المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
دايفيد روثكوف
دايفيد روثكوف

أوباما وتعزيز قبضة إيران

الأربعاء 04/فبراير/2015 - 11:52 ص

إثر زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الهند، دار مجدداً الكلام حول «الاستدارة الى آسيا». وثمة حوادث بارزة وقعت أخيراً، منها قطع أوباما زيارة دلهي وتوجّهه الى الرياض، والفوضى في اليمن، والديبلوماسية النووية مع إيران، وسعي بنيامين نتانياهو الى بلوغ العلاقات الأميركية- الإسرائيلية قاعاً تاريخياً من التدهور. والحوادث هذه تشير الى أن إرث الإدارة الأميركية في السياسة الخارجية لن يكون مداره الاستدارة نحو آسيا، بل استراتيجية توازن جديد مع الجمهورية الاسلامية الايرانية. ولا يستخف باحتمال أن تكون إيران أبرز المستفيدين، على وجه المعمورة، من عهد أوباما. وعلى وقع تواصل المفاوضات مع طهران وراء الأبواب المغلقة، قد يكون إبرام اتفاق معها الإنجاز اليتيم لفريق أوباما في السياسة الخارجية. ويزعم معارضو الاتفاق أنه سيكون عامل تغيير يقلب الأمور رأساً على عقب. لكن مثل هذا الاتفاق لن يغير علاقات أميركا بأكبر اللاعبين في آسيا على الأمد الطويل، الصين والهند.

ويرجح أن يقضي الاتفاق مع طهران بتجميد برنامجها النووي، لكنه لن يضمن استئنافها البرنامج في المستقبل أو انتهاك بنوده أو مواصلة ما درجت عليه إيران في العقود الثلاثة المنصرمة، أي بثّ الفوضى في الشرق الأوسط. والاتفاق يذيب جليد علاقاتها مع أميركا، ويحمل عدداً من الدول على استئناف علاقات تجارية «طبيعية» معها. فتتبوأ إيران مكانة أرفع في المجتمع الدولي، وتجني أرباحاً اقتصادية، والغضب سيعمّ خصومها، وأوباما يغفل الصواب إذا ظن أن زيارة قصيرة ستبدّد الغضب إزاء الاتفاق الإيراني المزمع. فالشرخ بين إيران وسنّة الخليج عمره أكثر من ألف سنة، ولا شك في أن دول الخليج براغماتية، وتعد للتعامل مع مترتبات الاتفاق الوشيك. وهي ترى أن طهران قد تقف في وجه عدوّها اليوم، المتطرفون السنّة، فعدو عدوي صديق.

غضب هذه الدول مردّه الى مساهمة سياسات واشنطن في تعاظم النفوذ الإيراني في الأعوام الأخيرة، وبعض هذه السياسات يعود الى سلف أوباما. فاجتياح العراق أطلق العنان لقوى مثل «الدولة الإسلامية»، واستبدل الحكم البعثي في بغداد بحكم يعتمد على دعم القوات الإيرانية. واليوم، تقدّم أميركا دعماً جوياً يتيح للقوات الإيرانية تحقيق مكاسب وبسط الهيمنة على أراضٍ عراقية، فيغرق العراق أكثر فأكثر في حضن إيران. وفي الأسابيع الأخيرة، سجلت حوادث غريبة الطابع: حلفاء أميركا التاريخيون، الإسرائيليون، شنّوا هجوماً قتل جنرالاً إيرانياً في سورية، وأردوا عضواً في منظمة عسكرية تحارب اليوم جنباً الى جنب مع الولايات المتحدة في العراق المجاور. ويبدو أن إيران اليوم هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يجني مكاسب مادية نتيجة اضطراب المنطقة. فانقلاب الحوثيين في اليمن سلّم جماعة شيعية تدعمها طهران السلطة في جزء كبير من اليمن. واليوم، تعاظم اعتماد بغداد على طهران، وفي سورية بلغت حليف إيران، بشار الأسد، رسائل أميركية كثيرة تعلن التغاضي عن بقائه في منصبه.

ولا شك في أن إيران ستنظر الى سنوات حكم أوباما بعد انقضائها، على أنها حملت القسوة في مطلعها على وقع تشديد العقوبات، لكنها انتهت الى الأفضل. وهذا لن يكون رأي العراق وأفغانستان. فالانقسامات تتفاقم في هذين البلدين، والاضطرابات ستعمّهما نتيجة نزاعات عنيفة نهاية 2016. وعدوى التطرف تهدّد دول الخليج، وهي تضررت من الدعم الأميركي الفاتر، ولم تعد تثق به. وتهز استقرار مصر وتركيا، وهما قوتان إقليميتان نافذتان شأن ايران، اضطرابات داخلية.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟