المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
نهاد علي أوزجان
نهاد علي أوزجان

وقف النار في تركيا وجيش كردي جديد في سورية

الأربعاء 21/أكتوبر/2015 - 11:06 ص

رفع حزب «العمال الكردستاني» وتيرة هجماته في الشهرين الماضيين. ولكنه أعلن، قبل يومين، وقف إطلاق النار من طرف واحد. ورأى بعضهم أن خطوته هذه هي «رسالة سلام وحسن نية قبل الانتخابات المبكرة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) ودليل على إيمانه بالديموقراطية وضرورة إجراء الانتخابات في أجواء هادئة ونزيهة! وهؤلاء ربطوا بين هذه الخطوة والانتخابات، في وقت لا يقيم «الكردستاني» وزناً للانتخابات ولا لنتائجها. وهو يرمي إلى ضرب عصفورين بحجر.

ويقتضي فهم هذه الخطوة (إعلان وقف النار) وما يريده الكردستاني أن نحلل تكتيكاته وخطواته الأخيرة. فهو سعى طوال الصيف إلى شغل الجيش بعمليات متفرقة ومتشعبة، فتجنب الدخول في مواجهات كبيرة ومباشرة. واختار اللجوء إلى عمليات قتل ثم الفرار أو التفجير عن بعد، في مساحة شاسعة من البلاد. ورمى إلى فرض مشروع الحرب على السياسة والسياسيين وشغل الرأي العام بها والتأثير فيه. وخطا «الكردستاني» خطوات محسوبة، ولم يزج بعناصره، أي بـ «إرهابييه» المدربين أو المتمرسين، في تلك العمليات، بل اعتمد على عدد قليل من الناشطين في المدن. واستند إلى الشباب في الشارع والعناصر الجديدة أو الفتية، واختبر حرب الشوارع وسعى إلى جس نبض قدرات الجيش والدولة على مواجهة حرب أهلية كتلك التي تجري في سورية حيث شتت صفوف قوى الجيش والأمن والشرطة في عدد من محافظات الجنوب، واستطاع إجراء تجارب قتالية جديدة ومناورات ميدانية.

ويحسب بعض الأتراك أن قرار «الكردستاني» وقف إطلاق النار هو حماية للانتخابات وأنه يشرع الطريق أمام الديموقراطية في تركيا. ولكن في الواقع، جاء قراره هذا إثر اكتمال أركان خطة عمله الجديدة في سورية وترتيب الخطط مع حلفائه الغربيين، بعد أن شغل تركيا وجيشها عن سورية وما يحدث فيها خلال الصيف ورسخ نفوذه في شمال سورية، وأعد لمرحلة جديدة هناك قد يمتد فيها نفوذه جنوباً إلى الرقة إذ يقاتل «داعش». وفيما كان «الكردستاني» يشغل تركيا عن سورية، دخل الجيش الروسي على الخط وغيّر وجه الخريطة العسكرية في ميادين القتال، كما دخلت الولايات المتحدة إلى قاعدة انجرليك وزادت دعمها للقوات الكردية في شمال سورية. فهي ترسل لها أسلحة جديدة وتدرب كوادرها على استخدام تلك الأسلحة. وكل هذا يحصل وتركيا منشغلة بمناوشات الكردستاني في الداخل. واليوم، أعلن رسمياً تشكيل جيش كردي جديد قوامه 50 ألف جندي مدربون ومسلحون بعتاد اميركي من أجل خوض مرحلة جديدة من الحرب في شمال سورية. وفي مرحلة «تصعيد» هجماته في المدن التركية، تابع الكردستاني عملية نقل كوادره من شمال العراق إلى شمال سورية عبر تركيا سراً، وأنهى هؤلاء تدريباتهم. وبرز جيش كردي جديد ترفض أميركا وروسيا اعتبار أنه امتداد لحزب «العمال الكردستاني» الإرهابي في تركيا. ولا يستطيع «الكردستاني» القتال على جبهتين. لذا، اضطر إلى أن ينهي «تدريباته» داخل تركيا ليركز على جبهة القتال الجديدة في شمال سورية. وعليه، أعلن وقف النار. وستكتمل فصول القصة حين تتناهى إلينا أخبار وصول توابيت وجثامين مقاتلين أكراد من «الكردستاني» في سورية لتدفن في تركيا، وأخبار مد هذا الجيش الكردي الجديد في شمال سورية بمضادات الدروع والدبابات وربما المقاتلات الجوية.

 نقلا عن الحياة

* كاتب، عن «مللييت» التركية، 16/10/2015،

إعداد يوسف الشريف

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟