المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مارك فيتزباتريك
مارك فيتزباتريك

التزام طهران الاتفاق النووي

الأربعاء 13/يناير/2016 - 11:15 ص

حين أبرم الاتفاق النووي الايراني في 14 تموز (يوليو) المنصرم، كنت ممن توقع إرجاء تنفيذ الاتفاق الى الاشهر التسعة المقبلة أو أكثر. ولكن سرعة التزام ايران بما يقتضيه الاتفاق تؤذن بإعلان تنفيذ الاتفاق في الشهر الجاري. فشطر راجح من مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب نقل الى روسيا وكازاخستان الشهر المنصرم. وأدت النروج دوراً بارزاً: فهي ساهمت في تسديد ثمن 60 طناً من اليورانيوم الطبيعي، الكعكة الصفراء، تسلمتها ايران من كازاخستان لقاء تصدير فائض الوقود المخصب. وحين يعاد قسم صغير من هذا الوقود على دفعات الى مفاعل طهران للأبحاث، تسدد العاصمة الايرانية ثمنه من طريق زيادة مساهمتها في موازنة وكالة الطاقة الذرية الدولية. وفي عيد الميلاد، علقت تركمانستان إذن عبور طائرة ايرانية محملة مواد مشعة فوق اراضيها مخافة اليورانيوم. فأقنعت واشنطن أذربيجان بالسماح بعبور رحلة جوية (مشعة) مجالها الجوي فوق بحر قزوين في 27 كانون الاول (ديسمبر) 2015.

ويتوقع بلوغ عملية تفكيك طهران 14 ألف جهاز طرد مركزي والبنية التحتية المرتبطة بها، خواتيمها في القريب العاجل، شأن نزع جهاز Calandria (جهاز تبديل الحرارة ورفعها...) من مفاعل آراك. وفي الخريف الماضي، تقدمت ايران بطلب من موقعي الاتفاق النووي إبرام عقد معها يتناول اعادة تصميم هذا المفاعل. وبدا ان نزع هذا الجهاز (calandria) قد يتأخر. ولكن في منتصف كانون الاول الأخير، توصل المفاوضون الايرانيون الى حل لهذه المعضلة ينزل على شروط المرشد الأعلى. وحين تخطو طهران هذه الخطوات في منتصف الشهر، تحتاج وكالة الطاقة الذرية الدولية الى 9 أيام للتأكد من التزامها الكامل.

والى هذه الخطوات، يجب ان تصدّر ايران بضع عشرات أطنان من المياه الثقيلة الى الخارج. ووافقت وزارة الطاقة الأميركية على شراء 6 أطنان من هذه المياه وتيسير عملية بيع 34 طناً منها الى القطاع الخاص. والاتفاق التعاقدي الخاص بعمليات البيع هذه قد يقتضي بعض الوقت. ولكن، في الأثناء، قد ترسل إيران بعض المياه الثقيلة الى عُمان. وحين برزت عثرات، تولت الولايات المتحدة وايران تذليلها من طريق البريد الالكتروني والاتصالات الهاتفية، وصادقت اللجان المشتركة التي تضم مجموعة (5+1)، على هذه الاجراءات الثنائية. ومستوى التعاون بين اميركا وإيران مذهل وغير مسبوق في السنوات الـ35 الماضية التي عمها العداء بين البلدين.

ولا شك في أن شقاقاً عميقاً يفرق الى اليوم بين طهران وواشنطن ومداره على مسائل غير نووية، مثل سجن ايران اميركيين، وانتهاكها حقوق الانسان، والتجربة الصاروخية ودعم نظام الأسد. والثقة التي مدت الجسور بين مسؤولي الملف النووي لم تساهم في حلحلة المشكلات الأخرى ولم تساهم في تقارب أميركي – إيراني أوسع. ولكن تخفيف العقوبات على وقع تنفيذ الاتفاق النووي سيرفع نسبة تأييد حكومة حسن روحاني. فتنعقد ثمار هذه الشعبية في الانتخابات البرلمانية الايرانية في 26 شباط (فبراير) المقبل، ويرجح دور روحاني في مسائل تهم اميركا وحلفاءها. فعلى رغم اضطرابات المنطقة في 2016، يلوح بريق امل. نقلا عن الحياة

* مدير برنامج منع الانتشار ونزع السلاح الشامل في المركز، عن موقع مركز «انترناشنل إنستيتيوت فور استراتيجيك ستاديز» البريطاني، 8/1/2016، إعداد منال نحاس

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟