المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
حافظ البرغوثي
حافظ البرغوثي

روسيا تنضم إلى ملحمة المنطقة

الثلاثاء 15/سبتمبر/2015 - 10:37 ص

بعد عام على حرب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» انكشف علناً أن سنة أولى على هذه الحرب كانت مجرد تكتيك لإطالة أمد الحرب والإبقاء على «داعش» كفزاعة ترهب بها واشنطن المنطقة لاستكمال مخطط «الربيع العربي» التخريبي والتدميري إلى حين الوصول إلى مرحلة التفتيت لما هو قائم.

بعد سنة من الحرب على «داعش» اعترف الأمريكيون بتقارير ملفقة عن القصف والدمار ضد «داعش»، فهم منذ البدء قالوا إن الحرب ستستغرق ثلاث سنوات قبل أن يتشكل التحالف الدولي ضد «داعش»، حاول الأمريكيون منذ البدء دفع دول عربية إلى الحرب البرية حتى تكون الحرب عربية داخلية، ثم حاولوا الإيحاء بتحالف سني ضد «داعش» وإيران وتعثروا فيما كانوا هم ينجزون اتفاقاً نووياً مع إيران.

الآن دخل الروس حلبة الصراع علناً بعد طول تستر، وكان متوقعاً أنه بعد الاتفاق النووي مع إيران فإن طهران فهمت ضمناً عبر الاتفاق أن أيديها مطلقة في العراق وسوريا ولبنان، طالما غضت الطرف عن حرب اليمن والتزمت الهدوء دون محاولة التدخل هناك. وكانت إيران أعدت العدة لإرسال المزيد من المقاتلين إلى سوريا تطبيقاً لاتفاقية الدفاع المشترك وكذلك روسيا.

ثمة تحالفان في المنطقة الأول تحالف عربي في اليمن بدأ ينجز مهامه براً بعد الجو والبحر ويكاد يجهز على قوات صالح وحلفائه الحوثيين في مدن الشمال، وتحالف دولي ضد «داعش» أخفق في مهمته حتى الآن ربما بشكل متعمد ومقصود أو ربما لأنه يريد توسيع المواجهة مع «داعش» حتى تتمدد داخل بعض الدول العربية وتصبح كابوساً عربياً يستمطرون من ورائه تدخلات برية وأجنبية ليعم الخراب كل بقعة عربية. في الوقت نفسه بدأ الروس منذ فترة بالترويج لتحالف جديد لمحاربة «داعش» وحاولت روسيا إقناع بعض الدول العربية بذلك لكنها فشلت حتى الآن وإن ضمنت موافقة ضمنية من البعض الآخر، والحلف الروسي يضم النظام السوري و«حزب الله» والعراق وإيران. وكان قاسم سليماني قائد فيلق القدس زار روسيا مؤخراً بشكل سري لكونه على لائحة المطلوبين دولياً لكن واشنطن غضت الطرف عن الزيارة.

في البداية كسب الروس موافقة أمريكية على حربهم ضد الإرهاب لكن بعد تطور الأحداث نحو جسر جوي وإرسال قوات ومعدات حديثة ووصول قوات إيرانية جديدة إلى دمشق تغير موقف واشنطن قليلاً لأنها ترى في ذلك دعماً استراتيجياً لنظام بشار الأسد الذي ترى واشنطن انه يجب أن يكون خارج أي تسوية في سوريا، وظن الأمريكيون أن موسكو تؤيد هذا الرأي وروجت أن روسيا لم تعد متمسكة بالأسد، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى ذلك في لقاءاته مع زعماء عرب مؤخراً على هامش معرض الصناعات الجوية الروسي وأكد أن بلاده لا تساوم حول حلفائها ضمن صفقات وأن أمن سوريا يقع ضمن الأمن القومي الروسي، وأن روسيا مصممة على محاربة الإرهاب في سوريا بالسلاح والرجال والمشورة، وأن إيران تشاركها هذا الرأي وهذا الجهد، وكل ما تروجه واشنطن حول عدم التمسك بالأسد هو مجرد أكاذيب. فروسيا عملياً ليست متمسكة بالأسد بل بسوريا كقاعدة أمامية لها في المنطقة، وتتخذ من محاربة الإرهاب مبرراً لدعم النظام بينما واشنطن تتخذ من محاربة الإرهاب في سوريا مبرراً لإسقاط الأسد أيضاً، فكل له أهدافه المعاكسة للآخر.

خريف لاهب ينتظر المنطقة مع محاولات عربية بائسة أو يائسة لإضعاف «داعش» من الداخل باستقطاب السنة في العراق ومحاولة محاورة بعض حلفائها العراقيين. فالنظام العراقي لا يستطيع كبح جماح الميليشيات التي تأتمر في الأغلب بأوامر خارجية، والعبادي الذي يكافح إرثاً فاسداً في الجيش والشرطة والوزارات بات مهدداً هو الآخر من هذه الميليشيات التي نمت وترعرعت على هامش حكم المالكي.

مطلوب تحالف عربي حقيقي أوسع من التحالف في حرب اليمن يكون أكثر قوة وأكثر ردعاً لحماية الجميع ومساعدة العراق على الوقوف بعيداً عن الهيمنة الإيرانية مجدداً ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله ومهما كان مذهبه. ولا بد من صياغة موقف عربي موحد تجاه الأزمات القائمة حتى يمكن علاج ما تخبئه الأيام من مفاجآت غير سارة لهذه الأمة. نقلا عن الخليج

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟