المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

الأزمة اليمنية: ما الذي تغير بعد تحرير المحافظات الجنوبية

الإثنين 14/مارس/2016 - 11:26 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
د.أحمد موسى بدوي
 قبيل انطلاق عاصفة الحزم في اليمن، كادت القوة الحوثية المتحالفة مع قوات علي عبد اللـه صالح أن تتمكن من السيطرة على كافة أقاليم اليمن. توقع البعض في تلك اللحظة اليائسة أن تمارس التنظيمات المتطرفة في اليمن دورا في الدفاع عن الهوية السنية. ومع انطلاق الحملة العسكرية الداعمة للشرعية بقيادة السعودية، محققة نجاحات صعبة في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، أطلت التنظيمات المتطرفة برأسها المسموم، لتمارس سلسلة من التفجيرات والاغتيالات والأعمال الوحشية في المناطق المحررة.  فهل ينتقل اليمن إلى طور جديد من أطوار الصراع؟ وما السيناريوهات المحتملة بعد دخول داعش والقاعدة وأنصار الشريعة اتون الحرب ضد تحالف دعم الشرعية؟

كان اليمن المحطة الأولى للعائدين من أفغانستان، لأسباب عدة، أهمها إمكانية الوصول إلى الأراضي اليمنية، وارتباط أسامة بن لادن بعلاقات وثيقة بالقبائل اليمنية
أولا: القاعدة ... مقاومة التفكك وإعادة التمركز
من المعلوم أن اليمن كان المحطة الأولى للعائدين من أفغانستان، لأسباب عدة، أهمها إمكانية الوصول إلى الأراضي اليمنية، وارتباط أسامة بن لادن (وهو سعودي من أصل يمني) بعلاقات وثيقة بالقبائل اليمنية، وقدرته على استمالة هذه القبائل بكل السبل. وساعد على إنجاح عملية التوطين أن عددًا كبيرًا من اليمنيين وخاصة من الجنوب، كانوا ضمن المجاهدين في أفغانستان. والمرجح أن القاعدة لم تتمكن من دخول اليمن إلا بعد اتفاق ما بين علي عبد اللـه صالح، وأجهزة مخابرات اقليمية ودولية.
بعد أن أصبح اليمن الجنوبي المحطة الرئيسية للعائدين من أفغانستان، وطوال الوقت والقاعدة تحرص على توثيق علاقتها بالفضاء القبلي- الشافعي المحيط بها. تمتلك أدوات البقاء ولا تملك أدوات الهيمنة على المجتمع اليمني. ظلت القاعدة ترقب المشهد في أعقاب الثورة اليمنية، دون أن يكون لها تدخل كبير في مجرى الأحداث، ولم تنخرط في الصراع الدائر بين القوات الموالية للشرعية، وقوات الحوثيين وصالح، مكتفية بعمليات محدودة ومتباعدة لتأكيد وجودها.
 ويبدو أن علي صالح خدع الجميع (اليمنيين، والقوى الإقليمية، والقوى الكبرى) بتطوير علاقات متشابكة مع تنظيم القاعدة، ظاهرها العداء وباطنها التعاون. ففي سياق سعيه لاستمرار هيمنة أسرته على كرسي الحكم، وكما يذهب سمير الشميري في كتابه (سوسيولوجيا الثورة الشعبية اليمنية،2012)، قام بإضعاف وخلخلة الجيش الرسمي للدولة، وسلب قواه وإدخاله في حروب جانبية مع القاعدة وباتفاق معها، وفي حروب ستة مع الحوثيين. ثم بدأ في تأسيس قوات موازية (الحرس الجمهوري، القوات الخاصة، الأمن المركزي، الأمن القومي)، تحت إمرة أبنائه وأبناء ابن أخيه وأفراد عائلته. لتبقى هذه القوات بعيدة عن المعارك، محتفظة بكامل عتادها وأفرادها. لذلك حين انقلب على شرعية الرئيس هادي، كان على يقين بأنه يملك القوة على الأرض.
ومن الأهمية القول، أن وضع القاعدة في اليمن، يختلف عن وضعها في بقية أرجاء منطقة الشرق الأوسط، فمعظم كوادر القاعدة في اليمن من شباب القبائل. ساعد على استقطابهم، غياب خدمات الدولة قبل وبعد الثورة، وتدني الأحوال المعيشية لغالبية السكان، وانتشار الفساد والفقر والأمية في تركيبة سكانية أغلبها فئاتها في عمر الشباب. أي أن التنظيم يتمتع بالعصبية الدينية والقبلية في المناطق الجنوبية ذات الأغلبية السنية، ويجمع  بين العصبية الدينية والمذهبية والقبلية في المناطق الزيدية الشمالية، الأمر الذي يصعّب مهمة الدولة اليمنية -حال استقرارها- في القضاء على هذا التنظيم، والمحتمل أن يظل شوكة في ظهر الدولة لفترات طويلة قادمة. وفي كل الأحوال، فإن من مصلحة التنظيم أن تبقى المواجهات العسكرية بين التحالف والحوثيين وصالح دون حسم، حتى يتمكن التنظيم من ترتيب أوراقه وإعادة التمركز.
 نعود للقاعدة، بعد عاصفة الحزم، فنجد أن التنظيم تمكن بسهولة من ملء الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الموالية لصالح من مدينة المكلا في إقليم حضرموت، واستيلائه على معدات الجيش في المنطقة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، وجرى الأمر كأنه عملية تسليم وتسلم للمعدات. وبطبيعة الحال لم يكن ممكنا أن يوسع  التحالف جبهة القتال بضرب القاعدة في المكلا.
  غير أن التنظيم – بما لديه من خبرة قتالية-  على دراية بأنه لا يمكن أن يؤسس لقاعدة دائمة  في حضر موت، فمعظم الإقليم عبارة عن أراضٍ صحراوية. ما يجعله فريسة سهلة في حال تغلب أحد الأطراف في الصراع الدائر الآن في اليمن. والتنظيم يقع  بالفعل في مرمى ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، نتيجة اختراق أجهزة المخابرات الأمريكية لعناصره، ما أدى إلى نجاح عمليات استهداف قادة التنظيم خلال الشهور الماضية، أهمهم قائد التنظيم ناصر الوحيشي.  
وليس من المنتظر أن تتخلى القاعدة عن إستراتيجيتها في تأسيس الدولة الاسلامية في اليمن، تمهيدا لإعلان الخلافة الإسلامية في جزيرة العرب، وليس من المتوقع أن تنخرط بكامل كوادرها تحت لواء تنظيم داعش، إلا في حالة مبايعة أيمن الظواهري نفسه للبغدادي. وليس أمام القاعدة الآن، سوى التخطيط  لإعادة التمركز في المناطق الجبلية التي يمكن أن تصل إليها في المحافظات الجنوبية، مبتعدة عن ميدان حضرموت السهلي، الذي يكبدهم الخسائر.
يبدو أن علي صالح خدع الجميع (اليمنيين، والقوى الإقليمية، والقوى الكبرى) بتطوير علاقات متشابكة مع تنظيم القاعدة، ظاهرها العداء وباطنها التعاون
ثانيا: تنظيم داعش ... لاعب ضد الجميع
مع أن داعش والقاعدة يسعيان إلى تحقيق غاية واحدة، وهي تأسيس الخلافة الاسلامية، فإن الخلاف بينهما قائم على مراحل تحقيق هذه الغاية. فقد حسمت القاعدة أمرها بمواجهة العدو البعيد  أمريكا والغرب وإسرائيل، مع الاحتفاظ بدفع ضرر الاعتداء عليها في حالة العدو القريب  الأنظمة العربية. وفي المقابل، ينطلق تنظيم داعش من إستراتيجية تقوم على أن الخلافة لن تقوم إلا  بمواجهة كل الأنظمة العربية وغير العربية، حيث يعتبرهم التنظيم كفرة يجب قتالهم وممارسة العنف المفرط معهم لتحقيق تلك الغاية.
ولم تسلم قيادات القاعدة من التكفير، فقد اتهمت داعش الظواهري بالكفر العلني لقبوله الديمقراطية عمليا وإقراره الثورات العربية ونهجها السلمي في التغيير. على معنى أن داعش تعتبر نفسها في عداء مع كل أطراف الصراع في اليمن.
توازى مع الصراع الدائر بين الحوثيين والرئيس الشرعي، صراعًا من نوع آخر بين القاعدة وتنظيم داعش في اليمن، بدأ في أبريل 2013، في أعقاب تنصيب البغدادي لنفسه خليفة للدولة الاسلامية في العراق والشام، وما تبعه من رفض أيمن الظواهري هذا التنصيب، وإعلانه أن جبهة النصرة هي الممثل الشرعي لتنظيم القاعدة في سوريا. ولا شك أن التمدد السريع لداعش في العراق والشام وليبيا، فتح شهية البغدادي وحفزه على طرق أبواب قاعدة اليمن أملا في دمجها في تنظيمه.
 وبالفعل جرت اتصالات ولقاءات بين ممثلي داعش وناصر الوحيشي، زعيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، لحثه على الاندماج ومبايعة البغدادي، ورفض الوحيشي وجدد البيعة لأيمن الظواهري. وفي المقابل سعى مجلس شورى القاعدة إلى تصعيد وجوه شابة جديدة في مواقع القيادة، لكي يتفادى التفكك والاندماج المحتمل. ومع ذلك فإن التنظيم لن يستطيع الحفاظ على تماسكه حتى النهاية. خاصة بعد مبايعة تنظيم أنصار الشريعة تنظيم داعش في فبراير 2015.
تتمثل خطورة هذه المبايعة أن أنصار الشريعة في اليمن، يشتركون مع القاعدة في نفس الحاضنة الاجتماعية والعقائدية. فقد كان قائد أنصار الشريعة، جلال بلعيدي الملقب بأبي حمزة الزنجباري، يتنقل بسهولة وينفذ عملياته في مناطق نفوذ تنظيم القاعدة في شبوة والبيضاء وحضر موت وأبين، قبل أن يلقى مصرعه يوم 4 فبراير 2016، مع اثنين من قادة التنظيم في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار في منطقة موجان بمحافظة أبين.
هذه الحاضنة المشتركة، توشي بأن المزيد من نجاح داعش على الأرض، ربما يحرض ويشجع مجموعات أخرى من القاعدة، على الانفصال والانضمام إلى داعش. وهو ما حدث بالفعل في أعقاب حادث تفجير مقر الحكومة المؤقتة  في عدن منذ عدة أشهر، فمنذ ذلك الحادث، والمواقع الإلكترونية لتنظيم داعش، تبث أخبارًا عن  تخريج دفع من المسلحين المنضمين للتنظيم في معسكر الشيخين، بمعدل دفعة واحدة كل شهر، وكأنها تتحدى قوات التحالف التي تعلن هي الأخرى عن تخريج دفعات من المتطوعين اليمنيين المواليين للشرعية.

ثالثا: الإرهاب متعدد الأغراض في المحافظات المحررة
تواجه قوات التحالف الداعم للشرعية، والقوات الوطنية اليمنية صعوبات بالغة في السيطرة الأمنية على المحافظات المحررة، فالمناطق التي توجد فيها القاعدة في حضرموت خارج سيطرة الجيش وقوات التحالف حتى اللحظة الراهنة. والوضع متفاقم في المحافظات الجنوبية،  ففي كل مرة يتم فيها الاعلان عن تحرير منطقة، يسارع تنظيم داعش ببث شرائط مصورة عن عمليات ذبح وقتل جماعية لعناصر مناوئة لهم من داخل المنطقة المحررة،  أحيانا يكون الضحايا أفرادا يزعمون أنهم موالون للحوثيين، وأحيانا يكونون من رجال السلطة الشرعية، كاغتيال اللواء جعفر محمد سعد، محافظ عدن، والمحاولات المتكررة لاغتيال خليفته العميد عيدروس الزبيدي، وكذلك مدير أمن عدن،  وأحيانا أخرى يسمي التنظيم الضحية من  الكفرة أو الجواسيس والعملاء. والغرض بطبيعة الحال من هذه العمليات، هو تعطيل عودة الحياة لطبيعتها في عدن، وإثبات أن التنظيم يملك القوة على الأرض، وأن لديه الإمكانات البشرية والمادية، والدعم اللوجستي الكافي لتنفيذ المزيد من العمليات في المحافظات المحررة.
 ويزداد الأمر تعقيدا في هذه المحافظات، بعد تنفيذ أحكام الاعدام الأخيرة في السعودية، التي طالت 42 عنصرا من العناصر التكفيرية، ما أدى إلى اصدار تنظيم داعش والقاعدة لبيانات تهديد ووعيد بالانتقام من السعودية، ومن المؤكد أن تبعات هذا الحادث سوف تنعكس بصورة أو بأخرى على المسرح اليمني. وخلاصة القول إن قوات تحالف دعم الشرعية، تواجه الآن ثلاث قوى على الأرض، القاعدة وداعش في شرق اليمن وداخل المحافظات الجنوبية، وتحالف الحوثي وصالح في المحافظات الزيدية الشمالية.
تمكنت القاعدة بسهولة في ملء الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الموالية لصالح من مدينة المكلا في إقليم حضرموت، واستيلائه على معدات الجيش في المنطقة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة
رابعا: مأزق السعودية ودول تحالف دعم الشرعية
السعودية من أكثر دول الجوار تأثرا بالأزمة اليمنية، وليس من مصلحة السعودية استمرار تدهور الأوضاع هناك، فاستخدام اليمن نقطة انطلاق لشن عمليات داخل السعودية، أمر واقع ومتكرر، فضلا عن زيادة معدلات الهجرة غير الشرعية إلى داخل السعودية نتيجة الصراعات وتفاقم الأوضاع الانسانية في اليمن، وكذلك تزايد معدلات تهريب السلاح والمخدرات عبر الأراضي اليمنية، إلى جانب تخوف السعودية الدائم من وجود الحركة الحوثية الموالية لإيران على حدودها الشمالية، هذه العوامل وغيرها تحتم على السعودية أن تكون اللاعب الرئيسي في المسألة اليمنية،  ولا شك أنها تتحمل الجانب الأعظم من تكلفة الحرب الدائرة في اليمن.  
المشكلة أن القوى الدولية، قد وفرت غطاء سياسيا حذرًا لعاصفة الحزم، لكن هذا الغطاء يبدأ الآن في التقلص، بسبب: (1) طول أمد الحرب وعدم قدرة تحالف دعم الشرعية على الحسم في المحافظات الزيدية في الشمال (2) ارتفاع عدد ضحايا العمليات من المدنيين، وتحول مناطق الصراع إلى مناطق منكوبة، تنعدم فيها كل الخدمات الضرورية (3) تدخل روسيا في الأزمة السورية المرتبطة عضويا بالأزمة اليمنية، (4) استمرار رفض الصين للتدخل العسكري في اليمن، وضبابية وعدم وضوح موقف الاتحاد الأوربي من الأزمة اليمنية (5) الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وايران.
اتهمت داعش الظواهري بالكفر العلني لقبوله الديمقراطية عمليا وإقراره الثورات العربية ونهجها السلمي في التغيير. وبذلك فإن داعش تعتبر نفسها في عداء مع كل أطراف الصراع في اليمن
خامسا: سيناريوهات محتملة
(1) استمرار الحرب دون حسم
فعلى الرغم من النجاحات التي تحققها القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، فإن دخول داعش، ومن بعدها القاعدة إلى حلبة الصراع، سوف يؤدي إلى المزيد من الفوضى وانهيار الدولة. لأن الحسم يستلزم التدمير الكامل لقوة صالح والحوثيين العسكرية في الشمال، وتقويض تنظيمي القاعدة وداعش في الشرق والجنوب وهو أمر شبه مستحيل.
(2) الصراع بين صالح والحوثيين
من المحتمل أن تشهد الفترة القادمة، انفجار تحالف صالح- الحوثي من الداخل، وتقبل القوات الموالية لصالح بوضع السلاح، والتخلي عن الحوثيين، ويبدو أن هناك مساعي حثيثة لتحقيق هذا السيناريو، مقابل تأمين أسرة على صالح. ما يعني العودة مجددًا إلى أجواء المبادرة الخليجية الثانية لحل الأزمة اليمنية. وهناك فرصة لتحقق هذا السيناريو فصالح والحوثي، هما في الأصل طرفان متناقضان، فقد خاض الحوثيون من معقلهم في محافظة صعدة بشمال اليمن، ستة حروب ضد علي عبد اللـه صالح خلال الفترة (2004-2006).
 على معنى أن الضرورة صانعة التحالف بين الأعداء،  فكلاهما في مسيس الحاجة للآخر، وينتميان عقائديا إلى المذهب الزيدي، بيد أن صالح، يريد أن تستعيد (قبيلته) حكم اليمن بنفس التوازنات القديمة، بينما يطمح الحوثيين في حكم اليمن على طريقة ولاية الفقيه الايرانية. ومع استمرار الضغط والعمليات العسكرية والنجاحات التي تحققها قوات التحالف، تنكمش قوات الحوثي وصالح إلى داخل الشمال اليمني، انكماشًا يؤدي مع الوقت إلى عودة الخلافات القديمة. ولأن الحوثيين، يعرفون عن صالح قدرته الفائقة على المراوغة وتغيير الاتجاه في أي لحظة، فإنهم لا يكفون منذ تدشين التحالف بينهما عن تقليم أظافر علي عبد اللـه صالح، بتهميش دور حزب المؤتمر وكوادره، ومنعهم من تصدر المشهد العام، واقصاء رجال صالح من الوظائف العامة في المحافظات الشمالية، وصل إلى حد قدرتهم على استقطاب قيادات موالية لصالح  من داخل الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية.
أهمية الصراع بين صالح والحوثيين، أنه يوفر حلا لمعضلة الكتلة الديمغرافية الزيدية في شمال اليمن، التي لا يمكن اخضاعها باستخدام الآلة العسكرية التقليدية، وإلا كانت الخسائر البشرية بين المدنيين فادحة، ومن الصعب على تحالف دعم الشرعية الاقدام على هذه الخطوة، التي ستفقده الغطاء القانوني الدولي.
(3) انفصال الجنوب
   مشكلات اليمن لا تتوقف عند الحوثيين، فالبلاد تشهد منذ أكثر من عقد، حراكًا انفصاليًا كبيرًا في الجنوب ازداد زخمه مع سيطرة الحوثيين على الشمال، في حال عدم الحسم المتوقعة في الحرب الدائرة، والتكاليف الباهظة التي تتكبدها قوات التحالف، ربما تقبل دول التحالف، بإجراء استفتاء على انفصال الجنوب، ونتيجته معروفة سلفا، ما يؤدي إلى إعلان دولة الجنوب، لتولد وهي في حالة حرب مع شمال اليمن، ومع تنظيم القاعدة في ساحل حضرموت. بينما يقع اليمن الشمالي بين شقي الرحى. ويبقى المواطن اليمني شمالا وجنوبا هو الخاسر الأول والأخير. ويبقى السيناريو الأكثر حسما في صالح اليمن، مرتبطا بانخفاض حدة التوتر في العلاقات السعودية الايرانية، والتوصل الى نوع من الاتفاق بوساطة دولية يدفع الأمور في اليمن وسوريا نحو الحلول السياسية والدبلوماسية.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟