المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

الميديا الاجتماعية في الثورة المصرية إعادة الاعتبار لنظرية تعبئة الموارد[1]

الخميس 19/يونيو/2014 - 11:10 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
ناهد الطنطاوي وجولي ويست

إن للميديا دورها المهم في صناعة الأحداث. وقد ظهرت قوة الميديا الاجتماعية مع ثورات الربيع العربي. حيث استطاعت ان تؤدي أدوارا عديدة يعجز عنها الإعلام التقليدي. والملاحظ أن الثورات ترتبط عادة بولادة تكنولوجيا اتصال جديدة، أو ابتكار وسيلة غير تقليدية للتواصل. فمع ثورة 1919 كان جمع التوقيعات كآلية تواصل غير تقليدية جمعت المصريين حول رسالة الوفد المصري، وهو الأمر الذي تكرر لاحقا مع ثلاثين يونيو التي توحدت فيها الجماهير بفضل حملة التوقيعات. وتواصل الأمر قديما مع ثورة 1952، التي كان احتلالها لمبنى الإذاعة والتليفزيون، أولى بشارات الثورة، وأوّل وسيلة توحّد الجهود للالتفاف حول الضباط الأحرار. لكن الحال هنا قد اختلف مع ظهور الميديا الاجتماعية التي تمكن الفرد الواحد من مخاطبة الملايين، والنقاش الجماعي، والتوافق الجمعي، ثم الخروج المتفق عليه سلفا، والمعلن جهارا، دون مواربة واخفاء لمعالمه.

والواقع أن للميديا الاجتماعية وظائف متعددة. تقف على رأسها تكوين شبكة من العلاقات والتفاعلات الاجتماعية التي تسهم في رفع درجة الوعي بالقضايا المجتمعية والسياسية، وفي التغيير القيمي، من القيم التقليدية القائمة على السمع والطاعة للأب إلى قيم النقاش الحر الخلاق، كما أنها تساعد على زيادة وتراكم حجم الخبرات بالاطلاع على ثقافات متنوعة، وتعميق فهم الذات لنفسها عبر تعرفها على الآخر المختلف، كما تزيد من الفاعلية الذاتية، وتسهم في عدم الاطمئنان للتصورات الجاهزة المستقرة. وهي وسيلة جيدة للتنبؤ باحتمالات التمرد والاحتجاج السياسي. ومع ذلك فإن الميديا لها مشكلاتها، كالسطحية في الرؤية، وخلق جيتو فكري بالتقوقع داخل صفحات مستقلة، والارتهان للدعايات والشائعات والتفكير الوجداني غير النقدي، والمسألة مرهونة برمتها بتفاعل جدلي بين السياق المجتمعي والفاعلين.  

والواقع أن دراسة الميديا هو مجال اهتمام مجالات بحثية عديدة مثل علوم الاجتماع والسياسة والاتصال، ولكنها افتقدت جميعها، على اهتمامها بالدور المتنوع الذي تقوم به الميديا في الحركة الاجتماعية، إلى وجود إطار نظري منضبط ومحكم، يمكن من خلاله القيام برصد دقيق يجمع في حوزته ما تم التوصل إليه من نتائج سابقة.

وقد حاولت هذه الورقة البحثية التركيز على دور الميديا الاجتماعية في ثورة يناير، من خلال دعمها للحركات الاجتماعية، وذلك في إطار نظرية تعبئة الموارد. واعتمدت في سبيل تحقيق هذا الهدف على منهجية دراسة الحالة، مع إبراز البعد المقارن. وهدفت الورقة إلى التعريف بالظروف والموارد التي ساعدت على قيام الاحتجاجات المهيأة للثورة، وآليات عمل الميديا كمورد للدعم الثوري. وعليه انقسمت إلى قسمين رئيسيين، تناول القسم الأول سياق الثورة، للوقوف على الأسباب الممهدة ، فيما اهتم الجزء الثاني، بشكل أكثر تفصيلا، بدور الميديا الاجتماعية في الثورة، سواء تمثل ذلك في دور الأفراد الناشطين، أو في دور الصفحات الثورية، أو في دور المتلقين المشتركين في الصفحات الثورية، وانتهت بخاتمة قدمت أهم الاستخلاصات. 

 

نظرية تعبئة الموارد نابعة بالأساس من دراسات الفعل الجمعي التي أجريت في فترة الستينيات. وقد انتقدت النظرية لافتراضها استمرارية عدم الرضا والسخط الجمعي عبر الزمن

أولا: المنطلقات النظرية والمنهجية

وقد اعتمدت الدراسة على نظرية تعبئة الموارد Resource Mobilization Theory . هذه النظرية نابعة بالأساس من دراسات الفعل الجمعي التي أجريت في فترة الستينيات، ونالت درجة من الشهرة طوال فترة السبعينيات والثمانينيات، ثم خبا صوتها في بعد ذلك. وقد انتقدت النظرية لافتراضها استمرارية عدم الرضا والسخط الجمعي عبر الزمن، ومبالغتها في التأكيد على أهمية الموارد الخارجية، وعجزها عن دراسة الحركات الاجتماعية التي بدأت بموارد محدودة أو التي وقفت من ورائها جماعات أقلوية. ومع ذلك للنظرية أهميتها فلديها ما تقدمه. ولقد سعى بعض الباحثون في المضي قدما لوضع تعديلات عليها. ولعل زيادة استخدام الإنترنت في الحركات الاجتماعية قد يساعد في معاودة دراسة أهمية هذه النظرية في السايق المعاصر. وتنهض النظرية على فكرة مفادها أن الموارد سواء جاءت في صورة موارد الوقت أو مال ، مهارات التنظيم أو كانت فرصا سياسية أو اجتماعية، هي موارد ضرورية لنجاح الحركة الاجتماعية. وفي بدايتها كانت على غير نظريات الفعل الجمعي الأخرى تعالج الحركات الاجتماعية كأنشطة عقلانية منظمة، ويمكن مناقشتها في ضوء ما يسمى بديناميات التنظيم. ورغم تباين الحركات الاجتماعية في الموارد المتاحة لها، فإن هناك عاملين مهمين هنا، وهما قابلية استخدام الموارد على الأرض، وقدرة الفاعلين على استخدامها بفاعلية.

منهجيا اعتمدت الورقة على منهج دراسة الحالة. وفيه يتم بحث الأبعاد العامة والخاص بالحالة المدروسة، مع التركيز على الملامح والأبعاد المميزة. علاوة على ذلك هناك ضرورة لمقارنة الحالة بغيرها من الحالات من حيث نقاط التشابه ونقاط الاختلاف. وقد حاول الباحثان البحث عن معلومات بعينها، وهي طبيعة الحالة المصرية فيما يتصل بتطورها؛ والسياق الاجتماعي التاريخي؛ الموارد المادية المتاحة؛ السياق الاجتماعي والسياسي القائم، بما في ذلك استخدام الميديا الاجتماعية؛ حالات أخرى يمكن مقارنة الحالة المصرية.

وقد بدأت عملية جمع البيانات بعد الثورة التونسية التي كان لها تأثير بارز على الثورة المصرية، عندما بزغ الوعي بوجود مظاهرات حاشدة في مصر. واستمرت عملية الجمع طوال فترة الاحتجاج حتى سقوط مبارك. وكان الجمع يتم من مصادر متنوعة من داخل مصر وخارجها، كالأخبار والتقارير، الرسائل المرسلة عبر وسائل الميديا الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر والمدونات.  

دفعت التشابهات بين البلدين (مصر وتنونس) في دفع عجلة الحماس الثوري بين المحتجين وجعلتهم يخرجون للشوارع والتظاهر تحقيقا للحلم

ثانيا: سياقات الثورة

وتشير الورقة إلى الأجواء التي أسهمت في نشوب الثورة باعتبارها الاطار العام الذي يؤطرها. فقد كان المناخ الاقتصادي والاجتماعي محبطا. فقد شاب الانتخابات البرلمانية التزوير، واخترق الفساد الأجهزة الحكومية، وعاش المواطنون أجواء قهرية، مست حرية التعبير والتضييق على فرص الاحتجاج. فقد عاشت البلاد في ظل الحكم الديكتاتوري الذي مارسه مبارك طوال فترة حكمه، وتمثلت مظاهره في حبس الصحافيين، وفرض حالة الطوارئ التي تعود بدايتها لعام 1967، والقيام بعقد محاكمات للمدنيين أمام محاكم عسكرية، والحيلولة دون وجود انتخابات نزيهة، واجراء تعديلات دستورية تزيد من سيطرة مبارك. كل هذه الأجواء كانت دافعة للثورة.

ثم جاء دور محمد البرادعي الفائز بجائزة نوبل للآداب، وكان بعد تركه لمنصبه في هيئة الطاقة الذرية أن سعى للتواصل مع الشباب،  وإن دعا لإسقاط شرعية مبارك، ثم قام بإنشاء الجمعية الوطنية للتغيير التي ضمت في صفوفها ثلاثين سياسيا ومثقفا وناشطا.

وإلى جوار المناخ السياسي الضاغط، يأتي العامل الجغرافي، حيث الاقتراب من الثورة التونسية، وتميز موقع ميدان التحرير. فتونس تجاور مصر وتفصلهما ليبيا، وكلاهما يطلان على البحر المتوسط، وأغلبيتهما مسلمة، وينطقان العربية، ويخضعان لحكم ديكتاتوري لعقود. أما ميدان التحرير فيمتاز بسعته التي تجعله يستوعب عددا كبيرا من الجماهير، كما يتيح إمكانية نقل الأحداث بسهولة وبيسر، كما يمكن أن يجتمع فيه عدد كبير من المحتجين وأن يحتجوا فيه.

ويأتي دور حادث موت خالد سعيد، في يونيو 2010، الذي انتشرت صورة الاعتداء عليه من الشرطة، ولاقت اهتماما بين مستخدمي الانترنت. فالشاب المصري قد فضح شرطيين يتاجران بالمخدرات، وكان الرد الرادع هو ضربه ضربا مبرحا شرسا حتى الموت، ثم اتهامه بتعاطي المواد المخدرة. وبطبيعة الحال كان لصور الاعتداء عليه أثرها الكبير على قطاع كبير، ونتبين ذلك في عدد المشاركين على صفحة الفيس بوك التي خصصت باسم الشاب خالد سعيد.

وربما يمثل إسقاط النظام التونسي هو واحد من الأسباب الممهدة لقيام الثورة.  فقد دفعت التشابهات بين البلدين في دفع عجلة الحماس الثوري بين المحتجين وجعلتهم يخرجون للشوارع والتظاهر تحقيقا للحلم، فقد كان نظام حكم بن علي مثل نظام مبارك، نظاما حديديا، بسط نفوذه القوي، وفي سقوطه دافع ومحفز لأية قوة أن تدفع نحو التغيير الجذري، خاصة وأن هذا السقوط، كان يعني نجاح التجربة وإمكانية إعادة التجريب مع الاستفادة من المعلومات المتوفرة، ومن التشابهات النابعة من تماثل البلدين، من حيث واللغة والثقافة وطبيعة النظام، وعلاقات الفاعلين السياسيين، وإن كانت هناك اختلافات لها ثقلها في تغيير كفة التغيير ومساره وصورته المحتملة.

 

 ثالثا: دور الميديا الاجتماعية

لقد أخذت الحكومة المصرية في العمل عام 1999 على إتاحة الإنترنت وتوفير حواسب رخيصة الثمن، وتوسيع عدد مراكز الإنترنت. وفي فبراير 2010، كان معدل الداخلين على الشبكة 21% من السكان، وأكثر من 4.5 مليون مستخدم للفيس بوك، في مقابل 70% من السكان يمتلكون هواتف نقالة. وفي بواكير عام 2000 كانت بداية ظهور المدونين الذين مع الوقت ازدادوا شهرة، واستخدموا الشبكات الاجتماعية والهواتف الخلوية في أنشطتهم. وفي إبريل 2008 أنشئت صفحة على الانترنت لمساندة عمال المحلة، بلغ عدد الداعمين لها سبعون ألف. وقد قامت الدولة بمواجهة الإضراب العمالي بوحشية .  

كان هناك عدد من النشطاء الأفراد الذين امتازوا بمعرفتهم المتميزة بموارد الميديا الاجتماعية، أعطوا للثورة كبسولة الحياة. فأنشأوا صفحات جماعية على شبكة الفيس بوك، ومدونات فردية، وحسابات على تويتر لمشاركة الداعمين والمؤيدين في نقاشات حول الأوضاع في مصر. وفي صيف 2010، ظهرت صفحة "كلنا خالد سعيد" التي هدفت للتعريف بقضية خالد سعيد، وما آلت إليه، وما مرت به من مراحل، وانتهى بها المطاف لمعارضة النظام بكشف عوراته.

كذلك كان هناك دور للأفراد، يأتي على رأسهم محمد البرادعي الذي سعى للتواصل مع مؤيديه عبر شبكة الإنترنت، من خلال صفحته الشخصية، وحسابه على تويتر، وصفحة الجمعية الوطنية للتغيير، وغيرها من الصفحات الجماعية التي تشكلت لدعم البرادعي، وقد بدا نجم الرجل في الصعود، حتى إن إحدى الصحف الإسترالية نقلت عنه قوله "التغيير قادم لا محالة إلى مصر"، وأن "هذا مرهون بقدرة الناس على الإطاحة بثقافة الخوف التي صنعها النظام بقبضته".

ومن هؤلاء الأفراد أيضا الضابط عمر عفيفي، الذي نشر كتابا يتناول فيه كيفية مواجهة اضطهاد الشرطة، ثم عمل بعد مصادرة الكتاب، وقتما حققت الثورة التونسية هدفها بإسقاط بن علي، عمل على إرسال فيديوهات توضح كيفية مواجهة النظام والوقوف أمام قمعه ووحشيته أثناء التظاهر، ونشرها تباعا على موقع اليوتيوب، حتى إن أحد المحللين وصفه بأن أول "طلقة هو الذي أطلقها" حين نشر أحد الفيديوهات.

في فبراير 2010، كان معدل الداخلين على الشبكة 21% من السكان، وأكثر من 4.5 مليون مستخدم للفيس بوك، في مقابل 70% من السكان يمتلكون هواتف نقالة

وواحدة من المزايا المميزة للميديا الاجتماعية هو قدرتها على تبادل المعلومات ونشرها لملايين البشر خارج وداخل مصر. ففي الوقت الذي كان فيه النشطاء المصريون يشاهدون الأحداث في تونس، ويخططون لثورتهم، كانوا يتبادلون مع إخوانهم في تونس النصح والمعلومات والتشجيع. وأثناء الثورة التونسية كان النشطاء على تويتر وفي فيس بوك ومدوناتهم يرسلون تعليقاتهم ورسائلهم والصور والفيديوهات للنشطاء التونسيين. وفي السابع عشر من يناير بعثت نوارة نجم رسالة من ممثلة مصرية تدعم الثوار في تونس، كما بعثت المعلومات وأرقام الهواتف، لتحث المصريين على إرسال الرسائل الداعمة للتونسيين أثناء احتجاجهم.

كذلك كان للميديا دورها أثناء وجود المتظاهرين في الميديا. فهي لم تستخدم في توحيد صفوف الثوار فقط، بل وحمتهم من الأذى، عبر تضمينها معلومات للحفاظ على حياتهم، ومعلومات تتعلق بأماكن الخروج عند الشعور بخطر. وقد كان الثوار التونسيون يمدون أشقائهم المصريين بمعلومات حول الخروج في وقت اتقاء للعمليات الانتحارية، واستخدام الميديا لتغطية الأحداث، وغسل وجوههم بالكوكا كولا لتقليل تأثير الغازات المسيلة للدموع.

وفي الآن ذاته كان للميديا أهميتها في التواصل مع العالم الغربي، ولفت الانتباه لما يحدث بمصر، عبر إرسال الصور والفيديوهات، وفضح الممارسات القمعية التي كان يمارسها النظام. ومن الأمثلة الدالة التي تسوقها الورقة مثال قيام النظام بقطع الإنترنت، حيث سعى الناشطون إلى نشر خطة الحكومة في ذلك، والتواصل مع الصحافة العالمية، علاوة على نشر الطرق والوسائل والحيل التي يمكن من خلالها أن يواجه المتظاهرون انقطاع الإنترنت حتى يمكنهم المواصلة.

إن الرسائل المكتوبة والصور المرسلة عبر الفيس بوك وتويتر والمدونات دعمت الهوية الجمعية للمصريين الذين أيدوا محاربة النظام الديكتاتوري. ما إن بدأت الثورة حتى قامت الصفحات والصفحات لتشمل المصريين في الخارج، فظهرت صفحة " صوت المصريين في الخارج"، "مصريون في الخارج يدعمون الثورة"، "الوحدة العربية الجديدة". علاوة على الاحتجاجات الافتراضية الداعمة للمحتجين، مثل دعوة  المستخدمين لشبكة الإنترنت "مسيرة مليونية" افتراضية تضامنا مع المحتجين المصريين في الأول من فبراير. ففي الوقت الذي تخرج فيه الملايين للاحتجاج، يصل عدد المؤيدين للمسيرة إلى مليون مصوت على صفحة التواصل الاجتماعي. هذه المبادرات جمعت المصريين وغير المصريين معا لدعم الثوار.

وتتبدّى معالم هذه الهوية الجمعية بعد سقوط مبارك على الفور. إذ أخذت الرسائل المعبرة عن الفخر والفرح والجزل في الظهور في ثواني على الشبكة. يومها كتب البرادعي على تويتر "اليوم، مصر حرة، ليحمي اللـه أهل الكنانة". وتنوعت الرسائل للتعبير عن التهنئة والاحتفاء الجماعي بسقوط رأس النظام، وكلها تعبيرات متنوعة ترسخ معنى وحدة الهوية.

والواقع أن هذه الميديا الجديدة لم تكن وسيلة جيدة للتحفيز والتعبئة والتواصل، بل كانت مصدرا للمعلومات التي تعتمد عليها الصفحات الإلكترونية للصحف القائمة، فهي مصدر رئيسي، ينقل الأحداث أولا بأول، ويوثقها بالصوت والصورة، وبالتعبير الإبداعي، وبالرؤية الناصعة.

ومع ذلك لا تسقط هذه الورقة مشاركة وسائل أخرى في العمل الثوري. فلم تكن الميديا بمفردها تقود حياة الثورة، بل هناك الهواتف النقالة، الرسائل المكتوبة على أكواب الشاي، والجرافيتي، واليافطات المصنوعة يدويا، بكل أشكالها، والصحف، والقنوات الإخبارية العالمية، وغيرها من طرق الإعلام والتعبير التي صممت مشهد التغيير الذي شهدته البلاد في ثمانية عشرة يوما.   

وانتهت الورقة إلى التأكيد على دور العوامل الخارجية والداخلية في تمهيد الطريق نحو الثورة، وإبراز دور الميديا الاجتماعية في تعبئة الوعي الثوري لدى قطاع عريض من المصريين وحشدهم للنزول، علاوة على تعريف العالم الخارجي بما يجري من أحداث، من خلال نشر الصور والفيديوهات التي تصور أحداث الثورة واعتداءات الأمن على المتظاهرين السلميين.

ومع ذلك أهملت الدراسة أبعادا هامة في تحليلها، وهي: أن الميديا الاجتماعية ليست منفصلة عن الميديا التقليدية، وأن ما يجري فيها مرتبط كرد فعل مضاد للميديا التقليدية، وأن الميديا الاجتماعية هي صنيعة طبقة جديدة ولدت مع التحولات العولمية التي تؤكد على قيم جديدة جسدتها الثورة، علاوة على أن هناك لغة لهذه الميديا، نابعة من الثقافة الفرعية للشباب، اللغة التي يصعب على المتلقي التقليدي للميديا التقليدية أن يفهمها، وأن هناك ضرورة لتمييز مزايا الميديا الجديدة عن سابقاتها، وكيف أن الثورات متصلة بظهور وسائل اتصال مبتكرة، وأن الميديا واستخدامها يعبران عن ثقل الجماعات الفاعلة والأساسية داخل قوى الثورة الناشطة على الأرض. 

[1](NahedEltantawy and Julie B. Wiest, Social Media in the Egyptian Revolution:Reconsidering Resource Mobilization Theory, International Journal of Communication 5 (2011),pp 1207–1224.

 

عرض د. محمود عبد اللـه

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟