المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
سوبهاش كابيلا
سوبهاش كابيلا

الصين لن تتخلى عن باكستان مقابل العلاقة مع الهند

الأربعاء 03/يونيو/2015 - 11:03 ص

الإستراتيجية الصينية المتواصلة هي الضغط من خلال استخدام الورقة الباكستانية ضد الهند سواء كان الاستخدام تكتيكياً أم إستراتيجياً. ربما واجه رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في زيارته للصين استخداماً خفياً من قبل الصين لهذه الورقة الباكستانية.

في الحقيقة فإنه وقبل زيارة رئيس الورزاء للصين، لعبت الأخيرة ورقتها الباكســـتانية ضد الهند على نحو كبير حيـــن زار الرئيس الصيني باكستان ووقعـــت الدولتان اتفاقيات بقيـــمة 44 مليار دولار لـــبناء الخط الاقتصادي الباكســـتاني الصيني، لم تكن هذه اتفاقيات اقتصــــادية فقط، لأنها صاحبت قرار الصين تزويد باكستان ست غواصات حديثة وأكثر من مائة طائرة حديثة مقاتلة من الصين.

لذا في الحقيقة فإن الرئيس الصيني أرسل رسالتين قويتين للهند هما: الشراكة الإستراتيجية بين الهند والولايات المتحدة التي تتشاطر فيها معهما اليابان إلى حد ما، سيجري التصدي لها من خلال الورقة الباكستانية ضد الهند.

الورقة الباكستانية في الإستراتيجية الصينية ستكون دائمة بغض النظر عن قوة الهند ومهما بلغت عظمتها في المستقبل.

رئيس الوزراء الهندي بدأ بمقولة متفائلة حول زيارته للصين حيث رأى إن الصين والهند تعلمتا من دروس التاريخ وهما تحاولان البدء بشراكة صينية - هندية جديدة. الهند ربما تعلمت من دروس التاريخ، لكن لا يوجد ما يدل على أن الصين تعلمت هذه الدروس. لو أن الصين تعلمت درس التاريخ جيداً لما كررت الأخطاء التي وقعت فيها الولايات المتحدة في التعامل مع جنوب أسيا من خلال سياسة «باكستان أولاً»، التي يبدو أن الولايات المتحدة أدركت في وقت متأخر أنها لا يمكنها إقامة توازن اصطناعي مع الهند، بينما الصين تستمر في هذه السياسة.

الصين كذلك لم تتعلم دروس التاريخ وهي تستثمر في استخدام باكستان كأداة صينية من اجل التخريب على الهند. وأكثر من ذلك، فإن الصين تدرك كيف أن الوضع الداخلي الباكستاني غير مستقر. لماذا أصرّ القادة الصينيون على أن يقوم الجيش الباكستاني بتخصيص فرقة عسكرية منه لحماية الممر الاقتصادي الصيني عبر باكستان؟ ما هي الأخطار ومن أين تأتي على هذا الممر من داخل باكستان؟ الصين تستغل استغلالاً كبيراً العلاقات الشخصية مع جنرالات الجيش الباكستاني وتزيد من قدرات الجيش الباكستاني، لكنها لم تتعلم من درس التاريخ الذي خاضته الولايات المتحدة في العلاقة مع الجيش الباكستاني الذي لعب لعبة مزدوجة مع أميركا في أفغانستان رغم حصوله على الكرم الزائد من الولايات المتحدة متمثلاً في مليارات الدولارات كدعم عسكري.

للصين كل الحق في مواصلة السعي إلى إقامة علاقات قوية مع باكستان من أجل الحفاظ على مصالحها الأمنية والقومية. لكن حين تؤثر هذه العلاقة في الأمن القومي الهندي والمصالح الهندية فليس من المنطق في شيء أن تعطي الهند براءة للصين في علاقاتها مع الهند. على العكس فإن الهند يتوقع منها أن تقف بقوة أمام الصين وتواجهها.

من الواضح حتى في محاولات الصين للتقارب مع الهند في عام 2015 تحاول الصين الإبقاء على الهند غير مستقرة إستراتيجياً من خلال العلاقة الصينية - الباكستانية. والجواب الهندي على هذا إن لم يتمكن من تحييد الورقة الباكستانية يجب أن يكون وضع خيارات أخرى.

لذا فإن على الهند الإبقاء على العلاقة مع الصين وإشراكها على كل المستويات في خطوات التطبيع بين البلدين، لكن تبقى الحقيقة الصارخة أن توجّه الهند يجب أن يكون عكس ذلك.

والحقيقة الصارخة أيضاً هي أن من غير المتوقع ان تتخلى الصين عن الورقة الباكستانية لسبب بسيط هو أن الصين في خياراتها في شبه القارة الهندية تنظر إلى الهند كخصم إستراتيجي ومنافس. وتاريخياً كان للدولتين خصومة بينما العلاقة الباكستانية الصينية كانت تحالفاً إستراتيجياً، وشكّلت باكستان بالنسبة إلى الصين مخلب قط حيث تستعد الصين لدفع مبالغ أكبر من أجل استخدام باكستان للتخريب في المنطقة.

نأمل بأن لا تغيب هذه الحقائق الإستراتيجية في حوارات رئيس الوزراء مع الجانب الصيني. تاريخياً، يجب أن تتذكر الهند الدروس التاريخية وألا تقع في الأخطاء التي وقع فيها نهرو في التعامل مع العلاقات المضطربة مع الصين من خلال إبدائه حسن النيات بأن الصين راغبة في السلام مع الهند.

درس آخر، هو ألا تخسر الهند بعد النظر في العلاقة مع الصين، فتاريخياً «لا يمكن الحصول على الأمن القومي والاستقرار من خلال رفع غصن الزيتون». نقلا عن الحياة

 * عسكري وديبلوماسي هندي سابق، عن «موقع مجموعة جنوب آسيا للتحليل» الهندي، 12/5/2015، إعداد جمال إسماعيل

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟