المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
سامى شرف
سامى شرف

الشباب وقيادة الأزمات

الثلاثاء 24/مايو/2016 - 11:26 ص

فى شهر مارس سنة 1967 اعلن الرئيس جمال عبد الناصر عن ان القضية التى تشغله اكثر من غيرها ان العالم كله يحاول إخراج الشباب من السياسة، ويحاولون إلهاءهم بانواع من الرقص الجديد، ويحولون اهتمامهم الى الرياضة ، وقال انا ارى ان ذلك خطأ كبير والقضية التى اتمنى لو استطعت ان اركز عليها هى ان يشعر الشباب بأن السياسة هى عملية صنع مستقبله ـ ولكن اهتمامه بها ومشاركتهم فيها هى اكبر ضمانات المستقبل .

ولنبدأ القضية، فثورة 23يوليو 1952 لم تكن مجرد حركة اصلاحية قام بها شباب الضباط، بل كانت تعبر عن أمال واحلام وطموحات شعب بأكمله سبقتها سنوات من الكفاح والجهاد الوطنى ، وكانت بها اهداف وطموحات اولها هو الجلاء وتطهير البلاد من الاستعمار الذى تمثل فى اكثر من الوجود العسكرى البريطانى، بل سيطرة رأس المال الأجنبى على اقتصاد البلاد وعرق وجهد المصريين لذلك مرت سنوات منذ قيام الثورة فى 1952 لتحقيق تلك الأهداف حتى التفتت الثورة بقوة لإعادة بناء المجتمع واعادة ترتيب البيت من الداخل والتى كان منها تصحيح مفهوم ومسار العمل الوطنى لدى الشعب وإشراكه فى العملية السياسية وتنشيط الحركة الجماهيرية وإعداد قيادات شابة لتولى امور البلاد . لقد كان جمال عبد الناصر يؤمن بدور الشباب فى تحمل مسئوليته الوطنية، وعبر عن ذلك فى 4 اغسطس 1959 مخاطبا الشباب قائلا :«يجب ان يؤمن الجيل الجديد بأن بلاده يجب ان تبنى فى جميع النواحى، وان الوطن العربى لابد ان يكون متكاتفا فى كل نواحيه وان ما يؤثر على اى جزء من هذا الوطن سيصل تأثيره الى الاجزاء الاخرى، فعليكم كلكم مسئولية كبرى .» وفى اليوم التالى 5اغسطس1959 قال : «إذا استطعنا ان نطور الشباب والاجيال كى نطور البلد وان نبنيها ، نكون قد حققنا شيئا كبيرا، فى الوقت نفسه يجب ان نكون مستعدين وعلى اتم استعداد وفى كل لحظة للدفاع عن الوطن كجنود يخرجون للقتال». وفى عيد العلم فى 15ديسمبر 1962 قال :«إن إيمانى لا يتزعزع بأن كل جيل جديد فى شعبنا اقدر من الجيل الذى سبقه على الوفاء بمسئولية عصره ، واننى ارفض رفضا مطلقا ذلك القول الذى يتردد فى بعض الاحيان إعزازا للماضى واسترجاعا لذكرياته بأن الأجيال التى مضت لن تعوض، وان ما فات لن يعود، وان الأجيال السابقة خير من الأجيال اللاحقة .. واعلن جمال عبد الناصر فى مارس 1967«وأن القضية التى تشغله اكثر من غيرها ان العالم كله يحاول اخراج الشباب من السياسة ويحاولون إلهاءهم بأنواع من الرقص الجديد ويحولون اهتمامهم إلى الرياضة وانا أعد ذلك خطأ كبيرا ، القضية التى اتمنى لو استطعت ان اركز عليها هى ان يشعر الشباب بأن السياسة هى عملية صنع مستقبله وان اهتمامهم بها ومشاركتهم فيها هى اكبر ضمانات المستقبل . ما اراه فى الاتحاد السوفيتى وما اراه فى غيره يجعلنى أقلق الآن أن الأجيال القديمة تحجب اجيالا جديدة عن المشاركة وهذه مشكلة ، فإذا حجبنا الشباب عن العمل السياسى تتوقف حيوية الأنظمة ويزداد الاعتماد على عناصر القوة فى المجتمع مثل الجيش مثلا وهذه ليست وصفة مضمونة لحماية التطور» . هذه هى رؤية جمال عبد الناصر للشباب واعدادهم للعمل السياسى وتربيتهم لقيادة الأزمات وتحمل المسئولية، ومن هنا كان العمل منذ عام 1963 على بناء منظمة الشباب الاشتراكى بعد طرح ميثاق العمل الوطنى فى مايو1962 . لقد تمت اكثر من محاولة عقب ثورة يوليو52 19 لتجميع وتنشيط دور الشباب تحت مسميات مختلفة وبواسطة قيادات لم تكن مسيسة يقدر ما كانت من ابناء ثورة يوليو يجمعهم الهدف الوطنى اكثر من أى هدف آخر . وللأسف فقد كانت تجارب وان شابها القليل من النجاح إلا أنها كانت فى مجموعها فاشلة ولم تعمر طويلا , ولا اريد ان اتعرض لها بشىء من التفصيل، بل فلنتجه نحو التجارب الناجحة فى بداية الستينسات . وبعد صدور الميثاق الوطنى سنة 1962 بدأت تتوحد القوى الثورية خصوصا الشبابية منها وتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتم منحهم عضوية الاتحاد الاشتراكى وعضوية تنظيم طليعة الاشتراكيين ــ الذراع السياسية للاتحاد الاشتراكى ــ فى اطار التمهيد لبناء حزب اشتراكى موحد وانعكست هذه الاوضاع على تنظيمات الشباب ايجابيا وادركت قيادة الثورة ان الشباب هم عماد المواجهة وهم القوة السياسية القادرة ليس فقط على حماية الثورة بل على استمرارها وكان القرار بتأسيس منظمة الشباب الاشتراكى فى اواخر عام 1963 .

وكان من الاهمية تحديد الفكر الذى سيدرسه الشباب فى المنظمة ففكر الثورة ليس يمين او يسار ورئى الاستعانة بمفكرين من جميع الاتجاهات السياسية : اسلاميين وقوميين عرب وماركسيين وطلب منهم اعداد البرنامج الفكرى للمنظمة، وتم فى نفس الوقت اختيار مجموعة من الرواد منهم محمد الخفيف وحسين كامل بهاء الدين واحمد كمال ابو المجد واحمد القشيرى وعلى الدين هلال ومفيد شهاب وعبد الاحد جمال الدين وابراهيم سعد الدين وغيرهم لقيادة المنظمة مع تنظيم معسكرات تربوية فى اماكن منعزلة باقامة دائمة للتفرغ تماما للدراسة فى مرسى مطروح ووادى النطرون وحلوان، وبدات الخطوات الاولى العملية التنفيذية لتأسيس منظمة الشباب الاشتراكى بتشكيل هيئة سكرتارية التى عهد اليها بالتخطيط لبناء المنظمة واختيار وتدريب رواد الشباب الذين يمثلون النواة الاولى للكادر القيادى للمنظمة، ولقد كان للتنوع اكبر الاثر الايجابى فى تماسك وتناغم العناصر الاساسية فى المنظمة فكريا وسياسيا . نقلا  عن الأهرام

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟