المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
د.يسري العزباوي
د.يسري العزباوي

حرب سنية – شيعية

الثلاثاء 05/يناير/2016 - 10:37 ص

إن نجاح الجيش العراقي في تحرير الرمادى من العصابات الداعشية كان بمثابة دفعة قوية، لكل الدول العربية بلا استثناء، في طريق محاصرة وتقويض الجماعات الإرهابية. ولكن هناك من يتربص ولا يريد أن تنجح دول المنطقة في تحقيق هدفها الأسمى، والذي يتمثل في تحرير الأرض والحفاظ على تماسك ووحدة الأوطان، خاصة مع تصاعد ونمو الحركات الإرهابية، وفشل ما يعرف باسم "التحالف العالمي لمحاربة الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.  

وفي ظل لحظات النجاح العراقية، نشهد قيام المملكة العربية السعودية تقوم بتنفيذ حكم الإعدام في عدد من مواطنيها، وقيام عدد من المحتجين الإيرانيين بحرق مقر السفارة والقنصلية السعودية بطهران، وخروج بيانات التأييد والشجب المساندة لكل منهما، بدون مناشدتهم التعقل وإتباع الحكمة السياسية لتفويت الفرصة على المتربصين بالمنطقة. وحرى بنا الإشارة إلى أنه لم يلتفت كثيرون إلى الهدوء الذي باتت إسرائيل تنعم به في المنطقة الحافلة بالصراع والتوترات، وكيف ترى إسرائيل الصراع في المنطقة العربية وكيف تسعى للاستفادة منه لخدمة مصالحها وأهدافها. إن تحويل الصراع ضد الإرهاب إلى حرب بين السنة - والشيعة ينعش حلم تل أبيب التاريخى بعضوية تحالف "المعتدلين العرب"، فلاشك في أن بوصلة إسرائيل اتجهت شرقًا لبناء تحالف قوى مع موسكو بعد تزايد نفوذها في المنطقة على حساب التواجد الأمريكي.

وبدلاً من إن ندرك جميعًا، كمسلمين، سنة وشيعة، أن عدونا واحد، وأن هدفنا مشترك، ننزلق لما هو مخطط لنا، ونقرع لبعضنا البعض طبول الحرب لاستنزاف ما تبقي من مواردنا ولمزيد من تفتيت الأمة الإسلامية لصالح الكيان الصهيوني الذي بات ينعم بالأمن والسلام، ويستعد للانطلاقة الكبرى لتكوين دولته المزعومة" من النيل للفرات"، وذلك كله بعد نجاحه في تأجيج الحرب "السنية – الشيعية"، التى سوف تأكل الأخضر واليابس في المنطقة. ولنتذكر يا سادة سويًا ما آلت إليه الحرب العراقية – الإيرانية، والتى ادت في النهاية إلى كسر شوكة الجيش العراقي والإيراني، وفرض الحصار الدولى عليهما لتنعم إسرائيل بالأمن، وتتدخل في لبنان وسوريا، حسبما وفي أى وقت تشاء.

إن المخرج الوحيد للأزمة المتصاعدة الآن بين السنة والشيعة: أولا، أن تدرك السعودية وإيران إلى خطورة المواجهة بينهما، وأثرها على المنطقة والأمة الإسلامية برمتها. ثانيًا، ضرورة الجلوس المباشر، أو عبر وسطاء عرب ومسلمين، لحل كل المشكلات العالقة في اليمن وسوريا ولبنان، وأن السلم هو سلام وحقن دماء المسلمين كافة. ثالثًا، قيام شيوخ وحكماء الأمة بضبط مشاعر العامة وليس تأجيجها للخروج من هذا المأزق، وبالتالى على شيوخنا ومراجعنا ضبط النفس في التصريحات والخطب التي تخرح من كل مكان في وطننا العربي الآن. رابعًا، لقد آن الأوان أن يتحرك محور (القاهرة- بغداد) في أن يلعب دوره الطبيعي في تنقية وتنقيح الاجواء الملغومة بشبح حرب جديدة الجميع فيها خاسر بلا شك.  فهل من مستمع؟

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟