صدوع في الاتحاد الأوروبي تتوسع على وقع موجات المهاجرين وديون اليونان
الأربعاء 24/يونيو/2015 - 11:08 ص
في وقت تكافح أوروبا للحؤول دون إفلاس اليونان وإنقاذ عملتها الموحدة، ساهمت تظاهرات عنيفة ضد المهاجرين في سلوفاكيا ونتائج الانتخابات في الدنمارك في نهاية الأسبوع في ترجيح كفة قوى تؤيد انفراط عقد الاتحاد الأوروبي على وقع نقاش متقد حول سبل التعامل مع موجات المهاجرين القادمين من مناطق نزاع. والتظاهرات في براتيسلافا (عاصمة سلوفاكيا) التي نظمتها حركة متطرفة اسمها «وقف أسلمة أوروبا» انتهت إلى اعتقال أكثر من مئة مشارك فيها. وهي نظمت بعد يومين على فوز حزب دنماركي معاد للمهاجرين، «حزب الشعب»، بأكثر من 20 في المئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية في الدنمارك. والحوادث في سلوفاكيا والدنمارك، وكلاهما عضو في الاتحاد الأوروبي، فاقمت الشعور بالتشتت والفوضى في كتلة من 28 دولة تسعى إلى جبه أزمتين عاصفتين: سيل من المهاجرين الفارين من الحروب والفقر، واحتمال إفلاس اليونان وتعذر سداد استحقاقات الدين في نهاية الجاري والانسحاب من منطقة اليورو. والتظاهرات المعادية للمهاجرين نظمت في عاصمة سلوفاكيا في وقت تستقبل مؤتمراً إقليمياً يجمع قادة أوروبيين ومحللين أمنيين للبحث في الخطر المترتب على «انبعاث» روسيا. وفي ردها على ضم القرم إلى روسيا العام الماضي، نجحت أوروبا في الرد رداً متماسكاً يرفع لواء وحدتها. ويتوقع أن تصادق، في القريب العاجل، على تمديد العقوبات على روسيا لستة أشهر. وبثت مسألة اليونان ومسألة المهاجرين الشقاق في الاتحاد الأوروبي. فالمفاوضات على تمويل اليونان انتهت إلى طريق مسدود. وفاقم الشقاق هذا الخلاف على قضية المهاجرين. ففي العام الحالي، قضى 1800 شخص في رحلة عبور المتوسط إلى أوروبا على متن قوارب متداعية يديرها مهربون ومعبرون. وأعلنت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، سلسلة من الاقتراحات الشهر الماضي لجبه أزمة المهاجرين، منها نظام «كوتا» (حصص) يقضي بتوزيع 40 ألف مهاجر على الدول الأوروبية. وأشادت بالمشروع الذي يسمح بالتضامن مع دول مثل إيطاليا واليونان ومالطا وتخفيف عبء المهاجرين عنها. ودعمت ألمانيا المشروع، ولكن دولاً أخرى في الاتحاد الأوروبي، وتلك الواقعة في شرق أوروبا ووسطها على وجه التحديد، عارضته. فمواطنو هذه الدول تدفقوا على الدول الثرية في غرب أوروبا بحثاً عن عمل، وهم يعارضون استقبال مهاجرين من العرب والأفارقة. وبلغ إيطاليا أكثر من 50 ألف مهاجر هذا العام. وشطر راجح منهم وقع في مشكلة ترتبت على فراغ قانوني، وهم ينتظرون منحهم اللجوء أو تسوية أوضاعهم للاستقرار والبدء في العمل. وعلى رغم أن في وسع الدنمارك الانسحاب من مشروع الاتحاد الأوروبي للمهاجرين، أعلن سياسيون شعبيون دنماركيون أن مشروع حصص بروكسيل هو تدخل في شؤون دول الاتحاد السيادية.
وعلى خلاف «حزب الشعب» الدنماركي الشعبوي، لم تستر المجموعات المعادية للمهاجرين في سلوفاكيا على عنصريتها، ودعت إلى «نهار أبيض سعيد»، ورفعت لواء «إنقاذ سلوفاكيا» من مشروع الحصص الأوروبية وشعار «ولو مهاجر واحد، هذا كثير» (عدد المهاجرين الذين يقتضي أن تستقبل سلوفاكيا بحسب الكوتا نحو 700 مهاجر). وهوجمت أسرة سعودية على مقربة من محطة السكك الرئيسية، وحطم المتظاهرون 6 سيارات شرطة على الأقل.
وغلب المتطرفون وحزب نازي جديد على الاحتجاجات، وماشى سياسيون غير متطرفين الدعوات إلى رفض مشروع «الحصص»، ومنهم رئيس الوزراء السلوفاكي الذي أعلن أن بلاده والمجر وبولندا تعارض «الكوتا» الإلزامية. وأعلنت المجر (هنغاريا) أخيراً تشييد بوابة عازلة ارتفاعها 13 قدماً على طول الحدود مع صربيا، وهذه ليست في الاتحاد الأوروبي ولكنها نقطة عبور المهاجرين الراغبين في بلوغ الاتحاد الأوروبي. وحمل القلق من تحول مشروع «الكوتا» إلى رمز انقسام أوروبا وخلافها، أعلن مسؤولون أوروبيون أن استقبال المهاجرين هو طوعي وغير إلزامي. وسلطت أزمة المهاجرين الضوء على تقويض السياسات الداخلية في الدول الأوروبية قدرة أوروبا على اتخاذ قرار والإجماع عليه. ودينامية الخلافات المحلية الوطنية هي وراء إجهاض مساعي حل أزمة الدين اليوناني. فالرأي العام في ألمانيا وسلوفاكيا وفنلندا يعارض تخفيف القيود والمطالب مع اليونان. نقلا عن الحياة
* مراسل، عن «نيويورك تايمز» الأميركيـة، 21/6/2015، إعــداد منال النحاس
وعلى خلاف «حزب الشعب» الدنماركي الشعبوي، لم تستر المجموعات المعادية للمهاجرين في سلوفاكيا على عنصريتها، ودعت إلى «نهار أبيض سعيد»، ورفعت لواء «إنقاذ سلوفاكيا» من مشروع الحصص الأوروبية وشعار «ولو مهاجر واحد، هذا كثير» (عدد المهاجرين الذين يقتضي أن تستقبل سلوفاكيا بحسب الكوتا نحو 700 مهاجر). وهوجمت أسرة سعودية على مقربة من محطة السكك الرئيسية، وحطم المتظاهرون 6 سيارات شرطة على الأقل.
وغلب المتطرفون وحزب نازي جديد على الاحتجاجات، وماشى سياسيون غير متطرفين الدعوات إلى رفض مشروع «الحصص»، ومنهم رئيس الوزراء السلوفاكي الذي أعلن أن بلاده والمجر وبولندا تعارض «الكوتا» الإلزامية. وأعلنت المجر (هنغاريا) أخيراً تشييد بوابة عازلة ارتفاعها 13 قدماً على طول الحدود مع صربيا، وهذه ليست في الاتحاد الأوروبي ولكنها نقطة عبور المهاجرين الراغبين في بلوغ الاتحاد الأوروبي. وحمل القلق من تحول مشروع «الكوتا» إلى رمز انقسام أوروبا وخلافها، أعلن مسؤولون أوروبيون أن استقبال المهاجرين هو طوعي وغير إلزامي. وسلطت أزمة المهاجرين الضوء على تقويض السياسات الداخلية في الدول الأوروبية قدرة أوروبا على اتخاذ قرار والإجماع عليه. ودينامية الخلافات المحلية الوطنية هي وراء إجهاض مساعي حل أزمة الدين اليوناني. فالرأي العام في ألمانيا وسلوفاكيا وفنلندا يعارض تخفيف القيود والمطالب مع اليونان. نقلا عن الحياة
* مراسل، عن «نيويورك تايمز» الأميركيـة، 21/6/2015، إعــداد منال النحاس