المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
سمير الشحات
سمير الشحات

نجح المؤتمر.. وبقى الإنجاز!

الأربعاء 18/مارس/2015 - 11:28 ص

إياك أن تصدق أن مصريا واحدا( محبّا لوطنه بجد) لم يرقص قلبه فرحا ونشوة لنجاح المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ قبل أيام.. وإياك أن يوسوس لك شيطانك بأن مصريا واحدا لم يتمن هذا النجاح.. وإياك أن تحسب أن المصريين سيكتفون بهذا النجاح المدوّى ثم يذهبون للنوم!كلنا غمرتنا السعادة.. بل ورقرق الدمع فى أعين البعض منّا ساعة أن سمعوا الكلام الجميل فى حب مصر من قادة كبار؛ مثل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبى، والأمير مقرن بن عبد العزيز ولى العهد السعودى.. أو من قادة مرموقين من الغرب؛ كرئيس وزراء إيطاليا، أو نائب رئيس الوزراء الإسبانى.. أو كريستين لا جار مديرة صندوق النقد عندما راحت تتغزل فى أم كلثوم ونجيب محفوظ.

لم تكن سعادتنا عائدة فقط إلى هطول الوعود بالاستثمارات على مسامعنا كهطول المطر( وإن كنّا ابتهجنا بها طبعا!).. وإنما- وأساسا- بالمعانى الكامنة خلف تلك الوعود. هاهى مصر العظيمة تعود بشموخ إلى المسرح العالمى من جديد؛ كواحدة من الأراضى الواعدة الموثوق فيها لجذب الاستثمارات.. كل الدنيا أتت إليها تنشد صداقتها.. والكل جاء يتبارى فى التعبير عن الحب.

ثم.. انتبهنا بعدما زال الرحيق.. وأفقنا.. ليت أنّا لا نفيق!

.. ورحنا نتساءل- وأيدينا فوق القلوب: هل حقا سننجح؟ هل سنكون على مستوى الحدث؟ هل فعلا سنتغير ونبدأ رحلة الألف ميل؟ لقد جاد الزمان علينا بفرصة جديدة قلما يجود بها على الشعوب.. فهل سنمارس معه لعبتنا الأثيرة البايخة فى تضييع الفرص.. أم سنستجيب للتحدى.. ونعيد سيرة أجدادنا الأولين فى إبهار الدنيا؟ يا خوفى يا بدران!

إن الكرة فى ملعبنا- نحن الشعب- الآن.. فهل نسارع إلى إحراز الأهداف؟ والله ممكن.. فعلناها مع الزمان غير مرة واقرأوا صفحات التاريخ. فما المطلوب بالضبط؟

صدّق أو لا تصدّق؛ إن البداية ستكون بضبط القوانين.. فلا شىء فى الدنيا يسير دون القوانين. مطلوب ثورة تشريعية فورا.. ليس فى قانون الاستثمار فحسب.. بل فى كل مجالات الحياة. هيا نتوقف عن تلك اللعبة الأثيمة بوضع تشريعات مثقوبة مملوءة بالثغرات، للتخديم على طبقة أو فئة أو مجموعة واحدة.. ولتكن قوانين من أجل مصر كلها؛ بعيدا عن المصالح الضيقة، والهبش، والتربح، والصفقات المشبوهة.. والعمولات!

لا نريد بعد اليوم سماع عبارات على غرار: أبّجنى تجدنى.. أو انجز وهات الوينجز( على فكرة الوينجز هى سيجارة يقدمها المواطن الغلبان للموظف المرتشى لينهى له بها مصلحته!).. أو شخشخ إيدك يا عم ربنا يبارك لك.. أو ختم النسر موش واضح يا سيد.. أو فوت علينا بكره يا حبيبى.. لانريد سياسة الدرج المفتوح.. أو.. حطّ البريزة يا باشا وسط الورق!

لا.. ولا نريد أن نقرأ بعد اليوم عن تخصيص عشرة آلاف فدان من أراضى الدولة، برخص التراب، لواحد من إياهم.. ليستصلحها للزراعة.. ثم نفاجأ به وقد صقّعها وباعها لنا- نحن الغلابة- بالمتر.. ليكسب الملايين!

لا.. ولا نريد إعلاما مدلّسا.. يرقص ويطبّل على أنغام الفساد.. بل إعلاما حقيقيا مهنيا محترما.. يكشف المسكوت عنه.. ويفضح الفساد. نريد الشفافية يوما بيوم، وليس شفافية الضحك على الأذقان.. وكدابين الزفّة.. وليأخذ الإعلام الميمون كاميراته وجهابذته ومعديه، ويتوجه بها إلى مواقع العمل، لنرى الإنجاز الحقيقى.. وليس إنجاز تشنجات الاستديوهات والكلام المعسول. ولنتذكر أن( الكلام الحلو ما يتشبعش منّه) لكن الكلام- أبدا- لا يسمن ، ولا يغنى من جوع! السيسى فعلها.. ونجح.. وأتى لكم بالعالم كله يشد على أيديكم.. ويبارك ثورتكم، ويشارككم رغبتكم فى الانطلاق.. والآن فإن الدور علينا نحن.. ونحن هنا تعنى «كلنا».. لا نستثنى منكم أحدا!

وما المطلوب أيضا؟ مطلوب منّا التعامل مع اللحظة بذكاء.. إذ لا مكان للأغبياء فى هذا العصر. فهل نحن أذكياء بما فيه الكفاية؟ صدّق أو لا تصدق.. إن المصريين هم أذكى خلق الله.. وانظر إن شئت إلى كوادرهم العاملة فى كل أرجاء الدنيا.. ويبهرون العالم. فقط عليك أن تديرهم بشكل عصرى سليم.. فهل تستطيع؟ نعم نستطيع!

ويبقى أن نفهم أن هؤلاء الأشقّاء، الذين جاءوا يقدمون مدائح الحب لنّا، لن يكونوا كذلك عندما يتعلق الأمر بالفلوس.. وبالاستثمار فى المشروعات.. فالبيزنس بيزنس.. ولا أحد أبدا يلقى بفلوسه فى التراب.. فما المطلوب؟ مطلوب خطط عمل واضحة شفافة مدروسة بعناية ومحسوبة قانونيا بمهارة شديدة.. وإلا فإن المتنافسين سيخطفون منّا تلك الفرصة.. وما أكثر المتنافسين.. وما أكثر المبغضين أيضا.. فحذار! نقلا عن الأهرام

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟