المركز العربي للبحوث والدراسات : التحليل الأيقونولوجي لصور قناة السويس على موقع صور جوجل (2) (طباعة)
التحليل الأيقونولوجي لصور قناة السويس على موقع صور جوجل (2)
آخر تحديث: الخميس 01/09/2016 01:48 م د. شريف درويش اللبان
التحليل الأيقونولوجي

عقب احتلال مصر أسدل الستار على صور قناة السويس باستثناء بعض الصور الخاصة بعبور السفن بين الحين والحين إلى أن حدث تأميم قناة السويس في عهد عبد الناصر عام 1956، ثم بدأت الأحداث تلتحم بالقناة وتضعها في بؤرة الاهتمام السياسي.

أولاً: تأميم قناة السويس في عهد عبد الناصر

إن نجاح ثورة 1952 وتحرر مصر السياسي وفقاً لمعاهدة 1954، كان من الطبيعي أن تسعى مصر لتحررها الاقتصادي، وذلك بالتركيز على تأميم قناة السويس، جاء ذلك من خلال رفض أمريكا تمويل بناء السد العالي، بعد أن وافقت على القيام بذلك في 19 يوليو 1956، استتبع ذلك بيوم رفض كل من بريطانيا والبنك الدولي تمويل السد، مما دفع عبد الناصر لتأميم القناة يوم 26 يوليو، أعقب ذلك تحرك دولي من قِبل إنجلترا وفرنسا وأمريكا والعديد من الدول، وعقب الفشل المتكرر للوصول إلي تسوية، قامت إسرائيل بالعدوان علي مصر في 29 أكتوبر عام 1956، وانضمت في اليوم الثاني بريطانيا وفرنسا فيما يطلق عليه العدوان الثلاثي علي بورسعيد. ثم انسحبت هذه القوات بعد تهديد الاتحاد السوفيتي بضرب لندن وباريس، في 23 ديسمبر 1956، وفي اليوم التالي لانسحاب هذه القوات تم تحطيم تمثال ديليسبس، وسجلت صحيفة الأهرام نسف هذا التمثال في عددها الصادر بتاريخ 25 ديسمبر 1956 من خلال مجموعة من الصور المتسلسلة.

قبل الخروج من مشهد تأميم القناة والولوج إلي مشهد نسف تمثال ديليسبس، تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد صور تدل على زيارة عبد الناصر إلى قناة السويس وفقاً للبحث، ويفتح ذلك مجالاً للتأويل السبب فيه  انشغال عبد الناصر بالتجهيز للمناورات السياسية مع الغرب، وعدم رغبته ترك العاصمة، كما أن قناة السويس يمكن أن تصبح مسرحاً للعمليات العسكرية في أي لحظة.

ثانيًا: نسف تمثال ديليسبس في عهد عبد الناصر

أزيح الستار عن تمثال ديليسبيس في 17 نوفمبر عام 1899 بعد مرور ثلاثين عاماً على افتتاح قناة السويس الذي شيده النحات الفرنسي إيمانويل فريما Emmanuel Fremiet والتمثال من البرونز ويصل طوله 33  قدم أي ما يوازي (10 متر) واليد اليمني من التمثال ترحب بالزوار الذين يدخلون قناة السويس، ويده اليسرى تحمل خريطة القناة ورداً على أزمة السويس عام 1956، تم تدمير التمثال بالديناميت في 24 ديسمبر 1956 من قبل يحيى الشاعر، عضو في المقاومة المصرية.

صورة (6) تمثال ديليسبي
صورة (6) تمثال ديليسبي كاملاً

يحمل تمثال ديليسبيس العديد من الدلالات التاريخية والسياسية والفنية العامة والخاصة بالتمثال، فبالنسبة للدلالات التاريخية، فإن هذا التمثال يؤكد حقيقة أن حفر قناة السويس يعود إلى ديليسبيس، وهي حقيقة لا مراء فيها، ولكن استخدام التمثال يجسد هذه الحقيقة عند رؤيته كل مرة، ويحول الدلالة التاريخية إلى دلالة حاضرة في الأذهان كلما تم مشاهدتها تعيد التاريخ إلى الأذهان ليتجلى بشكل واقعي، أما الدلالة السياسية، فإنه يكرس للنفوذ الفرنسي في هذه الفترة، ويربط في الأذهان كل من سياسية سعيد وإسماعيل وحفر القناة وملابسات احتفالها، وعلى الجانب الآخر تذكير إنجلترا التي تحتل مصر بالوجود الفرنسي في القناة، أما الدلالات الفنية فإنها تشير إلى تفوق فرنسا في الفنون، واستخدم الفن هنا ليحقق مكاسب سياسية وتاريخية. 

صورة (7) تمثال ديليسبيس
صورة (7) تمثال ديليسبيس بعد نسفه

يقصد بالدلالات الخاصة بالتمثال ما يحتوي عليه التمثال في حد ذاته من دلالات، فيظهر التمثال ديليسبيس يمسك بخريطة مصر وبها قناة السويس دليلاً رمزياً علي السيطرة والتملك، بيد أنه يمسكها بيده اليسري، ويرحب بالضيوف بيده اليمني، فكان لدى الفنان إحدى احتمالين؛ أن يضع خارطة مصر ناحية اليمين، ويرحب باليد اليسرى، وهذا منافي لكل التقاليد والأعراف، فآثر أن يضع خريطة مصر ناحية اليسار، أما وضع الخريطة لتصل إلى قدمه وتكون نهايتها ناحية القدم ومطوية ناحية اليد، فهذا يشير إلى السيطرة من زاوية، ومن زاوية أخرى، لا يشير إلي قداسه المكان لأنه ملامس للأرض وموازي للقدم.  

صور(8) متسلسلة لنسف
صور(8) متسلسلة لنسف تمثال ديليسبيس في صحيفة الأهرام

جاء نسف تمثال ديليسبيس كرد فعل من الفدائيين عقب خروج العدوان الثلاثي من السويس، ورد فعل الثوار والفدائيين رد فعل طبيعي نتيجة لما تعرضت له مدينة السويس من غارات وتدمير، فتولد لدى الفدائيين شعور بعدم رؤية ما هو يتصل بالدول الثلاث، فجاء نسف التمثل كرد فعل على العدوان الثلاثي وتدمير مدينة السويس، وذلك في إشارة إلي أن القناة مصرية خالصة عقب العدوان وإزالة ما يتصل بالغرب حتي وإن كان أثراً فنياً. لذا تصدَّر مشهد حريق تمثال ديليسبس صفحات الجرائد المصرية في هذه الفترة.

ثالثًا: عبور قناة السويس في عهد السادات

حققت إسرائيل بموجب تسوية 1957 عقب العدوان الثلاثي مكاسب لوجستية؛ فقد أنهت إسرائيل الحصار المصري الذي كان مفروضا عليها في البحر الأحمر، واستطاعت سفنها المرور بمضيق تيران، ووضع قوات دولية في سيناء. إلا أن الموقف تأزم بعد رفض مصر وجود القوات الدولية، وإغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيل مما قرب التصادم، ودفع إسرائيل للقيام بالضربة الجوية يوم 5 يونيه عام 1967 التي انتهت بضرب المطارات المصرية، واحتلال شبه جزيرة سيناء .

قام الإعلام المصري بخطأ تاريخي إذ عبأ الجمهور المصري تعبئة سلبية، صور مصر بأنها المتفوقة عسكريًا، وأسقطت الكثير من الطائرات الإسرائيلية، حيث أن الواقع كان مخالفاً لذلك، وعلى إثر هذه الكذبة، فقد الشعب المصري المصداقية في الإعلام، والقيادة السياسية، وفقد المصداقية في نفسه من خلال الشائعات التي بثتها وسائل الإعلام الغربية - التي اعتمد عليها بعضًا من الجمهور المصري إثر أزمة الثقة في الإعلام المصري – التي صورت الجندي الإسرائيلي أنه لا يقهر، ولا يمكن تجاوز خط بارليف الذي أقامته إسرائيل على طول القناة، والتفوق العسكري الإسرائيلي في المجال الجوي، وأثر هذا الموقف النفسي والعسكري، وفقدان الثقة والكرامة بالسلب على مصر، حتى فاجأ الجيش المصري إسرائيل بعبور القناة في 6 أكتوبر 1973.

إن الصور التي مثلت حرب أكتوبر وعبور القناة تتدرج بين صور طائرات تقلع يعقبها عبور للقوات عبر الزوارق، والمراكب، ثم صور عبور خط بارليف، ورفع العلم عليه، والمياه التي تزيل خط بارليف، وعبور الدبابات والعربات للجسر المائي عبر القناة، واشتباكات بين الجنود المصريين والإسرائيليين...إلخ من مظاهر الحرب. بيد أن مشهد العبور وفرحة النصر ورفع العلم تظل المشاهد العالقة في الذهن عند ذكر أكتوبر.

صور (9) عبور قناة
صور (9) عبور قناة السويس

تحمل مشاهد العبور العديد من الدلالات الأيقونية المركبة، فقد بدء مشهد العبور بعبور الزوارق والقوارب المصرية حاملة الجنود عبر قناة السويس، حيث يظهر أثر ضربات الطيران الإسرائيلي علي مياه القناة، وآثار الدخان المتصاعد في الضفة الشرقية للقناة، ويعني ذلك صمود الجنود المصريين وإصرارهم على العبور تحت نيران القوات الإسرائيلية، كما يظهر في الصورة خراطيم المياه التي تزيل الساتر الترابي من خلال طلائع الجنود تمهيدًا لعبور المدرعات والدبابات، وكذلك يظهر بالصورة الأسلاك الشائكة دليل على تمركز القوات المصرية وعبورها لنقاط كانت متواجدة بها القوات الإسرائيلية، مما يعني أن هناك اشتباكًا تم بين القوات المصرية والإسرائيلية انتصرت فيه القوات المصرية واحتلت مكان القوات الإسرائيلية، وهذا يدل على الانتصار المبدئي بعبور القوات.

صورة (9) تسلق خط
صورة (9) تسلق خط بارليف

تظهر الصورة السابقة مشهد عبور القوات المصرية والتحدي الذي يقوم به الجنود المصرين وهم يجتازون الساتر الترابي (خط بارليف) والإصرار على العبور والسرعة في الحركة، على الرغم من حمل الجنود للأدوات القتالية وهم يصعدون علي الحبال، تمهيداً للاشتباك مع العدو، من خلال استخدام الأساليب التقليدية من زوارق وحبال في العبور بشكل يوحي بالإصرار. كما نشاهد أن مياه القناة خلفهم دليل قاطع على العبور، وعدم وجود آثارًا للاشتباك على خلاف الصورة السابقة.

صورة (10) عبور الجسر
صورة (10) عبور الجسر المائي

تحمل الصورة السابقة مجموعة من الدلالات الخاصة بسير الحرب، إذ تدل الصورة علي السيطرة الكاملة للقوات المصرية وعبورها قناة السويس ذهاباً وعودة دونما أن يكون هناك أي نوع من الحرب، إذ فرضت القوات المسلحة المصرية سيطرتها الكاملة على القناة، فلا يوجد أثر لرد الفعل الإسرائيلي، على خلاف الصورة الأولى للعبور التي شهدت آثار الدخان والقنابل التي تضرب العابرين، ويرجع ذلك إلى سيطرة الصواريخ والمدفعية المصرية التي أمنت المرور وردعت القوات الإسرائيلية، كما تنطوي الصورة علي فتحة في الساتر الترابي دليلاً على إزالة جزء من الساتر الترابي لمرور العربات والدبابات والمدرعات...إلخ تمهيداً للاشتباك مع قوات العدو الموجودة في سيناء.

صور (11) رفع علم
صور (11) رفع علم مصر على أرض سيناء

يتبين من مشهد رفع العلم المصري، وجود مجموعة من الجنود تتسابق علي رفع علم مصر، وهم طليعة من عبور القناة، ليحاول كل واحد منهم أن ينال شرف رفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، وتشير دلالة رفع العلم إلي سيادة مصر على أراضيها التي احتلتها إسرائيل عام 67، ورد الكرامة المصرية، كما يوجد بجوار العلم مجموعة من الأسلاك الشائكة دليلاً على أن العبور لم يكن سهلاً، ولكن اكتنفته مجموعة من الصعوبات، ولكن الجيش المصري استطاع أن يتغلب علي هذه الصعاب، كما أن ارتفاع العلم يدل علي ارتفاع مصر معه، ورفع الأسلحة بجوار العلم دليل على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وكذلك دليل على الاستعداد لما بعد العبور.

رابعًا: الملابسات التاريخية لمشروع إنشاء قناة السويس الجديدة

مثَّل مشروع قناة السويس أملاً للمصريين للخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وتنحي مبارك عن الحكم والأحداث التي تلتها، اتجهت أذهان الاقتصاديين والمفكرين صوب تنمية محور قناة السويس بوصفه إنقاذ عاجل ومستديم للاقتصاد المصري، خاصة بعد تدهور السياحة في مصر عقب ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث واستنزاف الحركات الاحتجاجية لكثير من الاحتياطي النقدي، فكان التفكير في حل عاجل ينعش الاقتصاد المصري، وألا تتحمل فيه الحكومة المصرية نفقات إنشائه، فعرض المشروع على الشعب المصري من خلال تسويق وسائل الإعلام له ومشاركة العديد من المؤسسات في هذا المشروع مما شجع كثيرًا من الموطنين للإسهام في المشروع، وقد بلغ الاكتتاب العام للقناة 64 مليار جنية مصري.

في 5 أغسطس 2014 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن البدء فعليًا في إنشاء مجرى ملاحي  جديد لقناة السويس، وتعميق المجرى الملاحي الحالي، وتنمية محور قناة السويس بالكامل، وهذا يعني أن المشروع ينطوي علي مرحلتين، الأولي: الحفر والتعميق، والثانية: تنمية محور قناة السويس بالكامل، وأشار السيسي علي ضرورة الانتهاء من حفر قناة السويس في عام واحد، وأجري حفل الافتتاح في 6 أغسطس 2015.

واكب مشروع قناة السويس الكثير من الصور الخاصة بالحفر وزيارات متعددة للقناة من قِبل الكثير من مؤسسات الدولة وممثليها والوزراء...إلخ، إلا أن أكثر الصور إثارة للتحليل وأكثرها شهرة وسيظل التاريخ يذكرها صورة الرئيس السيسي بالزي العسكري على يخت المحروسة وبجواره الطفل المريض بالسرطان.

صورة (12) السيسي
صورة (12) السيسي على يخت المحروسة في قناة السويس الجديدة

تحمل صورة تجول السيسي في قناة السويس على يخت المحروسة في يوم افتتاحها العديد من الدلالات الأيقونولوجية، فإن يخت المحروسة الذي ينتمي لأسرة محمد علي دليلاً على أن أسرة محمد علي، وبشكل خاص سعيد وإسماعيل هما اللذان مهدا لحفر قناة السويس من خلال تقديم الأول لامتياز حفر قناة السويس، وحفر القناة وافتتاحها في عهد الثاني، فإن يخت المحروسة نوع من الوفاء لأسرة محمد علي.

جاءت صورة الرئيس وهو يرتدي الملابس العسكرية كنوع من رد الجميل إلى القوات المسلحة ووقوفها في كافة الأزمات بجوار الشعب المصري، وقيامها بالعديد من الأدوار العسكرية والاجتماعية وحفظ الأمن داخلياً وخارجياً، ودورها في بناء قناة السويس، كما يعني الزي العسكري اعتزازه لانتمائه إلى القوات المسلحة والتأكيد على أنه فرد منها في إشارة للتماسك والتوافق بين الرئاسة والقوات المسلحة.

كما أن الصورة احتوت علي طفل مريض بالسرطان، يشارك الرئيس الاحتفالية ويحمل علم مصر مرتديًا الزي العسكري، يحمل وجود الطفل العديد من الدلالات الإيقونولوجية، أن الأطفال هم أمل مصر، ورعاية الدولة لمرضي السرطان ممثلة في رئاسة الجمهورية وجيش مصر ودوره الاجتماعي في رعاية مرضي السرطان.

لم يغب علم مصر عن المشهد، فقد حمل الرئيس علم مصر بيده اليسرى، دليل علي الوطنية، وإعلاء مصر، فربما يرجع حمل علم مصر ناحية اليسار لقربها من القلب، ولتلويح الرئيس بيده اليمنى للقوات المسلحة، ولكن على الرغم من كل هذه السمات الإيجابية إلا أن وضع العلم ناحية اليسار، يرى البعض أنه لا يحمل سمات إيجابية، لأن علم مصر كلما كان ناحية اليد اليمنى دليل على الخير لارتباط اليد اليمني بالخير، وكان من الأجدر على منسقي الاحتفالية أن يضعوا العلم ناحية اليمين على ساري علم  ليظل ثابتاً طوال مشهد التصوير.

ووفقا لهذا الطرح تمثل قناة السويس ارتباطاً عاطفياً لدى المصرين، فهي بمثابة المرآة التي تعكس تاريخ مصر وتجسده في ثنائيات متعارضة، فقد كانت بداية حفر القناة مقرونة بأحادية الذل وضعف الإرادة، التي تلاشت معها ملامح الكبرياء التي كانت سائدة في عصر محمد علي، وكذلك ضعفت إرادة الدولة وسيادتها علي أرضها، وبدأ الاقتصاد المصري في التهاوي جراء سياسات الخديوي إسماعيل غير المحسوبة، وهو ما صورته رسوم الفلاحين وهم يحفرون القناة مشفوعة بالذل والهوان مقابل لقمة العيش أو السخرة، وقد تحولت قناة السويس واحتفالاتها إلى ذكري مؤلمة في أذهان المصريين مقرونة بضياع القناة وبيعها بالمجان لكل من فرنسا وإنجلترا، فضلاً عن انتهاء هذا المشهد باحتلال الإنجليز لمصر عام 1881 وبالتدريج أصبحت قناة السويس دولة داخل الدولة لا سيادة للحكومة المصرية عليها.

ولما كان الفن والتصوير لا يرصدان سوى الحقائق الموجعة أو المفرحة، فقد أُسدل الستار على صور قناة السويس وخلى المشهد من طرح أي صور للقناة إلا بعض الصور التي تدل علي مرور السفن بين الحين والحين، إلى أن استردت مصر استقلالها السياسي من إنجلترا برحيل الإنجليز في 1956 ، تلا ذلك، إعلان تأميم قناة السويس كرد فعل على عدم تمويل السد العالي، وإزاء هذا الوضع المتأزم حدث العدوان الثالث علي مصر الذي انتهي بنسف تمثال ديليسبس لمحو ذكرى العدوان واسترداد الممتلكات.

وعقب الاحتلال الإسرائيلي لسيناء 1967 وحرب التحرير 1973، بدأت تظهر دلالات النصر وصور الكرامة والسيادة والعبور، ونفي الثنائية السلبية الخاصة بالانكسار، وفقدان الكرامة الوطنية، وانتهاك السيادة المصرية. وكان شاهداً عليها رفع العلم المصري، وعقب ثورة 25 يناير 2011 اتجهت مرة أخري الأنظار إلى قناة السويس ومشاركة المصريين في بناء اقتصاد قوي لمصر من خلال مشروع محور قناة السويس التنموي، أملاً من المصريين في تنمية الاقتصاد ونفي الركود الاقتصادي والتطلع إلى مستقبل أفضل.