المركز العربي للبحوث والدراسات : أزمات موسمية: تسييس الحج ونظريات التدويل للأماكن المقدسة (طباعة)
أزمات موسمية: تسييس الحج ونظريات التدويل للأماكن المقدسة
آخر تحديث: الثلاثاء 20/09/2016 09:21 م إيمان زهران*
أزمات موسمية: تسييس

تتزامن موسمياً حالة التوترات الإقليمية ما بين قطبي السنه والشيعة خاصة بإثارة قضية الحجاج والمشروطيات المصاحبة للتأمين والشعائر عوضاً عن إجراءات الدخول. وما بين فرضيات مُعلَّقة وطموحات مجحفة تظهر الحرب الكلامية ما بين الدولتين السعودية والإيرانية وتتشابك أطراف نزاعهم الديني المسيس عدداً من المؤسسات الإقليمية وفى مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي؛ ليتكشف بذلك عدد من الأبعاد فى مقدمتها ما يتجاذب حديثاً حول تدويل الأماكن المقدسة أو ما يطلق عليه "الفاتيكان الإسلامي" والتنظير لذلك التسييس المذهبى. 

أولاً- جذور الصدام الإيراني السعودي: 

يُعد الصراع السعودي الإيراني من أبرز الصراعات السياسية الحالية فى إقليم الشرق الأوسط على إختلافات أجنداته، صراعية كانت أو تحالفية، إلا أن الوجه الآخر للصراع تمثل ما ابتكره الإيرانيون بإدخال الحج (الشعيرة الدينية) ضمن سياسة هجومية تستهدف الرياض على كل المحاور.

خريطة التشيع الإيرانى (إيران 2025) خاصة بعد سياسات الانفتاح السياسي بمباركة أمريكية سعت فى إطارها السيطرة على العراق شمال السعودية، مستغلة نظرية الفوضى الخلاقة التى أعلنت عنها كوندليزا رايس وضعف الحكومة المركزية في بغداد، والفراغ الذي خلفه الخروج الكامل للقوات الأمريكية قبل سبع سنوات. فضلاً عن التباري بتكتيكات الحرب الشاملة فى الساحة السورية، حيث أرسلت آلاف الإيرانيين من "فيلق القدس" يقاتلون هناك ويديرون شبكة من الميليشيات الشيعية المتطرفة جاءت بها إيران من أفغانستان والعراق ولبنان. وهي الداعم الوحيد بالسلاح والمدربين لميليشيات الحوثي في اليمن، جنوب السعودية، التي انقلبت على الحكومة اليمنية، واستولت على العاصمة منذ عام ونصف، ولا تزال تدور الحرب حيث تدعم إيران الانقلابيين وتقود السعودية تحالفًا عسكريًا عربيًا يدعم قوات الشرعية.

عملياً .. غياب حجاج حكومة طهران عن الموسم الديني هذا الشهر، سواء بهدف الاحتجاج السياسي أو نتيجة خلافات داخلية، تُعد خطوة جيدة تقلل من التصعيد، وتُطمئن أكثر من مليونين ونصف المليون حاج الذين جاءوا من أنحاء العالم وهم في قلق من ممارسات إيران. خاصة وأن هناك تاريخ من التوتر ما بين الدولتين ؛ نذكر منها(1): 

السنة

الحدث

1986

أحبط موظفو الأمن والجمارك السعوديون محاولة الحجاج الإيرانيين تهريب 51 كيلوجرامًا من مادة C4 شديدة الانفجار التي خبأها الحجاج الإيرانيون في حقائبهم لاستخدامها في تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما أُثير في وقتها وأثبتت التحقيقات هذا الأمر

1987

اشتباكات عنيفة في 31 يوليو 1987 في مدينة مكة المكرمة بين مجموعة من الحجاج الشيعة غالبيتهم إيرانيون وقوات الأمن السعودية؛ نتيجة ممارسة الحجاج الإيرانيين مراسم البراءة، ورفع شعارات سياسية معادية لأمريكا وإسرائيل. وقد اشتدت حدة الاشتباك التي وصلت إلى مرحلة العنف بعد تدافع الحجاج بقوة، مما نتج عنه مقتل 402 شخص، منهم 275 حاجًّا إيرانيًّا، و42 حاجًّا من جنسيات أخرى، و85 رجل أمن سعوديًّا، فضلا عن إصابة 649 شخصًا، 303 من الإيرانيين، و145 من السعوديين، و201 حاج من بلدان أخرى.

1989

وقوع انفجاران بجوار الحرم المكي نتج عنه وفاة شخص وإصابة 16 آخرين، وألقت السلطات الأمنية القبض على 20 حاجًّا كويتيًّا اتضح خلال سير التحقيقات معهم تلقيهم تعليمات من محمد باقر المهري (عالم دين ووكيل المرجعيات الشيعية في دولة الكويت)، وتسلمهم المواد المتفجرة عن طريق دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران في الكويت، وتمت محاكمتهم والقصاص منهم

1990

وقعت حادثة نفق معيصم الشهيرة في يوم عيد الأضحى، نتيجة تدافع الحجاج والزحام بينهم، وبرغم اتهام بعض الأطراف الإيرانيين بإطلاق غازات سامة أدت إلى وفاة 1426 حاجًّا من مختلف الجنسيات؛ فإن السلطات السعودية حينها لم تتهم أحدًا، وقالت إنه مجرد "حادث عرضي".

2015

حادثة تدافع منى في موسم حج العام الماضي، والتي نتج عنها مقتل نحو 2300 حاج أجنبي، من بينهم 464 إيرانيًّا، وهي أسوأ أزمة وقعت في مواسم الحج بعد أحداث 1987؛ والتي تستغلها إيران لاتهام السعودية دومًا بعدم القدرة على تنظيم مواسم الحج، فضلا عن سعيها لتدويل القضية، ومقاضاة السعودية أمام المحاكم الدولية في مقتل حجاجها الإيرانيين.

 

ثانياً- منهاجية النزاع الدورى ما بين ايران والسعودية: 

استناداً للعديد من التصريحات المتبادلة ما بين الجانبين؛ نجد أن الجانب الإيرانى دائماً ما يثير عدد من المشروطيات لإتمام موسم الحج وانتقال الحجاج من الأراضى الإيرانية للأراضى المقدسة. مقابل ما تتمسك به السلطات السعودية ويجهله الرأى العام العربي؛ ويظهر ذلك من خلال مشروطيات الطرفين؛ حيث: 

(1)- المشروطيات الإيرانية

هناك عدد من المشروطيات التى توجهت بها إيران والتي مثلت عدد من الإختلافات مع الجانب السعودي؛ ومنها ما تمثل فى النقاط التالية(2): 

1.    منح التأشيرات للحجاج من داخل إيران أو عن طريق الإنترنت.

2.  إعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي. (يُعد شرط نقل الحجاج بداية لاستئناف رحلات الطيران بين البلدين).

3.  افتتاح ممثليات لرعاية شؤون الحجاج الإيرانيين عبر السفارة السويسرية. (هذا المطلب ما هو إلا التفاف على قطع العلاقات الدبلوماسية الأخيرة بين المملكة وإيران نتيجة للأحداث التي أعقبت إعدام "نمر النمر" واقتحام مقرات البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد).

4.    تضمين فقرات في محضر الاتفاق تسمح للحجاج بما يُسمى بدعاء "كميل" ومراسم "البراءة" و"نشرة زائر". وهي التجمعات للحجاج الإيرانين والتي طالما أكدت السلطات السعودية أنها تُعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي، فضلاً عن كونها تهدف لإبعاد الحج عن مقصده الأساسي كفريضة دينية، والعمل على تسييسه من خلال تلك الشعائر وفقاً للرواية السعودية. وقد اعتادت المملكة أن تُصدر سنويًّا تحذيرًا لحجاج إيران من إقامة تلك المراسم.

إعلان "البراءة من المشركين": هو شعار ألزم به المرشدُ الإيراني الراحل "روح الله الخميني" الحجاجَ الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج، من وجهة النظر الإيرانية، يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية، إلى فريضة عبادية وسياسية.

(2)- المشروطيات السعودية

وفقاً للعديد من المواقع الصحفية والتى اهتمت بنقل بنود الاتفاق ما بين الجانبين السعودي والإيراني؛ والتى كشفت فى أغلبها (شروط تعجيزية سعودية) لمرور الحجاج الإيرانين للأراضي المقدسة والتى ذُكر منها فى بعض الصحف الإيرانية وتلك الموالية للشيعة(3):

1.    أن يحصّل كل حاج تأشيرته عبر دولة ثالثة، فلا تؤخذ من داخل ايران.

2.  أن يتم نقل الحجاج الإيرانيين، والذين يقدر عددهم بحوالي 60 ألف حاج، من إيران إلى مكّة من خلال طيران دولة ثالثة، ومنع نقلهم من خلال الطائرات الإيرانية.

3.  بعد اقتراح إيران رعاية سويسرا المصالح الإيرانية للحجاج أثناء الحج، رفضت السعودية ذلك، فارضةً الاكتفاء بلجنة الحج التي تأتي مع الحجاج (وهي لجنة أهلية غير حكومية). وهو ما يعني أن الحجاج سيكونون من دون رعاية الحكومة الإيرانية أو من يمثلها.

ثالثاً- إنعكاسات تسييس الأزمة:

أدى حادث التدافع بمشعر منى فى 2015؛ والذى نتج عنه من وفاة ما يقترب من 2300 حاج أجنبي، من بينهم 464 إيرانيًّا، إلى سعي الحكومة الإيرانية إلى المطالبة بإنتخاب هيئة من الدول الإسلامية للإشراف فى موسم الحج على الأماكن المقدسة بشكل عام، أي تدويل الأماكن المقدسة.

تدويل الأماكن المقدسة: التصعيد الإيرانى نحو المطالية بتدويل الإشراف على الحرمين كل عام نرجعها إلى خطة إيران عقب الإنفتاح الأول بالتزامن مع الثورة الإيرانية عام 1979 وصولاً للإنفراجة الدولية بعام 2015 والحلم الفارسي والذي سُطر بوثيقة عرفت باسم "الإستراتيجية الإيرانية العشرينية" (2005-2025)، أو الخطة الإيرانية العشرينية "إيران 2025". وهي تعتبر "أهم وثيقة قومية وطنية بعد الدستور الإيراني"، تنص على الخصوصية الدولية لطهران وسعيها للتحول لقوة دولية بما ينعكس على إقليم 2025(4) لتحتل إيران بذلك المرتبة الأولى في منطقة جنوب غرب آسيا اقتصاديًا، وعلميًا، وتكنولوجيًا، وتصبح نموذجًا ملهِمًا ولاعبًا فاعلاً ومؤثرًا في العالم الإسلامي استنادًا إلى تعاليم "الإمام الخميني" وأفكاره، وبما يعكس هويتها الإسلامية الثورية.

ومن ثم ؛ فإن أحد أركان الخطة الإيرانية العشرينية فيما يتعلق بالهوية الإسلامية الثورية ما تتطلع إلية منذ القدم من السعي نحو إفقاد السعودية مكانتها الدينية التي تتيح لها القدرة على التأثير على أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم؛ أي بما يعادل 23% من سكان العالم. وذلك بتدويل قضية الحج استناداً إلى حوادث التدافع والوفيات والتى فى إطارها يتم توجية الاتهام للسعودية بالتقصير والفشل في إدارة ورعاية الحج. ومن ثم تتعالى الأصوات الإيرانية على إختلاف مناصبهم الدينية والسياسية وكذلك العسكرية الداعية لوضع الحرمين تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي، مقابل اقتراح آخرون إنشاء هيئة تضم ممثلين لكل الدول الإسلامية تتولى رعاية الحرمين.

رابعاً- الفاتكيان الإسلامي ونظرية أم القرى: 

استناداً للحراك الإيراني نحو تدويل الأماكن المقدسة؛ تأتي أطروحات ( الفاتيكان الإسلامي) تتويجاً نظرياً للتحركات الإيرانية (إيران 2025). والتى بتصورها تأسيس دولة تضم كلاً من مكة والمدينة المنورة وذلك استناداً لعجز المملكة السعودية عن إدارة شئون الحجاج وتوفير الأمن لهم وهو ما أسفر عنه حادث مشعر منى 2015 وعكفت من خلاله إيران لتدويل القضية سياسياً فى إطار سعيها الدؤوب لنشر فكرة "تدويل الأماكن المقدسة"  فى إطار مشروع (الفاتيكان الإسلامي). 

(1)- نظرية أم القرى:

‏        الأطروحات الخاصة بتدويل الأماكن المقدسة بمكة ليست نتيجة فقط للأحداث المأساوية للحج العام المنصرم؛ ولكنه مطلب قديم دائم التجدد تم التنظير له من جانب السياسي والبرلماني الإيراني المحافظ محمد جواد لاريجاني بوضعه نظرية "أم القرى" والتي تدعو صراحة إلى تدويل الحرمين، وضرورة خروجهما عن السيطرة السعودية وإدارتهما عن طريق لجان دولية يكون لإيران فيها نصيب أكبر.

فرضيات نظرية أم القرى: تتوافق نظرية أم القرى مع نظرية ولاية الفقيه والتى تتمحور حول جغرافية إيران التى تؤهل لها الإنطلاق للخارج ( وفقاً لرؤياهم). واستند لاريجانى بذلك لعدد من المحددات لتلك النظرية داعمة لفرضية التدويل نذكر منها(5): 

1.  الإرتكان على كلا ًمن (قُم وطهران) على اعتبار أنها فرضية نظرية أم القرى التى تم تداولها في الأوساط الحاكمة داخل إيران وفقا لمذكرة "مقولات في الإستراتيجية الوطنية" حول الدور الإيرانى في الجوار وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي، حيث ذُكر أن القرآن الكريم ذكر أم القرى والمقصود بها في القرآن مكة، بينما يرى لاريجاني أنه ينبغي أن نحول قُم إلى أم القرى.

2.  أن تتحول إيران إلى دولة المقر للعالم الإسلامي؛ ويكون ولي أمر المسلمين هو الولي الفقيه الذي يحكم إيران؛ هو ما يمثل أداة من أدوات (القوى الناعمة) لدعم توجهات السياسة الخارجية الإيرانية لنشر خريطة التشيع الإيراني المعروفة بـ (إيران 2025).

3.  ارتكاز مفهوم الدولة محل النظرية على عنصرين رئيسيين يتمثلان في "ولاية الفقيه" و"حكومة الولاية"، يؤسسا لمسألة الحدود الدولية القائمة والتي تعين الدول، ليس لها أهمية، نظراً لكون الشعوب الإسلامية جميعها تتبع "ولاية الفقيه"، فلا يمكن تقسيم أراضي الأمة للحد من سلطات الولي الفقيه عليها (الاعتراف الإيرانى بالحدود الدولية للدول الإسلامية ما هو إلا أخذ بالتقية).

تأريخاً لقضية تدويل الأماكن المقدسة إيرانياً: ففي عام 1979 خلال احتفال رسمي بالثورة الخمينية ألقى د.محمد مهدي صادقي خطاباً ذكر من خلاله: "وبعدما قمنا وثبتنا على أقدامنا، ينتقل المجاهدون المسلمون إلى القدس وإلى مكة المكرمة وإلى أفغانستان"، موضحاً أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود. كذلك، أحد الرموز الإيرانية وهو حسين الخراساني ذكر في كتابه "الإسلام على ضوء التشيع" أن "كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها."(6) ومن ثم، فإن جذور التدويل تدُب فى إيران منذ الثورة الخمينية وحتى الآن.

(2) الفاتيكان الإسلامي: القضية الموسمية إقليمياً ونظرية إعادة التقسيم الدولي  

التحركات الإيرانية الأزلية منذ عام 1979، وما صاحبها من نظرية أم القرى، وانتهت بالسجال القائم مع السعودية وعدم التوصل لإتفاق ما بين الدولتين، نجم عنه تغيب الحجاج الإيرانيين عن شعائر حج 2016.

اتساقاً مع الأحداث؛ وفي تقرير نشرة ضابط متقاعد فى الاستخبارات العسكرية الأمريكية ( رالف بيترز) وذلك بعنوان (حدود الدم: كيف سيبدو الشرق الأوسط بحالتة الأفضل؟(، يصف رالف السعودية فى تقريره بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة، حتى تنشأ فيها "دولة إسلامية مقدسة" على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلي الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أي أن يكون المجلس نوعاً من "فاتيكان إسلامي أعلى".(7)

تأسيساً على ما سبق ذكره ..، 

مع تصاعد حدة النزاع الخطابي وحرب التصريحات ما بين السعودية وايران والتى انتهت بمقاطعة إيران لموسم الحج الحالي؛ مقابل ما أعلنت عنه السلطات العراقية من دخول مليون إيراني إلى الأراضي العراقية لأداء ما يسمى بـ"زيارة عرفة" عند مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء، بعد أن أفتى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بجواز الحج إلى المراقد المقدسة هذا العام، بما يعمق من الأزمة السياسية بأن يتم تصديرها لمشهد ديني.

كما أن التشيع السياسي، كأحد أدوات القوى الناعمة والتى تعكف من خلالها على مواصلة تصدير الفكر الثوري الإسلامي وفقاً لنظرية "أم القرى" أو "ولاية الفقيه" والتى تعتبر المرتكز الرئيسي للاستراتيجية الإيرانية خارجياً بشكل عام. فضلاً عن توظيفها لكافة المناسبات والمحافل للترويج لمزاعمها بأنها النظام الأمثل الذي يتمتع بالاعتدال كأفضل شكل لنظم الحكم في العالم الإسلامي.

لذلك، فإن التوتر المتصاعد لقضية الحج، وما نتج عنها من أطرروحات التدويل للأماكن المقدسة، ما هو إلا نمط سياسي بمسحة دينية مذهبية لتسهيل البربوجندا الإعلامية والتى تستهدف من خلالها استهداف استفزاز السعودية باعتبارها الدولة الأكثر تأثيراً من الناحية الروحية في الأوساط الإسلامية، فضلاً  لما تمتلكه من مقومات مالية ودعم دولي وتوازن إقليمي نسبى في مواجهة إيران التي تطرح نفسها باعتبارها زعيمة العالم الإسلامي الشيعي وتسعى لتنفيذ أجندتها الإستراتيجية بالإقليم والمتمثلة فى ( إيران – 2025).

 

* باحثة في العلوم السياسية

الهوامش

1) باسم راشد، صراع النفوذ الدينى : لماذا تصر إيران على تسييس فريضة الحج مع السعودية؟ ، المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية، القاهرة ، 16/6/2016،

 http://www.rcssmideast.org/Article/4768/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9#.V9myyPl97IV

2) مصطفى سالم ؛ استفزازات طهران: ما وراء المحاولات الإيرانية لتسيس الحج ، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، دبى ؛ 13/6/2016 . http://www.futurecenter.ae/analys.php?analys=1130

3) Iran cancels participation in hajj pilgrimage , The wall street journal ,  May 30,2016 .

http://www.wsj.com/articles/iran-cancels-participation-in-hajj-pilgrimage-1464514941   

4) Jeffrey Haynes, Causes and Consequences of Transnational Religious Soft Power, London Metropolitcan University, 2010 ,

http://indiachinainstitute.org/wp-content/uploads/group-documents/6/1342882510-cause-and-consequences-of-transnational-religious-soft-power.pdf

5) محمد جواد لاريجانى ؛ د. نبيل على العتوم(مترجم) ، مقولات فى الاستراتيجية الوطنية: شرح نظرية أم القرى الشيعية ، مركز العصر للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية ؛ لندن ؛ 2013

 http://gcg-ssc.com/wp-content/plugins/alasrscience/upload/books_files/1386775661_%D9%85%D9%82%D9%

88%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84

%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9.pdf 

6) الزهراء عامر ، أزمة تدويل الحرم: حلقة متكررة للصراع بين طهران والرياض ، شؤون خليجية ، 13/6/2016

http://www.alkhaleejaffair.com/c-37800

7) رالف بيترز؛ على الحارس(ترجمة)،حدود الدم: كيف سيبدو الشرق الاوسط بحالتة الأفضل؟ ،مجلة آرمد فورس الامريكية ؛يونيو2006،

http://www.iraqfuture.net/0v4/translations/001-050/001-RP.pdf