المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
محمد اليامي
محمد اليامي

صباح الحرف (الحرب الخليجية المقبلة!)

الإثنين 07/مارس/2016 - 11:30 ص

 عندما تضع الحروب والصراعات أوزارها في بلدان مختلفة في العالم العربي، ونأمل بأن يكون ذلك عاجلاً، ستخوض دول الخليج، أو بعضها الثري بقيادة السعودية حرباً جديدة، أسميها حرباً وليس مشروعاً لأنها ستدوم طويلاً، ولأن الفقر والجهل والمرض أعداء دائمين للإنسانية.

عندما يستتب الأمن والاستقرار في الدول العربية التي تعاني من انعدامها، سيصحو العالم على أزمته التي تصنع طول هذه السنوات، أزمة المصطلح العالمي المعروف «الجيل الضائع»، الذي ظهر بشكل أساسي في الأدبيات الأميركية والغربية في محاولة لوضع توصيف دقيق لماهية الجيل الذي نشأ في أوروبا إبان فترة الحرب العالمية الأولى وما تبعها.

كيف هي الحال اليوم؟ نراها كل يوم ونقرأ عنها، لكنها رؤية لا تستطيع فعل شيء حتى انتهاء دوي الرصاص ورسم لوحات الدم والإرهاب في غير مكان، ملايين لا تحصى من النازحين أعتقد أنهم أكثر بكثير من إحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ثم تردي الحال التعليمية، فوفقاً لدراسة حديثة أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بعنوان «التعليم على خط النار»، فإن 40 في المئة من الطلاب في سن التعليم لا يرتادون المدارس بما يتجاوز 13 مليوناً، منهم 2.4 مليون في سورية، و3 ملايين في العراق، ومليونان في ليبيا، و3.1 مليون في السودان، و2.9 مليون في اليمن، أضف إلى ذلك تفشي الأمراض بكل أنواعها.

إنقاذ الأجيال التي تتشكل أجسادها، والأهم عقولها اليوم في هذه المناطق هي الحرب الجديدة التي سيخوضها القادرون مادياً وبشرياً في العالم العربي، هم من سنحارب ذكرياتهم السوداء، وحرمانهم، واحتمالات تحولهم إلى الارهاب والدم من جديد.

الجهود التي تبذل اليوم ضعيفة، ولا شك في أن أعداء الأمة، وفي مقدمهم العدو الإسرائيلي يسرهم الحال اليوم، وهم يرون أن دولاً عربية كثيرة أصبحت خارج إطار التطور، بل وخارج إمكانيات مواكبة العالم، بل في أحيان ومواقع كثير بعيداً عن متطلبات الحياة الأساسية.

سيكون الجديد أن السعودية وبعض دول الخليج ستغير وسائل دعمها في هذه الحرب، وربما تخوضها بنفسها ومباشرة فتتولى مشاريع إعادة المنظومات التعليمية والصحية والثقافية إلى هذه الدول عبر أموالها ورجالها، وربما أيضاً بالاستعانة بقدرات بشرية من كثير من الدول التي يمكنها ذلك، فأسلوب دعم الحكومات أثبت عقوداً من الزمن أنه ليس ناجعاً.

إن قيادة العالمين الإسلامي والعربي وضعت بلادنا في موقع المسؤولية، وهي المسؤولية التي لم يقدر البعض قيام السعودية بأعبائها، لكن ذلك لم يمنعها يوماً من مباشرة مسؤولياتها.

الأجيال التي تنشأ اليوم في المخيمات وعلى الحدود وفي المهجر، وبين أتون المعارك الطاحنة ستكون وجعاً طويل المدى في خاصرة العرب، وعلى العرب منذ الآن تحري استراتيجيات ورؤى واضحة للتعاطي مع هذا الملف، إنها الحرب القائمة موازاة للحروب، وهي المقبلة، ولا نريد أن تكون الدائمة لأن إهمالها يعني بكل بساطة أن عجلة الصراعات والحروب ستستمر إلى ما لا نهاية. نقلا عن الحياة

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟