المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
سكينة فؤاد
سكينة فؤاد

حكومتنا.. ومؤامرة ما بعد القناة

الأحد 16/أغسطس/2015 - 09:44 ص

لم تكن الفرحة والزهو الوطني كثيرة علينا ولا أكبر من انجاز بحجم قناتنا الجديدة، ولكنني كنت أعرف أنها فرحة وزهو عمرها قصير ولن نستطيع استثمارها الاستثمار الذي يواصل ضخ القوة والإرادة والحماس في الشرايين المصرية ـ ليس بسبب الميراث الكارثي والثقيل لعشرات السنين من تجريف واهدار وإقصاء رءوس الأموال المصرية من بشر وخيرات وكنوز طبيعية.. لقد انجزت القناة بالمقاييس القياسية للانجاز والحصاد المر لسنوات الانهيار والفساد ولكن كانت المشكلات في العودة إلي إدارة هذا الحصاد الكارثي بنفس الأساليب القديمة التي كانت قبل الثورة واستمرت بعدها.. هذا الكثير من الفشل والأداء المريض وغير المسئول في مواجهة أغلب مشاكل مصر والمصريين اتخذ من انجاز القناة وأفراح المصريين بها أستارا للاختباء ولكن ما كان بالإمكان أن يطول الاخفاء خاصة وقد أصبحت المقارنة حاضرة وجاهزة ومستحقة.

ماذا كان يمكن أن يحدث في مصر إذا عولجت أغلب المصائب الموروثة بمقاييس انجاز القناة ومنذ بداية تولي السادة المسئولين والوزراء مسئولياتهم؟!

>بالأمس فقط ـ نشرت الصحف أن رئيس مجلس الوزراء أعطي مهلة شهرين للمحافظين لتحقيق طفرة في النظافة وتطوير مستشفي مركزي بكل محافظة وصيانة المدارس قبل بدء الدراسة! هذه الأولويات ألف باء مسئولية إدارة المحافظات هل هي معجزات كان يجب انتظار درس انجاز القناة أم واجبات ومسئوليات يرتهن وجود المحافظ ومسئولي المحليات بأدائها وعلي أفضل وجه وماذا يفعل السادة رؤساء الأحياء

والمحافظون إن لم يكن استعادة الوجه الحضاري وأهم ركائزه النظافة والعناية والرعاية واستكمال ما ينقص مؤسسات المحافظة.. ولماذا يبقون في أماكنهم بضمان هذا الأداء المتردي والمؤسف غير المسئول؟!.

>ماذا إذا طبقنا درس انجاز القناة في أداء إدارات مسئولة عن رعاية المواطن وتحسين الخدمات التي تقدم له وتلبية احتياجاته واحترام كرامته ـ اقرأوا تصريحات كثير من العمال في القناة عن الرعاية الإنسانية واحترام القيادات لهم ـ لقد أصبح التواصل مع برنامج تليفزيوني أو اذاعي من أقصي آمال الملايين من المواطنين أو بمثابة ليلة القدر التي تنفتح لهم ليطلقوا شكاواهم ونداءاتهم.. لأن الجسور مقطوعة بينهم وبين المسئولين الكبار والصغار!!.

>هل تصل مقاييس انجاز قناتنا الجديدة إلي معالجة السحابة السوداء.. ما هي الاجراءات التي أعدتها وزارة البيئة لتحويل قش الأرز من كارثة بيئية إلي ثروة قومية وماذا اتخذت الوزارة من اجراءات لتخفيف آثار التلوث التي أصبحت من أهم أسباب انتشار أغلب الأمراض القاتلة؟! منذ أيام قليلة أعلن وزير البيئة عن توقيع عقوبات علي صرف المصانع في النيل!!! مشكلة عمرها عشرات السنين ومن أهم أسباب تلوث وتدمير النهر وأعلن مرارا عن اغلاق هذه المصانع ـ والخبر يعلن أنها مستمرة وقوية ومتحدية ولم تغلق ثم ما معني ما أعلنه وزير البيئة عن الاحتياج إلي 50 مليون جنيه لحل أزمة صرف المخلفات الصناعية في النيل ـ هل معني هذا أن جرائم الإضرار بالنيل وبغيره من الثروات الطبيعية لا يدفع أثمان اصلاحها من تربحوا بها وارتكبوا جرائم الاعتداء ونحصل تكلفتها من الشعب المعتدي عليه؟!!.

>ماذا لو عولجت مشكلات زراعة القطن بمنهج وأسلوب انجاز القناة ألم يكن بالامكان اعادته ليكون مصدرا لانقاذ الفلاح والدخل القومي. لقد أعلن رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية العامة لمنتجي القطن أن مع بداية موسم الجني في أغسطس الحالي وربنا يستر علي التأثيرات المناخية للنار المشتعلة التي نعيش وسطها وتأثيراتها علي جميع محاصيلنا الزراعية اباحة الاستيراد تعني تكدس نحو 2.8 مليون قنطار قطن بما تجاوز 3.3 مليار جنيه.

>يجمع بين أغلب هذه المشكلات أنها قديمة ومزمنة وكانت تنتظر مواجهات علمية عاجلة واجراءات حماية لم تحدث ـ يجمع بينها أيضا حماية وسيطرة قوي كبيرة ومافيا استيراد مازالت قادرة علي مواصلة التحكم في القرار لحساب ولحماية مصالحها لخاصة ـ وبدلا من أن تنكمش وتسقط وتحاسب بعد الثورة تتمدد وتستقوي بميليشيات اعلامية وأحزاب سياسية!!.

> الزهو الوطني والفرحة لم تكن كثيرة ولا كبيرة علي حجم انجاز قناتنا الجديدة وهرولة الوزراء والأجهزة التنفيذية للاستفادة من دروس النجاح مرة أخري للانجاز لعلها تتواصل بالجدية والاتقان والسرعات والمتابعات التي كان يجب أن تبدأ من اليوم الأول لتولي المسئولية.

> سحب سوداء لحلقة جدية من حلقت التآمر الدولي تبدو في الأفق فاستقرار مصر وما يحمله مشروع القناة من آفاق للنمو والتنمية مرفوض من جميع أعداء وكارهي هذا الوطن ومخططات افشاله لا تتوقف ـ ما معني التقرير المليء بالمغالطات والادعاءات والأكاذيب لقناة (سي. إن. إن) عن انتشار الفوضي في مصر ـ أين هذه الفوضي والتي في ظلها ما كان بالامكان انجاز مشروع بحجم وأهمية قناتنا الجديدة ـ ولماذا لا توجد اشارة تدين دعوات التخريب والدعوات الهدامة للجماعة الارهابية وتنظيمها الدولي وكلها معلنة وليست خافية.. انهم بدلا من ادانة الجماعة والتنظيم يلتقون بمثيلهم في ما يلقون عليه ذكري رابعة أو ذكري الفشل في اقامة بؤرة ارهابية مسلحة في مواجهة الدولة التي تعبر عن إرادة عشرات الملايين من المصريين.. ما معني لقاء مسئولين من الخارجية الأمريكية بمن يقدمون أنفسهم علي أنهم ممثلو الجماعة والتنظيم المناويء والمناهض للدولة المصرية.. أليس هذا تطاولا علي سيادة وإرادة الشعب المصري، وبالطبع فالأمر وثيق الصلة بدعوة نيويورك تايمز في نفس التوقيت تقريبا بسحب قوات حفظ السلام الدولية من سيناء لتأكيد ادعاء حالة الفوضي وخروج سيناء عن قدرة سيطرة قواتنا الباسلة رغم البطولات التي تحققها هناك علي القوي والجماعات والميليشيات الارهابية المدعومة والمسلحة والممولة دوليا واقليميا علي المستوي الشعبي والرسمي يجب أن ينطلق من مصر وبجميع اللغات ردود تفضح الحلقة الجديدة من المخطط وتحذر من محاولات استكماله لأن لا الشعب المصري ولا جيشه الوطني سيسمحون لمؤامرة التقسيم التي أسقطتها 30/6 أن تكتمل.. ويجب أن يحاط الشعب المصري بتفاصيل ما يحدث وتجدد محاولات تحدي وكسر كرامته وارادته وافشال انجازه العظيم وحقوقه في فرض سيادته وركائز الاستقرار لتحقيق مقومات القوة والاعتماد علي الذات التي لم يكن انجاز القناة إلا الخطوة الأولي فيها ـ وأن يدرك المصريون أنهم أمام حلقة من حلقات الحرب الكونية المرفوعة عليهم والمطلوب منهم ليحققوا انتصارا جديدا في دحر عدوان غير مسبوق في تاريخهم في حجم الخسة والندالة والغدر المبيت لهم والقوي الدولية والاقليمية والداخلية المشاركة فيه.. واثق أنها مهمة وطنية سيؤديها بجدارة كل اعلام وطني بمشاركة جميع أجنحة وقوي مصر الخارجية الدبلوماسية والثقافية ـ يتقدمها جبهة الصد العظيم من أبناء مصر بالخارج.

>ستظل مدينة بورسعيد وأبناؤها الأُصلاء أحفاد أبطال وبطولات 1956 رموزا من أشرف وأنبل نماذج النضال الوطني ـ وأتمني عليهم ألا يكون الحادث المؤسف الذي شارك فيه المحافظ سببا لانقسامات وخلافات بينهم ـ فقد جمعتهم ووحدتهم دائما الأخطار التي تهدد بلادهم والتي تواجه الآن واحدة من أكثرها خطورة وغدرا.. لن يباع تاريخ بورسعيد ولن تستطيع الملايين أو المليارات أن تصنع رموزا بلا جذور ولا تاريخ وتحاول اعادة فساد تحالفات السلطة والمال.نقلا عن الأهرام

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟