المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
الشيخ عبد العزيز النجار
الشيخ عبد العزيز النجار

فقه الاختلاف

الأربعاء 19/مارس/2014 - 11:38 ص
الحقيقة التى يجب أن تستوعبها عقول الناس عند الاختلاف فى شئون الدين أو الدنيا أنه اختلاف قديم، وأن هذا الاختلاف من حكمة خلق الله لهم ومن ذلك قوله تعالى «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين» [سورة هود: 118، 119] فإن مشيئة الله لا يمنعها مانع، ولذلك خلقهم ليميز الخبيث من الطيب ولا يزال الاختلاف بين الناس باق ما بقيت الدنيا فى الافكار والاتجاهات والآمال والمقاصد إلا من رحم ربك فاهتدوا إلى طريق الحق والصواب وهو الطريق المستقيم فإنهم لم يختلفوا فى أصل من أصول الدين الحنيف بل عرفوا طريق الخير فاتبعوه ولكن الحكمة الالهية قد اقتضت أن يكون الناس مختلفين وأن الرحمة ستشملهم مادام هذا الاختلاف بغية الوصول إلى الحق والصواب (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) الانعام (35) فالاختلاف من أجل نصرة الحق وشيوع العدل وانتشار أمر تستلزمه مصالح الناس وتقتضيه أحوالهم ومنافعهم، قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) [البقرة 251] فلأجل أسباب صلاح الأرض والدنيا شاءت حكمته أن يدفع أهل الحق أهل الباطل وإلا فسدت الأرض فالله صاحب الفضل العظيم هو الذى أمرنا بمقاومة أهل الباطل الذين إذا تركوا من غير مقاومة وملاحقة لهم استطارت شرورهم وعم الفساد كل مكان، من أجل ذلك منح الله المصلحين الحجة والقوة والبرهان لمواجهة المفسدين فى كل زمان ومكان وليقفوا بالمرصاد فى وجوه الأشرار ولأن مقاومتهم مشروعة بكل وسيلة من شأنها أن تدفع شرهم وتحول بينهم وبين الفساد والطغيان والإرهاب والتشدد والتكفير المجتمعى قال تعالى ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز (الحج 40) ومن أسباب الاختلاف على الساحة الآن بين جميع الأطراف المتشددة والمتأسلمة المكابرة وسوء النية واختلاف المقاصد وعدم وضوح الرؤية لهؤلاء فهم ينظرون إلى الموضوع الواحد من زاوية معينة تخدم أغراضهم الدنيئة وأجندتهم التخريبية ومن أقوال الحكماء [إن الحق لم يصبه الناس من كل وجوهه ولم يخطئوه من كل وجوهه بل أصاب بعضهم جهة منه وأصاب آخرون جهة أخري].
وكذلك التقليد الأعمى للغير دون دليل أو برهان واضح فقد نشأ على الانقياد والتسليم للغير دون تفكير أو تدبر أو مراجعة وسعة صدر لجميع الآراء واستيعاب الآخر. إن هؤلاء الذين سلموا عقولهم لغيرهم ينبغى على أهل الصلاح والفكر ردهم مهما يكلفهم ذلك، فهو هين فى سبيل إصلاح المجتمع الذى جمعنا على أرض واحدة واحتضننا وولدنا وعشنا من خيره من أجل استقبال جيل جديد يعرف فقه الاختلاف بين الفرقاء ولأن الاختلاف بغية الوصول إلى إسعاد الناس جميعا مشروع ولا شئ فيه، وأما التعصب للرأى والحرص على المنافع الخاصة والأنانية والانقياد للهوى والحسد للغير على فضل الله لهم وتطلعات النفس الامارة بالسوء، فمن يدقق النظر فى الخلافات التى دبت بين الفرقاء الآن يرى أنها لا تخرج عما ذكرناه.
ان الاختلاف بين الناس سنة من سنن الله التى لا تتخلف وأسباب هذا الاختلاف كثيرة ومتنوعة ومتشابكة ومتداخلة ويصعب حلها وليعلم كل جبان أن رجال الشرطة الابطال مكتوب لهم النصر والتأييد من الله وان الارهاب سيقضى على كل من يعتنقه ولا سبيل ولا خلاص لهؤلاء إلا بتخليهم عن عقيدتهم الفاسدة والتصالح مع الله أولا ثم التصالح مع الشعب المصرى الأبى والتعايش على أساس العدل والمساواة فى الحقوق والواجبات واحترام الاخر ولا نقول لكم إلا كما قال ربنا فى كتابه العزيز قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون (51) قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون [التوبة 52:51].
فالحسنيان: مثنى الحسنى والمراد بهما: النصر أو الشهادة.  نقلا عن الأهرام

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟