المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
أصلي أيضن طاش باش
أصلي أيضن طاش باش

تغير في السياسة التركية

الأربعاء 11/مارس/2015 - 11:00 ص

تبحث أنقرة في سبل التغيير في السياسة الخارجية، ولو لم تعلن الأمر صراحة. ولا يخفى أنها، اليوم، مضطرة إلى ذلك. إذ يبدو جلياً أن سياسة ما تسميه الحكومة بـ «الوحدة الثمينة» أو «العزلة القيمة» لم يعد يرتجى منها فائدة، شأن تصريح الرئيس، رجب طيب أردوغان، بأن «عزلة تركيا لا تشغله». فمثل هذا الكلام لا وزن له في الديبلوماسية. وفاتورة هذه العزلة وهذه السياسة بدأت تتضخم وترتفع.

فالأزمة الديبلوماسية بين تركيا ومصر ودول الخليج لم تنته بعد. وعلى رغم التغيير الكبير في الحكومة العراقية، لم يتبدد، إلى اليوم، أثر الأزمة بين حكومة تركيا وحكومة نوري المالكي. ولم يعد في وسع أنقرة أداء دور الوسيط أو المفاوض في الشرق الأوسط بسبب سوء العلاقات مع مصر وإسرائيل، ولم يعد لها ثقل ديبلوماسي في محيطها: فحركة «الإخوان المسلمين» التي دعمتها في ليبيا، خسرت الانتخابات وساءت علاقاتها (أنقرة) مع الحكومة الحالية، وبدأ رجال الأعمال الأتراك يعودون من ليبيا خالين الوفاض من دون فرص عمل أو استثمارات. وعمّ الاستقطاب السياسي و(عمت) الحرب الطائفية المنطقة، وصار نفوذ تركيا في لبنان شبه معدوم. والجارة إيران صارت لاعباً فاعلاً ومهماً في العراق وسورية. واعترف الغرب بهذا الدور، ووافقت بعض دوله على النفوذ الإيراني. وتركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي صارت ثانوية وخارج كل حسابات مستقبل المنطقة، وخصوصاً مستقبل العراق وسورية. ولاحظ الأتراك أن السياسيين والوزراء الغربيين لم يعودوا يطرقون أبواب بلادهم، ولم تعد فنادقهم كما في السابق تستقبل المؤتمرات والاجتماعات المهمة، وتراجع عدد زوار تركيا من الديبلوماسيين والسياسيين. وتراجعت علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي بسبب تقهقر الديموقراطية في الداخل التركي. أما العلاقات مع الولايات المتحدة، فلا طعم أو لون لها، بعد أن تراجعت إلى مستوى تسيير الأمور واقتصرت على تبادل الخطوات واحدة مقابل واحدة لا أكثر. كل ما سلف ذكره يدق ناقوس الخطر، ويحمل الحكومة على مراجعة سياستها الخارجية وتغييرها. ولكن كيف وما وجهة هذا التغيير؟

 

زيارة أردوغان المملكة العربية السعودية، وإعلان تركيا استعدادها لتغيير سياستها إزاء «داعش» واتخاذها خطوات في هذا السياق، وانضمامها إلى التحالف الدولي، وإجراء بعض الاتصالات مع مصر وراء الأبواب، كل هذه الوقائع قد تعبد الطريق أمام الخروج من هذه الحال وبدء تغيير ملموس في السياسة الخارجية. ولكن لا يبدو أن بلوغ هذا المأرب يسير وسريع. فعلى سبيل المثل، تقدم الحكومة التركية الدعم والعون للجيش العراقي، أو على الأقل، تعرض خدماتها على هذا الجيش في قتال «داعش» من أجل تعويض ما فسد من علاقات في عهد حكومة المالكي. ولكن هذا التغيير في الموقف سيجعلنا في عداء مع «داعش» وهدفاً لهجمات التنظيم. وفي المستقبل قد تشرع الحكومة قاعدة إنجرليك أمام قوات التحالف الدولي من أجل تحسين علاقاتها مع الغرب. ولكن هذه الخطوة هي إعلان حرب مباشرة على «داعش». ولا شك في أن زيارة أردوغان السعودية خطوة إيجابية (...) واضح أن تركيا تسعى إلى تغيير، لكن لا تبدو الأبواب مشرعة أمامها في المنطقة. وما على المراقب غير الانتظار لرؤية كيف ستخرج الديبلوماسية التركية من هذا الوضع الشائك. نقلا عن الحياة

* كاتبة، عن «مللييت» التركية، 8/3/2015، إعداد يوسف الشريف

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟