المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
إبراهيم قره غول
إبراهيم قره غول

تركيا تجبه حرباً ضروساً مجنونة و«خلاصية»

الأربعاء 09/ديسمبر/2015 - 03:03 م

لن تقتصر على سورية، فهي حرب ستمتدّ من شرق المتوسط إلى خليج البصرة ودوله. إنها حرب طائفية تتستّر بقناع حرب الهويات العرقية، ومع الوقت لن تنجو منها أي دولة في المنطقة. فهي حرب رسم الخرائط من جديد. وأدعو إلى أن تتحرك الدبابات قبل أن تصل النيران الى الأماكن المقدسة. وإثر وضع طهران يدها على العراق، تسعى الى الهيمنة على سورية، ومشروعها التوسعي بلغ اليمن. وفي عام أو اثنين، لن تكون أي دولة خليجية في مأمن من المدّ الإيراني. وما مساعي إيران الحثيثة للسيطرة على سورية، إلا من أجل تطويق السعودية. فثمة خطة فارسية مجنونة. حرب إيران التوسعية في سورية هي حرب إقليمية، وإن لم توقف إيران في سورية، فإنها ستواصل التوسع.

وترمي حرب روسيا وإيران والأكراد على شمال سورية الى إحكام القبضة عليه، والتذرّع بـ «داعش» لشنّ حرب على المعارضة السورية المسلّحة وتصفيتها. وهذه حرب تستهدف تركيا في المرتبة الأولى. فموسكو وطهران تسعيان الى السيطرة على شمال سورية، وقطع التواصل الجغرافي بين تركيا والعالم العربي. فهل هي حرب نفطية لمد خطوط الطاقة، أو حرب إنشاء دولة كردية؟ هي حرب استباقية للتمهيد لما سيحصل بعد عامين عندما تبدأ إيران بالاستفراد بدول الخليج. فتكون تركيا معزولة جغرافياً عن العالم العربي ولا تستطيع أن تهب لنجدته.

جنون فلاديمير بوتين وجنون إيران من طينة واحدة، فالرئيس الروسي فرض هيمنته على القوقاز الجنوبي، ولم يتحرك أحد. وتدخل في أوكرانيا وقسّمها، ولم يوقفه أحد، فذهب واحتلّ القرم، ولم يتصدَ له أحد. واليوم، يسعى مع إيران الى احتلال سورية. لذا، ليس إسقاط الطائرة الروسية مسألة تركية وروسية فحسب. فهو حادث يقرع ناقوس الخطر من تبعات التدخل الروسي في سورية والهيمنة الروسية والإيرانية عليها. وتركيا ردّت على محاولات عزلها وحصارها. ولم تثنها عن الرد القوي العلاقات التركية - الروسية الممتازة.

ولا شك في أن تركيا دولة قوية ولن تستسلم أمام محاولات فرض أمر واقع عليها، ولن تردعها مساعي هذه الدول الإقليمية الى شغلها بمشكلاتها الداخلية (الحرب مع حزب «العمال الكردستاني» ووحدات الحماية الكردية) عن قضايا المنطقة. وحوادث مثل خرق روسيا الأجواء التركية، وتهديد السفن التركية في شرق البحر المتوسط، هي من بنات سياسة إيرانية أكثر مما هي تكتيكات روسية. وصار شرق المتوسط مزدحماً بالسفن الحربية، وكأن العدة تعدّ لحرب إقليمية مقبلة. وشأن تركيا، تنظر أميركا وأوروبا بعين الانزعاج الى التوغّل الإيراني - الروسي.

ويرمي الموقف التركي الى الحؤول دون اندلاع مثل هذه الحرب الإقليمية وحرب طائفية دينية في المنطقة، ومنع الدبابات الإيرانية من التقدّم نحو مكة المكرمة. وقد يوحي حشد الجيوش في شرق المتوسط بحرب مقبلة كبيرة على سورية يســميها المحافظون الجدد في أميركا حرب نهاية العالم. وسكوت تركيا عما يحصل في سورية يؤذن بنهايتها: اندلاع حرب داخلية وتقــسيم الدولة. لذا، تبادر أنقرة الى خطوات جريئة وقوية. فالتاريخ لا يكتب إلا بالجرأة والقوة.

 نقلاً عن الحياة

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟