المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
ألكسندر غولتس
ألكسندر غولتس

صواريخ «أس- 300» ردع إيراني وجسر إلى دولة نووية في جوار روسيا

الأربعاء 22/أبريل/2015 - 11:19 ص

ألغى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرار الرئيس السابق ديميتري ميدفيديف العائد إلى 2010 والقاضي بوقف تنفيذ عقد بيع منظومة صواريخ «أس-300» إلى إيران. وتولى وزير الخارجية الروسي تفسير حيثيات القرار. ويقول لافروف، أولاً أن موسكو جمدت العقد بملء إرادتها. فمنظومة «أس-300» لم تشملها عقوبات الأمم المتّحدة، وفي إمكان موسكو رفع الحظر متى شاءت.

وثانياً، رفع الحظر هو خيار واقعي، إثر التوصل إلى اتفاق سياسي حول برنامج إيران النووي خلال المفاوضات في سويسرا. ولكن المشكلة الأساسية مردها إلى أن كل طرف يفسر الاتفاق بطريقته: واشنطن تعتبر أن العقوبات تُرفع تدريجاً على وقع تنفيذ طهران التزاماتها، في وقت يطالب المرشد الإيراني الأعلى، آية الله خامنئي، برفع العقوبات فوراً. وعليه، يبدو أن موسكو استعجلت قرار رفع الحظر.

ثالثاً، يؤكد لافروف أن إيران بحاجة ماسة إلى منظومة الدفاع الجوي بسبب الوضع في اليمن. وكلامه يوحي بأن اشتباكاً مباشراً بين السعودية وإيران ليس مستبعداً. ويبدو أن الخارجية الروسية نسيت أن طهران لم تتخلَ عن هدفها الأبرز: القضاء على إسرائيل. وراجت شائعات مفادها أن موسكو وعدت إسرائيل بعدم بيع إيران «أس-300» مقابل تسليم تل أبيب موسكو طائرات من دون طيّار.

رابعاً، يؤكد لافروف أنّ «أس-300» هي منظومة دفاعية فحسب، ولا يمكن أن تلحق أذى بأي طرف. وهذا الأمر صحيح بالمقدار الذي تعتبر فيه منظومة الدفاع الصاروخي دفاعية. ولكن في الواقع، المسألة معقدة أكثر، وخلاصة نظرية الردع مفادها التالي: إذا امتلك أحد الأطراف ثقة تامة في قدراته الدفاعية، فإن هذه الثقة هي حافز استفزازي. وقد يحسِب حائز الثقة، إيران في هذه الحال، أن أفعاله ستبقى من دون عقاب. واحتمالات الإقدام على خطوات استفزازية أكبر في حال إيران منها إذا ما حازت دولة غربية مثل هذه المنظومة الصاروخية. وثمة سؤال آخر مداره على قدرة روسيا على تسليم الصواريخ بالسرعة المطلوبة. وسبق أن فُككت منظومة «أس-300» الأساسية المخصصة لإيران قبل مدة. وقدرات مصنع «ألماظ-آنتاي» يشغلها تصنيع منظومة «أس-400» الجديدة. ولذا، السبيل الوحيد إلى تنفيذ العقد الإيراني هو تسليم طهران منظومات «أس-300» موضوعة في الخدمة حالياً.

وجلّ ما سعت إليه موسكو هو إرسال رسالة إلى واشنطن. وقبل أن تنفذ إيران التزاماتها في الاتفاق، أعلنت موسكو عزمها تسليم إيران منظومة الدفاع الجوي التي من شأنها أن تحمي مواقعها النووية من الغارات الجوية. واليوم، لا رادع سيمنع إيران من التصرف على منوال كوريا الشمالية، أي جمع الموارد المالية والاقتصادية، ومن بعدها إعلان الانسحاب من اتفاق عدم الانتشار النووي. فهي إذا حازت منظومات «أس-300»، ستحمي مواقع تصنيع قنبلة نووية. ولا شك في أن رسالة موسكو إلى واشنطن رائعة، ولكن نتيجة هذه الانتصارات الديبلوماسية النوعية هي بروز بلد نووي على حدود روسيا الجنوبية. نقلا عن الحياة

* محلل سياسي وعسكري، عن موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي، 14/4/2015، إعداد علي شرف

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟