لا نقبل ولا يقبل شعبنا العربى السورى وصاية من أحد أيا من كان، ولايجوز لبشر أو حجر أن يدعى كذبا أن الرئيس الدكتور بشار الأسد لايمثل سوريا، ومؤسساتها، وشعبها، إن سوريا ليست كما يدعى البعض منفصلة بين رئيس ومؤسسات، فمن يدعى أنه مع مؤسسات الدولة السورية، عليه أن يحترم المؤسسة الرئاسية واختيار الشعب لها، وتجديده الثقة فيها وقت الأزمة، فما فشل فيه البعض من مرتزقة دول المؤامرة من هدم مؤسسات الدولة، لن ينجحوا فيه الآن بتقسيم تلك المؤسسات، إن سوريا موحدة شعبا وأرضا ومؤسسات وستظل، ولن يقسم إلا أصحاب المصالح الاستعمارية الطائفية، ولن يسقط إلا من يلهث وراء الدولار والريال.
من المحزن والمؤسف، أن يهاجم البعض الموقف الروسى ضد الإرهاب، فى الوقت الذى تؤيد فيه الدولة المصرية ذلك الموقف، فما من شك أن مهاجمة روسيا فى بعض وسائل الإعلام المصرية يضرب تنامى العلاقات المصرية الروسية، والتى أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسى بلقائه الأخير ووزير الصناعة الروسي، ولاشك أيضا فى أن الكلمات التى توجه ضد روسيا تصب فى مصلحة أمريكا راعية الإرهاب وصانعته.
لسنا اليوم فى حاجة إلى مواقف وسط، أو إمساك العصا من المنتصف، فقد ثارت مصر ضد جماعة الارهاب «الإخوان المسلمين» ومن غير المعقول أو المقبول أن نجد بعض الصحف المصرية تريد أن تضع سوريا فى قبضة جماعات ثار ضدها الشعب بمصر المحروسة.
سوريا حاربت وتحارب منذ قرابة السنوات الخمس، نيابة عن الأمة العربية بكاملها، بل والإنسانية ضد وحوش العصر، وهذا الصمود السورى أسهم فى تراجع وهزيمة هؤلاء الظلاميين على أكثر من ساحة عربية.
هل يدرك البعض أن الجرائم التى ترتكب فى سوريا تقوم بها جماعات مرتزقة مرتبطة بالدول الداعمة للإرهاب، وأن من هجروا من أراضيهم وبيوتهم تركوها بسبب هؤلاء وجماعاتهم التكفيرية، إن الأهالى يعودون إلى بيوتهم حينما يحررها الجيش العربى السوري، وليس العكس كما يحاول البعض الادعاء.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد نفذت العصابات الإرهابية أخيرا تفجيرات بالسيدة زينب فى ريف دمشق، وسقط جراء تلك التفجيرات الإجرامية عشرات الشهداء والجرحي، ولم نسمع من الصحافة المصرية أى ردة فعل على هذا الحادث.
داعش تلك الجماعة الظلامية، لا تقتل فحسب، ولاتتخذ من الحرائر سبايا فقط، وليس النفط هو ما تسرقه وحده، إنها وجماعات الظلام يسرقون ويدمرون التاريخ السوري، يحاولون محو الهوية، فدمروا آثارا فى تدمر، وقاموا بتفخيخ المعابد والمبانى الأثرية بها.
إن كل المناطق السورية أصبحت شاهدة على جرائم العصابات الإرهابية، وعلى بسالة الجيش العربى السورى لقد صنع الجيش العربى السورى درسا ليس للأجيال الراهنة فحسب، بل للتاريخ بأسره، درسا فى الوطنية والفداء من أجل نصرة الحق، وإذا أراد البعض أن يستمع إلى شاهد، فليسأل الحجر قبل البشر، فلقد صارت كل المناطق السورية ساحات ملحمية ، تدمر، بابا عمرو، جوبر، حلب، حمص، إن أرضنا الطاهرة ارتوت بدماء شهدائنا، فابتعدوا بأقلامكم المزيفة، وصدقا حبر أقلامكم سيتلاشي، ولن يبقى منه سوى رائحة الزيف، وستظل سوريا شاهدة، على من باع ومن خان، ومن أمسك على الجمر. نقلا عن الأهرام