المركز العربي للبحوث والدراسات : مصر والمصالحة الفلسطينية (طباعة)
مصر والمصالحة الفلسطينية
آخر تحديث: الأربعاء 04/10/2017 05:03 م
رأى الأهرام رأى الأهرام

ارتبط اسم مصر بالقضية الفلسطينية تاريخيا منذ إرهاصات قيام دولة إسرائيل، وأصبحت هذه القضية جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصري، وخاضت القاهرة حروبا مختلفة فى سبيل ذلك، دفعت خلالها أثمانا غالية من دماء أبنائها ومن أحوالها الاقتصادية والاجتماعية، وقاتلت ـ حربا وسلما ـ من أجل إعادة الحق لأصحابه

ورغم المتغيرات العديدة التى مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط والعالم منذ عام 1948 وحتى الآن، مازالت القضية الفلسطينية محور الاهتمام الأبرز فى مصر، وهو اهتمام يستهدف فى المقام الأول مصلحة الشعب الفلسطينى وضرورة تتويج كفاحه الطويل بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف

فمصر لا توجد لديها أجندة خاصة تسعى إليها من خلال تعاملها مع الشأن الفلسطيني، ولكنها تعمل فقط من أجل تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني

ولأنه لا يمكن العمل مع إسرائيل والأطراف الاقليمية والدولية المعنية من أجل استعادة مسيرة السلام والوصول إلى تسوية سياسية، تحقق حلم الدولة الفلسطينية، دون إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، ليكون جبهة موحدة تستطيع خوض غمار المفاوضات من موقف قوي، خاصة مع استغلال بعض قوى الشر الموقف فى فلسطين لتحقيق مطامع شخصية، والتدخل فى الشأن الفلسطينى بأجندات خاصة لا تحقق المصلحة العامة، بدأت مصر منذ فترة فى الاهتمام بتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية كافة، خاصة حركتى فتح وحماس، وعودة حكومة الوفاق الوطنى للقيام بدورها فى قطاع غزة للقضاء على الانقسام الفلسطينى بين غزة ورام الله

ونجحت مصر فى ذلك، رغم محاولات قوى الشر عرقلة هذه المصالحة، وأكدت القاهرة عزمها على الاستمرار فى جهودها لإنهاء مظاهر الانقسام الفلسطيني، ودعم وجود مؤسسات قوية فى فلسطين لتحقيق الأهداف المنشودة، وعودة اللحمة إلى البيت الفلسطيني، تمهيدا للتحرك فى اتجاه استعادة عملية السلام

لقد سبق أن طرحت قمة بيروت العربية عام 2002 مبادرة السلام العربية، التى مازالت صالحة لتكون أساسا مهما لتسوية الصراع العربى ــ الإسرائيلي، خاصة فى فلسطين، وترى مصر الآن أن هناك فرصة سانحة للتحرك من أجل العودة لعملية التسوية، وعلى الدول العربية كافة والمجتمع الدولى المساعدة فى هذه الجهود، على أساس حل الدولتين، حتى ينتهى هذا الصراع وتتفرغ المنطقة للتخلص من الإرهاب وخوض معركة التنمية والبناء

 

نقلاً عن الأهرام