المركز العربي للبحوث والدراسات : أطر معالجة الخطاب الرئاسي للقضايا الأمنية في المواقع الإخبارية المصرية (طباعة)
أطر معالجة الخطاب الرئاسي للقضايا الأمنية في المواقع الإخبارية المصرية
آخر تحديث: الإثنين 21/10/2019 07:02 م د. هويدا محمد عزوز- عرض: د. شريف درويش اللبان
أطر معالجة الخطاب

جاء الملف الأمني المصري خلال فترة رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدًا من أهم الملفات التي اهتم بها الرئيس منذ اليوم الأول من ولايته الأولى، نظرًا لدوره الكبير في حفظ الأمن داخل البلاد، والقضاء على مختلف صور الجريمة، وتأمين المنشآت العامة والخاصة، ودحر الإرهاب ومنابعه بالتعاون بين رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة، وقد أسهم هذا التعاون في إحباط كثيرٍ من العمليات الإرهابية، التي استهدفت زعزعة استقرار الدولة المصرية وإثارة الفوضى فيها.

فقد واجهت مصر موجة غير مسبوقة من الإرهاب خلال سنوات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي الأربعة الأولى، وبالتحديد في أعقاب فض اعتصاميْ "رابعة" والنهضة" اللذيْن نظمتهما جماعة "الإخوان" الإرهابية بعد الإطاحة بحكم "الجماعة" ورئيسها محمد مرسي من قبل الشعب المصري الذي قام بثورة 30 يونيو للتخلص من حكم الجماعة التي كادت أن تقوم بـ "أخونة" مصر وتغيير هويتها، حيث تعهد الرئيس السيسي بالقضاء على الإرهاب قضاءً تامًا باستخدام عدد من الاستراتيجيات لمواجهة التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى إطلاق العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب.

في هذا الإطار جاءت دراسة د. هويدا محمد السيد عزوز مدرس الصحافة بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية التي استهدفت الوقوف على المعالجة الإخبارية للقضايا الأمنية التي تناولها الخطاب الرئاسي على موقعيْ "البوابـة نيوز" و"اليوم السابـــع"، من خلال التعرف على أسلوب وأبعاد هذا التناول والأفكار المستخدمة، والشخصيات المحورية من خلال تحليل الأطر الخبرية التي وظفها الموقعان في تناول القضايا الأمنية.

اعتمدت الدراسة على منهج المسح، والذي يسمح بحصر مضمون القضايا الأمنية الواردة بالخطابات الرئاسية في المواقع  الصحفية الإلكترونية محل الدراسة، ودراستها بشكلٍ كمي وكيفي؛ حيث تقوم الدراسة على أسلوب الحصر الشامل للموضوعات والفنون الصحفية كافة، والتي تعرضت للقضايا الأمنية.

تمثلت الفترة الزمنية للدراسة في الفترة ما بين 8/6/2014 حتى 8/7/2018 (فترة الولاية الرئاسية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي)؛ حيث تتجلى أهمية هذه الفترة في المواجهة الشاملة للانفلاتات الأمنية في الشارع المصري والأحداث الإرهابية في سيناء وغيرها من المناطق، وتتميز تلك الفترة ببروز عديدٍ من القضايا الأمنية على الساحة الدولية، وحدوث تغييراتٍ نتيجة لتلك الثورات العربية ضد النظم الحاكمة.

عينـة المواقـع الصحفية

تم اختيار موقعيْن من أهم المواقع الصحفية الإلكترونية في مصر من حيث عدد الزيارات طبقًا لموقع "أليكسا" Alexa وهما:

البوابة نيوز:

تصدر "البوابة نيوز" عن المركز العربي للصحافة، وهو مؤسسة إعلامية بحثية تأسست مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وأسهم المركز بجهدٍ وافر في دراسة وتحليل حركات الإسلام السياسي، ويرأس تحريرها الكاتب الصحفي د. عبد الرحيم علي.

تجمع "البوابة نيوز" بين التغطية الخبرية والتنوير الثقافي والالتزام بالأصول المهنية والقواعد الأخلاقية، وراهنت على أن يتحول المتفاعل مع "البوابة نيوز" إلى عنصرٍ فاعل في الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي دون أن يقنع بالتلقي السلبي.

اليوم السابع:

تتوجه "اليوم السابع" إلى شريحة عريضة من القراء من الجمهور والنخبة المصرية التي لا تقتصر على الصفوة في المحيطين السياسي والمالي، وإنما تستند إلى الفئات المتعلقة الموزعة على الشرائح المختلفة للطبقة الوسطى المصرية، كما تتوجه إلى شريحة مستهلكي المعلومات والأخبار الموزعة على كل شرائح المجتمع، وإلى الباحثين عن المواد الخبرية والمعلوماتية في الصحافة المقروءة بموادها المنشورة والمصورة، ويرأس تحريرها الكاتب الصحفي خالد صلاح.

الأُطر التي وظفتها المواقع الصحفية في تناولها للقضايا الأمنية في الخطاب الرئاسي

أوضحت الدراسة توظيف موقعيْ "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" في تغطيتهما الخبرية للقضايا الأمنية في الخطابات الرئاسية الإطار العام، حيث اعتمدت مواقع الدراسة على هذا الإطار حيث استخدمه موقعا الدراسة بنسبة 84,8%، في حين قام الموقعان بتوظيف الإطار المحدد بنسبة 89,2%، حيث عالج موقعا الدراسة للقضايا الأمنية من خلال خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقد تناول موقعا الدراسة مختلف الأحداث، كما أدت طبيعة الأحداث المتلاحقة إلى الاعتماد على الإطار العام، نتيجة لأن خطابات الرئيس السيسي تتناول القضايا الأمنية في سياقاتها دون عزلها عن سياقاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

كما كشفت نتائج الدراسة التحليلية أن تعدد وتنوع القضايا الأمنية أثر على نمط التغطية الخبرية لهذه الأحداث، حيث اهتمت مواقع الدراسة برصد الظاهرة من خلال أحداث بعينها مثل القضاء على الإرهاب – تعزيز قدرات الجيش والشرطة – عقد صفقات أسلحة متطورة مع روسيا وفرنسا - الجماعات الإرهابية – الفوضى والخراب – كسر شوكة الإرهاب في الوادي.

وعلى الجانب الآخر تراجع توظيف موقعيْ الدراسة للإطار المحدد في تناولهما للقضايا الأمنية التي وردت في الخطاب الرئاسي فنجد أن مواقع الدراسة ناقشت القضايا الأمنية في سياقاتها دون عزلها عن بقية القضايا التي تم عرضها في الخطابات الرئاسية.

فقد عالجت "البوابة نيوز" القضايا الأمنية في الإطار المحدد عندما ذكرت آراء بعض الخبراء الأجانب عندما تم ذكر رأي خبيرة الاقتصاد وأسواق المال الأمريكية "دارلين كاسيلا" «أن الرئيس السيسي ربما يكون الحاكم المصري القوي الذي يستطيع توحيد الدول العربية بالكامل، وإنهاء خطر الإرهاب وحماية المنطقة، وكذلك إحلال السلام في الشرق الأوسط، وإنهاء الصراعات الداخلية خاصة بين العرب وإسرائيل».

كما ذكرت "البوابة نيوز" تعليق المحاور الأمريكي الشهير "وولف بليتز" الذي أجرى حوارًا مع الرئيس السيسي وقال معلقًا، إن القيادة المصرية كانت تتحدث بوضوح عن رؤيتها لخطر التطرف وتهديدات داعش في الوقت الذي أثبت فيه أنه شخصية دبلوماسية ذات تفكير عميق، كما أوضحت البوابة نيوز أنه جاء  عنوان مقال تم نشره عن دور  مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية وجاء المقال بعنوان «السيسي يناضل من أجل مصر».

آليات التأطير الخبري

رصدت الدراسة تعدد آليات التأطير الخبري التي وظفها موقعا الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) للقضايا الأمنية التي تم ذكرها في الخطابات الرئاسية خلال الفترة الرئاسية الأولى، وهذ الأُطر هى:

1 – إطار الصراع

جاء إطار الصراع في المرتبة الأولى؛ حيث ظهر بوضوح عند تفاصيل الصراع بين قوات الجيش والهجمات الإرهابية، وبناءً على هذا الصراع يفقد أحد الأطراف المتصارعة حياته، إما المنظمات الإرهابية أو قوات الجيش والشرطة، وذلك من خلال رصد وتتبع الخلايا الإرهابية وتنفيذ الضربات الاستباقية الناجحة ضد العناصر الإرهابية.

2 – إطار الاهتمامات الإنسانية

جاء في المرتبة الثانية الإطار الخاص بالاهتمامات الإنسانية من خلال توظيف موقعيْ الدراسة للحديث عن أسر الشهداء ومعاناتهم لفقدان ذويهم، كما تُظهر خصائص التغطية الدرامية لما يتحمله أهالي سيناء من إجراءات صعبة في مواجهة الإرهاب.

3 – الإطار القانوني

جاء الإطار القانوني  في المرتبة الثالثة سواء من خلال التركيز على بعض القوانين التي تم استخدامها لردع الإرهابيين مثل إعلان حالة الطوارئ وتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب.

4 – إطار التخويف

جاء توظيف موقعيْ الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) لإطار التخويف، وظهر ذلك جليًا في الرسائل التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للتنظيمات الإرهابية، وأيضًا للدول الداعمة للإرهاب ومن بين هذه الرسائل: «تقدر على مصر»، «كسر شوكة التنظيمات الإرهابية بلا تراخٍ، وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربصٌ ببلادنا».

5 – الإطار الديني

جاء توظيف الإطار الديني في موقعيْ الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) من خلال توضيح دعوة الرئيس السيسي للأزهر الشريف بتجديد الخطاب الديني لمكافحة الإرهاب، وتوعية الشباب ضد خطر الإرهاب.

6 – إطارا المسئولية الاجتماعية والنتائج الاقتصادية

وظف موقعا الدراسة إطار المسئولية الاجتماعية وتوضيح تضافر مجموعة من العوامل في المجتمع المصري أدت إلى تزايد العمليات الإرهابية، ويرجع ذلك إلى ما مرت به البلاد من ثورات وأحداث سياسية وتعاقب أكثر من حكم على مصر في الآونة الأخيرة.

أما عن إطار النتائج والخسائر الاقتصادية، ظهر جليًا عند تناول موقعيْ الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع)  للخسائر الاقتصادية التي توالت نتيجة العمليات الإرهابية وتأثر السياحة في مصر التي تعد مصدر دخلٍ مهم للدولة المصرية.

آليات إبراز أُطر التغطية الخبرية للقضايا الأمنية

وظف موقعا الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) عديدًا من الآليات لإبراز الأُطر المستخدمة في التغطية الخبرية للقضايا الأمنية التي تم ذكرها في الخطاب الرئاسي، فاهتم موقعا الدراسة بتوظيف استراتيجية الرد والتوصيف لإبراز الأُطر المستخدمة في تغطية القضايا الأمنية، وأدى استخدام هذه الاستراتيجية إلى تراجع دور الإطار الخبري في شرح أسباب الأحداث والنتائج المترتبة عليها، وكذلك كيفية مواجهتها والحلول المقترحة للقضاء على الأزمات الأمنية، ويمكن تفسير ذلك في إطار الاهتمام بالخطابات الرئاسية، ولكن افتقرت المعالجات الخبرية للأحداث في كثير من الأحيان إلى العمق، حيث يتم سرد ما تم ذكره في الخطاب الرئاسي فقط، باستثناء بعض الحالات في "البوابة نيوز" التي تم فيها ذكر آراء بعض الصحفيين سواء العرب أو الأجانب في الأوضاع الأمنية في مصر، وخطة مؤسسة الرئاسة في معالجة الأزمات الأمنية في مصر.

كما وظف موقعا الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) الإحصاءات والأرقام والرسوم البيانية في إطار استراتيجية الخسائر التي تكبدتها مصر نتيجة العمليات الإرهابية في مصر، وخاصةً في سيناء، وتم ذكر إحصاءات أيضًا عن عدد الشهداء، وكذلك استخدمت نصوص القوانين والأحكام العسكرية الصادرة بحق الإرهابيين.

وقد اشترك كلٌ من موقع "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" في توظيف العناوين، حيث وُظفت العناوين لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتهديد الإرهابيين مثل «الإرهاب الدولي أبرز ملفات السيسي بالأمم المتحدة»، وخاصةً أن الإرهاب خطرٌ يَمَس الوطن العربي بأكمله بل والعالم أيضًا.

أيضًا وظف موقعا الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) مقدمات الأخبار وخاتمات هذه الأخبار في تدعيم الأُطر التي استخدمها موقعا الدراسة لتحمل الفكرة الأساسية للإطار المستخدم، فقامت المقدمات والخاتمات بوظيفة إبراز الأطر المستخدمة في تقديم القضايا الأمنية والعمليات الإرهابية مثل المقدمة الاقتباسية والمقدمة التلخيصية والمقدمة الإنسانية، كذلك وظف موقعا الدراسة خاتمات التقارير والقصص الخبرية لإبراز الأطر الخبرية المستخدمة في معالجة الأحداث والقضايا الأمنية، حيث جاءت الخاتمات لتؤكد دور الرئيس السيسي في مواجهة الإرهاب من خلال قوات الجيش والشرطة.

واهتم موقعا الدراسة بتوظيف الصور المصاحبة لتدعيم الأُطر المستخدمة والأفكار التي تبنتها، مثل نشر صور لبعض الحوادث الإرهابية، وأيضًا صور لأسر الشهداء، أو صور خاصة بضحايا الإرهاب مثل هجمات العريش الإرهابية.

أُطر الأسباب التي ركزت عليها التغطية الإخبارية  للقضايا الأمنية

أشارت نتائج الدراسة إلى أن موقعيْ الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) قد أرجعت تعرض مصر لعديدٍ من المؤامرات لخلق الانقسام بين أطياف الشعب كإطارٍ رئيس من أسباب ظهور وانتشار الإرهاب داخل مصر وعدم الاستقرار الأمني، وذلك لإحداث وقيعة بين المسلمين والمسيحيين من خلال تفجيرات الكنائس وتفجير كنيستيْ طنطا والإسكندرية، والتأكيد على أن هناك من يحاول العبث بأمن مصر وسلامتها، وأن هناك مخططًا مشبوهًا يسعى إلى زعزعة استقرار الوطن.

جاء في الترتيب الثاني لأطر أسباب القضايا الأمنية التحريض على الإرهاب من قبل بعض الدول الداعمة للإرهاب؛ فهناك عددٌ من الدول التي تدعم الإرهاب ومن بينها قطر وتركيا. وجاء في الترتيب الثاني أيضًا لأُطر القضايا الأمنية قيام النظام الإخواني السابق بنشر الشائعات والأكاذيب الملفقة التي تحاول النيْل من استقرار مصر.

وجاء في الترتيب الثالث لأُطر أسباب القضايا الأمنية التحريض على الإرهاب من قِبَل بعض الدول الداعمة للإرهاب، حيث لم تتعرض مصر لهجماتٍ إرهابية من الداخل فقط بل من الخارج أيضًا بتمويلٍ من الدول الداعمة للإرهاب مثل قطر وتركيا.

وجاء في الترتيب الأخير لأُطر أسباب حدوث القضايا الأمنية عدم اتخاذ تدابير أمنية كافية لمكافحة الإرهاب، وإن كانت المعالجة لهذا السبب تُعد معالجة ضعيفة نسبيًا.

أُطر الحلول التي ركزت عليها التغطية الإخبارية

رصدت الدراسة تبني موقعيْ "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" لخطة تطوير القوات المسلحة المصرية، كأهم أُطر الحلول لمواجهة القضايا الأمنية والإرهاب بنسبة (27.8 %) والتأكيد على أهمية القوات المسلحة؛ حيث أكدت "البوابة نيوز" على أن القوات المسلحة المصرية تتمتع بالقدرة والكفاءة على حماية ركائز الأمن القومي المصري، كما أكدت "البوابة نيوز" على أن القوات المسلحة كانت دائمًا عند حسن ظن الشعب المصري بها، حيث أسهمت بدورها الوطني في تخفيف العبء عن كاهل المواطنين ودورها في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما حققت القوات المسلحة إنجازاتٍ متتالية في القضاء على الإرهاب بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي في شمال ووسط سيناء نتيجة لتطوير الاستراتيجية الأمنية خلال أعمال التمشيط والمداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية.

كما أوضحت "البوابة نيوز" أن الرئيس السيسي شهد افتتاح قيادة الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر الذي يضم تشكيلاتٍ جديدة من المدمرات والمنشآت والصواريخ ولنشات المرور الساحلية، كما شهد افتتاح "قاعدة محمد نجيب العسكرية" بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية.

كما أوضح موقع "اليوم السابع" أن القوات المسلحة شهدت عديدًا من الأنشطة والفعاليات التي أكدت قدرة وكفاءة القوات المسلحة على حماية ركائز الأمن القومي المصري، والعمل وفق استراتيجية شاملة لتطوير النظم المعيشية والإدارية على مستوى الأفرع الرئيسة والهيئات والإدارات التخصصية المختلفة، بما يمكنها من مواجهة المتغيرات والأحداث والتحديات التي تفرضها الظروف الراهنة.

كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن أهم أُطر الحلول التي طرحها موقعا "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" تحديث المنظومة الأمنية لمكافحة البؤر الإرهابية، وأيضًا لتحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ القوانين في المجتمع المصري، وسعت الدولة لذلك بعد أن توترت العلاقة بين الشعب المصري والشرطة نتيجة لأحداث 25 يناير 2011، بينما جاء تشكيل "المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب" في الترتيب التالي لأحداث الإرهاب المتتالية التي تعرضت لها مصر في الآونة الأخيرة، والذي تم إنشاؤه في عام 2017 وذلك بهدف حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره.

كما أوضحت نتائج الدراسة أن إعلان حالة الطوارئ جاء من ضمن أُطر الحلول لمواجهة الإرهاب، حيث أُعلنت حالة الطوارئ أكثر من مرة، كانت المرة الأولى في أكتوبر 2014 على محافظة شمال سيناء، كما أعلن الرئيس السيسي فرض حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة شهور بعد حادث تفجير كنيستيْ "مار جرجس" في طنطا و"مار مرقس" في الإسكندرية، حيث أُتخذ قرار إعلان حالة الطوارئ لحماية أمن البلاد ومنع أي مساس بقدراتها أو مقدراتها، كما أعلن الرئيس تمديد إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور في شمال سيناء في أبريل 2018.

وأخيرًا جاء القبض على العناصر الإرهابية ضمن أُطر الحلول التي تُقدم للقضاء على الإرهاب ووضع حدٍ له عن طريق الحملات التي تقوم بها القوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع جهاز الشرطة للقبض على العناصر الإرهابية.

القوى الفاعلة في التغطية الإخبارية للقضايا الأمنية

اتفق موقعا الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) في تناولهما للقضايا الأمنية في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي على وجود نوعيْن من القوى الفاعلة: القوى الفاعلة المطروحة كأطراف متسببة في القضايا الأمنية والحوادث الإرهابية، والقوى الفاعلة كأطراف مُحَرّكة لحلول التغلب على الأحداث الإرهابية.

القوى الفاعلة المتسببة في القضايا الأمنية

اتفق موقعا الدراسة في تناولهما للقضايا الأمنية على طرح بعض الأطر كقوى فاعلة تسببت في الحوادث الإرهابية، أو قامت بنفسها بإحداث بعض مظاهر الإرهاب. ومن أبرز فئات القوى الفاعلة وأكثرها تكرارًا باعتبارهـا طرفًا رئيسًا في القضايا الأمنية: جماعة "الإخوان" الإرهابية، التنظيمات الإرهابية، النظام السابق، تنظيم "داعش" الإرهابي، أهالي سيناء، أهالي أُسر الشهداء، الدول الداعمة للإرهاب، الإعلام ودوره في ترويج الشائعات، قوات الشرطة ومحاولة استعادة دورهـا بعد الفراغ الأمني الذي حدث أثناء ثـورة 25 يناير، وزير الداخلية ودوره في مكافحة الإرهاب.

القوى الفاعلة كأطراف محركة لمواجهة الأحداث الإرهابية

اتفق موقعا الدراسة (البوابة نيوز – اليوم السابع) في تناولهما للقضايا الأمنية الواردة في الخطاب الرئاسي على طرح بعض الأطراف كقوى فاعلة شاركت في وضع حلول وتفعيلها لمواجهة الأحداث الإرهابية، وحاولت التغلب على الآثار السلبية للإرهاب من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية جراء هذه الأحداث.

ومن أبرز القوى الفاعلة بالنسبة لمواجهة القضايا الأمنية وأكثرها تكرارًا في صحف الدراسة: الرئيس عبدالفتاح السيسي ودوره في دعم الجـيش والشرطـة لتحقيق الاستقرار الأمني، الحكومة المصرية ودورها في دعم الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالقضاء على الإرهاب، منظمات مكافحة الإرهاب ودورها في مواجهة ومكافحة الإرهاب الدولي، الجيش المصري، وزارة الداخلية.