«الأسلحة المستقلة أو العاملة من تلقائها، الروبوت المستقل، قد تكون الثورة المقبلة في فن الحرب، ووزنها في الحرب راجح شأن البارود أو القنبلة النووية». هذا ما تخلص إليه مجموعة أبحاث تتعاون مع البنتاغون الأميركي. وهذه الخلاصة هي نواة عريضة مقدمة في مجلس الأمن تطالب بحد انتشار الأسلحة المستقلة العمل. ووقع إيلون مسك، الرئيس التنفيذي في «تيسلا موتورز» و«سبايس أكس» و«سولارسيتي»، على هذه العريضة. وهو يعرف عما يتكلم: فنموذج سيارة «تيسلا موديل إس» قادر على القيادة على الطريق من غير سائق. ولا يعصى الخيال إمكان إضافة عدد من الشرائح التكنولوجية السرية الدفاعية إلى دبابة قادرة على تحديد أهدافها في معزل عن موجهها وتدميرها، أو بروز «كوادكوبتر (مروحية رباعية) تقتل من تلقائها من غير تلقي أوامر»، تقول المدوَّنة. وأعلنت روسيا أن دبابة آرماتا الجديدة، وهي في طور التطوير والإنتاج، هي في مثابة درون (طائرة من غير طيار) برية. وعلى رغم أن ثمة طياراً يوجه طيارات الدرون الأميركية، تظهر الدراسات أن أداءها كارثي. وخلصت دراسة أجرتها جامعتا ستانفورد ونيويورك يونيفرستي، إلى أن الأبرياء هم الشطر الأكبر من ضحايا طائرات الدرون. وسقوط الأبرياء يساهم في رص صفوف المقاتلين الأعداء. فطائرات الدرون تشن هجمات متلاحقة على مكان واحد، فتحول دون نجدة المصابين. وهذه المشكلات تقع على رغم أن بشرياً يوجه الطائرة. فإلامَ ستؤول الأمور حين تفوض الأسلحة الروبوتية بتدمير هدف، ويقتصر توجيهها على عبارة «افعلي اللازم».
ولا يعارض مسك وستيف فوزنياك وستيفن هاوكينغ ونعوم تشومسكي وغيرهم من العلماء ممن وقعوا على العريضة - وعددهم 700 عالم - الذكاء الاصطناعي، ولكنهم يعارضون امتداده إلى عالم السلاح. وأصحاب العريضة يرغبون في الحؤول دون اندلاع سباق عالمي إلى السلاح المستقل «ذاتياً» أو السلاح المؤتمت، على ما حظرت اتفاقات جنيف استخدام عدد من الأسلحة. وخرجت إلى العلن وقائع مشاركة جمعية علماء النفس الأميركية في برنامج التعذيب في وكالة الاستخبارات المركزية. وتسوغ مثل هذه المعلومات تقديم هذه العريضة إلى مجلس الأمن. وكان إسحاق أسيموف أرسى قواعد لا تجوز أن تخالفها برمجة الأنظمة الروبوتية، أولاها عدم قتل إنسان ولا تركه ليقضي جوعاً، وإطاعته، والحماية. ويلاحظ العلماء الذين وقعوا على العريضة أن الدول تسارع إلى التخلص من القاعدة الأولى (لا تقتل)، في عصر تكثر روبوتات الاستقبال في المكاتب. والنتائج المترتبة على هذا الإلغاء كارثية وتؤدي إلى سباق تسلح عالمي يصب في مصالح الإرهابيين. ويندرج نضال هؤلاء العلماء في سياق نضال حائز نوبل للسلام والكيمياء، لينوس كارل بولينغ، ضد الانتشار النووي. وميزان تقويم التكنولوجيا هو جواب سؤال: «من يخدم من أو لمصلحة من؟ وإذا كانت التكنولوجيا في خدمة البشر سارت الأمور على خير ما يرام، ولكن إذا لم تكن في خدمتهم عمّ الاضطراب العالم.
نقلاً عن الحياة