المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
غلوبل ترندس
غلوبل ترندس

خريطة جديدة للطاقة ودولة فلسطينية ... واضطرابات في الشرق الأوسط

الأربعاء 31/ديسمبر/2014 - 11:40 ص

على رغم أن منطقة الخليج ستبقى العام المقبل أوسع مصدر للنفط، يرجح أن يغلب على خريطة الطاقة نمطان من التوزيع الإقليمي: الأول يلبي حاجات مستهلكين، منهم الولايات المتحدة، من موارد حوض المحيط الأطلسي، والثاني ينزل على حاجات زبائن آسيويين (الهند والصين) من موارد الطاقة الخليجية، وعلى نطاق أضيق من موارد منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى. وعلى رغم توقع ارتفاع حركة الطلب على الطاقة 50 في المئة عام 2015، لن تتعثر حركة العرض في مجاراة وتيرة الطلب. وتشير التقديرات الأخيرة الى أن 80 في المئة من الاحتياط العالمي النفطي و95 في المئة من احتياط الغاز العالمي لم يستخرج بعد.

وشح المياه والمساعدات من أبرز التحديات التي تنتظر الشرق الأوسط ومنطقة الصحراء الكبرى الإفريقية وجنوب آسيا وشمال الصين. ويتوقع أن تتفاقم في 2015 التوترات الإقليمية نتيجة خلافات على مصادر المياه.

وتواجه أنظمة الشرق الأوسط، من المغرب الى إيران، توترات سكانية واقتصادية واجتماعية داخلية، وضغوطاً خارجية مصدرها العولمة. ولن تفلح أي ايديولوجيا دينية او فلسفية في توحيد أي من دول المنطقة أو مجموعة منها رداً على هذه التحديات، على رغم الإجماع الواسع على إدانة العولمة والنظر إليها بوصفها تدخلاً غربياً. ولا شك في ان الإسلام السياسي، على اختلاف ألوانه، سيكون خياراً جذاباً يستقطب ملايين من المسلمين في المنطقة.

في 2015، تبلغ اسرائيل مرحلة سلام بارد مع دول الجوار، وتربطها بها صلات اجتماعية واقتصادية وثقافية محدودة وضعيفة. وعلى رغم ان دولة فلسطينية ستبصر النور، لن يُنزع فتيل التوترات الإسرائيلية- الفلسطينية وستتأجج دورياً وتبلغ أزمات. وعجلة التنافس القديم بين دول بارزة- مصر وسورية والعراق وإيران- ستدور مجدداً. والانتباه الدولي سينصب على الخليج، فدوره كمصدر لموارد الطاقة يتعاظم في تغذية الاقتصاد الشامل. وعائدات النفط في العراق وإيران والسعودية ستمنح هذه الدول خيارات استراتيجية قد تزعزع استقرارها. وقد تبرز علاقات جديدة بين مناطق جغرافية مثل شمال افريقيا وأوروبا (علاقات تجارة)؛ والهند والصين والخليج (طاقة)؛ وإسرائيل وتركيا والهند (علاقات اقتصادية وتكنولوجية، وتملي هذه العلاقات اعتبارات امنية في تركيا).

والعامل الأبرز في الشرق الأوسط في السنوات الـ 15 المقبلة هو التوترات- الضغوط السكانية، تحديداً الحاجة الى تأمين فرص عمل ومساكن وخدمات عامة ومساعدات لسكان المدن الذين تتعاظم اعدادهم. وفي 2015، سيتفاقم فقر شطر راجح من سكان المنطقة، وسيغلب عليه أكثر فأكثر سكان المدن الذين تنتشر في اوساطهم الخيبة وفقدان الأمل. وفي معظم دول هذه المنطقة، أكثر من نصف السكان هم في سن تحت العشرين، وسيبلغ نمو قوة العمل 3.1 في المئة سنوياً. ويفاقم مشكلة إيجاد فرص عمل ضعف الأنظمة التعليمية التي تخرّج أجيالاً تفتقر مهارات تقنية ومهارات حل المشكلات التي يقتضيها النمو الاقتصادي. وفيما خلا اسرائيل، تنظر دول الشرق الأوسط الى العولمة بوصفها تحدياً وليست فرصة سانحة. وعلى رغم ان الإنترنت لن يخرج من دائرة نخب صغيرة جراء ارتفاع كلفته النسبية والبنى التحتية غير المتطورة والعوائق الثقافية، ستخلّف ثورة المعلومات والتطورات التكنولوجية آثاراً تزعزع الاستقرار في المنطقة عبر المساهمة في النفخ في توقعات الشعوب، واتساع الهوة بين المداخيل، وتقلص قدرة الأنظمة على الإمساك بمصادر المعلومات وتأطير الرأي العام. نقلا عن الحياة

 * مجموعة خبراء، عن «المجلس القومي للاستخبارات» الأميركي، إعداد منال نحاس

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟