المركز العربي للبحوث والدراسات : قراءة واقعية فى تاريخ الفتنة الطائفية وواقعها المعاصر في مصر (5) (طباعة)
قراءة واقعية فى تاريخ الفتنة الطائفية وواقعها المعاصر في مصر (5)
آخر تحديث: الخميس 28/07/2016 01:16 م د. شريف درويش اللبان - أ. أسـماء فـؤاد حافـظ
قراءة واقعية فى تاريخ

تجاوزت الثورة المصرية فى 25 يناير 2011 شعار ثورة 1919 "الهلال مع الصليب" مؤكدة على مقولة "مصريين بلا تمييز"، وهو ما تجلى منذ بداية الثورة، وحتى بدء المرحلة الانتقالية بقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولكن لم يكد يمر شهر واحد على الثورة حتى انفجرت العديد من الحوادث التى فجرتها مشاعر غضب اجتماعى عنيف مثل حادث قرية صول، وشائعة احتجاز مسيحية أسلمت، والتى ظهرت على قناة مسيحية قبل أحداث إمبابة بيوم معلنة بقاءها على مسيحيتها، وتواترت حوادث التوتر الطائفى والعنف ضد المسيحيين وضد بعض المسلمين على السواء، ففى شهر أبريل قتل ثلاثة أشقاء مسيحيين شقيقتهم - التى تحولت للإسلام - مع طفلها فى منطقة كرداسة بالجيزة، إلا أن الحوادث ضد المسيحيين كانت هى الغالبة. وقد شهد شهر مارس وحده ثلاثة أحداث طائفية كبيرة، بعضها غير مسبوق، هى على الترتيب هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، وقتل وتدمير وتخريب فى المقطم فى، وقطع أذن قبطى متهم بإدارة أعمال منافية للآداب فى محافظة قنا، وفى منتصف أبريل خرجت مظاهرات بنفس المحافظة (قنا) اعتراضًا على تعيين محافظ مسيحى جديد للمحافظة، وهو ما اضطر الحكومة الانتقالية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة للاستجابة لمطالبهم فى النهاية، وفى مايو حدثت أحداث إمبابة المروعة فى كنيسة مارمينا.

المحور السادس: الفتنة الطائفية خلال فترة حكم المجلس العسكرى (فبراير2011- يونيه 2012)

-       أحداث أطفيح بالجيزة (مارس 2011): تعرضت كنيسة الشهيدين مارمينا ومارجرجس بقرية صول فى مركز أطفيح بمحافظة الجيزة للحرق والهدم على خلفية خلاف بين أهالى القرية؛ بسبب علاقة مشبوهة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة، إلا أن القوات المسلحة وعدت بإعادة بناءها كما كانت؛ انطلاقًا من الحرص على حماية الوطن من أى فتن وخلافات، وكذلك من أجل ضرورة عودة الأمن للقرية.

   وقد نتج عن هذه الأحداث عدد من الإصابات والوفيات؛ مما زاد من أجواء الاحتقان فى القرية وهو ما جعل الأقباط يتظاهرون أمام ماسبيرو حتى صدور قرار إعادة بناء الكنيسة، وعادت هذه المظاهرات مرة أخرى إلى الوجود بعد أن رفض مسلمو قرية (صول) عودة المسيحيين إلى القرية وقيام عدد من البلطجية بنهب محال ومنازل مسيحيى القرية، وطالب المعتصمون قوات الجيش بإعادة الأمن والهدوء إلى القرية، وهو ما تم بالفعل بعد تدخل العقلاء من الجانبين لتخطى الأزمة وعقد الصلح112.

-       وقائع المقطم (مارس 2011): هاجم بعض الشباب المسلمين مظاهرات الأقباط - التى نظموها اعتراضًا على أحداث قرية صول – فى مناطق المقطم ومنشأة ناصر والدويقة والقلعة والسيدة عائشة، وقد وقعت الاشتباكات بين المسيحيين والمسلمين على خلفية شائعة بحرق مسجد، وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل 13 مواطن وإصابة أكثر من 130 آخرين، كما تم إحراق أربعة منازل خلال الأحداث113.

-       أحداث قنا (مارس – أبريل 2011): وقد بدأت بتعرض الموظف القبطى أيمن مترى لقطع أذنه وإحراق شقته وسيارته على يد بعض أعضاء جماعة السلفيين فى محافظة قنا بعد انطلاق شائعة حول علاقة آثمة له مع فتاة مسلمة، وانتهى الأمر بعقد مصالحة بين الأطراف المتصارعة114. أما الحادث الثانى فجاء باندلاع مظاهرات بنفس المحافظة (قنا) اعتراضًا على تعيين محافظ مسيحى جديد للمحافظة، وهو ما اضطر الحكومة الانتقالية لتغييره استجابة لمطالبهم.

-       أحداث إمبابة وعين شمس (مايو 2011): تعرضت منطقة إمبابة لحادث جراء فتنة طائفية أطلق عليها آنذاك "فتنة عبير"؛ حيث كانت بطلتها فتاة مسيحية تدعى عبير طلعت فخرى، وكانت متزوجة من شاب مسيحى وأسلمت وذهبت مع آخر مسلم، ورفعت قضية طلاق على زوجها المسيحى، وقالت أنها اُحتجزت بعدة أماكن تابعة للكنيسة وكان آخرها فى مبنى الأنبا يوحنا القصير بجانب كنيسة مارمينا بإمبابة، وأكدت أنها أخبرت زوجها المسلم بمكانها وحضر لنجدتها، وعندها تجمع بعض الشباب المسلم أمام الكنيسة بإمبابة محاولين دخولها للتفتيش عن عبير، وبعد التأكد من عدم وجودها داخل الكنيسة حدثت اشتباكات ثبت بعدها أن تاجرًا مسيحيًا مقيمًا بجوار الكنيسة ومعه آخرون هم وراء تلك الحادثة، وقد كان التاجر أول من أطلق الرصاص خلال الحادث، وحرض الشباب المسيحى على مهاجمة المسلمين، واشتعل الموقف بين الجانبين وحدث تبادل لإطلاق النار والمولوتوف، وهوجمت الكنيسة وقتل حراسها ثم حرقت. وسيطرت أجهزة الأمن على الوضع بعد حرق الكنيسة وأُلقى القبض على العديد من الشباب ممن أحرق الكنيسة وأطلقوا النار من أسطح العمارات المجاورة لها على المتظاهرين. وعقب ذلك بدأ مئات من المسيحيين اعتصام أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) للمطالبة بالتحقيق فورًا فى الهجوم على كنيسة مارمينا وأحداث العنف التى شهدتها منطقة إمبابة. واستمر الأٌباط فى الاعتصام وطالبوا بإعادة فتح عدد من الكنائس المغلقة بدون وجه حق، وعندما قرروا فض الاعتصام وتعليقه مؤقتاً فوجئوا بتعدى السلفيين على كنيسة العذراء بعين شمس؛ فقرر الأقباط مواصلة الاعتصام المفتوح، وذلك حتى عقدت جلسة عرفية بين عدد من كبار رجال الدين المسيحى ورجال الأمن وعدد من مشايخ المنطقة التى تقع بها كنيسة العذراء والأنبا أبرام بعين شمس، للوقوف على الحلول التي يرتضى بها كافة الأطراف وتساهم فى حل الأزمة115.

-       وقائع أسوان (سبتمبر 2011): شهدت قرية المريناب بمركز إدفو بمحافظة أسوان أحداث قلائل وشغب على خلفية قيام مجموعة من الأقباط بالقرية بتحويل مضيفة خاصة بهم إلى كنيسة، وبناء عدد من القباب أعلاها، الأمر الذى أثار بعض مسلمى القرية الذين رفضوا بناء أى كنسية دون وجود تراخيص لها، وهددوا بإزالتها بالقوة، إلا أنه تم العمل على فض الاحتجاجات بين الطرفين، وعقد جلسة عرفية للصلح بينهما، والعمل على حل الأزمة بشكل ودى، خاصة فى ظل التزام الجانب القبطى بالوعود التى اتخذوها سابقا بإزالة القباب المبنية أعلى المضيفة، نظرًا لعدم وجود أى صفة كنسية للمضيفة، وكانت الأحداث قد بدأت حينما طالب خطيب مسجد المريناب الأهالى بالتصدى لمشروع بناء كنيسة، رغم أن عدد المسيحيين بالقرية لا يزيد عن60 مواطنًا؛ فتوجه شباب المصلين إلى المبنى الذى كان يستخدمه المسيحيون دارًا للمناسبات لإزالته، وكادت تحدث فتنة طائفية، لولا تدخل العقلاء بالقرية، واشتعلت النيران بكشك خشبى لتشوين مواد البناء وتم إخماد الحريق بوصول قوات الأمن، وتمت السيطرة على الموقف وفض الاشتباك وتعيين خدمات أمنية مستمرة بالقرية لحين انتهاء الموقف116.

-       أحداث ماسبيرو (أكتوبر2011): قرر آلاف الأقباط التظاهر احتجاجًا على أحداث المريناب السابق ذكرها، واحتشد المتظاهرون من شبرا حتى وصلوا إلى مبنى ماسبيرو (التلفزيون المصرى) وبدأوا اعتصامهم السلمى هناك، وفى نفس الوقت تظاهر أقباط فى الإسكندرية وأسيوط والمنيا؛ للمطالبة بإقالة محافظ أسوان، واستمرت المظاهرات حتى حدثت مصادمات مع قوات الأمن وبشكل خاص قوات الشرطة العسكرية يوم 9 أكتوبر الذى أطلق عليه الأقباط "يوم الغضب القبطى"؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 26 مدنى وجرح 212 آخرين معظمهم من الأقباط، ووفاة وإصابة عدد من أفراد الجيش117.

-       أحداث العامرية بالإسكندرية (يناير 2012): شهدت قرية شربات بمنطقة العامرية فى الإسكندرية فتنة طائفية، أسفرت عن تهجير 8 أسر قبطية؛ بسبب تشهير شاب قبطى بسيدة مسلمة، وترويج مقاطع فيديو تظهرها فى مواضع غير لائقة118.

 

المحور السابع: الفتنة الطائفية خلال فترة حكم مرسى (يونيه 2012- يونيه 2013)

شهدت هذه الفترة أحداثًا طائفية بارزة وفارقة فى تاريخ الوطن، كان على رأسها أحداث الخصوص والاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى أبريل 2013، وإصدار المجلس الملى العام للكنيسة الأرثوذكسية بيانًا حادًا أعرب فيه عن "قلقه الشديد من استمرار الشحن الطائفى الممنهج ضد مسيحيى مصر، والذى تصاعدت وتيرته، وحدته خلال الأشهر الماضية، بسبب تراخى الدولة وكل مؤسساتها عن القيام بدورهم تجاه تطبيق القانون على الجميع بدون تفرقه، والتقاعس عن تقديم الجناة المعروفين فى أحداث سابقة للعدالة، أو اتخاذ أى موقف حاسم حقيقى نحو إنهاء الشحن والعنف الطائفى الآخذ فى التصاعد بدون رادع، الأمر الذى ترتب عليه إهدار لهيبة الدولة واحترامها للقانون ولمواطنيها وحرياتهم ومؤسساتهم الدينية"، وقد تغيب الرئيس عن حفل تنصيب بابا الأقباط الأرثوذكس الجديد "البابا تواضروس" فى نوفمبر 2012، كما أن أغلب المسيحيين انسحبوا من الجمعية التأسيسية للدستور119، وفيما يلى إشارة لأبرز الأحداث الطائفية التى شهدها هذا العام.

 - أحداث البدرشين بالجيزة (يوليو 2012): وقعت اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين بقرية دهشور التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، وتطورت الأحداث لتصل إلى تهجير ما يقرب من 120 أسرة قبطية من القرية على خلفية هذه الاشتباكات، والتى عرفت آنذاك بـ "فتنة القميص"، ونتج عنها إحراق منازل بعض الأقباط بالقرية ومغادرتهم لها، إلا أنهم عادوا إليها بعد ذلك وسط ترحيب من مسلمى القرية120.

- أحداث رفح بسيناء (سبتمبر 2012): تم تهجير 9 أسر مسيحية من مدينة رفح إلى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، استجابة لحالة القلق التى انتابت الأسر المسيحية بعد واقعة إطلاق النار على محل تاجر مسيحى فى رفح، وكذلك مع زيادة تلقيهم تهديدات لإجبارهم على مغادرة رفح؛ وذلك للنجاة بحياتهم من العناصر المتشددة، وعقد المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية اجتماعا لبحث أزمة تهجير الأسر المسيحية من رفح121.

- أحداث بنى سويف (أكتوبر 2012): حدثت اشتباكات طائفية عنيفة بعزبة ماركو التابعة لقرية طلا بمركز الفشن الواقع ببنى سويف عقب أداء المسيحيين لصلاة قداس الأحد بكنيسة مارجرجس بعزبة ماركو، أسفرت عن إصابة عدد كبير من الطرفين، وكانت الأحداث قد وقعت بسبب قيام أهالى عزبة راجى المجاورة لعزبة ماركو والتابعة لقرية طلا أيضا بأداء الصلاة فى كنيسة عزبة ماركو ومخالفتهم لشروط وضعها رؤوس العائلات من عزبتى ماركو وراجى من المسلمين والأقباط بتنظيم أوقات الصلوات وأعداد المصلين وسيارات نقل الركاب التى تتسبب فى منع المرور بالشارع الضيق الذى تقع به؛ مما أدى إلى غضب المسلمين بعزبة ماركو وحاولوا منع المسيحيين من الصلاة، فنشبت مشادات كلامية بين الطرفين سرعان ما تحولت إلى مشاجرات بالعصى والأسلحة النارية122.

- أحداث شبرا الخيمة بالقليوبية (نوفمبر 2012): قام بعض السلفيين باقتحام كنيسة مارمينا بشبرا الخيمة والاستيلاء على المبنى وأقاموا بداخله شعائر صلاة العشاء وهم مدججين بالأسلحة وعلقوا لافتة تحمل اسم مسجد "عباد الرحمن" على المبنى، وذلك بالرغم من صدور تصاريح للمبنى كمبنى خدمات تابع للكنيسة، فى واقعة  هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر، إلا أن الأمن أعاد المبنى وحرره من مقتحميه123.

- أحداث الخصوص والكاتدرائية المرقسية بالعباسية (أبريل 2013): بدأت فتنة الخصوص بالقليبويبة يوم 5 أبريل جراء قيام ظهور رسوم فى هيئة صليب على جدران معهد أزهرى بالمنطقة، وتعددت الأقاويل حول من رسمها، فالبعض أكد أن أطفال قاموا بالرسم أثناء لعبهم بالمنطقة وآخرون أكدوا أن شابًا مسيحيًا قد رسمها؛ وهو ما أثار حفيظة عدد من المسلمين، فنشبت مشاجرة بين بعض المسلمين والمسيحيين، قام على إثرها أحد الأقباط بإطلاق النار على المتواجدين فاشتعلت الأزمة، وتطور الأمر لاشتباكات بالأسحلة بين الطرفين وحرق منزل القبطى الذى بادر بإطلاق النار، مما أدى لمقتل 4 أقباط ومسلم وإصابة العشرات، وأثناء تشييع الجثامين حدثت اشتباكات دامية بين أقباط ومسلمين أمام الكاتدرائية، واستمرت ليوم كامل أدت لمقتل قبطى وإصابة ما يقرب من 89 آخرين124.

- المحور الثامن: الفتنة الطائفية خلال فترة حكم عدلى منصور (يوليو2013- يونيه 2014):

شهد هذا العام العديد من الأحداث الطائفية التى جاءت كرد فعل من أنصار الرئيس محمد مرسى بسبب عزله، مما أدى إلى ازدياد العنف الطائفى خاصة عقب فض اعتصاماتهم، حيث شهد شهر أغسطس 2013 وحده الاعتداء على أكثر من 60 كنيسة فى المحافظات المختلفة وحرق بعضها مثل كنيسة مارجرجس بسوهاج وكنيسة السيدة العذراء بالمنيا125، وكان من أهم الأحداث الطائفية بهذا العام ما يلى:

- أحداث المنيا (أغسطس 2013): نشبت مشاجرة بين مسلمى ومسيحى قرية بنى أحمد الشرقية، بدأت بين شخص مسلم وآخر مسيحى على إحدى المقاهى؛ بسبب أغنية وطنية مما أثار غضب المسيحى، وذلك أثناء مرور مسيرة لمؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى, وهو ما نتج عنه 15 مصاب بطلقات نارية، وحدوث تلفيات بسبعة منازل لأقباط بالقرية, وبعض ممتلكاتهم الأخرى كالسيارات والمحال التجارية؛ كما حدثت محاولة لاقتحام الكنيسة الإنجلية الواقعة بقرية ريده التابعة لمركز المنيا، إلا أن الأمن نجح فى التصدى لها بمساعدة أهالى القرية126.

- فتنة بنى سويف (أغسطس 2013): شهدت قرية الديابية الوسطى التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بنى سويف أحداثًا مؤسفة، بسبب اشتعال فتنة طائفية بين مسلمى وأقباط القرية؛ بسبب خلاف على إقامة أحد المطبات الصناعية أمام أحد منازل الأقباط، مما تسبب في إصابة 30 من أبناء القرية من الطرفين، واحتراق 9 منازل للمسيحيين ومنزلين للمسلمين وكنيسة وسيارة وعدد من الدراجات البخارية. وفرضت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا حول القرية وداخلها؛ لمنع تجدد الاشتباكات، كما قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات واسعة لأطراف النزاع وضبطت 25 من الطرفين127.

- أحداث المنيا (سبتمبر - نوفمبر 2013): شهدت قرية دلجا بمركز دير مواس التابع لمحافظة محافظة المنيا أحداث طائفية فى سبتمبر 2013، وذلك عقب فض اعتصامى مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تمكنت الجماعات الإسلامية من إحكام سيطرتها على دلجا، وفرض إتاوات على سكانها الأقباط الذين يشكلون أقلية لا تتجاوز 20% إلا أنها مركزة فى كثافة سكانية مرتفعة، إذ قامت هذه الجماعات بالقتل والترويع وحرق كنائس، وفرضت حكمها على القرية، حتى قامت قوات الجيش بمحاصرة القرية من جميع مداخلها والقبض على هذه العناصر المتطرفة128.

وفى نوفمبر 2013، وقعت فتنة أخرى بين بعض أهالى قرية الحوارته التابعة لمركز المنيا وعدد من أهالى قرية نزلة عبيد المجاورة لها، وسقط خلالها ثلاثة قتلى وأصيب 20 آخرون، كما شهدت المنيا واقعة أخرى فى نفس التوقيت، حيث حدثت فتنة طائفية أخرى بقرية البدرمان التابعة لمركز دير مواس، وذلك بحدوث اشتباكات مسلحة بين مسلمين وأقباط، عقب تردد شائعة بهروب فتاة مسلمة مع شاب مسيحى، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين وحرق 5 منازل، وكثفت أجهزة الأمن تواجد قواتها فى المنطقة؛ تحسبًا لتجدد الاشتباكات129.

المحور التاسع: الفتنة الطائفية فى بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى (يونيه 2014 – ديسمبر 2015):

رغم أن فترة حكم الرئيس السيسى شهدت أحداثًا طائفية، إلا أنه يمكن القول أنها أحداث محدودة التأثير ولم يكن لها صدى يُذكر فى المجتمع، وكان من أبرزها:

-       أحداث سمالوط بالمنيا (مارس 2014): وقعت هذه الفتنة بقرية شوشة التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، وذلك عقب أن نشبت بين الطرفين المسلم والمسيحى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة، أسفرت عن إصابة 4 من الطرفين, وفرض الأمن كردونًا أمنيًّا حول القرية، وتمت السيطرة على الموقف والقبض على 25 من الطرفين130.

-       وقائع قرية الجلاء بالمنيا (4 أبريل 2015): شهدت قرية الجلاء بمركز سمالوط فى محافظة المنيا، اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بسبب قيام مجهولين برشق سيارة تستقلها طالبات مسيحيات بالطوب والحجارة؛ مما دعا ذويهم إلى الخروج من منازلهم لمعرفة سبب الاعتداءات التى حدثت دون مبرر، فوقعت اشتباكات بين الأهالى من الطرفين أسفرت عن سقوط 9 جرحى، وتأتى هذه الواقعة بعد أقل من أسبوع من الأزمة التى شهدتها قرية العور التابعة لمركز سمالوط شمال المحافظة؛ بسبب الخلاف على بناء كنيسة تحمل أسماء قتلى حادث "داعش" الإرهابى، إلا أنه قد تم عقد جلسة عرفية انتهت بالاتفاق على بناء الكنيسة من طابق واحد131.

-       أحداث بنى سويف (مايو 2015): نشبت هذه الفتنة بعد قيام شاب مسيحى (ويدعى أيمن يوسف مرقص) بنشر صور مسيئة للرسول والإسلام والمسلمين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" من مقر إقامته بالأردن، وكانت هذه الصور كفيلة بإشعال غضب المسلمين فى قريته الواقعة فى جنوب محافظة بنى سويف، فهاجم عدد من شباب قرية كفر درويش، أسرة الشاب القبطى، فاضطرت قوات الأمن للتدخل وفرضت كردونًا أمنيًا حول منازل الأقباط132.

-       فتنة سمالوط بالمنيا (سبتمبر 2015): عقب خلاف بين شاب مسيحى من قرية العمودين وآخر مسلم من قرية الشروبى بمركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، خرجت سيارات تحمل متطرفين من قرية الشروبى حاملين العصى والأسلحة البيضاء والخرطوش، واعتدوا على حفل زفاف أحد المسيحيين بقرية العمودين، وبعد تدخل الأمن تم التصالح بين الطرفين133.

-       أحداث العامرية بالإسكندرية (سبتمبر 2015): وقع خلاف معتاد على حيازة قطعة أرض بين طرفين، لكن لأن المالك مسيحى، والمعتدى على الأرض من الأعراب، حيث وضع يده على الأرض المجاورة لكنيسة مارجرجس بقرية العلا بالعامرية بمحافظة الإسكندرية، فلجأ المالك إلى كل الحلول الودية، ثم لجأ إلى القضاء، ليحصل على حكم نهائى باسترداد أرضه، وتوجهت قوة من الشرطة لتنفيذ الحكم، لكنها فوجئت بأن مكبرات الصوت فى المساجد تحرض السكان على التصدى للشرطة، التى جاءت لنصرة المسيحيين على المسلمين، وبالفعل توجهت مجموعات كبيرة من الأهالى واصطدمت بالشرطة، وسقط قتيل من المهاجمين وعدد من الجرحى، مقابل عدة إصابات بالشرطة، التى آثرت الانسحاب حتى لا تتفاقم الأزمة، إلا أن المتطرفين ظلوا محاصرين منازل الأقباط، وهددوهم بالقتل إذا لم يهاجروا جميعا من القرية، ويتنازلوا عن الأرض، ليخضع المسيحيون فى القرية للإقامة الجبرية لمدة أسبوعين، ويصاب العديد منهم بسبب الضرب والاعتداء من المتطرفين بالقرية134.

 

-       أحداث أبوقرقاص بالمنيا (مايو 2016): وقد تم تداول هذه الأحداث إعلاميًا إثر تجريد سيدة مسيحية مسنة من ملابسها فى قرية الكرم بأبو قرقاص، وتبين أن هذه الأحداث بدأت بعد شائعة علاقة بين مسيحى ومسلمة أطلقها زوج المرأة المسلمة انتقامًا منها بسبب خلافات بينهما، وقد تعرض الشاب المسيحى للتهديد مما دفعه لترك القرية، عقب ذلك تعرضت والدته للهجوم عليها وتجريدها من ملابسها، وبعد ذلك تجمعت مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا مساء اليوم التالى يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على بعض منازل الأقباط، إذ قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار فيها. وقد عقب هذه الأحداث حملات فى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى تطالب بإعادة حق السيدة المسنة، وأخرى تطالب بإقالة محافظ المنيا، وطالب العديد من المختصين بضرورة البحث المتعمق فى أسباب الفتن الطائفية وتكرارها فى بعض الأماكن مثل محافظة المنيا؛ حتى يتم علاج هذه الأسباب جذريًا دون الاكتفاء بالصلح الشكلى والجلسات العرفية.

خاتمة:

تنوعت الفتن الطائفية فى مصر ما بين حوادث فردية تحولت لأحداث طائفية، ووقائع التحول الدينى، وبعض حوادث العنف الجماعى، واستهداف دور العبادة "خاصة الكنائس"، ويتضح أن الأزمات الطائفية قد تكررت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ومع الاعتراف بأن ثمة اختلاف دينى بين عنصرى الأمة المصرية، إلا أنه يمكن القول أن مصر لم تصل فى أى وقت من الأوقات إلى وضعية المجتمعات الطائفية التى عرفها التاريخ الحديث، كما تبين لنا أنه فى كثير من الأوقات ومنذ الاحتلال البريطانى لمصر كانت العوامل الخارجية تلعب دورًا ملموسًا فى حدوث الصدامات بين المسلمين والأقباط.

وقد تبين مما سبق أن الفتنة الطائفية فى مصر منذ عام 1972 وحتى عام 2016 تركزت بشكل أساسى فى محافظات القاهرة والمنيا والجيزة تلتها محافظات الإسكندرية وبنى سويف وأسيوط وسوهاج وقنا والفيوم ثم جاءت محافظات الشرقية والغربية والدقهلية، بينما شهدت بعض المحافظات حدثًا طائفيًا واحدًا خلال تلك الفترة كالقليوبية وكفر الشيخ ومطروح وشمال سيناء والأقصر وأسوان.

ويتضح أن طرق مواجهة الأحداث الطائفية تؤكد على تركيز النظم الحاكمة باختلافها على معالجة هذا الملف من الناحية الأمنية مع إغفال المعالجة السياسية والمجتمعية. فقد ثبت من تطور الأحداث نجاح الحل الأمنى بشكل جزئى، إذ أنه ما تزال الأحداث موجودة وتتجدد، وهذا يرجع لعدم معالجة الجذور، والاكتفاء بمعالجة مظاهر الأحداث، كما أن الحل الأمنى كان يعقب المشكلة، إلا أنه يجب على الأجهزة الأمنية أن تقوم بإعداد نفسها من خلال استخدام نظريات الأمن الوقائى والدمج بينها وبين نظريات الأمن العلاجى، فضلا عن تطوير القدرة على التنبؤ بمحاولات إثارة الفتنة عبر استخراج المؤشرات العلمية وتحليلها والاستعداد للتحرك السريع لمواجهتها، وفى الإطار ذاته يجب أن يتم تأكيد هيبة القانون، كما يجب أن يكون تدخل الأجهزة الأمنية سريعًا وفعالًا بما يمنع إضفاء أبعاد دينية أو طائفية على الخلافات أو التوترات العادية  التى قد تحدث بين المواطنين.

وقد كشفت الأحداث الطائفية التى شهدتها مصر بشكل عام عن غياب مفهوم الإدارة الرشيدة للأزمات؛ نتيجة غياب الشفافية، وحرص الأطراف المختلفة على التصعيد، واللجوء إلى أساليب الشحن الدعائى وإلقاء الاتهامات المتبادلة، وإطلاق العنان للشائعات، والقابلية إلى الانسياق وراء العوامل غير الموضوعية فى التناول؛ وهو ما يجعل المجتمع فى حالة من السيولة واللا معيارية التى تنذر بتفجر الأوضاع فى أى وقت وأى مكان. حيث أنه بمجرد وقوع الأزمة تطفو على السطح سلسلة من الخطابات المعتادة التى تتحدث عن الشأن الطائفى، هذه الخطابات فى حالة تناسخ دائم، وكأن ما يحدث هو إعادة تدوير متعمد لرؤى تسهم فى إبقاء حالة الاحتقان الطائفى، وتتمثل هذه الخطابات فى: خطاب الوحدة الوطنية (الذى يتحدث عن العلاقات الحميمة بين المسلمين والأقباط الذين يوصفوا بعنصرى الأمة)، وخطاب الإنكار (ومفاده أن المشكلات بين الجانبين الإسلامى والمسيحى إما عارضة أو مفتعلة)، وخطاب الاتهام (حيث  تتسارع مختلف الجهات إلى إلقاء اللائمة على طرف بعينه فى كل حادث طائفى)، وخطاب المشكلات القبطية (إذ يعاد فى أعقاب كل حادث طائفى إنتاج خطاب الهموم الطائفية الخاصة بالأقباط، مثل العقبات التى تعترض بناء الكنائس، والتمثيل السياسى للأقباط .. إلخ).

إضافة إلى ما سبق، فإن استمرار أساليب المعالجة الوقتية للأزمات الطائفية يجعل من الممكن إنتاجها وتفاقمها بين الحين والآخر، وهو ما قد يؤدى إلى توترات داخل كيان الأمة المصرية بين مسلميها وأقباطها؛ الأمر الذى ينذر بمخاطر جمة فى ظل استمرار المعالجات الراهنة للأحداث، ما لم يُعالج الأمر برؤية سياسية واجتماعية وإعلامية متعمقة وواعية. أما عن أسباب الاحتقان الطائفى فيمكن إجمالها فى: الأمية والجهل، وغياب ثقافة الحوار، وغياب الشفافية، وتدهور مستوى التعليم وقيامه على التلقين والحفظ دون الفهم والابتكار والتفكير، والمعالجة الإعلامية القاصرة للأحداث، والخطاب الدينى المغلوط فى كل من الجانبين، خاصة وأن الفتنة الطائفية فى مصر عقب ثورة 25 يناير ظهرت على أرضية دينية وليست سياسية أو اجتماعية كما كان يحدث، وهو ما اتضح للجميع خاصة إبان عزل الرئيس محمد مرسى، فمن جهة قامت الجماعات المتشددة بافتعال بعض الأحداث الطائفية فى ظل التوظيف السياسى للدين، ومن جهة أخرى وقعت حوادث طائفية نتيجة الانفلات الأمنى والتحفز الشعبى العام، وعدم شعور الجميع بالاستقرار السياسى.

ومن خلال ما سبق يمكن القول أننا فى حاجة لمواجهة أعمال العنف الطائفى، وهو أمر لن يتأتى بالتهوين من شأنها أو التعتيم عليها، فينبغى إحاطة الرأى العام بالحقائق الكاملة فى مثل هذه الأعمال، كما ينبغى تطبيق القانون بصرامة على مختلف الأطراف التى تشارك فى تأجيج الفتن الطائفية، وينبغى كذلك إجراء مراجعة شاملة لمناهج التعليم وسياسات الإعلام، وجعلها تستهدف الإعلاء من قيم التسامح وتعزز ثقافة المواطنة والحريات ونبذ العنف والتعصب والكراهية الدينية، ونشر الوعى لدى المواطنين خاصة عند استخدامهم صحافة المواطن؛ حتى لا يساهموا فى إذكاء الفتن والتعصب، وأخيرًا يجب وضع برنامج شامل للإصلاح فى شتى المناحى وتوافر إرادة سياسية لتنفيذه، كما أن غياب التوتر الطائفى يرتبط بوجود مشروع أو هدف قومى يسعى النظام إلى تحقيقه؛ لإقامة بناء داخلى قادر على تعبئة الشعب حوله بدلًا من الانقسامات والصدامات؛ وذلك حتى لا يظل المجتمع أسير خطابات طائفية تكرس انقسامه وتضر بحقوق مواطنيه.

هوامش الدراسة:

112-  أشرف صادق، الشكر والعرفان للمشير طنطاوى بعد قرار إعادة بناء كنيسة أطفيح، جريدة الأهرام، 7 مارس 2011، محمد شومان وآخرون، عشرات الآلاف من الأقباط يعتصمون أمام التليفزيون حتى تتحقق مطالبهم، جريدة الأهرام، 9 مارس 2011.

113-  مصريات، أحداث المقطم، أخبار أحداث مظاهرات الأقباط فى صلاح سالم القلعة والمقطم، http://www.masreat.com.

114-  أسامة الهوارى، فقدت أذنى وكدت أفقد رقبتى بسبب سطوة السلفيين، جريدة الأهرام، 25 مارس 2011. أسامة الهوارى، اتفاق المصالحة فى واقعة قطع الأذن أمام النيابة اليوم، جريدة الأهرام، 26 مارس 2011.

115-  أحداث 2011 فى مصر، ويكيبيديا، https://ar.wikipedia.org.

116-  موفق أبو النيل، الهدوء يعود لقرية المريناب بإدفو بعد التصدي للفتنة الطائفية، الأهرام، 2 أكتوبر 2011، عبد الله صلاح، تجدد الاحتجاجات فى إدفو بسبب إزالة "قِباب كنيسة المريناب"، اليوم السابع، 30 سبتمبر 2011.

117-  الأقباط يعتصمون أمام ماسبيرو على خلفية فتنة المريناب، مصرس، 4 أكتوبر 2011، http://www.masress.com.

118-  مايكل فارس، خريطة أكبر الفتن الطائفية بعد ثورة 25 يناير.. مراكزها أسيوط والمنيا والإسكندرية والقاهرة.. إبراهيم: الحل الأمنى علاج قاصر وسطحى.. زاخر: الأقباط يدفعون ثمن مساندتهم لشيخ الأزهر، جريدة اليوم السابع، 9 أبريل 2013.

119-  حنان أبوسكين، قضايا الأقليات والمواطنة فى مصر بعد الثورة، مجلة  الديمقراطية، العدد 52، أكتوبر  2013، ص ص 1 - 2.

120-  أحمد عبد اللطيف، الأسر القبطية تعود لدهشور وسط احتفال المسلمين.. والجناة أمام المحكمة خلال أيام، جريدة المصرى اليوم، 9 أغسطس 2012.

121-  عبد الحليم سالم، أمين صالح، تهجير 9 أسر مسيحية من رفح للعريش خوفاً من تهديدات الإرهابيين.. قزمان: الحل أن تبسط الدولة نفوذها وليس أن نهجر أرض الأنبياء.. راعى الكنيسة: الأهالى هجروا أراضيهم بعد إطلاق النار على محل تاجر مسيحى، اليوم السابع، 27 سبتمبر 2012.

122-             أشرف مصطفى، اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بعزبة ماركو ببنى سويف، جريدة التحرير، 28 أكتوبر 2012. 

123-  ميرفانا ماهر، "اتحاد شباب ماسبيرو" يدين الاعتداء علي مبني خدمات كنيسة مارمينا بشبرا الخيمة ، جريدة الفجر، 6 نوفمبر 2012.

124-  محمد السيد، أحداث الخصوص اشتعلت بعد قيام شاب مسيحى برسم صليب على المعهد الأزهرى، الأهرام، 6 أبريل 2013، عصمت الشامى، "بوابة الأهرام" تنشر نص تقرير لجنة تقصى "القومى لحقوق الإنسان" حول أحداث الخصوص، الأهرام، 11 أبريل 2013.

125-  مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، ترمومتر العنف "العنف ميتر"، سبتمبر 2013،  http://www.andalusitas.net.

126-  سعيد الشريعى، ننشر التفاصيل الكاملة للأحداث الطائفية بقريتى بنى أحمد وريده بالمنيا، Enn الإخبارية، 4 أغسطس 2013، http://www.egyptiannews.net.

127-  عمر الشيخ، بالصور.. ارتفاع مصابي اشتباكات بني سويف الطائفية لـ30.. واحتراق 11 منزلاً، جريدة المصرى اليوم، 11 أغسطس 2013.

128-  سماح السيد، الداخلية المصرية: قرية "دلجا" ستعود آمنة خلال 24 ساعة، العربية، 17 سبتمبر 2013.

129-  حسن عبد الغفار، المئات يشاركون فى تشييع جثامين قتلى فتنة المنيا، جريدة اليوم السابع، 29 نوفمبر 2013، سعيد نافع، عوده الهدوء لقرية «البدرمان» بالمنيا.. وحصيلة الاشتباكات قتيل و10 مصابين، جريدة المصرى اليوم، 29 نوفمبر 2013.

130-  ماهر عبد الصبور، إصابة 4 والقبض على 25 فى مشاجرة بين عائلتين بسمالوط، جريدة الشروق، 24 أغسطس 2014.

131-  أمير الراوى، إخلاء سبيل 4 من المتورطين في أحداث فتنة "الجلاء" بالمنيا بينهم طفل، موقع مصراوى، 6 أبريل 2015، www.masrawy.com.

132-  ساجد النورى، بعد أزمة تهجير الأقباط في بني سويف.. أشهر 12 قضية طائفية شهدتها مصر، جريدة الوطن، 3 يونيه 2015.

133-  مصطفى السعيد، إلى متى يظل المسيحيون "الحيطة المايلة"؟، جريدة الأهرام المسائى، 1 أكتوبر 2015.

134-  المصدر السابق نفسه.