأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد القوالب الإخبارية التقليدية "الصورة الصحفية"، والتي بلغ معدل استخدامها 16 مرة خلال فترة الدراسة التحليلية، وعبرت الصورة الصحفية من خلال التعليق المصاحب لها عن عديدٍ من القضايا المثارة والمرتبطة بمشروع قناة السويس الجديدة، مثل صورة الكورفيت الشبحي فرنسي الصنع والذي تم ضمه للترسانة البحرية في الإسكندرية للسيطرة علي البحر المتوسط وتأمين حدود مصر، بالإضافة إلي حضوره حفل افتتاح قناة السويس في السادس من أغسطس 2015 .
كما ضمت الصور الصحفية صورة التمثال الذي سيوضع علي مدخل القناة بعد اكتمال الحفر وقبل حفل الافتتاح، بالإضافة إلي عديدٍ من الصور الخاصة بتطورات أعمال الحفر والتكريك. ونشرت الصفحة أيضاً صورة لأول مبني في قناة السويس الجديدة وهو عبارة عن مسجد. ونشرت الصفحة صورة ثابتة تعرض جدولا مقارنا يوضح نقاط القوة الثمانية المتوافرة في قناة السويس مقارنة بقناة بنما، والتي تجعلها في المقدمة.
وفي سياق متصل، نشرت الصفحة عديداً من الصور الصحفية التي تهدف إلي تمجيد القوات المسلحة من خلال نشر صورة للزعيم الراحل محمد أنور السادات مصاحبةً لكلمةٍ مقتبسة من إحدي خطاباته الشهيرة بعد حرب أكتوبر 1973، بالإضافة إلي نشر صورة مقسمة إلي نصفين، الأول لمجند يتناول طعاماً بسيطاٍ وهو جالس علي الأرض، والنصف الآخر لمواطن مصري يتناول حلوي فاخرة "الدونتس"، وتري الباحثة أن نشر مثل هذه النوعية من الصور الغرض الأساسي منها إثارة الشعب والمصري واستدرار عطفه تجاه أفراد القوات المسلحة لدرجة تصل الي الابتزاز العاطفي، وهي مقارنة في غير صالح القوات المسلحة خاصة في الآونة الأخيرة.
كما نشرت الصفحة صورة لمجموعة من الجنود يؤدون الصلاة مع تعليق مصاحب للصورة عبارة عن دعاء بالثبات والإيمان بالله، وهي صورة بعيدة الصلة عن الغرض الأساسي من الصفحة وهو نشر كل ما يتعلق بمشروع قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلي نشر مجموعة صور للملازم أول محمد عبده شهيد الإسكندرية في هجمات الشيخ زويد التي وقعت مؤخرا في سيناء، وهى أيضا صور غير ذات صلة بالموضوع الأساسي للصفحة.
ومن بين القوالب التقليدية الأخري التي تم استخدامها علي نطاق ضيق، الحوارات الصحفية، والتي تم التعامل معها من منظور نقل حوار كامل من القنوات الفضائية ونشره في شكل حوار صحفي علي شكل تصريحات للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وكان هذا بمعدل مرتين فقط خلال فترة الدراسة التحليلية، حيث تضمن الحوار الأول تصريحات خاصة لبرنامج "ممكن" للإعلامي خيري رمضان المذاع علي قناة CBC الفضائية والذي تناول فيه الفريق مهاب مميش أسباب رفضه لطلب أمريكي لحجز سفينة إيرانية تحمل أسلحة، حيث برر الفريق مميش ذلك بقوله إنه من حق مصر منع 3 أنواع من الحمولات من المرور بقناة السويس وهي تجارة الرقيق أو مواد محظورة كالمخدرات أو سفينة تابعة لدولة تعلن الحرب علينا، وبالتالي ليس للهيئة سلطة التحفظ على سفينة طالما لائحة الحمولة مطابقة للشحنة المتواجدة على متن السفينة وميناء الوصول والمغادرة معروف، مشيرًا إلى أن تجارة السلاح ليست ممنوعة وتم السماح لها بالمرور.
وتضمن الحوار الثاني تصريحات لقناة المحور الفضائية لبرنامج 90 دقيقة، تحدث فيها الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس عن معدلات حفر قناة السويس وكونها تفوق المتوقع، مشيراً  إلي أن مصر دخلت موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية بأكبر عملية تكريك في العالم، والتي وصلت إلي 500 مليون متر مكعب.
أما بالنسبة للقوالب المستحدثة، فقد وصل عددها 21 مادة صحفية من إجمالي 66 مادة تم تحليلها، وتضمنت هذه القوالب قصة الوسائط المتعددة Multi-media news story والتي وصل عدد مرات استخدامها إلي 16 مرة، وشريط الصور المتعاقب ووصل عدد مرات استخدامه إلي 5 مرات فقط.
والمعروف أن قصة الوسائط المتعددة هي تلك القصة الإخبارية التي تجمع بين استخدام النصوص الخطية وملفات الصوت والفيديو وأحيانا تقنية النص الفائق.وقد تم توظيف هذه النوعية من القصص الإخباريةبشكل مبسط من خلال النص الصحفي وملفات الفيديو المدعمة لهذه النصوص.
وصل عدد القوالب المستحدثة إلى 21 مادة صحفية من إجمالي 66 مادة تم تحليلها
وتناولت هذه القصص الإخبارية عديداً من الأفكار والقضايا ذات الصلة بموضوع الصفحة، منها ما يتعلق بإعلان الشركة الهولندية المساعدة في حفر القناة، حيث تم إضافة فيديو مدته 3.36 دقيقة يتناول جهود هذه الشركة في أعمال الحفر والتكريك.
كما نشرت الصفحة تقريراً مصوراً منقولا عن قناة الحياة الفضائية يتناول بانوراما صحفية عن مشروع قناة السويس والـ 100 يوم الباقية علي الافتتاح، وتقريراًآخرَ منقولاً عن موقع المصري اليوم TV عن عبور بعض السفن في قناة السويس فرع الإسماعيلية بتاريخ 10 ديسمبر 2014.
وفي محاولة لتوثيق تطورات العمل في القناة الجديدة، نشرت الصفحة قصة مصورة عن عمل معدات الحفر المستمر ويظهر في الخلفية الكراكات العملاقة.
ونشرت أيضاً تقريراً إخبارياً مصوراًيعرض تطورات حفر القناة في سبعة شهور، في تأكيد من القيادة السياسية علي استمرار العمل في القناة الجديدة، خاصة بعد شائعة توقف العمل نظراً لانهيار حوض ترسيب بالمنطقة رقم 6 بمشروع القناة الجديدة.
واستخدمت الصفحة الرسمية الفيديو كفن صحفي قائم بذاته مصحوب بعنوان يشرح مضمون الفيديو باختصار، وظهر ذلك علي سبيل المثال في عرض الفيديو الخاص باللوجو الجديد لقناة السويس باللغتين العربية والإنجليزية، وأيضاً فيديو يعرض أول نقطة اتصال بين القناة الجديدة والقديمة، بالإضافة إلي عرض بعض الأغاني الحماسية المصورة في خلفيتها مشاهد من أعمال الحفر في قناة السويس، مثل أنشودة "الله أكبر" المعدة لافتتاح القناة، كما عرضت الصفحة فيديو وثائقي من خطاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في إعلان تأميم شركة قناة السويس عام 1956.
ويؤخذ علي الصفحة في هذا الصدد ما يتعلق بعرض بعض المواد المرئية (فيديو) ليست لها علاقة بالغرض الأساسي الذي أنشئت من أجله الصفحة، حيث نشرت الصفحة فيديو مدته 14 دقيقة يوضح جهود الجيش في احتواء الإرهاب في سيناء بعد هجمات الجماعات الإرهابية علي منطقة الشيخ زويد بشكل متعاقب.
ومن الفنون الصحفية المستحدثة التي استخدمتها الصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس الجديدة، شريط الصور المتعاقب، والذي يستخدم لعرض حدث كامل بشكل مصور دون الحاجة إلي كتابة أي نص صحفي.واستخدمت الصفحة هذا الفن الصحفي خمس مرات في فترة الدراسة التحليلية، وذلك لعرض المشاهد الأولي للتجهيز لافتتاح قناة السويس في 6 أغسطس 2015، وعرض صور لسفن شحن في قناة السويس القديمة، في إشارة إلي أن المشروع الجديد هو امتداد لقناة السويس الأصلية.
كما نشرت الصفحة شريطاًمصوراً متعاقباً لزيارة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لمواقع الحفر بالقناة في 17 يناير 2015، كما نشرت صوراً للجولة التفقدية التي قام بها الرئيس لموقع القناة الجديدة في 23 فبراير 2015.
2-    الأدوات التفاعلية:
تتميز مواقع التواصل الاجتماعي بقدرتها علي جذب انتباه الأفراد لبعض القضايا الساخنة، وتثيرهم أكثر من خلال المشاركة والتفاعل مع المضامين التي تبثها مثل هذه المواقع، وهذا يتضح جلياً من خلال الصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس الجديدة، حيث حرص مستخدمو الصفحة علي استخدام أكثر الأدوات التفاعلية انتشاراً سواء من حيث التعليق أو الإعجاب أو المشاركة.
وتفاوت تفاعل مستخدمي الصفحة مع المضامين التي تبثها وفقا لأهميتها – من وجهة نظرهم؛ فعلي سبيل المثال الخبر المتعلق بتأمين المجري الملاحي لقناة السويس حظىبنسبة مشاركة وتعليقات وإعجاب أكثر من الفيديو الخاص باللوجو الجديد لقناة السويس والذي لم يحظ إلا علي ثلاثة تعليقات فقط، وأيضا الفيديو الخاص بإعلان الشركة الهولندية التي ساهمت في أعمال الحفر والذي حصل فقط علي أربعة تعليقات، وبالتالي تلعب قيمة الأهمية دوراً بارزاً في جذب انتباه مستخدمي الصفحة تجاه مضامين محددة بعينها.
اما من حيث مدي تفاعل القائمين علي الصفحة مع مستخدميها، فلم تظهر أية دلائل علي اهتمام المسئول عن الصفحة بالرد علي أي تعليق، حتي أن الباحثة قامت بإرسال رسالة للاستفسار عن بعض الأمور الخاصة بإنشاء الصفحة، إلا أنها لم تتلق أية ردود.
3-    مصادر المادة المنشورة بالصفحة:
لم يتضح للباحثة هوية المضامين المنشورة بالصفحة، خاصة المواد الخبرية والتي كان واضحاًأنها منقولة من مواقع أخري، ولكن لم يظهر ذلك من خلال أي إسناد لأي مصدر للصفحة، ولكن في الوقت نفسه يجدر الإشارة إلي أن المعلومات المذكورة داخل متن المادة الخبرية، تم إسنادها لعديد من المصادر الرسمية يأتي في مقدمتهم الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، اللواء أركان حرب كامل وزير رئيس دار الهيئة الهندسية المنفذة لمشروع قناة السويس، المهندس سعيد عبد الفتاح رئيس شركة القناة للموانئ، وأيضا المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.
أما بالنسبة للمواد المرئية (الفيديو) فكانت مصادرها واضحة ومعلنة، حيث جاء في مقدمتها موقع اليوم السابع وموقع المصري اليوم وقنوات الحياة والمحور و CBC العامة وإكسترا والتليفزيون المصري، وموقع صحيفة الفجر الأسبوعية.

4-    وسائل الإبراز المستخدمة:
ظهرت الصور الثابتة كأهم وسائل الإبراز التقليدية لتوضيح معالم المادة الصحفية المنشورة علي الصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس، ولم يُلاحظ علي سبيل المثال أي وجود للعناوين الصحفية كوسيلة إبراز، حيث رصدت الباحثة في أكثر من موضع تداخل المتن مع العناوين.
اما بالنسبة لوسائل الإبراز المستحدثة، فظهرت من خلال استخدام الفيديو كمكمل أحيانا ًللنص الصحفي، أو كمادة أساسية تقوم عليها المضامين المقدمة في الصفحة، وتراوحت المدة الزمنية للمواد المرئية (الفيديو) من دقيقة واحدة حتي 14 دقيقة كاملة.
5-    قراءة تفسيرية في تحليل الصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس الجديدة
1-    تستخدم الصفحة بشكل عام كوسيلة للترويج للقوات المسلحة والجيش المصري، رغم كونها منبراً أساسياً لمشروع قناة السويس الجديدة، وظهر ذلك واضحاً من خلال نشر نعي لشهداء حادث الشيخ زويد وأيضاً أحداث معبد الكرنك.
2-    تقوم الصفحة بنشر بعض المضامين الصحفية المنقولة من الصفحات الرسمية الخاصة بالقوات المسلحة علي موقع الفيس بوك، مثل صفحة المتحدث العسكري العميد محمد سمير، رغم انعدام صلة هذه المضامين بالغرض الأساسي الذيأُنشئت من أجله الصفحة، مثل الخبر المتعلق بـ" قيام الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة بالمرور علي عناصر المجموعات القتالية الخاصة بوحدات الصاعقة"، وخبر آخر متعلق بحضور وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي السادس عشر لعلوم وتكنولوجيا الطيران والفضاء والذي نظمته الكلية الفنية العسكرية.
ظهرت الصور الثابتة كأهم وسائل الإبراز التقليدية لتوضيح معالم المادة الصحفية المنشورة علي الصفحة الرسمية لمشروع قناة
3-    تستخدم الصفحة أيضاً كمنبر للإشادة ببعض المؤسسات السيادية كالمخابرات العامة، من خلال نشر قصص وبطولات رجالها، وهي في الأساس تبتعد عن الغرض الأساسي من هذه الصفحة.
4-    تقوم الصفحة بنشر بعض الأغاني المستقاة من موقع وزارة الدفاع المصرية مثل أغاني: هنحب مين غيرها ، مصر شريان الحياة، وتري الباحثة أن نشر مثل هذه المواد ما هو إلا دعاية مفرطة للقوات المسلحة علي حساب المشروع القومي لقناة السويس الجديدة.
5-    كشفت الدراسة التحليلية عدم وجود توقيتات محددة لتحديث المضامين الصحفية التي تنشرها هذه الصفحة الرسمية، ولاحظت الباحثة تباعد فترات التحديث لتصل إلي سبعة أيام في بعض الأحيان، مما يثير تساؤلاً حول فريق العمل المسئول عن الصفحة ومحتوياتها، خاصةًأنه لا يوجد معلومات محددة عن هوية مسئولي الصفحة.
6-    رصدت الباحثة بعض التعليقات علي المضامين الصحفية المنشورة وهي بعيدة الصلة عنها، حيث يقوم مستخدمو الفيس بوك بكتابة مشاكلهم الحياتية في المساحات المخصصة للتعليق علي المواد التي تنشرها الصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس.
7-    لم تنجح الصفحة بشكل كامل في استخدام الصور الثابتة كوسيلة لإبراز المضامين الصحفية التي تنشرها، حيث استعانت الصفحة بعديدٍ من الصور الصحفية التي ليست لها علاقة بالمضمون المصاحب لها.
8-    اللغة المستخدمة في صياغة بعض المواد الصحفية الواردة علي الصفحة تحتاج إلى إعادة نظر، نظراً لما تشوبها من تجاوزات غير مقبولة، مثل التعليق الذي نشره المسئول عن الصفحة عن صورة تتعلق بمشروع الاستزراع السمكي، وكتب فيه " نحن ننشر الإنجازات ولا عزاء لبتوع البامية"، ولعل هذا الأمر يثير تساؤلاً بحثياً حول هوية المسئولين عن تحرير ومراجعة المضامين الصحفية التي تُنشر علي صفحة رسمية لأكبر مشروع قومي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة.
ثانيا: نتائج الدراسة التحليلية للصفحة الشعبية
1-    القوالب الصحفية التقليدية والمستحدثة:
جاءت القوالب الخبرية في مقدمة الفنون الصحفية التقليدية التي اعتمدت عليها الصفحة الشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة علي موقع الفيس بوك،وبلغ عدد المواد الخبرية 29 مادة صحفية ما بين أخبار قصيرة وقصص إخبارية طويلة وتقارير صحفية، من إجمالي 38 مادة صحفية تم تحليلها في فترة الدراسة التحليلية التي امتدت من 17 أغسطس 2014 وحتي 19 يونيو 2015.
وتناولت المواد الخبرية العديد من الأفكار وثيقة الصلة بمشروع قناة السويس الجديدة، والتي بدأت بالترويج بشكل مباشر لشهادات الاستثمار الخاصة بالقناة بهدف جمع 60 مليار جنيه مصري لتمويل مشروع محور قناة السويس من خلال أموال المصريين فقط، حيث تم طرح الشهادات من البنوك بفائدة سنوية 12% تصرف كل ثلاثة أشهر، وعلى أن يسترد أصل المبلغ عقب مرور خمس سنوات، ثم نشرت الصفحة عديداً من التقارير الصحفية التي تتناول تفاصيل كيفية شراء الأسهم في المشروع الجديد، بهدف توفير معلومات للمواطنين المصريين الراغبين في المساهمة في هذا المشروع القومي.
وتدرجت طبيعة المضامين الصحفية المنشورة بالصفحة الشعبية منذ بدء الإعلان عن مشروع محور قناة السويس الجديدة، حيث تناولت هذه المضامين في البداية ما يتعلق علي سبيل المثال برغبة الكثير من العمال المصريين في العمل بمشروع القناة، من خلال بعض التقارير الصحفية التي توضح خطوات الالتحاق بالعمل هناك، ثم أخبار قصيرة تتعلق بإعلان الجيش بعد أسبوعين من بدء المشروع عن توافر وظائف جديدة في المشروع، ثم قيام وزارة القوي العاملة بإرسال أول دفعة من العمال المصريين لقناة السويس وذلك في الثالث والعشرين من أغسطس 2014.
وحاولت الصفحة تقديم مزيدٍ من المعلومات حول طبيعة العمل في القناة من خلال عديدٍ من الأخبار التي تتناول أعمال الحفر وتطوراته وعدد الشركات التي ساهمت في هذه العملية والتي وصلت إلي 48 شركة، حيث ركزت المضامين المنشورة علي إبراز أرقام الحفر ووضعها في عناوين هذه المواد الصحفية، حيث برز الرقم 15.5 مليون متر مكعب باعتباره إجمالي أعمال الحفر في القناة بعد 19 يوماً فقط من إعلان بدء أعمال الحفر في القناة.
واختلفت طبيعة المواد المنشورة وفقاً لتطورات العمل في مشروع القناة الجديدة، حيث بدأ الحديث عن التطورات التي ستشهدها الموانئ المحورية بسبب القناة الجديدة، ثم تقارير متعددة عن بدء تدفق المياه للقناة الجديدة و رفع 27 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه شهرياً، وأيضاً اعتبار مشروع تكريك قناة السويس من المشروعاتالعملاقة والتي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وبذلت الصفحة مجهوداً واضحاً في إقناع المصريين بجدوي وأهمية هذا المشروع من خلال التقارير الصحفية التي تناولت تصريحات مهمة للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس حول توفير مليون فرصة عمل في المرحلة الأولي من المشروع، وأيضاً الحديث عن المشروعات المنتظر تنفيذها كمشروع الاستزراع السمكي الذي وصفته معظم المواد الصحفية باعتباره المشروع الأكبر من نوعه في العالم فيما يتعلق بتنمية الثروة السمكية.
واستعانت الصفحة الشعبية أيضاً بفنون الحوار الصحفي والصور الصحفية المصحوبة بتعليق، بالإضافة إلى ثلاثة ملفات وثائقية عن نشأة قناة السويس.
وجاء الحوار الصحفي الوحيد الذي شهدته فترة الدراسة التحليلية مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وكان حواراً دعائياً في المقام الأول يحمل الكثير من الآراء حول دور مصر في المنطقة وريادتها وحلم إسرائيل الذي تحطم في إنشاء دولة من النيل إلي الفرات، خاصةً بعد مشروع محور قناة السويس الجديدة.
أما بالنسبة للفنون الصحفية المستحدثة التي استعانت بها الصفحة الشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة، فقد اقتصرت علي قصة الوسائط المتعددة وشريط الصور المتعاقب.وفيما يتعلق بقصة الوسائط المتعددة في هذا الشأن، نشرت الصفحة تقريراً مصوراً للشيخ محمود شعبان حول واقعة القبض عليه بعد فتوي تحريم فوائد شهادات الاستثمار الخاصة بقناة السويس الجديدة، كما نشرت الصفحة أيضاً تقريراً مصوراً عن ارتفاع أعداد العاملين من محافظات سيناء في مشروع محور تنمية قناة السويس إلي 1000 عامل.
لم يتم توظيف الأدوات التفاعلية بشكل واضح في الصفحتين محل الدراسة، سواء من قبل مستخدمي الصفحة أو المسئولين عنها
أما شريط الصور المتعاقب الوحيد الذي استخدمته الصفحة الشعبية فكان يعرض الفوائد التي ستعود علي مصر من هذا المشروع من خلال تقليص فترة إبحار السفن في قناة السويس من 22 ساعة إلي 11 ساعة.
2-    الأدوات التفاعلية:
إن أهم بعد يميز وسائل الإعلام الحديثة بالمقارنة بالوسائل التقليدية هو مستوى الواقعية التي تتيحه هذه الوسائل، عبر إتاحتها لمستويات من الثراء والتفاعلية، لا تتوافر في وسائل الإعلام التقليدية، وتتيح الإنترنت والمجتمعات الافتراضية الموجودة عبرها مستويات غير مسبوقة من التفاعلية، والتي أصبحت من أهم الخصائص المميزة لها فأصبح يطلق عليها Interactive media.
وفي هذا الإطار، لعبت قيمة الأهمية دوراً واضحاً في مدي استخدام زوار الصفحة الشعبية للأدوات التفاعلية كالإعجاب والمشاركة والتعليق، فالأخبار والتقارير الإيجابية المتعلقة بتطورات العمل في القناة والحفر والتكريك وتوافر فرص العمل في المشروع الجديد حظيت بنسب إعجاب وتعليق ومشاركة عالية، علي عكس المضامين السلبية كالتقرير المصور الذي يعرض القبض علي الشيخ محمود شعبان بعد إصداره لفتوي تحريم فوائد شهادات استثمار قناة السويس، حيث لم يحظ هذا التقرير علي أية تعليقات من مستخدمي الصفحة الشعبية.
ولم تخلو الأدوات التفاعلية من التجاوزات، حيث عرضت الصفحة قيام أحد الزوار بالتعليق على أحد المضامين المنشورة من خلال صورة تسخر بشكل لاذع من رئيس الجمهورية ومن القوات المسلحة والمشروعات التي تقوم بتنفيذها في الآونة الأخيرة.
3-    مصادر المادة المنشورة بالصفحة:
استعانت الصفحة الشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة بعديدٍ من المواقع الإخبارية المصرية والصحف القومية والخاصة وبعض مواقع وكالات الأنباء الرسمية كوكالة أنباء الشرق الأوسط. وشملت المواقع الإخبارية كل من موقع أونا، البوابة نيوز، مصر العربية، فيتو، مصراوي واليوم السابع وموقع CNN باللغة العربية، واستعانت الصفحة أيضاً بصحيفة الأهرام والمصري اليوم كمصدر لبعض المواد الصحفية المنشورة، كما نشرت الصفحة بعض التقارير المصورة المنقولة من قناتي النهار و CBC.واستعانت الصفحة أيضاً ببعض التقارير المنشورة بالصفحة الرسمية لمشروع قناة السويس وصفحة المتحدث العسكري للقوات المسلحة علي موقع الفيس بوك.
ولم تخلو الصفحة من المضامين الصحفية مجهلة المصدر، وظهر ذلك في الأخبار التي تهدف إلى الترويج المعنوي للمشروع مثل التصريحات التي ادلي بها وفد مشروع قناة السويس أثناء زيارته للطلاب الوافدين بجامعة الأزهر، والتي أكد فيها علي أن مشروع قناة السويس الجديدة هو العمود الفقري للاقتصاد المصري.
4-    وسائل الإبراز المستخدمة:
ظهرت الصور الثابتة كأهم وسائل الإبراز التقليدية لتوضيح معالم المادة الصحفية المنشورة علي الصفحة الشعبية لمشروع قناة السويس، ولم نجد علي سبيل المثال أي وجود للعناوين الصحفية كوسيلة إبراز، حيث رصدت الباحثة في أكثر من موضع تداخل المتن مع العناوين، أما بالنسبة لوسائل الإبراز المستحدثة، فظهرت من خلال استخدام الفيديو كَمُكَمِل أحياناً للنص الصحفي، أو كمادة أساسية تقوم عليها المضامين المقدمة في الصفحة.
5-    قراءة تفسيرية في تحليل الصفحة الشعبية لمشروع قناة السويس الجديدة:
1-    اعتمدت الصفحة بشكل واضح علي المواد الصحفية المنشورة في الصفحة الرسمية، ولم تقدم الصفحة أي إنتاج صحفي خاص بها، بل كان الاعتماد الأكبر على مواقع خارجية وقنوات فضائية مصرية.
2-    رصدت الباحثة بطء دورية التحديث لمدة قد تصل أحياناً إلى أكثر من عشرين يوماً.
3-    نشرت الصفحة بعض المواد الصحفية غير ذاتصلة بالغرض الذي أُنشئت من أجله الصفحة، مثل تصريحات وزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي بشأن طرح 3657 قطعة أرض سكنية واستثمارية وخدمية، بالإضافة إلى نشر بعض المواد الصحفية المستقاة من صفحة المتحدث العسكري للقوات المسلحة والتي توضح الجهود المبذولة من قبل الجيش المصري في مكافحة الإرهاب.
4-    عدم تحري الدقة في صياغة بعض الأخبار خاصة مجهلة المصدر فيما يتعلق بكتابة أسماء المصادر.
5-    لا توجد احترافية في كتابة المواد الصحفية وتحديداً العناوين كوسيلة للإبراز، وهذا يبرره طبيعة الصفحة الشعبية التي تقوم بنقل مضامينها من مواقع ووسائل إعلامية مختلفة، وبالتالي قد لا تراعي بعض المعايير المهنية المتعارف عليها في الصحافة خاصة عندما تقوم بإنتاج مادة صحفية غير منقولة من أي مصدر خارج الصفحة.
6-    لا توجد أي رقابة من مسئولي الصفحة علي التعليقات المنشورة، حيث رصدت الباحثة العديد من التجاوزات التي تؤكد عدم مراجعة هذه التعليقات من قبل القائمين على الصفحة.
الخُلاصة:
-    يُلاحظ علي الصفحتين الرسمية والشعبية ندرة القوالب الصحفية التي استحدثها الإنترنت سواء قصة الوسائط المتعددة التي تضم نصوصا صحفية ومواد مصورة بالإضافة إلي النص الفائق، وأيضاً الإنفوجراف أو ما يُطلق عليه "الملفات التفاعلية"، وأخيراً شريط الصور المتعاقب، ولا تري الباحثة أي تفسير علمي لذلك سوي تقاعس مسئولي الصفحة عن استخدام قوالب صحفية متنوعة سواء تقليدية أو مستحدثة.
-    كشفت الدراسة التحليلية عن غياب التغطية التفسيرية والاستقصائية عن المضامين الصحفية التي نشرتها الصفحتان محل الدراسة، فلم ترصد الباحثة سوي ثلاثة حوارات فقط منقولة من قنوات فضائية إخبارية وجميعها مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، واقتصرت التغطية علي الجانب الخبري فقط.
-    لم يتم توظيف الأدوات التفاعلية بشكل واضح في الصفحتين محل الدراسة، سواء من قبل مستخدمي الصفحة أو المسئولين عنها، حيث نري أحياناً التعليقات في نفس اتجاه المضمون المنشور، وأحيانا أخري نري مساحة التعليقات خرجت عن السياق وبدأ زوار الصفحة يتحدثون عن مشاكلهم اليومية، بالإضافة إلي أن مسئولي الصفحة لا يتفاعلون بالقدر الكافي مع مستخدميها من حيث الرد على تعليقاتهم أو إتاحة الفرصة لمشاركتهم الحرة علي الصفحة.
-    إقتصرت مصادر الصفحتين علي المصادر الرسمية فقط، فلم تُتَح الفرصة للخبراء في مجال الهندسة البحرية ومنظمات المجتمع المدني أو حتي المواطنين المصريين، بالإدلاء بآرائهم في هذا المشروع القومي العملاق الذي يفترض أنه سيغير خريطة الاقتصاد المصري في الفترة القادمة، ولعل هذا يفسره اعتماد الصفحتين علي الجانب الخبري فقط، المراد به تزويد المواطن المصري ومستخدم موقع الفيس بوك بمعلومات محددة عن مشروع تنمية محور قناة السويس، فلا مجال لطرح وجهات النظر وآراء متباينة في تلك الفترات الحرجة التي تمر بها البلاد.
-    كشفت الدراسة عن استخدام الصفحتين الرسمية والشعبية كأداة للدعاية غير المباشرة للقوات المسلحة والجيش المصري من خلال نشر بعض المضامين الصحفية التي تُعلي من شأن الجيش المصري وقواته المسلحة، رغم ابتعاد هذه المضامين عن الغرض الأساسي الذي أنشئت من أجله الصفحتين محل الدراسة.
-    رصد الباحثة في الصفحتين الرسمية والشعبية تجاوزات صحفية واضحة تتعلق بسوء استخدام اللغة العربية أحياناً، وعدم الدقة أحياناًأخرى في كتابة أسماء المصادر الصحفية، ولعل غياب المهنية ومعايير العمل الصحفي تأتي في مقدمة أسباب هذه التجاوزات.
-    لم تهتم الصفحتان باستخدام وسائل الإبراز التقليدية كالعناوين مثلا أو المستحدثة كالمواد المرئية ( الفيديو)، أو حتى شريط الصور المتعاقب الذي يمثل مادة صحفية مستقلة بذاتها تعبر عن الحدث من خلال سلسلة متتابعة من الصور.
-    شهدت فترة الدراسة التحليلية بروز شخصية الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس في غالبية المضامين الصحفية المنشورة سواء في الصفحة الرسمية أو الشعبية، حيث ظهر كمصدر رئيسي فيما يقرب من 95% من المضامين الصحفية التي نشرتها كلتا الصفحتين، وهو أمر بديهي- من وجهة نظر الباحثة- باعتباره الشخصية الأكثر ثراءً بالمعلومات عن هذا المشروع، وباعتباره أيضاً المصدر الأكثر مصداقية بالنسبة للمواطنين المصريين، كونه المسئول الأول عن تنمية محور قناة السويس.