المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
ماريلين بومار
ماريلين بومار

هجرة أبناء المجتمع المدني والطبقة الوسطى السورية

الأربعاء 07/أكتوبر/2015 - 10:49 ص

ليس كل المهاجرين السوريين مهندسين أو معارضين لبشار الأسد، ولا يجمع كلهم بين الصفتين في آن. ولكن «ما يجمع بين مئات من السوريين الذين استلمتهم فرنسا من ألمانيا مطلع أيلول (سبتمبر) 2015 هو مستوى تعليمهم العالي»، يقول مراد ديرباك، مسؤول الشعبة الأوروبية والشرق أوسطية في مكتب حماية النازحين والمنفيين. «صادفت بينهم كثراً من حملة شهادات في الهندسة مطلعون على تطورات القطاع النفطي. وبينهم كذلك حرفيون وتجار تخلوا عن كل شيء ليفروا من الحرب». ويخلص مسؤول شؤون الهجرة هذا إلى أن العالم يشهد هجرة المجتمع المدني السوري. وغلبة أصحاب الشهادات الجامعية العليا على المهاجرين مردها إلى ارتفاع كلفة رحلة الهجرة- وهذه الكلفة تفوق قدرات من ليس من أبناء الطبقات الوسطى والعالية -، وإيلاء المجتمع السوري مكانة مرتفعة للتعليم.

وتقدر الباحثة إليزابيث لوغنيس من المعهد الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى في بيروت أن نسبة الجامعيين ممن هم في سن التعليم الجامعي في سورية كانت 21 في المئة في 1990. ومنذ الستينات، كانت عملية تأهيل الأطباء والمهندسين متطورة للنزول على الحاجات المجتمعية وميل المجتمع السوري إلى تقدير أصحاب الكفاءات الطبية والهندسية.

وتشير المعطيات الإحصائية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن 21 في المئة من السوريين الذين بلغوا أوروبا بين كانون الثاني (يناير) 2013 وأيلول (سبتمبر) 2014، جامعيون. وغلبة الجامعيين على الهجرة السورية ليست وليدة اليوم. «بدأنا منذ العام 2000 مساعدة ضحايا قمع حافظ الأسد، واستقبلنا معارضين سجنوا عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً»، يقول ميشال مورزيير، الرئيس الشرفي لجمعية «روفيفر» لمساعدة السوريين. وائتلفت موجة طالبي اللجوء الأولى من معارضين سياسيين عرفوا القمع في عهد والد بشار الأسد. ومنذ 2011 وبدء الحرب في سورية إلى اليوم، ينضم إليهم مدونون شباب قمعهم الابن. ومذذاك، وإثر موجة المدونين الإلكترونيين، كرت سبحة المهاجرين من الفنانين والمثقفين والأدباء والممثلين المسرحيين والممثلين.

وفي 2011، كان عدد طالبي اللجوء من السوريين إلى فرنسا ضئيلاً ونسبتهم لم تتجاوز 0.02 في المئة من طلبات اللجوء في هذا البلد. وحل السوريون في المرتبة 42 من لائحة اللاجئين. ولكن سيل تدفق السوريين على فرنسا يرتفع، على رغم أن هذا السيل متواضع ولم يبلغ مبلغه في ألمانيا. واليوم، يبلغ عدد السوريين الذين يدخلون فرنسا شهرياً 300 شخص. ومنذ 2011، منحت فرنسا اللجوء إلى 7 آلاف سوري. «وعديد الفرنسيين – السوريين هو حوالى 20 ألف شخص». وفي إحصاء 2012، صار حوالى 17 ألفاً من المولودين في سورية مقيمين في فرنسا: ثلثا الرجال هم من أصحاب الشهادات الجامعية، شهادة إجازة على الأقل، وهذا شأن نصف عدد النساء. وإحصاء مجمل عدد اللاجئين السوريين عسير. فهم اندمجوا في المجتمع الفرنسي وحازوا الجنسية، ولم يعد في الإمكان أن ترصدهم الجهات الإدارية.

والتزم الرئيس الفرنسي استقبال 30 ألف طالب لجوء إلى فرنسا، وشطر غالب منهم هم سوريون. وإثر هذا القرار، قد تتنوع مصادر هؤلاء الاجتماعية، إذ إن اللجوء يتيح لم شمل العائلة. واللاجئون الذين استقبلهم «مكتب حماية اللاجئين والمنفيين» OFPA الفرنسي هم في معظمهم من الرجال والشباب. ولم يرغب المتزوجون في اصطحاب أسرهم في مغامرة الهجرة. وينتظر عدد من النساء والأطفال السوريين اللجوء إلى فرنسا في مخيمات تركية وغيرها من الدول. وقصد «مكتب حماية اللاجئين والمنفيين» لبنان والأردن ومصر لاصطحاب 450 شخصاً ترى وكالة الأمم المتحدة للاجئين أنهم يعيشون في ظروف «هشة» وأنهم «الحلقة الأضعف». وهؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى عناية صحية، وبعضهم مصاب أو يعاني أمراضاً مزمنة واضطر إلى وقف العلاج. وتختلف أحوال هؤلاء اللاجئين «الضعفاء» عن أحوال اللاجئين بمفردهم. نقلا عن الحياة

 * صحافية، عن «لوموند» الفرنسية، 27-28/9/2015، إعداد منال نحاس

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟