المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
إبراهيم قالن
إبراهيم قالن

الأزمة اليمنية... فرصة سلام إقليمي؟

الأربعاء 08/أبريل/2015 - 10:45 ص

طوال وقت طويل، أبدى السعوديون القلق إزاء تعاظم النفوذ الإيراني في الدول العربية. ولم يخف المسؤولون الإيرانيون رغبتهم في الهيمنة الإقليمية، ومنهم قادة عسكريون أعلنوا أنهم يسيطرون على 4 عواصم عربية (بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء). ومثل هذه التصريحات لا يساهم في السلام الإقليمي. ويبدو أن إيران غالت في التوسع في اليمن توسعاً لا طاقة لها به. وثمة أكثر من طرف يتحمل مسؤولية الأزمة الحالية في اليمن. فعلي عبدالله صالح، الرئيس السابق الذي أطيح بعد 33 عاماً من السلطة، واصل إدارة مكائد سياسية. وهو وابنه أحمد صالح يتوسلان بكل ما تتيحه الانتهازية السياسية إلى التمسك بالسلطة. ويشير عدد كبير من الخبراء إلى أن تقدم الحوثيين في صنعاء وعدن لم يكن ممكناً من غير مساعدة صالح وعائلته والقوى اليمنية الموالية لهما. وأُقصي حزب «الإصلاح» المقرب من «الإخوان المسلمين». واقتنص الحوثيون المدعومون من إيران فرصاً سنحت إثر الفراغ السياسي.

لا حظوظ لحكومة على رأسها الحوثيون في اليمن. وهذا سيناريو مستبعد لا يقبله يمنيون كثر ولا تقبله القوى الخليجية. وحري بنا التذكير بأن المعارضة الحوثية لم تبصر النور على أنها حركة شيعية – زيدية ضد عاصمة سنية. ولكن إخفاق الحكم المركزي لحكومة ضعيفة وعجزه عن معالجة شكاوى الحوثيين الاقتصادية والسياسية كانا وراء اندلاع سلسلة تظاهرات.

وتجاوز الأزمة اليمنية وحلها يقتضيان جبه مشكلات بارزة. وحل مستدام في اليمن وثيق الصلة بثلاثة عوامل: 1) بعد توقف العمليات العسكرية، مشاركة كل الأطراف في مفاوضات وحدة وطنية. وهذا إجراء سبق أن بدأ قبل سنوات ولكنه لم يكلل بالسلام ولا بالاستقرار. لذا، تبرز الحاجة إلى رؤية جديدة إلى المفاوضات للوقوف على مشاغل كل اليمنيين. ويقتضي الحوار انسحاب الحوثيين من مواقعهم، ومن مكتب الرئيس المنتخب ومعالجة المطالب السياسية والاقتصادية المشروعة للحوثيين وغيرهم من اليمنيين. 2) شد عود بنى الدولة اليمنية والحؤول دون حرف القبائل والأحزاب السياسية والمجموعات التابعة لوكلاء غير يمنيين، العملية السياسية عن مسارها. ولم تسهم برامج المساعدات المتوالية في تخفيف الفقر وتقليص البطالة وتحريك عجلة الاقتصاد اليمني. ووراء إخفاقها الأسباب نفسها التي أدت إلى إخفاق برامج المساعدات الخارجية في مناطق أخرى من العالم. ولا تستطيع مؤسسات الحكم اليمني تجاوز الأزمة الحالية التي تزامنت مع أزمات سياسية كبرى وفشل اقتصادي. 3) يتصدر عوامل الحل السعيُ إلى التراجع عن الحال الخطيرة التي بلغها النزاع السني – الشيعي في اليمن. فالخلافات الطائفية بيِّنة وواضحة، ولكن لا يجب التلاعب بها والانزلاق إلى حروب سنية – شيعية. فمثل هذا النزاع يدور في سورية، والعراق ودول أخرى عربية. وحري بكل الدول أداء دور مسؤول وبنّاء.

وتركيا أعلنت تأييد العملية التي تقودها السعودية في اليمن إثر تبديد حلف عائلة صالح والحوثيين وإيران الحلول الأخرى. وأعلنت الرياض أنها تسعى إلى جمع اليمنيين حول عملية وحدة وطنية. وحين تتم تسوية الأزمة اليمنية، قد تبرز فرص للتعاون الخليجي مع إيران حول السلام والأمن الإقليميين.

وإيران هي قوة إقليمية وازنة. وحري بها أداء دور إيجابي، في وقت تشارف على إبرام اتفاق تاريخي مع الغرب حول ملفها النووي. وحري بها التعاون مع جيرانها العرب تعاوناً بناء ومسؤولاً يطوي النزاعات الطائفية في المنطقة وينزع فتيلها. والانفتاح الإيجابي على الدول العربية يقتضي أن تتراجع طهران عن سياساتها وأن تعيد احتساب عمليات وكلائها في سورية والعراق وغيرهما من دول المنطقة. وإذا لم تفعل، تكبدت الخسارة الأطراف كلها السنية والشيعية، على حد سواء. نقلا عن الحياة

* مستشار اردوغان للشؤون السياسية، عن «دايلي صباح» التركية، 28/3/2015، إعداد منال

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟