سادسًا- تقاليد الدفن
تحث الأديان والفلسفات على احترام جسد الإنسان
وحرمة دفنه حيًا. إلا أن مؤخرًا أقدم تنظيم "داعش" على دفن ثلاثة
مدنيين، مخالفين لتعاليمه، وهم أحياء بعد إجبارهم على حفر قبورهم بأيدهم جنوبي
محافظة "نينوى". وقد
أضاف المصدر أن التنظيم توعد المخالفين لتعاليمه بدفنهم أحياء(18).
سابعًا- جسد المرأة
جسد المرأة كان له نصيب كبير من الفكر
الداعشي من عدة زوايا. منها التأكيد على أهمية استقطاب النساء من كل أنحاء العالم
ليكنّ زوجات مجاهدي داعش، فكان التأكيد على أهمية "نكاح الجهاد" . فنتطرق
إلى نساء داعش اللائي كان لهن دور أساسي في التنظيم. ذكرت صحف عالمية مثل "رويترز"
و "ديلي ميل" البريطانية أن نساء "داعش" يتم استخدامهن للمتعة
الجنسية فقط، وليس لهن أي دور سوى ما يسمّى "نكاح الجهاد" بعدما يتم
النصب عليهن باسم الدفاع عن الدين وتطويعهن كمقاتلين لنصرة الإسلام، حيث يتم اختيارهن
بشروط أهمها أن تكون الفتاة عزباء وألا يقل عمرها عن 18 عامًا، ولا يزيد على 25،
كما يحرص التنظيم على دفع أجور الداعشيات المجندات كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200
دولار، وأن أغلب هؤلاء النساء من مراهقات أوربا(19).
من البداية حرص التنظيم على تجنيد النساء في
كتيبتين، الأولى "كتيبة الخنساء" والثانية "كتيبة أم الريحان"
ووضع بيانًا صادرًا عن داعش مفهومهم لدور ومكانة المرأة، والذي يتمثل في وجوب
ملازمة المنزل كى تؤدى دورها كربة منزل وزوجة وأم . ووجه البيان انتقادات حادة
للنساء الغربيات، ولفكرة المساواة بين المرأة والرجل(19).
وزاد انضمام فتيات من
العالم العربي لداعش لذا حذرت دار الإفتاء المصرية الفتيات من عواقب الاستجابة
للسفر والزواج من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داعش عبر الإنترنت، معتبرة أن
استجابتهن لتلك الدعوات "مخالفة للشريعة، وتدخلهن في دائرة التطرف والإرهاب(20).
كما رصد "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" التابع
لـ"دار الإفتاء المصرية" عددًا من الممارسات الإجرامية لتنظيم
"داعش" في حق النساء، تهين المرأة وتحط من كرامتها وإنسانيتها.
وقال المرصد إن التنظيم أعلن عن مسابقات في حفظ القرآن الكريم تكون
الجوائز فيها عبارة عن "سبايا" توزع على الفائزين، مضيفًا أن المرأة
عندهم هي سلعة تباع وتُشترى وتُهدَى إلى الفائزين في المسابقات، وهو ما يعد تحقيرًا
من شأن المرأة وتجريدًا من إنسانيتها، وتصويرها باعتبارها بضاعة تباع وتهدى إلى
الغير(21).
ولفت المرصد إلى أن تلك الممارسات "تعبّر عن إيديولوجية
التنظيم في استغلال المرأة وتوظيفها باعتبارها أحد أهم عناصر جذب المقاتلين، وضمان
ولائهم واستمرار انخراطهم في القتال بين صفوف التنظيم، كما أنها أيضا تمثل عنصرًا
ماديًا لدى التنظيم، حيث يقوم التنظيم بأسر الفتيات والنساء من المناطق التي
يدخلها، ثم يقوم بتوزيع البعض على المقاتلين كغنائم حرب، ويقوم ببيع البعض الآخر لتوفير
الموارد المالية اللازمة للتنظيم(22).
وعن معاملة داعش للنساء الكفار من وجهة
نظرهم رأينا استرقاق وسبي النساء الأزيديات وكيف استدعت القضية كثيرًا من الشجب
حول العالم، فقد استباحت
داعش سبي مئات العراقيات وعرضهن للبيع في أسواق نينوى(23).
فقد تم استرقاق داعش للأزيديات بعد أن حاصر
التنظيم الآلاف من التابعين للطائفة الأيزيديّة في شمال غرب العراق، ومن ثم استطاع
اجتياح المنطقة والاستيلاء عليها كاملة في أغسطس 2014، قام التنظيم باسترقاق مئات
النساء ونقل بعضهنّ بشاحنات من العراق إلى سوريا لبيعهنّ كسبايا(24).
وفي الموصل، فإن التعامل مع النساء يتم بطريقتين، الأولى من خلال
الشرطة النسائية التي تتألف من زوجات عناصر «داعش» في المدينة اللواتي ينتشرن في
بعض الأسواق المحظورة على الرجال لمراقبة التزام النساء بالخمار ويقوم بعضهن
بالإشراف على سجون النساء.
أما الطريقة الأخرى فهي زج عناصر من «داعش» في الأسواق العامة وهم
يحملون عصيًا طويلة يضربون بها المرأة غير الملتزمة بالخمار(25).
وقد أكدت مسئولة في الأمم المتحدة أن هناك
"قائمة أسعار" بيع النساء والأطفال وجدت مع مقاتلين من تنظيم
"الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق" (26).
ثامنًا- الاتجار بأعضاء الجسد
"أسواق النخاسة" و"سرقة وتجارة الأعضاء" هى أيضًا
تعبير عن تصور داعش للجسد الإنساني. فالإنسان لدى "داعش" سلعة تباع
وتشترى أو تباع بالقطعة . فقد
أجبر تنظيم"داعش" أطباء على إزالة أعضاء وأجهزة فسيولوجية لسجناء بعد
إعدامهم من أجل المتاجرة بها، حيث أجاز التنظيم سرقة الأعضاء البشرية.