المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
د. موزة أحمد راشد العبار
د. موزة أحمد راشد العبار

المزايدة على المبادرة المصرية

الإثنين 04/أغسطس/2014 - 10:55 ص

صدق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما قال إن »مصر قدمت في تاريخها أكثر من مائة ألف شهيد من أجل فلسطين، ولا نقبل من أحد المزايدة على مواقفنا«. وانطلاقاً من دور مصر ومسؤوليتها التاريخية، وإيماناً منها بأهمية تحقيق السلام في المنطقة، وحرصاً منها على أرواح الأبرياء، وحقناً للدماء الفلسطينية، عرضت مصر مبادرة دعت فيها كلاً من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف إطلاق النار بينهما بشكل فوري، إدراكاً منها لحقيقة أن تصعيد المواقف والعنف وما سيسفر عنه من ضحايا، لن يكون في صالح أي من الطرفين.

وقد لاقت المبادرة المصرية ترحيباً واستحساناً واسعاً، وبإجماع دولي، بينما رفضت حركة »حماس« المقترح المصري لوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل بعد عشرة أيام من القصف، خلفت نحو 200 قتيل من الفلسطينيين أغلبهم من النساء والأطفال، بينما في اليوم الـ25 للعدوان والموافق 1/8/2014، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين 1459 والجرحى 8400، لتتخطى عدد الشهداء الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي نهاية 2008 وبداية 2009.

ويرى الباحث المصري في الحركات الإسلامية مصطفي زهران، أن رفض حماس للمبادرة المصرية سببه استشعار »الحمساويين« أن عدم إشارة البيان في المبادرة المصرية للحركة بالاسم، وذكر الفصائل المسلحة في القطاع على العموم، يحمل الكثير من الدلالات، أهمها محاولة الدفع بحركة فتح والرئيس عباس إلى الواجهة، دون استئثار حركة حماس بالمشهد وحدها، أو بصفتها القائمة لكونها تقود قاطرة المقاومة هناك.

والنقطة الجوهرية في رفض الحركة للمبادرة، هي اعتراضها على وقف إطلاق النار دون الوصول إلى اتفاق تشعر خلاله بأنها نجحت في كسب عدة نقاط على حساب الجانب الإسرائيلي، فضلاً عن وصف مقاومتها في البيان بالأعمال العدائية، وهو ما ترفضه الحركة بشدة.

من جانب آخر موقف مصر في التعامل مع المشهد في غزة، بخلاف موقف السلطة الفائت إبان فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي من شأنه أن يكون لدى حماس تخوف من الدور المصري الجديد، بعد أن أضحت حماس في الإعلام الحكومي والخاص وغالبية الشعب المصري »تنظيماً إرهابياً«. لكن هناك كثيرين يرون أن حماس تعول على قطر وتركيا، وتحاول جاهدة إضعاف الدور المصري، بينما قطر وتركيا ليست لديهما القدرة في التأثير على إسرائيل.

 

ويرى محللون وسياسيون عسكريون، كاللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي والعسكري والمحلل السياسي، والدكتور حسن أبو شنب، في مقابلات عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية، أن حماس تدعم توجه السياسات الاستراتيجية لإسرائيل، وهي أن يكون قطاع غزة أرضاً بلا شعب، وهو مخطط لتهجير السكان والضغط على مصر، بتحويل معبر رفح لمعبر دولي تحت رقابة »دولية« ودول عربية وصديقة، وهو أحد الشروط العشرة التي وضعتها حماس للموافقة على المبادرة المصرية، وذلك تماشياً مع الرغبة القطرية التركية والعداء لمصر، والذي ترى السلطات والجهات السيادية المصرية أنه في تصاعد، وأن إطالة المدة في رفض المبادرة المصرية لن تجدى نفعاً، بل إنها سترفع سقف المطالبات من الجانب الإسرائيلي، من أجل وقف الصواريخ التي تطلقها حماس على إسرائيل إلى المطالبة بإزالة صواريخ حماس نهائياً، كما تمت المطالبة بنزع الكيمائي من نظام بشار الأسد في سوريا.

وقد رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بالمبادرة المصرية، بل كانت من أولى الدول المرحبة بها، انطلاقاً من حرصها على مواقفها العربية والإنسانية، مدركة أن غزة ومصر تحكمهما مصالح »قومية عربية مشتركة«، ومحذرة من المخاطر والتنكيل الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وهو ما أكده مجدداً سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، معرباً عن استيائه لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل وتشريد وتنكيل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي ينتهك كل الأعراف والقوانين الدولية. نقلا عن جريدة البيان الإماراتية

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟