أسعار الغاز انخفضت، وتعاظمت المنافسة، وتغيّرت طريقة بيع الغاز دولياً. وتزامنت هذه التغيرات مع تداعيات العلاقات السياسية المتردّية بين روسيا وأوروبا. وارتفعت وتيرة الضغوط على غازبروم - أكبر منتج للغاز في العالم. والى العام 2009، كانت شركة غازبروم مصدر 30 في المئة من حاجة أوروبا من الغاز. وتشير حوادث الأشهر الأخيرة إلى أن غازبروم سارعت إلى إصلاح استراتيجية التصدير، على رغم ضيق حدود القدرة على المناورة.
ففي حزيران (يونيو) الماضي، أعلنت غازبروم ومجموعة من الشركاء الأوروبيين عن مشروع يضاعف حجم خط أنابيب «التيار الشمالي». لكن هذه الخطوة غير مقنعة تجارياً في وقت يلفّ الغموض حجم الطلب على الغاز في أوروبا.
وأعلنت غازبروم، أخيراً، أنها ستخفّض كميات الغاز عبر التيار التركي. وكان دوره التربّع محلّ خطوط نقل الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا. لكن المشروع تغيّر، إثر إعلان الرئيس فلادمير بوتين أن روسيا ستستمر في تصدير الغاز عبر أوكرانيا الى ما بعد العام 2019. هذه التغيرات وثيقة الصلة باقتناع الروس بضرورة تغيّر استراتيجية العمل من أجل استمالة أوروبا الى المشاريع المتعلّقة بالتيار الشمالي. وترتّبت على الخلاف حول سورية بين روسيا وتركيا، صعوبات تجبهها غازبروم. وتأثرت كذلك مشاريع هذه الشركة في آسيا. وخبت جاذبية خط النقل إلى الصين «سيلا سيبيري» (قوة سيبيريا) بعد انخفاض أسعار الطاقة أكثر من 50 في المئة منذ التفاوض على الصفقة. وتواجه غازبروم كذلك، منافسة متزايدة من غريمها المحلي، «روسنفط». ولا شك في أن تنوّع مصادر الغاز الروسية قد يساهم في أمن الطاقة الأوروبي، ويساعد في حماية حصة روسيا من السوق الأوروبية. وقد تساهم مشكلات غازبروم في بروز علاقة أكثر إيجابية بين روسيا وأوروبا. نقلا عن الحياة
* باحث جامعي، عن «موسكو تايمز» الروسية، 27/11/2015، إعداد علي شرف الدين