المستوي التعييني " الوصفي " للصورة:
نشرت هذه الصورة في الموقع الإلكتروني لمجلة جلوبال
فاينانس الاقتصادية الأمريكية بتاريخ 8
ديسمبر 2016، بتقرير بعنوان: "مصر تمد المساعدة للشركات الناشئة"،
أشار التقرير وجود طفرة تكنولوجية عالمية في طريقها إلى مصر لتمكين الشركات
الناشئة بالمعرفة التي يحتاجون إليها لإنهاء أعمالهم، حيث رحبت مجموعة من البنوك
بجميع الأفكار المتعلقة بالخدمات المالية، بما في ذلك المدفوعات، والخدمات
المصرفية الرقمية، والإقراض، والتداول، والعملات المشفرة، وإدارة الثروات، والأصول،
وأسواق رأس المال، فمجال الاقراض للشركات
الناشئة يعمل في الفضاء التقني، وهو حل محاسبي وكتمويل جماعي يفيد الشركات الصغيرة
والمتوسطة، وهو أمر غير مقيد، حيث ستجد الشركات الناشئة فرصًا لدخول السوق والنمو.
فبرامج الاقراض المالي للشركات الناشئة تعمل في إطار
قبول الودائع وتحويل الأموال، وفتح الحساب كمنصة عبر المحفظة الإلكترونية، فإذا
وجد لدي المستهلكين هواتف محمولة تعد بمثابة تذكرة للإدماج المالي والعضوية في
الاقتصاد الرقمي.
المستوي
التضمينى "الدلالي" للصورة:
تشير الصورة إلى العلم المصري المحتضن للخدمات المصرفية الرقمية، في دلالة
على ما تضمنته زاوية الصورة اليسار على العلم المصري يحتل مساحة ثلث الصورة، وباقي
الصورة رموز رقمية، واحصائية، وتثميلات بيانية، وذات خلفية لبعض الأشخاص المتابعين
لحركة الأسهم بالبورصة في دلالة علي طمس العمل التقليدي للخدمات البنكية والتحول
إلى الخدمات الرقمية.
خلاصة
الدراسة
1. كشفت
نتائج التحليل السيميولوجى عن الإطار العام لصورة قضايا التنمية في مصر حول ما تقدمه الصورة الصحفية من
محتوي ما، فالصورة الصحفية تمتلك رسالة توحي بها أو تولدها لتبلغ معاني مباشرة أو
غير مباشرة، حيث يعتمد مصمم الصورة على شعور المتلقي، على الجانب الأخر يقول رولان
بارت أن الصورة ليست تمثيل الأشياء في الواقع إنما الصورة يتم استعمالها لبث رسائل
أخري كامنة في رؤية مصممها، في هذا الإطار سعت الدراسة الحالية إلى رصد، وتحليل
الأبعاد الدلالية، والضمنية الإيحائية للصور الفوتوغرافية المنشورة
عن قضايا التنمية في مصر في المجلتين الاقتصاديتين إفريقيا بيزنس البريطانية،
وجلوبال فاينانس الأمريكية في ضوء مقاربة رولان بارت في التحليل السيميولوجي
للصورة، وخلصت الدراسة الحالية إلى مجموعة من النتائج والمؤشرات التي
نستعرضها كما يلي:
· في إطار الرسائل التي تتكون منها
الصورة المقدمة عن التنمية في مصر في عينة الدراسة:
كشف التحليل السيميولوجي للصور المنشورة في المجلتين الاقتصاديتين إفريقيا
بيزنس البريطانية وجلوبال فاينانس الأمريكية خلال الفترة الزمنية للدراسة حمل هذه
الصور لمجموعة من الرسائل الضمنية التي تسعي المجلة إلى تمريرها في صورة منتقاه
بعناية أبرزها، ما جاء من موضوعات اقتصادية في مجلة إفريقيا بيزنس البريطانية
والتي شملت على لعب مصر لدور رئيس في دفع التكامل في منتدي إفريقيا للعام 2017
للتعاون الاقتصادي مع الصين وزيادة التجارة مع القارة الإفريقية لتحقيق النمو
الشامل اقتصادياً، في إطار ضخ الاستثمارات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، علي الجانب
الأخر جاءت عملية الرقمنة كمؤشر للإصلاح الضريبي وتمويل التنمية، بهدف تحقيق نمو
عالمي للعام 2030، وهو ما أشار إليه جدول أعمال الاتحاد الإفريقي للتنمية، بينما
شملت موضوعات البحث علي الاتجاه المصري نحو الاستثمار في الصين كرسالة توجه للعالم
حول استقرار مصر واستعدادها للنمو عبر محركات اقتصادية مختلفة لتطوير البنية
التحتية لضمان مناخ استثماري ليس في مصر فقط إنما في القارة الإفريقية ككل، فضلاً
عن صناديق الثورة السيادية لدعم التنمية في مصر، إلى جانب موضوعات عن اصلاحات واكتشافات الغاز لتحفيز الانتعاش في
ثروات الاقتصاد المصري لضخ الاستثمارات المصرية في مجال الطاقة المتجددة.
بينما شملت الموضوعات في مجلة جلوبال فاينانس الأمريكية على كون
مصر أفضل مستوي أداء إقليمي في الشرق الأوسط بعد أن قام البنك المركزي بتخفيف
السياسة النقدية والتي ساعدت في الحفاظ علي سيطرة الاقتصاد المصري علي البنية
التحتية، بينما جاء الاتجاه المصري للاستثمار خارجياً لاستعادة مصر مكانتها
السوقية باستثمارات أجنبية بحوافز استثمارية، بما ينعكس علي الاستثمار في البنية
التحتية العالمية، أيضاً نفذت مصر الاصلاحات الاقتصادية، والسير في خطي التنمية
المستدامة بسعيها للحصول علي قرض البنك الدولي، وضخها للأموال في صندوق الثروة
السيادية، مما ينعكس علي الاستخدام الأمثل للأموال العامة، بما يخدم تلك البنية
التحتية، علي الجانب الأخر عكست عملية الإقراض الرقمي فرصاً للإدماج في الاقتصاد
والاندماج المالي رقمياً.
أما في إطار مكونات
الخطاب المصاحب للصورة فقد ركزت
المواقع الخاصة بالمجلتين
الاقتصاديتين الغربيتين عينة
الدراسة على صورة التنمية في مصر ضمن تفسير الجولات الدبلوماسية المصرية الإفريقية
إلى العديد من الدول
الغربية، وارسال واستقبال مبعوثين في زيارات متكررة من أجل توقيع مذكرات تعاون
مشترك بين مصر وإفريقيا في مجالات التبادل التجاري، والاستثماري، والتجارة الحرة،
وإطلاق السوق الحر، والتعليم، أيضا عكس الخطاب الصحفي المرافق للصورة المتناولة عن
قضايا التنمية الإفريقية في الموقعين الاقتصاديين عينة الدراسة مشاركة مصر في
المحافل الدولية بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي من أجل فض المنازعات وحفظ
السلام؛ فاحتلال القضايا التنموية في مصر بشكل خاص وإفريقيا بشكل عام على أجندة
صانع القرار المصري جاءت في مرتبة متقدمة في تناول
المواقع الغربية الاقتصادية عينة الدراسة،
والتي جاءت في
إطار مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014في قمتي
الاتحاد الإفريقي حتي عام 2019، مما جعل خطى التنمية تسير عبر أجندة استراتيجيات
مستقبلية تضع خارطة طريق لتحقيق التنمية في القارة الإفريقية على كل من المستوي
الاقتصادي وتطوير البنية التحتية حتي عام2063.
فيما شكلت دلالة الخطاب المقدم لصورة قضايا التنمية في مصر
لدي الموقعين الاقتصاديين الغربيين عينة الدراسة ظاهرة كشفت عن حالة العلاقات
الدبلوماسية المصرية الإفريقية وتناقلتها المواقع الاقتصادية عينة الدراسة ضمن
سياسة تحريرية والتي تتحكم في نقل الصورة عن قضايا التنمية في مصر؛ فقد تعامل الموقعين
الاقتصاديين الغربيين عينة الدراسة مع خطاب صورة قضايا التنمية في مصر عينة
الدراسة على كونها المُستقبل في ضوء توطيد العلاقات المصرية الاستثمارية
اقتصادياً، لهذا تخضع الدراسة هذه الصورة للبحث والمتابعة الإخبارية، لرصد العلاقة
بين التحديات الاقتصادية الراهنة وعلاقتها بقضايا التنمية في مصر، ضمن بعد ثقافي
يدعم استراتيجيات وخطط تنموية استغلتها المواقع الاقتصادية الغربية في إطار صياغة
أخبارها حول قضايا التنمية في مصر، باستخدام دلالات وايحاءات تعطي انطباعاً يعكس
الرؤي الاستراتيجية للخطط التنموية المستدامة في مصر.
·
في إطار تأثير السياسة
التحريرية على الصورة المقدمة عن التنمية في مصر في عينة الدراسة:
كشف التحليل السيميولوجي طبيعة القضايا التي تناولتهما المجلتان الاقتصاديتان
الغربيتيان عينة الدراسة حول صورة قضايا التنمية في مصر، حيث أكدت نتائج
الدراسة أن القضايا المطروحة بالمجلتين الاقتصاديتين عينة الدراسة عن التنمية في
مصر جاءت بما يتلاءم مع توافق سياسي، وثقافة اجتماعية، ورؤى سياسية، وسياسة
تحريرية من خلال رصدهما لأجندة الموضوعات المطروحة علي صدر صفحاتها، واتجاهاتها
إزاء الواقع الفعلي للتنمية في مصر، وبذلك يمكن القول إن للصحافة الغربية
الأمريكية والبريطانية عينة الدراسة دوراً كبيراً في نقل صورة التنمية في مصر على
نحو ما كشفت عنه المعايير الدولية والتحريرية، حيث التزمت
مجلتا إفريقيا بيزنس البريطانية وجلوبال فاينانس الأمريكية بالمهنية والموضوعية في
تناولهما لصورة التنمية في مصر دون أن تتأثر بالسياسة العامة لكل من مصر وبريطانيا
، وتري الباحثة من خلال قراءتها أن الوضع الراهن يوجب على هاتين المجلتين أن تدعما
مصر في سياستها الاقتصادية والاستثمارية لتحسين التنمية ورفع معدلات نمو البنية
التحتية.
2. على
الجانب الأخر تناولت المجلتان الاقتصاديتان الغربيتان عينة الدراسة صورة التنمية في مصر
في ضوء مدرسة التحليل السيميولوجي:
· في إطار
ما اتفقت عليه نتائج الدراسة مع المدرسة السيميولوجية: ما أوضحه ديفيد كرتزر في تفريقه بين ثلاثة أنواع من الرموز:
(رموز ذات معنى مكثف - رموز كثيرة التعابير- رموز غامضة أو ملتبسة)،في حين أضاف
أيستن وألموند وفيربا رأياً آخر حول تقسيم الرموز إلى رموز خاصة بالمجتمع السياسي،
ورموز خاصة بالنظام السياسي وأدواره وطريقة عمله، ورموز خاصة بالأوضاع والظروف المتغيرة،
وهذا ما عكسته مواد الدراسة من صور ونصوص طبقاً لسياسة تحريرية تتحكم فيها الأنظمة
الدولية الحاكمة لها.
· تأويل الصورة: أشارت نتائج الدراسة إلى البعد الرمزي
لصورة التنمية في مصرفي إطار قراءة متلقي الصورة، وفي إطار تأويل الصورة كما
يعرفها دوبري بأن للصورة علامة تمثل خاصية كونها قابلة للتأويل، فالصورة ترتبط
بعنصر دال ومدلول ومؤول وفق منظور خاص من المتلقي، وهذا ما أشارت إليه نتائج
الدراسة باستخدام بعض الرموز الدالة على التنمية، ويرتبط هذا النسق بخصائص الصورة
ضمن تدليل وتأويل يفسر قراءة الصورة ودلالاتها بطريقة محددة سلفاً لدي ثقافة
منتجها وصانعها.
·
قوة تأثير الصورة: اتفقت نتائج الدراسة مع تأكيد مفهوم
الصورة عند ريجيس دوبري بأن لها قوة ساحرة ومؤثرة على مشاهديها وصانعيها؛ لما لها
من تأثير على الرأي العام، وتوجيهه أو تضليله، لأنها وسيلة فعالة ومؤثرة في التحول
الذهني، حيث إنها تستخدم لتثبيت وتكريس واقع معين، أو من أجل التمرد على واقع
مكرس، فالعصر الذي نعيشه الآن أصبحت فيه السيادة للصورة التي يتم استهلاكها من
الآخر لخلق صورة مضادة، لذلك تري الباحثة أن هناك ارتباطاً وثيق الصلة بين توظيف المجلتين
الاقتصاديتين الغربيتين عينة الدراسة للصورة وبين رصدها لصورة قضايا التنمية في
مصر في إطار بث رسائل للقراء بصورة فعالة ومؤثرة وسريعة ومقنعة في ضوء جذب
الانتباه وإثارة الاهتمام لدي القارئ، فالصورة تخفف من ثقل المادة التحريرية وتضفي
عنصر الجدية على المادة التحريرية المقدمة.
·
التحليل الأيقوني من منظور وصف الصورة
ودلالاتها: شمل
التحليل الايقوني على العلامات البصرية الايقونية والتي جاءت في إطار الاشارات
والوضعيات التي تشير إلى وصف الصورة في المشاهد التي جاءت من خلالها الصور المقدمة
عن التنمية في مصرفي مجلة إفريقيا بيزنس البريطانية في إطار التشجيع على
الاستثمارات في القارة الإفريقية، وتسليط الضوء علي جودة الاستثمار في مصر، وتحول
الاقتصاد إلى الرقمي لتمويل التنمية المنشودة في القارة الإفريقية، وعمق تأثير العلاقات
الدبلوماسية التجارية للاستثمارات الخارجية لكون مصر سوق تجاري في إفريقيا، وثمة
صور كدليل ومؤشر علي حركة التجارة في الأسواق المصرية والتي تقف صامدة أمام
التقلبات الاقتصادية في إطار من تفعيل استثمارات الطاقة المتجددة.
أما في إطار مجلة جلوبال فاينانس
الأمريكية الاقتصادية جاء التحليل الايقوني من منظور وصف الصورة ودلالاتها في
انعكاس سير العملية التجارية في مصر لأنها بوابة إفريقيا لخلق استثمارات جديدة تخدم
البنية التحتية، من خلال ضخ استثمارات في صندوق الثروة السيادية لصالح الأموال
العامة، بما ينعكس علي خدمات التعليم والصحة والرعاية، علي الجانب الأخر اشارت بعض
دلالات الصور إلى الخدمات الرقمية المصرفية.
·
المقاربة النسقية: زوايا التقاط
الصور عينة الدراسة عن قضايا التنمية في مصر في إطار مستطيل في دلالته علي استخدم
الأشكال الأكثر حضوراً.
· المقاربة
السيميولوجية من منظور نوع الصورة: جاءت صور عينة الدراسة صور موضوعية بانوراما ملونة غير معالجة موضوعة في أعلي الصفحة.
3.
فيما انعكست فئة أركولوجيا الخطاب عن صورة التنمية في
مصر في الموقعين الاقتصاديين عينة الدراسة في إطار:
·
صانع الصورة ومصدرها: شملت عينة الدراسة مجلتا إفريقيا بيزنس البريطانية وجلوبال
فاينانس الأمريكية في صناعتهما لصورة
التنمية في مصر مصدر رئيس لصانع التقرير عن التنمية في مصر قد يكون صحفياً أو
مراسل وكالة أنباء لنفس التقرير، في دلالة على أن القائم بصناعة الأخبار عن
التنمية في مصر يتأثر أيضاً بصناعة الأحداث من منظورين: الأول سياسي خاضع لارتباط
السياسة المصرية بالأمريكية والبريطانية، والثاني مهني خاضع لرؤية تحريرية تحلل
وتنقل وترصد الأحداث وتصبح شاهدة عليها.
· إطار
تقديم الصورة: وتناولت
بعض النماذج من الموقعين الغربيين الاقتصاديين عينة الدراسة من خلال رصدهما لطبيعة
العلاقة بين التغطيات الصحفية لقضايا التنمية في مصر، والتحديات الاقتصادية صورة
إيجابية، ضمن تعبيرات سياسية مهنية خاضعة لايديولوجيات يترتب عليها تشكيل
الدور الوسيط والمستهدف لنقل مشاهد صورة قضايا التنمية المصرية من منظور سياسي
واقتصادي واجتماعي.
·
في معايير انتقاء الصورة: فيما اتفق الموقعين الغربيين
الاقتصاديين عينة الدراسة على تقديمهما لصورة تتسم بمعياري الموضوعية والمهنية
اختزلت الصورة المقدمة عن قضايا التنمية في مصر في إطار الدور المصري الداعم
للقضايا ذات الشأن الداخلي الإفريقي بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة
الاتحاد الإفريقي، ويعكس هذا الطرح تأويلاً للخطابات المقدمة في المواقع الغربية
الاقتصادية عينة الدراسة، من منظور يخضع الخطابات المقدمة عن صورة قضايا التنمية في
مصر طبقاً لتحيزات ايديولوجية تصف العلاقة بين الدال والمدلول طبقاً لتحليل
سيميولوجي ينطوي على فك شفرات الصورة المقدمة عن قضايا التنمية في مصر طبقاً
لثقافة منتجها، لهذا تأتي هذه الدراسة لتتناول سيميولوجيا الصورة المقدمة عن قضايا
التنمية في مصر في الموقعين الغربيين الاقتصاديين عينة الدراسة، في ظل تحديات واشكاليات تصدت لها الإدارة السياسية
المصرية لإعادة التنمية للقارة الإفريقية على كافة المستويات والمجالات، حيث توالت
هذه الأحداث في بلورة خطاب مصري يضع
إفريقيا في قلب عمليات الإعلام والتعليم وحفظ السلام والأمن علي المستوي الداخلي،
بما يحقق زيادة إدراك المواطن المصري بهويته الإفريقية.
·
جاءت فئة بناء الخطاب في إطار القوي الفاعلة: كمصدر رئيس في إنتاج الأحداث عن صورة قضايا التنمية في
مصر في الموقعين الغربيين
الاقتصاديين عينة الدراسة والتي
تأثرت وانعكست رؤاهما بشكل ايجابي يتفق مع المنظور الدولي والسياق التاريخي
عن قضايا التنمية في مصر في دلالة على أن مصر تمتلك دور محور ورائد في مجال
التنمية المستدامة في إفريقيا ، أما في إطار الاطروحات المقدمة؛ فقد ركزت المواقع
الغربية الاقتصادية
عينة الدراسة على تقديم صورة متوازنة
ومؤيدة للدور الريادي المصري التنموي في إفريقيا، وذلك بعد تولي مصر رئاسة
الاتحاد الإفريقي، حيث رأت الباحثة أن سياسة كل من الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا تجاه مصر مؤيدة لوجود الاستثمارات لنمو البنية التحتية.
·
على الجانب الأخر جاءت المرجعيات الرسمية في الموقعين الغربيين الاقتصاديين عينة الدراسة بشكل رئيس، ويرجع ذلك إلى أن الموقعين الغربين الاقتصاديين عينة الدراسة قد اعتمدا في مرجعياتهما الرسمية على تصريح لمحللين
سياسيين ورؤساء دول في دلالة علي أن المصدر الرئيس والصانع لصورة قضايا التنمية في
مصر تأثر بعوامل إنتاج هذه المواد الصحفية في تناولها لقضايا التنمية في مصر،
والتي تري أن لمصر دور ريادي ومحوري في تنمية القارة الإفريقية، على الجانب الأخر
لا يمكن أن نغفل دور السياسة التحريرية في اختيار مصادر الحدث.
وهكذا
.. تشكل الصورة جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان ولصيقة به، فالصورة تتجسد بشكل ما
كونها تشكل مصدر المعرفة والحقيقة، حيث أن رولان بارت يدرس السيميولوجيا ضمن دلائل
داخل منظومة معينة أي سياق مجتمعي الذي يحدد معناها، وذلك من خلال مكونين اثنان
يتداخلان بينهما وهما
المستوى التقريري و المستوى الإيحائي فضلاً عن كونهما يشكلان
الدال والمدلول.
علي الجانب الآخر لدي الإعلام الغربي منهجية تجاه عبقرية مصر وموقعها وتاريخها في قلب
العالم كله، فهي ملتقى حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته،
وهي كذلك رأس إفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهارها ألا وهو نهر النيل
وكذلك تعتبر القارة الإفريقية إحدى الساحات الأساسية للسياسة الخارجية المصرية
ولمصالحها سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وتعود العلاقات المصرية مع
القارة الإفريقية إلى قدم التاريخ ولكن يمكن القول أن تلك العلاقات تطورت من خلال
مساندة مصر لحركات التحرر الإفريقية التي استمرت حتى نالت شعوب القارة الإفريقية
استقلالها، وأيضاً من خلال دعمها لها في المحافل الدولية.