المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
عبد المعطى أحمد
عبد المعطى أحمد

قمة الكويت .. والمرجو منها !

الأربعاء 26/مارس/2014 - 10:29 ص
وسط ظروف بالغة السوء تعيشها أمتنا العربية بدأ مؤتمر القمة العربية دورته العادية الخامسة والعشرين. والكل كان يتساءل: ماذا ستفعل هذه القمة فى ظل حالة الاحتقان القائمة الآن فى أكثر من موقع وبين أكثر من عاصمة؟ صحيح أن الكويت قامت وتقوم بجهود دبلوماسية حثيثة بين عدة عواصم لتهدئة الأجواء فى المنطقة، وبذلت الكثير والكثير لإتمام عقد تلك القمة، وتحقيق بعض الأهداف المرجوة منها.
ولا نملك فى تلك اللحظة إلا أن ندعو لها بالتوفيق، وأن يظهر العرب فى البيان الختامى رغبة حقيقية فى التقارب فيما بينهم، وتغليب المصالح العليا لشعوبهم وأوطانهم. وصحيح أيضا أن الكل يتطلع إلى حكمة أمير الكويت، وحنكته التى اكتسبها من خبرته الطويلة فى السياسة، والدبلوماسية، والحكم ليعبر بالمؤتمر إلى بر الأمان، ويلم الشتات، ويجمع الأضداد، ويصلح ما قد فسد.
ولكن منطقتنا العربية تواجه مواقف دولية صعبة، وتشهد خلافات بين بعضها البعض، وتعيش شعوب كثيرة فيها حالات انقسام حادة، بل إن بعض دولها تتعرض للانهيار والتقسيم، مما يضفى حالة من التشاؤم باستحالة تحقيق أى تقدم فى التعاطى مع جدول الأعمال الحافل بالقضايا والموضوعات المهمة، وفى مقدمتها: مكافحة الإرهاب، وتفكيك الاشتباكات والخلافات العربية، والأزمة السورية، ومشروع تطوير منظومة العمل العربى المشترك، والصراع العربى ـ الإسرائيلي، إضافة إلى القضايا الاقتصادية.
ولذلك، فإن انعقاد القمة هذه المرة له قيمة وأهمية مضاعفة، لأن قراءة خريطة المنطقة العربية والعالم العربى تؤكد اننا نمر بأزمات حادة فى كثير من الأمور على المستوى الوطنى والقطرى بين الدول الأعضاء، وعلى المستوى الإقليمى فى المنطقة.
فالقمة تنعقد وسط مجموعة من الصدامات بين البلدان العربية حول الأزمة السورية التى صارت اليوم فى طليعة القضايا الشائكة بمنطقة الشرق الأوسط بعد دخولها العام الرابع دون حلول تلوح فى الأفق، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية التى تعانى الويلات منذ أمد بعيد دون مجيب، حتى إن وضعها على جدول أعمال القمة صار وكأنه ضرب من الروتين.
وما شهدته المنطقة من توترات بين دول الخليج فى مواجهة قطر صار يحتم تهدئة الأوضاع بعدما وصلت ذروتها بقيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر فى خطوة مشتركة وصفت بأنها تعبير عن نفاد صبر السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة بسبب تدخلها المستمر فى الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجى إلى أن أصبحت الدوحة ملجأ للأشخاص الذين يهاجمون نظام الحكم فى السعودية والإمارات آخرهم الدكتور يوسف القرضاوى الذى يعد الأب الروحى لإخوان العالم والذى تعدى على سيادة الإمارات، فردت قطر على استنكار الإمارات عليه ببث خطبه على قنواتها الرسمية.
إننى أرى ضرورة احتواء الجامعة العربية أو أطراف وسيطة لأزمة الدول العربية مع قطر، والعمل على حلها سريعا، وعلى جميع الأطراف العمل على سرعة إنهاء الأزمة، وأهمية إخضاع قطر لرغبة أشقائها العرب، لأن واشنطن وتل أبيب هما الطرفان الوحيدان المستفيدان من استمرار قطر فى التغريد خارج السرب، وعلى العرب أن يعملوا على إفاقة قطر من غيبوبتها قبل فوات الأوان.
وفى الوقت نفسه، على الدول العربية سرعة التجاوب مع المطلب العربى الخاص بضرورة التزام جميع البلدان العربية ببنود الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب لعام 1998، وتحاشى تقديم أى دعم سياسي، أو مالى لأى تنظيم إرهابي، أو استضافة قياداته.
ويتعين على الدول العربية التى تتجاهل الاتفاقية أن تدرك قبل فوات الأوان أن شرارة الإرهاب ستطولها إن آجلا أو عاجلا.
وعلى بقية الدول العربية أن تحذو حذو السعودية بحظر جماعة الإخوان بوصفها تنظيما إرهابيا، وأظن انه بات ملائما بل وضروريا أن يصدر عن القمة قرار بهذا الشأن.
والآن وبعد مرور خمسين عاما على انعقاد مؤتمرات القمة العربية التى بدأت عام 1964 سيبقى السؤال مطروحا: هل ستظل القمة العربية مقصورة على مجرد جدول أعمال واجتماعات وتوصيات وقرارات دون تفعيل لها، أم تنجح الدول العربية هذه المرة فى اتخاذ موقف ايجابى مما يحدث فيها من كوارث؟

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟