تشير الباحثة الأميركية من أصل صومالي ايان هرسي علي، في كتابها الجديد «التكفير.. لماذا يحتاج الإسلام إلى إصلاح الآن؟»، إلى أن الدين الإسلامي قابل لإجراء إصلاحات حداثية فيه، معترضة على الباحثين الذين عارضوا آراءها سابقاً، بحجة أن أعمال الجهاديين نابعة من الأفكار الدينية، وليس من البيئة الاقتصادية ـ الاجتماعية السيئة التي يعاني منها ملايين المسلمين. وهي تصر على أن الذين يرجعون الأمور كافة إلى العقائد الدينية مخطئون، إذ إن الإرهاب الديني لا يستمد قوته من العقائد فقط. فهناك مؤمنون لا يلجأون إلى العنف. كما أن الجهاديين قد يجدون بيئة حاضنة في بعض المجتمعات المسلمة، في حين أن مجتمعات أخرى ترفضهم.
تبدو الباحثة هرسي علي متفائلة في كتابها الجديد، أكثر مما كانت عليه في كتبها السابقة. وتقول إن هناك عوامل ساعدت في نشوء الإصلاح الديني للمسيحية، وهي تظهر اليوم في الدين الإسلامي. فالإصلاح الديني الذي قام به مارتين لوثر في المسيحية ساعدته عوامل اكتشاف الطباعة حينها، ويمكن للاتصالات الحديثة حالياً أن تكون أيضاً عاملاً مساعداً للإصلاح في الدين الإسلامي.
وتؤكد الكاتبة أن العلاقة بين الإصلاح الإنجيلي الذي مهد لبروز الحداثة، لم يأت لكي يبعد أولوية الأفكار الدينية بل ليعيد تأسيسها. وقد قادت الأفكار الإصلاحية في أوروبا إلى بروز العصر العلماني والعلمي، التي قامت عليه الحضارة الحديثة. لذا يجب على الإسلاميين الذين يدعون إلى الإصلاح أن يسألوا أنفسهم: هل سيؤدي الإصلاح الجذري في الإسلام إلى تبني الحرية الليبرالية، أم على العكس، إلى زيادة التعصب والانغلاق الديني؟
تعترف الكاتبة وتقر بأنها منحازة إلى خيار الحرية. وتقول إن تياراً إسلامياً بدأ يتحرك في هذا الاتجاه. وتقول إن التيار الغالب بين الإسلاميين اليوم هو تيار التشدد. ويعتمد المؤمنون به على أقوال وأحاديث الرسول بعدما هاجر إلى المدينة المنورة، بعكس أفكاره المرنة أثناء إقامته في مسقط رأسه مكة.
ويبدو أن عدداً قليلاً جداً من المسلمين على استعداد لقبول أفكار هرسي علي كلها. وهي تقول إن على الإسلام أن يتغير في خمسة مجالات، أولها أن على المسلمين أن يتوقفوا عن تفضيل الآخرة على الحياة الدنيا، وأن عليهم الإحجام عن تطبيق الشريعة والاعتراف بالقانون الوضعي، وأن يكفوا عن التدخل في الشؤون الفردية الخاصة، وأن يعودوا عن فكرة الحرب المقدسة (الجهاد)، وقبل كل ذلك أن يضع علماؤهم القرآن وأحاديث الرسول في دائرة إعادة التأويل والشك وإعادة النظر.
نرى أن فرص تطبيق نظريات الكاتبة منعدمة كلياً. فالمبادئ الإسلامية الأساسية، أمور لا يمكن وضعها في مجال النقد والنقض، لأن ذلك يُعدّ ارتداداً عن الإسلام، وليس إصلاحاً له.
نقلا عن السفير
تبدو الباحثة هرسي علي متفائلة في كتابها الجديد، أكثر مما كانت عليه في كتبها السابقة. وتقول إن هناك عوامل ساعدت في نشوء الإصلاح الديني للمسيحية، وهي تظهر اليوم في الدين الإسلامي. فالإصلاح الديني الذي قام به مارتين لوثر في المسيحية ساعدته عوامل اكتشاف الطباعة حينها، ويمكن للاتصالات الحديثة حالياً أن تكون أيضاً عاملاً مساعداً للإصلاح في الدين الإسلامي.
وتؤكد الكاتبة أن العلاقة بين الإصلاح الإنجيلي الذي مهد لبروز الحداثة، لم يأت لكي يبعد أولوية الأفكار الدينية بل ليعيد تأسيسها. وقد قادت الأفكار الإصلاحية في أوروبا إلى بروز العصر العلماني والعلمي، التي قامت عليه الحضارة الحديثة. لذا يجب على الإسلاميين الذين يدعون إلى الإصلاح أن يسألوا أنفسهم: هل سيؤدي الإصلاح الجذري في الإسلام إلى تبني الحرية الليبرالية، أم على العكس، إلى زيادة التعصب والانغلاق الديني؟
تعترف الكاتبة وتقر بأنها منحازة إلى خيار الحرية. وتقول إن تياراً إسلامياً بدأ يتحرك في هذا الاتجاه. وتقول إن التيار الغالب بين الإسلاميين اليوم هو تيار التشدد. ويعتمد المؤمنون به على أقوال وأحاديث الرسول بعدما هاجر إلى المدينة المنورة، بعكس أفكاره المرنة أثناء إقامته في مسقط رأسه مكة.
ويبدو أن عدداً قليلاً جداً من المسلمين على استعداد لقبول أفكار هرسي علي كلها. وهي تقول إن على الإسلام أن يتغير في خمسة مجالات، أولها أن على المسلمين أن يتوقفوا عن تفضيل الآخرة على الحياة الدنيا، وأن عليهم الإحجام عن تطبيق الشريعة والاعتراف بالقانون الوضعي، وأن يكفوا عن التدخل في الشؤون الفردية الخاصة، وأن يعودوا عن فكرة الحرب المقدسة (الجهاد)، وقبل كل ذلك أن يضع علماؤهم القرآن وأحاديث الرسول في دائرة إعادة التأويل والشك وإعادة النظر.
نرى أن فرص تطبيق نظريات الكاتبة منعدمة كلياً. فالمبادئ الإسلامية الأساسية، أمور لا يمكن وضعها في مجال النقد والنقض، لأن ذلك يُعدّ ارتداداً عن الإسلام، وليس إصلاحاً له.
نقلا عن السفير