المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
ديفيد شامباو
ديفيد شامباو

النظام الصيني على وشك الانهيار؟

الأربعاء 25/مارس/2015 - 10:51 ص

النظام السياسي الصيني متآكل، ولا أحد يدرك ذلك أكثر من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. ويرغب الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في رأب صدوع حكم الحزب من طريق الانقضاض على المعارضين والفساد. وهو عازم على فعل كل شيء ليتفادى التحول الى ميخائيل غورباتشوف الصين. والحلم الصيني يقتصر على تفادي الكابوس السوفياتي. ولكن الحملة على الفساد قد تؤدي الى خلاف ما يشتهي جينبينغ. فاستبداده يفاقم توتر النظام الصيني ويؤججه في المجتمع الصيني. ولا شك في أن تنبؤ أفول انظمة سلطوية غير يسير. وقلة من الخبراء الغربيين توقعوا انهيار الاتحاد السوفياتي أو سقوط الدول الشيوعية في شرق أوروبا أو «الثورات الملونة» في جورجيا وأوكرانيا وقرغيزيا، أو انتفاضات الربيع العربي في 2011. واليوم، لا شك في أن حكم الحزب الشيوعي يشارف على الختام. ويرجح أن تكون عملية افوله مضطربة، وقد يطاح جينبينغ في عملية نزاع على السلطة أو انقلاب. فحملته الشعواء على الفساد التي تستهدف حزب المؤتمر الشعبي العام تقوض مشروعية الحزب الحاكم والدولة والجيش والمشروعية التجارية. والى أن يبدأ انفراط عقد هذا النظام انفراطاً لا يخفى، سيواصل المسؤولون إخراج صورة متماسكة للحزب. وثمة 5 مؤشرات الى ضعف النظام الصيني والحزب الشيوعي:

1- النخب الصينية الاقتصادية على أهبة الاستعداد للهجرة الجماعية إذا بدأ النظام بالانهيار. وخلصت دراسة نظمها مركز «شانغهاي هورون للابحاث» تناولت الثروات الصينية، الى أن 64 في المئة من الأثرياء، أي 393 مليونيراً وبليونيراً، هاجروا أو يعدون للهجرة. وأولاد النخب يدرسون في الخارج. وفي أميركا، شنت السلطات الفيديرالية هذا الاسبوع عملية دهم لعدد من المراكز في جنوب كاليفورنيا متهمة بالضلوع في سياحة – الولادة، وقدرها ملايين الدولارات، التي تتيح لآلاف من الصينيات السفر الى أميركا لإنجاب أطفال يحملون الجنسية الأميركية. وتلاحق بكين عدداً كبيراً ممن يعيشون في الخارج آخذين معهم ثرواتهم. وشطر كبير من هؤلاء من اعضاء الحزب الشيوعي. وحين يلوذ هذا العدد الكبير بالفرار، تظهر علامات لا يستخف بها الى نقص الثقة في النظام ومستقبله.

2- منذ بلوغه السلطة في 2012، زاد شي جينبينغ وتيرة القمع السياسي عام 2009. وحملته تستهدف الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي والسينما والافلام والفنون والأدب والجماعات الدينية وشبكة الانترنت والمثقفين والتيبيتيين والأويغور والمعارضين والمحامين والعاملين في مؤسسات غير حكومية وطلاب الجامعات والكتب الجامعية. والحملة هذه هي مرآة انعدام أمان وقلق عميق.

3- عجز النظام عن إقناع الأوفياء له بالبروباغندا الخاصة به. وحين زرت مكتبة الحزب المركزي الجامعية في بكين، وجدت على الرفوف مختارات من «اعمال لينين» ومذكرات كوندوليزا رايس. وعلى طاولة قريبة من المدخل وقع نظري على كتيبات شي مكدسة بأعداد كبيرة. سألت البائعة عن حركة البيع، فقالت إن المكتبة توزع الكتيبات مجاناً. ويبدو أن الاقبال ضعيف.

4- الحملة على الفساد لا تستطيع القضاء عليه. فهو متجذر في نظام الحزب الواحد والشبكات الزبائنية واقتصاد لا يلتزم معايير الشفافية وإعلام موجه وغياب حكم القانون. والحملة على الفساد هي حملة تطهير انتقائية. وشطر كبير من أهدافها من حلفاء الزعيم الصيني السابق، جيانغ زمين أو زبائنه. وزمين في الثامنة والثمانين اليوم وهو عراب السياسة الصينية. وملاحقة شبكات هذا الزعيم وهو على قيد الحياة بالغ الخطورة، في وقت لم يحمل جينبينغ المقربين منه الى مواقع القوة. والرئيس الصيني هو من ابناء الجيل الأول للنخبة الثورية. وهذا الجيل مكروه في المجتمع الصيني.

5- تعثر الاقتصاد الصيني والاخفاق في اصلاحه، على رغم ارتفاع الاستهلاك الفردي وتقليص البيروقراطية، وإرساء عدد من الاصلاحات المالية.

وعوض انتهاج سياسة إصلاح اقتصادي وسياسي، ينقض الرئيس الصيني على المعارضين ويشدد القيود على الاقتصاد والخصوم الحزبيين. ونهجه على خلاف سلفيه، جيانغ زيمين وهو جنتاو، وهما خلصا من السابقة السوفياتية الى دروس مختلفة. وبين 2000 و2008، ارسيا سياسات ترمي الى انفتاح النظام واصلاح سياسي حذر من طريق تعزيز لجان الحزب المحلية وترشيح اكثر من مرشح للأمانة الحزبية العامة، وضم عدد اكبر من رجال الاعمال والمثقفين الى الحزب، وتوسيع المشاورة مع مجموعات غير حزبية وغيرها من الاجراءات. نقلا عن الحياة

* استاذ في جامعة جورج تاون، عن «وول ستريت جورنال» الأميركية، 6/3/2015، إعداد منال

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟