المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

جزيرة النعيم المنسية: من العزلة التاريخية إلى مركز إستراتيجي رئيسي

الأربعاء 12/أغسطس/2015 - 11:30 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
إبراهيم نوار
أرخبيل جزر سقطري (Socotra) الذي يقع في نقطة التقاء المحيط الهندي مع بحر العرب مع باب المندب قبالة شاطئ مدينة المُكلا في جنوب اليمن (300 كم) وشواطئ الصومال (80كم) يمثل نقطة إستراتيجية بحرية شديدة الأهمية. وتتبنى العقيدة العسكرية الأمريكية مبدأ مهما بشأن المنطقة التي تقع فيها سقطري، مفاده أن من يسيطر على هذه النقطة يملك مفاتيح السيطرة على البحار السبعة الرئيسية في العالم، انطلاقا من المحيط الهندي ومن باب المندب وبحر العرب (1). وقد احتلت القوات البريطانية أرخبيل جزر سقطري مع احتلالها لعدن عام 1893. وكان البرتغاليون هم أيضا قد احتلوا جزر الأرخبيل في العام 1507 لضمان استمرار نفوذهم البحري في المحيط الهندي وشرق آسيا بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح (Cape of Good Hope) عام 1488.  وعلى الرغم من أهمية جزر الأرخبيل خصوصا جزيرة سقطري (3650 كم2) أكبرها وأهمها (2)، فإن القوى البحرية الجديدة التي سيطرت على العالم وأسست الظاهرة الاستعمارية في تاريخه الحديث لم  تهتم أبدا بتعمير وتنمية هذه الجزر التي لا تزال تعيش حالة بدائية حتى يومنا هذا. ومع ذلك فإن انتقال خط الصراع الرئيسي في العالم من سور برلين إلى أوربا الشرقية ومن أوربا الشرقية إلى البلقان ثم الآن من البلقان إلى شرق البحر المتوسط، ممتدا من هناك شمالا إلى أوكرانيا وجنوبا إلى القرن الأفريقي الكبير، قد وضع جزر الأرخبيل على خط المواجهة الكبير الممتد من أوكرانيا إلى الصومال حيث تتنافس القوى البحرية والبرية في معركة نفوذ شرسة داخل منطقة المحيط الهندي والدوائر المحيطة بها. ويتداخل في هذا الصراع نفوذ قوى عظمى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ونفوذ جماعات غير حكومية مسلحة وغير مسلحة  جنبا إلى جنب مع نفوذ دول تسعى لإعادة رسم دورها في خريطة المنطقة والعالم (3).
وقد أصبحت سقطري فجأة محط أنظار القطريين والإيرانيين والإماراتيين والروس لأسباب مختلفة منذ قيام ثورة 2011 في اليمن وخلع الرئيس اليمني السابق علي عبد اللـه صالح. لقد أدى سقوط صالح إلى ظهور فراغ في موازين القوى داخل اليمن، سعى حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى أن يملأه بسرعة، وأن يحصل لنفسه من ثورة الشباب اليمنيين في فبراير 2011 على أكبر المكاسب الممكنة. وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة التي كانت قد عقدت صفقة مع علي عبد اللـه صالح في العام 2010 تقضي بمنحهم تسهيلات غير مسبوقة في الجزيرة لإقامة قاعدة عسكرية، راحت تعمل بسرعة وفي تكتم شديد على الانتهاء من تشييد البنية الأساسية الضرورية للقاعدة العسكرية في سقطري. وفي مواجهة التوسع العسكري الأمريكي في المحيط الهندي، فإن روسيا من ناحيتها أعلنت أنها لن تتنازل عن رغبتها في إقامة قاعدة عسكرية لها في الجزيرة. وكانت روسيا منذ استقلال اليمن الجنوبي عن بريطانيا وتأسيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قد تمتعت بامتيازات بحرية في عدن وسقطرى، لكن هذه الامتيازات لم تلبث أن تقلصت كثيرا بعد الوحدة اليمنية (1990) وهي الوحدة التي رافقت سقوط الاتحاد السوفيتي وتدهور حال  حلفائه في العالم ومنهم الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في اليمن في ذلك الوقت. وقد أثار حادث غرق سفينة الشحن الروسية (فوكومار) بالقرب من سواحل سقطري في 7 أغسطس 2015 (4) العديد من التساؤلات حول طبيعة التحركات التي تجري حول سواحل الجزيرة وما إذا كانت بعض السفن التجارية تقوم بأعمال تجسس أو جمع معلومات لحساب جهات عسكرية.
واعتبارا من يناير 2010 وحتى الآن شهدت جزر أرخبيل سقطري عددا من التطورات التي تحدد إلى درجة كبيرة شكل وطبيعة الدور الذي تلعبه هذه الجزر في السياسة اليمنية وفي التوازنات الجديدة في غرب المحيط الهندي وباب المندب وبحر العرب ومضيق هرمز. ويمكن رصد أهم هذه التطورات على النحو التالي:
تتبنى العقيدة العسكرية الأمريكية مبدأ مهما بشأن المنطقة التي تقع فيها سقطري، مفاده أن من يسيطر على هذه النقطة يملك مفاتيح السيطرة على البحار السبعة الرئيسية في العالم
أولا: صفقة صالح- بتريوس لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في سقطري
انطلاقا من مبدأ أن من يملك السيطرة على المحيط الهندي يملك مفاتيح النفوذ في المحيط الهندي يستطيع أن يكون المهيمن على مفاتيح السيطرة على البحار السبعة الرئيسية في العالم (تجاريا وعسكريا)، فإن الولايات المتحدة أدركت منذ بداية القرن الحالي أهمية مضيق باب المندب وبحر العرب ومضيق هرمز وجزيرة سقطري. وتعتبر جزيرة سقطرى بشكل خاص مفتاحا مهما من مفاتيح الصراعات الجديدة في القرن الواحد والعشرين المتعلقة بمواجهة تهديدات الإرهاب والقرصنة للسلام العالمي. وتعتبر مناطق مثل جبال اليمن وجبال باكستان وأفغانستان حاضنة جغرافية طبيعية للتنظيمات الإرهابية التي انتعشت منذ أن أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية قوات "المجاهدين الإسلاميين" في أفغانستان لقتال القوات السوفيتية في أفغانستان. ومنذ بدأ تجنيد الشباب في بلدان إسلامية عربية مثل مصر وتونس والجزائر واليمن وبلدان إسلامية غير عربية مثل باكستان إلى جانب تجنيد المسلمين في مناطق نزاع جديدة مثل الشيشان أو من بين شباب الجاليات الإسلامية في أوربا والولايات المتحدة، فإن ظاهرة الإرهاب العالمي لم تكف عن "تفريخ" منظمات جديدة تترواح بين الولاء للقاعدة وبين الاستقلال عنها وتقديم صورة جديدة للتنظيمات الإسلامية المسلحة، التي تختلف عن القاعدة في أن هدفها ليس محاربة "اليهود والصليبيين" كما كان يعلن زعيم القاعدة أسامه بن لادن، ونما هدفها هو "إقامة دولة الخلافة الإسلامية" في بلاد المسلمين.
وقد وفرت المدارس الدينية السلفية في اليمن مصدرا رئيسيا من مصادر إمداد تنظيم القاعدة بالمقاتلين المؤهلين عقائديا. وفي العادة كان يتم تجنيد المقاتلين باستخدام المساجد عن طريق التنظيمات الإسلامية واالجمعيات الشرعية التي تبدو ظاهرا وكأنها تمارس أنشطة خيرية، ثم يتم إرسال المجندين إلى مكة المكرمة لتوجييهم إلى القتال ضد السوفيت ومن أجل نصرة الدين، ومن مكة يتم توجيههم إلى اليمن حيث يقيمون للدراسة في المدارس الشرعية السلفية التي كان يديرها سلفيون تم تدريبهم في السعودية. وكانت هذه المدراس تتمتع بدعم من الرئيس اليمني علي عبد اللـه صالح الذي كان يستخدم السلفيين في صراعه ضد الزيدين المتشيعين على المذهب الاثنى عشري في صعده وما حولها. وقد ظهر فيما بعد أن عددا من  قيادات القاعدة مثل الشيخ العولقي تلقوا تعليمهم العقائدي في تلك المدراس السلفية في اليمن قبل أن يتوجهوا للقتال في أفغانستان.
وعندما وضعت الولايات المتحدة إستراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب، فإنها سعت في هذا السياق إلى التعاون مع الحكومة اليمينية من أجل محاصرة وضرب أنشطة تنظيم القاعدة في اليمن. وفي هذا السياق تم الاتفاق مع الرئيس اليمني علي عبد اللـه صالح على التعاون المشترك في أعمال مكافحة تنظيم القاعدة. ومن المثير للدهشة أن الولايات المتحدة التي كانت تعلم دور علي عبد اللـه صالح في تعزيز قوة المدراس الدينية السلفية المرتبطة بالقاعدة، توجهت إليه هو نفسه لتعقد تحالفا معه ضد القاعدة! لكن حاجة الولايات المتحدة إلى اليمن لم تنحصر فقط في التعامل مع تنظيم القاعدة وإنما تجاوزت ذلك إلى تحقيق أهداف أخرى تشمل مكافحة القرصنة البحرية وحماية السفن التجارية العابرة لمصيق باب المندب شمالا وجنوبا. ويعتقد عدد كبير من صناع الإستراتيجية في الولايات المتحدة وفي بريطانيا أن الوضع في اليمن شديد الحساسية وربما تفوق خطورته خطورة الوضع في أفغانستان على اعتبار أن اليمن هو "أفغانستان مطلة على البحر".
وفي هذا السياق عقد الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة الوسطى الأمريكية في صنعاء إجتماعا مع الرئيس اليمني علي عبد اللـه صالح في العاصمة اليمنية صنعاء في الثاني من  يناير 2010 خلف أبواب مغلقة في لقاء صورته أجهزة الإعلام على إن الهدف منه كان البحث في سبل مواجهة الإرهاب ردًا على محاولة تفجير طائرة شركة نورث ويست (الرحلة 253) والتي تم إحباطها في ديترويت. والحقيقة أن ذلك اللقاء كان مخصصا بشكل رئيسي لبحث طلب الحكومة الأمريكية إقامة قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى. وطبقا لمصادر عسكرية أمريكية فإن الرئيس اليمني "وافق على تسليم الجزيرة للولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية متكاملة بحرية وجوية واستخباراتية" (5) لتنفيذ المخطط الكامل للقاعدة الجوية والبدء في إقامة منشآت البنية الأساسية اللازمة لها. وفي مقابل تسليم سقطري للولايات المتحدة الأمريكية قررت واشنطن زيادة المساعدات العسكرية لليمن إلى أكثر من الضعف، لتبلغ أكثر من 150 دولار أمريكي مقابل 70 مليون دولار. وبذلك تكون المساعدات العسكرية والأمنية الأمريكية لليمن قد زادت بمقدار 14 مرة تقريبا مقارنة بما كانت عليه في العام 2006.
وتضمنت صفقة صالح- بتريوس ما يلي:
شهدت جزر أرخبيل سقطري عددا من التطورات التي تحدد إلى درجة كبيرة شكل وطبيعة الدور الذي تلعبه هذه الجزر في السياسة اليمنية وفي التوازنات الجديدة في غرب المحيط الهندي وباب المندب وبحر
1-    السماح للولايات المتحدة باستخدام طئرات بدون طيار (drones) من قاعدة سقطري في حربها ضد القاعدة.
2-    استخدام صواريخ بحر- بحر وكل أنواع الصواريخ المحمولة بحرا.
3-    بناء مهبط طائرات حديث في القاعدة العسكرية الجديدة يكون مهيأ لاستقبال الطائرات العسكرية التي قد تشارك في مهمات عسكرية   انطلاقا من القاعدة. وقد طلبت الحكومة اليمنية أن يكون هذا المهبط تحت سلطة الجيش اليمني.
4-    إنشاء قاعدة عسكرية كاملة من أجل تقديم المزيد من الدعم العسكري واللوجيستي في المعارك ضد الإرهاب وضد عمليات القرصنة البحرية التي تحدث بالقرب من السواحل الصومالية.
5-    تزويد القوات اليمنية بأنواع حديثة من المدرعات منها مدرعات هامفي التي تستخدمها القوات العراقية على نطاق واسع، إضافة إلى احتمال تزويد الجيش اليمني بطائرات هيلوكبتر حديثة.
وكان الجنرال ديفيد بيتريوس قد عقد مؤتمرا صحفيا في بغداد في اليوم السابق لوصوله إلى صنعاء وكشف فيه عن عزم الولايات المتحدة تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية إلى اليمن وعن تعزيز التعاون بين البلدين لمكافحة القرصنة والإرهاب خصوصا بعد أن تأكدت الولايات المتحدة من العلاقة التي كانت تربط بين عدد من الإرهابيين المقيمين على الأراضي الأمريكية وبين قيادات للقاعدة من أصول يمنية أو تقيم في اليمن مثل اليمني أنور العولقي أحد زعماء تنظيم القاعدة (6). ولكن ما يلفت النظر هنا هو أن الرئيس اليمني بدا وكأنه يتصرف في الأراضي اليمينة باعتبارها ملكا شخصيا له، ومن المرجح إنه شخصيا تلقى الثمن في مقابل الموافقة على الصفقة التي جاء بها بتريوس.
وكانت الأهمية العسكرية لجزيرة سقطري قد زادت بصورة ملفته للنظر منذ العام 1999 عندما شرعت الولايات المتحدة بموافقة السلطات اليمنية في بناء نظام متطور لرصد إشارات الإتصالات في منطقة شرق المحيط الهندي. كما وافقت السلطات اليمنية أيضا على أن تقوم الولايات المتحدة ببناء مطار مدني صغير في الجزيرة بغرض ترويج السياحة وجذب السائحين إليها. وقد تم بناء هذا المطار (قبل الشروع في إنشاء القاعدة العسكرية الجديدة) بمواصفات عسكرية أمريكية بحيث تسمح منشآته بالاستخدام المزدوج وخدمة الطائرات العسكرية والمدنية على السواء. وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية قرضا لليمن قيمته 14 مليون دولار لغرض تطوير الميناء الجوي في جزيرة سقطري.
وفي  أعقاب الصفقة قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بإصدار قرار بتعيين اللواء حسين خيران قائدا للواء الأول في سقطري، وهو أحد خلصاء صالح  ليكون مفوضا منه في متابعة الأعمال الهندسية والعسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في سقطري. وبعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد اللـه صالح فإنهم ألقوا القبض على اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع وعينوا اللواء حسين خيران في منصبه مسئولا عن الجيش اليمني. وهذا الوزن الذي يتمتع به اللواء حسين خيران يؤكد الأهمية التي كان يوليها صالح للقاعدة العسكرية الأمريكية الجديدة في سقطري.
وقد أثارت صفقة صالح- بتريوس ردود فعل كثيرة في الدوائر المعنية بالصراع الدائر في المحيط الهندي. وفي هذا السياق أصدرت البحرية الروسية في الإسبوع التالي  بيانا أكدت فيه إن روسيا لن تتخلى عن خططها في امتلاك قواعد بحرية لسفنها في جزيرة سقطري اليمنية (7). وفي هذا السياق يمكن القول بأن الدور الروسي الجديد في الأزمة اليمنية ينبع من الحاجة إلى تحقيق عدد من المصالح الروسية المباشرة تتعلق بتوازن القوى في المحيط الهندي وبإجراءات تأمين حركة السفن الروسية عبر باب المندب، وليس مجرد رغبة من الروس في مساندة الموقف الإيراني فيما يتعلق بالحرب في اليمن بين الحكومة الشرعية وبين المتمردين الحوثيين وأنصار علي عبد اللـه صالح المنشقين عن الجيش اليمني الذين تؤيدهم إيران.
 
ثانيا: قرار تحويل سقطري إلى محافظة قائمة بذاتها
تتكون سقطري حاليا من مديريتين هما مديرية حديبو وبها العاصمة مدينة حديبو ومديرية قلنسية وعبد الكوري وهي أقل أهمية من الأولى. وتمتد سقطري من رأس مومي في أقصى الشرق إلى رأس  شوعب في أقصى الغرب إلى الشمال من خط الإستواء. وتتمتع سقطري بمناخ صيفي حار جدا تسوده رياح قوية وعواصف متقلبة في الفترة من يونيو إلى نهاية سبتمبر من كل عام وبعدها يميل الجو إلى الاعتدال خلال الفترة من أكتوبر إلى مايو. ويعيش أهالي سقطرى على صيد الأسماك والحيوانات وعلى جمع منتجات نباتات مقدسة مثل اللبان والصبر السقطري والمر والبخور. ويعتقد اليمنيون أن سيدنا آدم عندما هبط من الجنة فإنه عاش في سقطري التي تنبت على جبالها شجرة عجيبة تدعى "شجرة دم الأخوين" (نسبة إلى الأخوين هابيل وقابيل) يسيل منها سائل أحمر عندما يتم  تجريحها يستخدم في تبييض الأسنان ويدخل في صناعات دوائية ومستحضرات للتجميل. وكانت سقطري تاريخيا جزءا من سلطنة المهرة إلى الشرق من عدن، وكانت عاصمة لسلطنة المهرة حتى العام 1967 عندما استقل الجنوب اليمني عن بريطانيا. ويتكلم أهلها لغة خاصة بهم ذات أصول حميرية، وهي لغة يمنية قديمة. لكن الحكومة اليمنية قررت ضم سقطري إلى حضرموت في العام 1999 واستمر الوضع هكذا حتى قيام ثورة فبراير 2011 وبروز حالة حراك سياسي يدعو لاحترام التعددية ومصالح اليمنيين على اختلاف أصولهم أو مذاهبهم أو إنتماءاتهم الجغرافية.
وفي  أعقاب الثورة برزت ظاهرة جديدة تتمثل في اهتمام كثيف بجزيرة سقطري من جانب الأسرتين الحاكمتين في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر. وقامت الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق ووالدة الأمير الحالي بزيارة خاطفة للجزيرة في 5 مايو 2013 استمرت أربع ساعات فقط رأت خلالها بعينيها جمال تلك الجزيرة المعروفة باسم "جزيرة النعيم". والتقت الشيخة موزة خلال هذه الزيارة بعدد من القيادات القبلية المحلية واستمعت إلى ما يطلبه الأهالي المحرومون تقريبا من الخدمات الأساسية. وقد جاءت هذه الزيارة على خلفية اتفاق تم بين السلطات القطرية وبين كل من اللواء علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه بعد ثورة فبراير 2011 يقضي بأن تكون جزيرة سقطري الحاضنة لأول الاستثمارات القطرية في اليمن وذلك ردا من السلطات اليمنية للجميل الذي قدمته قطر في مساعدتها للتجمع اليمني للإصلاح خلال ثورة فبراير والوقوف وراءه بكل قوة حتى إنجاحه في السيطرة على الحكم في اليمن بعد أن تمكن الثوار اليمنيون من إزاحة الرئيس السابق علي عبد اللـه صالح.
وقد تواترت بعد الثورة رحلات إلى جزيرة سقطرى من مطارات الدوحة والشارقة ودبي، حملت إلى الجزيرة اليمنية النائية أفراد من الأسرات الحاكمة ومشائخ نافذين ومسؤولين من جمعيات خيرية تعمل في أنشطة متنوعة بغرض التعرف على الفرص المتاحة للاستثمار والسياحة وتقديم الخدمات في واحدة من أحسن الجزر البكر في العالم.
وربما تكون الحكومة اليمنية وهي تراقب هذا الوضع قد توصلت إلى قناعة بأن سقطري تستحق أن تصبح محافظة قائمة بذاتها حتى تستطيع جني الثمار التي يمكن أن يدرها موقعها ومميزاتها الطبيعية والبيئية والجمالية. لكن قطاعا كبيرا من اليمنيين يعتقد بقوة أن قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أعلنه  بمناسبة أدائه لصلاة العيد في مدينة حديبو في 15 أكتوبر 2013 بتحويل سقطري إلى محافظة إنما جاء بضغط من دولة قطر على وجه التحديد، وأن هذه الدولة لها أطماع كثيرة في الجزيرة وتريد السيطرة عليها لأسباب اقتصادية وإستراتيجية. وقد صدر القانون باستحداث محافظة أرخبيل سقطري في 18 ديسمبر 2013 وأذاعته في ذلك اليوم وكالة أنباء سبأ من خلال نشرتها الإخبارية.
أثارت صفقة صالح- بتريوس ردود فعل كثيرة في الدوائر المعنية بالصراع الدائر في المحيط الهندي
وسواء كان قرار تحويل سقطري إلى محافظة قائمة بذاتها قرارا يمنيا خالصا أو كان تلبية لرغبة دولة خليجية أو أكثر، فإن هذا القرار سيفتح الباب لإزالة العديد من القيود المؤسسية الحكومية التي كانت تعوق الاستثمارات في الجزيرة.  
ثالثا: النفوذ الأجنبي في سقطرى وحدود السيادة اليمنية
1-    دور قطر
نعود إلى الدور القطري مرة أخرى. تلعب جمعية قطر الخيرية (Qatar Charity) وهي جمعية ذات علاقة قوية بالأسرة الحاكمة وتعتبر واحدة من أذرعها في ممارسة النفوذ الخارجي، الدور القائد للمجهودات التنموية المدنية التي تقوم بها قطر في جزيرة سقطري. وليس من المستبعد أن تكون هذه الجمعية أيضا ذراعا من أذرع المخابرات القطرية الخارجية. ويشرف على مشروعات هذه الجمعية في اليمن بشكل عام الشيخ عبد العزيز بن جاسم آل ثاني. وللجمعية مشاريع تم الإعلان عنها في بعض مناطق اليمن مثل تعز وسقطري تغطي مجالات كثيرة من الصحة والعلاج إلى التعليم وخدمات الرعاية الاجتماعية بما فيها كفالة اليتامي والمعاقين. لكن هذه المشروعات تعثرت في الأماكن التي يسيطر عليها الحوثيون وأنصار علي عبد اللـه صالح. ومن أمثلة ذلك تعثر مشروع مركز طبي متطور  في تعز كان قد تم وضع حجر الأساس له بالفعل لكن تنفيذه توقف بسبب خلافات مع الحكومة على تخصيص الأراضي اللازمة للمشروع.
وقد تم تدشين عدد من المشروعات التي تقوم بها جمعية قطر الخيرية في ديسمبر 2014 خلال الزيارة التي قام بها الشيخ عبد العزيز بن جاسم آل ثاني. وتضمنت هذه المشاريع ما يلي (8):
-    مركز الدوحة للخدمات الطبية والإجتماعية، ويضم عدة مختبرات ومركزا لتأهيل المعاقين ومستوصفا للعيون ومركزا للغسيل الكلوي ومركزا للأشعة.
-    مشروع ترميم وصيانة وتجديد مستشفى مديرية قلنسية وإنشاء مبنى شقق الأطباء والممرضين الذين سيتم استقدامهم بواسطة قطر لخدمة السكان.
-    صيانة وتجديد مستشفى الأطفال الوحيد في سقطرى وتأهيله لعلاج الأمراض الشائعة بين الأطفال هناك.
-    مشروع لإنشاء مصنع للثلج لدعم قطاع الصيد البحري، النشاط الرئيسي لسكان جزيرة سقطري.
-    وضع حجر الأساس لإقامة مدرسة ثانوية في الجزيرة.
-    وضع حجر الساس لإنشاء اثنين من رياض الأطفال بطاقة إستيعابية إجمالية تصل إلى 200 طفل، وهو المشروع الأول من نوعه في سقطري.
-    وضع ترتيبات إنشاء دور لكفالة اليتامي (345 أسرة في المرحلة الأولى).
-    وضع نظام لمساعدة الأسرة الفقيرة وإنشاء بيوت لها. وفي العادة تقوم جمعية قطر الخيرية بتقديم المساعدات عن طريق طرف ثالث يتمثل في جمعيات الإخوان المسلمين التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح. ويؤدي هذا غالبا إلى سيادة نزعة "انتقائية" في تحديد المستفيدين من المساعدات التي تقدمها قطر.
غير أن النشاط القطري في سقطري لا يتوقف عند حدود المساعدات الإنسانية والتنموية. ومن أخطر الوقائع التي سجلتها الصحافة المحلية اليمنية واقعة هبوط طائرة بدون علامات دولة قطر قادمة من مطار الدوحة تحمل 87 راكبا إلى مطار سقطري صباح يوم الإثنين 16 فبراير 2015. وقد قامت سلطات المطار بمنع موظفي المطار من الإقتراب من الطائرة خلال فترة هبوطها ووجودها على مهبط الطائرات. وقد تم إنزال الركاب ونقلهم إلى طائرتين من طائرات النقل التابعة للقوات اليمنية من طراز أنطونوف الروسية، وبعد ذلك أقلعتا متجهتين إلى قاعدة الريان الجوية اليمنية التابعة للواء 190 (قوات جوية ودفاع جوي) (9) ونقل موقع" شبوة برس" عن مصدر عسكري من اللواء أول مشاة المتمركز في سقطري أن الطائرة التي جاءت من قطر هي طائرة مستأجرة وليست مملوكة للخطوط القطرية، وأنها كانت تحمل عناصر من تنظيم أنصار الشريعة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأنها أقلعت بعد أن أنهت مهمتها بعد ساعة ونصف الساعة إلى جهة غير معلومة.
أن الدور الروسي الجديد في الأزمة اليمنية ينبع من الحاجة إلى تحقيق عدد من المصالح الروسية المباشرة تتعلق بتوازن القوى في المحيط الهندي وبإجراءات تأمين حركة السفن الروسية عبر باب الم
2-    دور الإمارات
اكتشفت دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى أن أرخبيل جزر سقطرى يقدم للمستثمرين العرب فرصا استثمارية غير مسبوقة في منطقة صنفتها منطمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة على أنها واحدة من مناطق الإرث الطبيعي للإنسان. وتتنوع هذه الفرص بين مجالات السياحة حيث الطبيعة البكر الخلابة في كل مناطق سقطرى خصوصا في الأشهر ذات المناخ المعتدل، ومجالات الصيد حيث تتنوع الحياة البحرية حول سواحل سقطري (300 كم) من أسماك وقشريات وبرمائيات مثل السلاحف النادرة، والزراعة خصوصا تطوير زراعات الأشجار المقدسة ذات القيمة العالية اقتصاديا في محاصيل البخور واللبان والصبر والمر وما تحمله معها من إمكانات كبيرة في تصنيع الأدوية والمستحضرات الطبية ومستحضرات التجميل. ولهذه الأسباب وغيرها من الأسباب والدوافع التجارية يبحث المستثمرون الإماراتيون عن موطئ قدم لهم في جزيرة سقطري. ويقف أفراد من العائلات الحاكمة في دولة الإمارات وراء المستثمرين لمساندتهم من أجل إقامة مشاريع مجدية وقابلة للبقاء هناك. ومن أبرز هؤلاء الشيخ سلطان بن خليفة وأبناء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي. وقد أقامت دولة الإمارات على نفقتها مستشفى كبيرا في سقطري جرى افتتاحه في حضور مشايخ إماراتيين وزعماء قبائل محليين. ولا تزال هناك اتصالات بينهم من أجل تنفيذ المزيد من المشاريع المثمرة ذات الفائدة للطرفين.  وقد دشنت الإمارات خطوطا جوية مباشرة من وإلى سقطرى، تقوم بتسييبر رحلات من دبي إلى سقطري وبالعكس ومن الشارقة إلى سقطرى وبالعكس بأسعار اقتصادية لتشجيع المواطنين والمقيمين على السفر إلى الجزيرة اليمنية. وتلقت الجمعيات الخيرية وجمعيات الإغاثة الإنسانية في سقطرى مساعدات إنسانية متنوعة من دولة الإمارات (10).
3-    دور إيران والقوى الأخرى
تسعى إيران إلى بناء قوة بحرية إقليمية تكون قادرة على تـاكيد دور قيادي لطهران في منطقتي الخليج وشرق البحر المتوسط. وقد قطعت إيران شوطا كبيرا في هذا السعي عن طريق تطوير قواتها البحرية والقيام بمناورات بحرية وجوية في الخليج وفي مياه بحر العرب والمحيط الهندي. وقد تواترت أنباء خلال العمليات العسكرية الجارية في اليمن أن البحرية الإيرانية قامت بدور مهم في تزويد قوات المتمردين بالأسلحة والذخائر. وتجوب سفن عسكرية بالقرب من جزيرة سقطرى ومضيق باب المندب بحجة حماية السفن التجارية الإيرانية أثناء عبورها هذه المناطق من وإلى إيران. ومع ذلك فإن البحرية الإيرانية تجنبت الدخول في مواجهات مباشرة خلال الأشهر الماضية مع القطع البحرية العربية التابعة لقوات التحالف العربي التي تساند الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي. ومع ذلك فإنه من المتوقع أن تحاول إيران بالاتفاق مع الروس والصينين توفير قواعد أو تسهيلات بحرية في سقطرى أو فيما حولها بغرض المحافظة على وجود بحري مستمر في هذه المنطقة من العالم. وقد أشرنا من قبل إلى تصميم روسيا على عدم التخلي عن الوجود البحري بالقرب من سواحل سقطري.
ويمكن القول بأن الأهمية الإستراتيجية لجزيرة سقطري سوف تزداد في الفترة المقبلة على خلفية محاولة الأطراف المتصارعة على النفوذ في العالم زيادة قبضتها على مداخل البحار الرئيسية. وتبدو أهميتها الإستراتيجية واضحة جدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي قطعت شوطا كبيرا في بناء قاعدة عسكرية قوية هناك. وفي الوقت نفسه فإن الأهمية الإستراتيجية لأرخبيل سقطري ستزداد أيضا بالنسبة لليمن. وقد ظهر ذلك واضحا من تحويلها إلى محافظة قائمة بذاتها وتعيين قيادات مدنية وعسكرية جديدة لإدارة شئونها. وفي أحدث تطور فقد أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المرسوم رقم 71 لسنة 2015 والذي يقضي يتعيين العقيد الركن محمد علي الصوفي قائدا للواء أول بحري اليمني الموجود في سقطرى وترقيته إلى رتبة العميد وتعيين العقيد الركن ناصر عبد الهادي رئيسا لأركان حرب اللواء أول بحري في سقطري. وعلى الصعيد نفسه فإن أطرافا عربية مثل قطر والإمارات ستحاول أن تلعب دورا أكبر في الجزيرة اليمنية التي عاشت تاريخها الحديث بأكمله مهمشة ومعزولة عن الدولة اليمنية إلى حد كبير. أما بالنسبة لتأثير دور القوى الأجنبية على سيادة الدولة وممارستها لسلطاتها الطبيعية في اليمن فإن ذلك سيتوقف على مستقبل الحرب الدائرة في اليمن حاليا ومدى قدرة الدولة في أن تتحول من دولة فاشلة إلى دولة عادية تمارس مهمها الطبيعية كأي دولة في العالم. ونظرا للتحديات الحالية التي تفرضها اعتبارات مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة، فإن سقطري قد تتحول إلى مركز دولي، بقيادة الولايات المتحدة يقوم بدور محوري في عمليات مكافحة الإرهاب والقرصنة في إطار تعاون دولي. لكن هذا لا يمنع من القول بأنه كلما زادت أهمية سقطري من الناحية الإستراتيجية كلما زادت رغبة القوى الإقليمية والدولية في السيطرة عليها والتحكم فيها،  إما بالترغيب أو بالترهيب. 
 *رئيس وحدة البحوث الاقتصادية المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة
الهوامش

(1)"Whoever attains maritime supremacy in the Indian Ocean would be a prominent player on the international scene.” (US Navy Geostrategist Rear Admiral Alfred Thayus Mahan (1840-1914)
 (2) تبعد سقطري عن سواحل مدينة عدن بنحو 900 كم . ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويصل طول شريطها الساحلي نحو 300 كم . وقد تم إعلان سقطري محافظة يمنية في العام 2013 بعد أن كانت تتبع محافظة حضرموت. وتتكون محافظة سقطري حاليا من مديريتين، مديرية حديبو وفيها العاصمة حديبو ومديرية قلنسية وعبد الكوري. ومن الناحية التاريخية فإن سقطري كانت تتبع سلطنة المهرة ثم ضمت إلى محافظة حصرموت في العام 1999 حتى تم إعلانها محافظة قائمة بذاتها. وهي محافظة غير مأهولة بشكل عام يسكنها ما يتراوح بين 45 ألفا إلى 60 ألف نسمة يعيشون على صيد الأسماك عيشة بدائية لم تمسها المدنية الحديثة إلا في القليل جدا من النواحي.  
(3) تضم على سبيل المثال عصابات القراصنة في الصومال وما حولها. وتضم منظمات غير حكومية مسلحة مثل أنصار اللـه في اليمن. وتتراوح الدول القريبة من المحيط الهندي بين دول فاشلة مثل اليمن، بما يعزز احتمالات التدخل لتعويض خسائر انهيار الدولة، وبين دول بازغة ساعية إلى امتلاك التأثير والنفوذ إلى حد الهيمنة على الدوائر المحيطة بها مثل إيران. كما تشتبك في صراعات النفوذ داخل المحيط الهندي، وبالقرب منه دول نووية مثل الهند والصين وباكستان ودول فقيرة مفتوحة للتدخلات الأجنبية مثل اليمن والصومال. ولا يجب أن يغيب عن أذهاننا دول تملك فعلا بعض مفاتيح النفوذ القوية في تلك المنطقة مثل إسرائيل ذات النفوذ القوي في إريتريا وإثيوبيا إلى جانب الولايات المتحدة التي تبني سرا وفي تكتم شديد قاعدة عسكرية كبيرة في سقطري.
(4) تعرضت سفينة الشحن (Focomar) التي لم يتم التأكد من جنسيتها (إما روسية أو يونانية) والتي يعمل عليها طاقم يتكون من بحارة روس وأوكرانيين وفلبينيين، لحادث غامض بالقرب من سواحل سقطري، حيث بدأت في الغرق فأرسلت إشارة استغاثة التقطتها مراكز التصنت البحري يوم 7 أغسطس 2015. وقد أصدرت الحكومة اليمنية في اليوم التالي بيانا رسميا عن الحادث لم يتضمن المزيد من التفاصيل.
(www.fleetmon.com/)
(5) يمكن العودة هنا إلى عدد متنوع من المصادر تشمل الموقع الإخباري لتليفزيون سي إن إن في 9 يناير 2010 وموقع وكالة أنباء فارس الإيرانية في 19 يناير 2010. وتوفر الروابط التالية الكثير من التفاصيل عن اللقاء وعن المجهود العسكري الأمريكي في سقطري:
http://www.globalresearch.ca/yemen-and-the-militarization-of-strategic-waterways/17460
http://www.wikileaks-forum.com/yemen/299/the-useful-yemeni-island-of-socotra/24044/
https://niqnaq.wordpress.com/2010/02/11/the-useful-yemeni-island-of-socotra/
(6) كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الصادر يوم 8 يناير 2010 عن خلفيات صفقة صالح- بتريوس وطبيعة العلاقات التي تربط بين تنظيم القاعدة في اليمن وبين عدد من الإرهابيين الذين نفذوا أو كانوا بصدد تنفيذ عمليات إرهابية في الولايات المتحدة مثل الرائد في الجيش الأمريكي  نضال حسن (منفذ عملية فورت هود التي راح ضحيتها 13 شخصا والطالب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتورط في محاولة تفجير طائرة نورث ويست في ديترويت في ديسمبر 2009 مع اليمني أنور العولقي أحد زعماء القاعدة الذي كان مقيما لفترة في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من إدراك الإدارة الأمريكية لطبيعة علي عبد اللـه صالح باعتباره مجرد "صدام صغير" فإن بارك أوباما كان حريصا على مواصلة التعاون معه بسبب أهمية وحساسية الوضع الأمني في اليمن.
http://www.newsweek.com/how-fight-other-jihadistan-70925
 (7) ليس من المعروف تماما كيف استفادت موسكو من علاقتها بحكومة الحزب الإشتراكي اليمني قبل قيام الوحدة اليمنية في مجال تعزيز قوتها البحرية في شرق الخليج الهندي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي. لكن المرجح أن السوفييت إعتمدوا إلى حد كبير على علاقتهم الععسكرية  الوثيقة مع الهند في تأمين وجودهم البحري في المحيط الهندي إضافة إلى التسهيلات في عدن خلال فترة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. لكن الولايات المتحدة على أي حال كانت سباقة إلى استثمار أهمية موقع سقطري في تعزيز وجودها البحري في المنطقة.
Defense & Security, Russia, Jan 25 2010
 http://www.wikileaks-forum.com/yemen/299/the-useful-yemeni-island-of-socotra/24044/
(8) صحيفة "الشرق" القطرية في 27 ديسمبر 2014
(9) وردت المعلومات بتاريخ 17 فبراير 2015 على موقع "شبوه برس".
 www.shabwaahpress.net
 وكذلك على الرابط التالي:
www.thelinkyemen.net
(10) في هذا السياق قامت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الخيرية بإرسال مسساعدات من الأغذية والوقود والأدوية والأجهزة الطبية إلى أهالي جزيرة سقطري. انظر تفاصيل على الروابط التالية:
http://24.ae/article/156936/
http://26sep.net/news_details.php?sid=111022
http://marebpress.net/news_details.php?sid=3187


إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟