يتوقع أن يجري الخصمان في الحرب الباردة، روسيا وباكستان، مناورات برية مشتركة، هي مؤشر إلى أن الجارة أفغانستان قد تتجنّب التحول مسرح حرب بالوكالة بين القوى العظمى. ويبدو أن بوتين يحتضن، اليوم، عدواً ساعد في الماضي المجاهدين والمتمردين في طرد القوات السوفياتية من أفغانستان في ثمانينات القرن العشرين. و«روسيا يزداد قلقها من الوضع الأمني في أفغانستان وتعترف بدور باكستان المهم في إنجاح المصالحة بين طالبان والحكومة الأفغانية»، يقول مايكل كوغلمان، الخبير في معهد وودرو ويلسون في واشنطن.

والتقارب بين البلدين يأتي في وقت تسعى الولايات المتحدة والصين وباكستان إلى تيسير الحوار واتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية و «طالبان»، في وقت ترمي قوات التحالف الدولي إلى الانسحاب من أفغانستان بعد 15 عاماً من القتال. وستقوم القوات البرية الروسية بتدريبات مع القوات الباكستانية في ممرات جبلية صعبة هذا العام، وفق تصريح قائد القوات البرية الروسية، الجنرال أوليغ ساليوكوف.

ودعا المسؤول الأفغاني، عبدالله عبدالله روسيا وباكستان إلى طي الماضي. فمن مصلحة روسيا إرساء السلام في أفغانستان في وقت تقاتل في صفوف «طالبان» مجموعات إرهابية شيشانية ومن دول وسط آسيا. والشراكة الروسية- الباكستانية طرية العود. فالتبادل التجاري بين الجانبين لم يتجاوز 472 مليون دولار في 2014. ولم تزوّد روسيا والاتحاد السوفياتي باكستان منذ العام 1950 إلا بـ3 في المئة من ترسانة سلاحها، على خلاف الصين والولايات المتحدة اللتين زوّدتا إسلام آباد بحوالى ثلثي أسلحتها في المرحلة نفسها.

ولكن يبدو أن خطر الإرهاب العالمي لا يفرّق بين عدو وصديق. وعلى رغم أن موسكو درجت على أن تكون أكبر مـــزودي الهند بالسلاح، وقّعت اتفاقاً عسكرياً مع خصم الهند التقليدي (باكستان)، للتعاون في مواجهة الإرهاب العام الماضي، كمــــا اتفقت على بيعه طائرات مروحية هجومية من نــــوع «ام اي 35». وقد تشتري باكستان 20 مروحية «ام اي 35»، ومنظــــومـــات صــواريخ روسية أرض - جو. وفي تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، وافقت شركة روستيك الحكومية الروسية على بناء خط أنابيب من كراتشي إلى لاهور، طوله 1100 كيلومتر ينقل 12.4 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً، أي 30 في المئة من استهلاك باكستان. ويكلف المشروع 2.5 بليون دولار، ويتوقع انتهاء العمل به العام المقبل. نقلا عن الحياة

* عن موقع «بلومبرغ» الأميركي، 11/2/2016،