المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
سكينة فؤاد
سكينة فؤاد

عن مهمة الرئيس.. وعن الأزهر

الأحد 07/يونيو/2015 - 01:37 م
التوفيق الذي كلل الله به زيارة الرئيس لألمانيا يدركه أكثر الذين يعرفون حجم المخطط الذي أعدة التنظيم الدولي للجماعة لمنع إتمامها وإفشالها إن تمت ـ فإتمامها إفشال لمخططات لم تتوقف لإدانة ثورة المصريين منذ إسقاطهم حكم الجماعة وصك اعتراف دولي حاولوا المستحيل ألا يحدث ـ ثم إن الزيارة لألمانيا أهم وأكبر مراكز سطوتهم وبث سمومهم وأكاذيبهم وكراهيتهم لمصر وشعبها ورئيسها وجيشها.. وكان فاضحا وكاشفا ما نشرته بعض صحفهم وحملات الأكاذيب لمنظمات دولية مدعومة وممولة من التنظيم وعملاء في المنطقة.. في المؤتمر الصحفي للرئيس مع المستشارة الألمانية بدا سطوة كثير من الاتهامات والأفكار المغلوطة ـ وكان الرئيس موفقا عندما لم يكتف بالاجابة فقط عما طرح من أسئلة وسبق تساؤلات الصحفيين بما يدرك عما دس من أكاذيب وادعاءات وتشويه للوقائع والحقائق وعندما دق أجراس الخطر لمن يؤوون ويقومون بحماية تنظيمات ومنظمات الفاشية الدينية وفضل الشعب المصري وثورته في حماية أوروبا والمجتمع الإنساني منها ـ وأوضح العلاقة الخاصة التي تربط المصريين بجيشهم وأن قانوننا الجنائي يخضع للاعتبارات الدولية وأن الأحكام لا تصدر عن محاكم ثورية أو استثنائية ودرجات التقاضي أو المصفاة القانونية المشددة التي لابد أن تمر خلالها الأحكام لافتا إلي سيادة القرار المصري [نحترم وجهة نظركم وعليكم احترام وجهة نظرنا] اعترفت المستشارة الألمانية بوجود إختلافات في وجهات النظر وضرورة وجود حوار مستمر يستند ـ كما قالت ـ إلى نجاح التغيير الذي فعله 30 مليون مصري نزلوا في شوارع مصر في 30/6/2013.
>ما استطاعت تحقيقه زيارة الرئيس الأوروبية رغم التحديات التي زرعت في طريقها لاشك أنه مع الأداء القوي والمصداقية والثقة التي سرعان ما تربط بينه وبين من يتحدث إليهم دعم نجاحها وعظمة مكانة مصر وتاريخها وما لها من أرصدة مازالت تقاوم رغم ما تعرضت له من عصف وتقزيم أفدحه تولي الجماعة لحكمها.. وما حققته الزيارة لا يغني عن تقصير مؤسف كشفته وقائع الزيارة ـ فما طرح من أسئلة وما نشرته بعض الصحف والمنظمات الدولية المأجورة وأغلب ما استخدم من نقاط هجوم تعيد تأكيد أننا عشنا منذ استرداد المصريين لثورتهم في 30/6 وكل ما وجه إليها من اتهامات بالعدوان علي الشرعية المدعاة كأن الشعب الذي أعطي هذه الشرعية ليس من حقه أن يسحبها ثم ما ارتكب من اعتصامات مسلحة واتجار بالدم وترويع وارهاب في سيناء وفي جميع محافظات مصر ـ اكتفينا بالحديث إلي أنفسنا وتركنا الساحة الدولية مباحة للتطاول والاتهامات والأكاذيب والتدليس يؤديه كما يحلو لهم العاملون بالوكالة ـ التنظيم والجماعات الارهابية والممولون لتنفيذ مخطط تفجير المنطقة واستكمال تقسيمها وإعادة ترسيم حدودها وتفتيت شعوبها.. بدا المشهد رغم انقضاء حوالي عامين كأنه ليس لدينا بعثات ومكاتب ثقافية ودبلوماسية وإعلامية ـ وهيئة استعلامات أظن أن هذه مهمتها الأساسية ـ لها مؤسسات مسئولة ومنتشرة في جميع أنحاء العالم تنفق عليها الدولة من أموال الشعب وآن أوان كشوف حسابات ومراجعات وتغييرات يفرضها الاثنان.. النتائج الإيجابية للزيارة وأيضا التقصير الذي تكشف لأدوار غائبة لمؤسسات مسئولة عن مخاطبة العالم.. أليس هذا من فروض مواجهة شكل من أخطر أشكال الفساد ـ مسئولون لا يؤدون مسئولياتهم علي أعلي مستويات المسئولية والجودة؟!!
{ تمنيت علي أحد أعضاء الوفد الاعلامي أن يسأل المستشارة الألمانية عن مدي توافر معلومات حقيقية عما يرتكب في مصر من أعمال ارهابية وماذا كانت تفعل الحكومة الألمانية لجماعات تحرق وتقتل وتفجر وتدمر محطات وأبراج الكهرباء وتدفع الطلبة لتحطيم جامعاتهم وحرقها والاعتداء علي أساتذتهم وتزرع القنابل والمتفجرات وتهدد القطارات ـ وسائر الجرائم التي لم يشهدها المصريون إلا علي أيدي هذه الجماعة؟!!
{عودة إلي رحاب الأزهر الشريف وهو يواصل مهمته المحسومة بالنصوص الشرعية في ضرورة تجديد الخطاب الديني والدخول في مجتمعات المعرفة واعتراف شجاع بقصور في الخطاب وأن التجديد يستدعي عملا جماعيا في جميع الاتجاهات وأن جوهره تجديد الفكر والمشاركة في مواجهة انهيار العملية التعليمية وتأكيد أن الأزهر ظل حاضنا طوال تاريخه للمذاهب المعروفة وغير المعروفة وموسوعة الفقه الاسلامي التي بدأ العمل فيها 1960 يتحدث عن ثمانية مذاهب وليس الأربعة المعروفة فقط بالاضافة إلي التجديد الذي قاده شيوخ الأزهر العظام. ألاحظ أن الأفكار المحلقة في آفاق البحث والتنظير تنزل أرض الواقع تبحث في تكوين الدعاة وتنتبه إلي ضرورة تعديل المناهج الأزهرية وخاصة ما قبل التعليم الجامعي وتطبيق مناهج مطورة لا تغفل العصر وقضاياه وتحصين الشباب بمناهج ميسرة وسلسة تصحح المفاهيم وتضع بين أيديهم كتبا ميسرة في الثقافة الاسلامية تنشر بين جميع الشباب في مصر.. بدا رائعا الحرص علي ارتباط الخطاب الجديد بالهموم الانسانية والمشكلات والعدالة الاجتماعية والانحياز للطبقات المهمشة ومقاومة الظلم والاستبداد بجميع أشكاله وأن يتحول تجديد الخطاب الديني إلي مشروع جامع لأبناء الأمة يتكامل بتجديد الخطاب الثقافي والاعلامي والتعليمي والشبابي.
>مرة ثانية وحول مائدة الحوار التي يدعو إليها الامام الجليل الطيب بدور عصف عقلي محترم وجاد يملك شجاعة نقد الذات ويدرك حجم المخاطر التي تتهدد الأمة والمحاولات الآثمة لحصار العقيدة بين التطرف والتخلف وخطورة المهمة لاستعادة الدور والريادة في التحديث والاصلاح بإعتباره المؤسسة القادرة علي مواجهة واسقاط الدعوات الضالة التي تريد تشويه وتغريب الرسالة بمقاييس حرفية وشكلية.. ويبدو مقصد الحوار واضحا لإصدار بيان ينضم إلي بيانات سابقة علي أهميتها ـ فالأمر هذه المرة بيان وخطة عمل وارتباط بالواقع المجتمعي وقضاياه ومشكلاته بالتكامل مع جميع مؤسسات المجتمع وقياداته ومفكريه وكتابه وباحثيه تستعيد وجهه الحضاري ودوره في بناء الانسان وانهاء الجنوح والعنف والتطرف وما أخذنا إليه الخروج علي القواعد السمحة والميسرة والمبسطة وكما كان الاسلام علي عهد رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه.
وتبقي ملاحظتان الأولي عن مرصد الأزهر لا أعرف لماذا لم يأخذ حقه من الاهتمام وهو حدث أراه بالغ الأهمية ونقلة نوعية في أداء ووصول رسالة الأزهر بسبع لغات حية ستصل إلي عشره لمخاطبة العالم ونشر رسالته الحقيقية بجميع اللغات والرد علي كل ما يثار وأن يكون المرصد حصنا يحمي الشباب من الأفكار والدعوات الضالة للجماعات الارهابية وفي ظل تبني الأزهر لرؤي عصرية جديدة يدفع في المرصد بكوادر شابة قادرة علي التجاوب مع الحضارات والثقافات المختلفة يجيدون اللغات الأجنبية والباحثين في العلوم الشرعية والقادرين علي التواصل مع الشباب والشعوب في أنحاء الدنيا وتحقيق مهمة المرصد في التحليل وتقديم ردود علمية تحترم العقل والتفكير كفريضة إسلامية وينشر بكل اللغات رسالة الإسلام الحقيقي.
أما الملاحظة الثانية فترتبط بدعوة من عديد من الدعاة الشباب والائمة والمتحدثين باسمهم ولديهم ذخيرة رائعة من الفكر والخطط للتواصل مع جموع المصريين وخاصة في المناطق التي طال حرمان أهلها من جميع أشكال الرعاية الاجتماعية والثقافية والانسانية والاقتصادية وعشش فيها مع الفقر والإقصاء والاهمال جماعات جديدة للفاشية الدينية تواصل خطايا الاستلاب العقلي والديني. إنهم في إطار التجديد والثورة الفكرية والتصحيح والإصلاح الذي يقوم به الأزهر يتطلعون إلى أن يلتقي بهم الامام الجليل الطيب ليكونوا شركاء في المهمة الإيمانية والحضارية وفرائضها التي يتم السعي بإخلاص لأدائها الآن.
نقلا عن الأهرام

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟