المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
إريك إدلمن، دنيس روس، وراي تقيه
إريك إدلمن، دنيس روس، وراي تقيه

لا للتحالف مع إيران في الحرب على «داعش»

الأربعاء 24/سبتمبر/2014 - 11:08 ص

برزت أصوات تنادي بالتعاون مع إيران في الحملة ضد «الدولة الإسلامية». وأعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن أميركا لا تعارض التواصل مع إيران والبحث في انضمامها إلى الائتلاف الدولي لمكافحة «الدولة» هذه. ولكن النـــظام الديني الإيراني يسعى إلى تغيير النظام الإقليمي، وهو أكبر تحد طويل الأمد تجبهه أميركا في الشـــرق الأوسط. والجمهورية الإسلامية ليست دولة – أمة عادية تسعى في بلوغ مصالحها بل هي كيان أيديولوجي غارق في وحول مؤامرات مفبركة. ولازمة خــطابات المرشد الأعلى، علي خامنئي، هي أن الولايات المتحدة قوة تأفل وتفقد مصادر قوتها الداخلية. وترى إيران أن اضطراب الشرق الأوسط فرصة سانحة من اجل مد نفوذها وتقويض أميركا وحلفائها. وفي أفغانستان، اثر هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، برز اعتقاد بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى مساعدة إيران. وكان الرأي هذا في غير محله، لكن عدواه انتقلت من أزمة إلى أخرى. فوراء المساعدة الإيرانية التكتيكية في أفغانستان كان الخوف من استهداف أميركا لها. ولكن حين ثبت أنها في منأى من الهجوم، بادرت إلى كل ما يلحق الضرر بالقوات الأميركية في العراق وأفغانستان. وسعت طهران إلى قلب أنظمة حلفاء أميركا في المنطقة وتقويض امن إسرائيل.

واليوم، تتباين مصالح إيران وأميركا في أبرز مسارح الحرب في الشرق الأوسط، أي سورية والعراق. فإيران مدت النظام السوري بالمال والنفط والسلاح والمستشارين. وأوكلت إلى قوات «حزب الله» الهجومية دعمه. وتقتضي المصالح الأميركية عدم التعاون مع إيران ضد «الدولة الإسلامية» في سورية وإلا خسرت واشنطن الدعم السنّي الذي تمس إليه الحاجة في إطاحة «الدولة» هذه. ويوجه موقف أميركي حاسم في سورية ضد الأسد و»الدولة الإسلامية»، في آن، رسالة إلى إيران تبلغها أن ثمن بثها الاضطرابات يتعاظم. والتحالف الأميركي مع إيران في العراق يطيح ما تسعى واشنطن إلى إنجازه هناك: إرساء دولة تعددية موحدة لا تأكل نفسها ولا تهدد جيرانها أو تحتضن الإرهاب. والسبيل إلى تدمير «الدولة الإسلامية» يقتضي سحب بساط سيطرة مقاتليها على الأراضي في نينوى ومحافظة الأنبار من طريق دعم البيشمركة والقوات العراقية واستمالة القبائل العراقية التي شكلت نواة «الصحوة» في الحرب على «القاعدة». وركن سياسة الإدارة الأميركية هو حكومة غير إقصائية في العراق تستطيع كسب دعم الدول السنّية الجارة. ولن تقوم قائمة لحكومة من هذا النوع ودعم دول الجوار إذا تحالفت واشنطن مع طهران. وفي العقد الماضي، أحكمت واشنطن طوق العزلة الأوروبية والآسيوية على إيران، لكنها لم تقوّض مكانتها في الشرق الأوسط، ولم تسعَ في عزلها. وعوض التعاون الخادع مع خامنئي، حري بواشنطن تقويض حلفاء إيران الإقليميين. ومن عشوائيات بغداد إلى ساحات المعارك في سورية، يجب أن توصد الأبواب في وجه طهران وأن تتعثر جهودها في العثور على شركاء. نقلا عن الحياة

* نائب وزير الدفاع الاميركي لشؤون السياسة من 2005 الى 2009.

** باحث، مساعد الرئيس الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وجنوب آسيا من 2009 الى 2011.

*** باحث في مجلس الشؤون الخارجية، عن «واشنطن بوست» الاميركية، 18/9/2014.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟