المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
د. أحمد فؤاد أنور
د. أحمد فؤاد أنور

كيف نتصدى لمخططات «كاخ» فى الأقصى والكنيست؟

الثلاثاء 21/يونيو/2016 - 01:05 م

ربما لا يتذكر قطاع لا يُستهان به من المصريين والعرب حركة «كاخ» الصهيونية وسط التيار الجارف من الأحداث السياسية فى الشرق والعالم، ولكنها على صغرها تعد بوتقة لما يواجهنا جميعا ولرفض الجسد العربى إسرائيل. حركة «كاخ» بلغ من تطرفها أن قتل مؤسسها الحاخام مائير كاهنا فى نيويورك على يد مهاجر مصرى بسيط، وجَمّدت الحكومة الإسرائيلية نشاطها ومنعت ممثليها من الترشح للكنيست. وفى الأسابيع الماضية أطلت برأسها من جديد بعد «إعادة تغليفها» تحت رئاسة حاخام استطاع الوصول لعضوية الكنيست، بل واختراق دوائر إسلامية أيضا سعيا لتقسيم الحرم القدسى فمنذ نشأتها تحاول الصهيونية استغلال فقرات فى التوراة تتحدث عن «جبل صهيون» الواقع خارج البلدة القديمة فى القدس، وضرورة العودة إلى «صهيون» وكان الهدف هو العودة السياسية بالسيطرة على القدس الشرقية وحائط المبكى، رغم أنه عبر التاريخ كانت علاقة اليهود «بجبل صهيون» أو «جبل النبى داود» علاقة عابرة، حيث انقسموا على أنفسهم فى الفترة القصيرة التى كانت لهم إمارة وقرر أغلب الأسباط أن يديروا ظهورهم للقدس وأن يتعبدوا فى معابد أخرى خارجها. ووفقا لأغلب المتدينين، الأمور شبه مستقرة للوقف الإسلامى مع عدم السماح للمتطرفين الراغبين فى الزيارة بالصلاة أو رفع العلم الإسرائيلي. أخيرا تصاعدت الأصوات المتطرفة بشكل غير مسبوق وأصبح الحديث عن هدم الحرم القدسى إذا لم يتم تقسيمه بين اليهود والمسلمين هو البديل المطروح علنا.. وهو ما يجب التصدى له بكل قوة حتى لا يداهمنا الوقت.

وكأنه إحياء رسمى لحركة «كاخ» والجماعات المنبثقة عنها، نال أحد أخطر من يطالبون باقتحام الحرم القدسى بانتظام يهودا جليك عضوية الكنيست بعد استقالة وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعلون، والغريب أن رجل الدين اليهودى «جليك» يعد أخطر بمراحل من «مائير كاهانا» مؤسس حركة «كاخ» التى حظرت حتى المحاكم الإسرائيلية نشاطها العنصري، واعتبرته إرهابيا، مسيرة صعود المتطرف «جليك» وأنصاره أسهم فيها القضاء الإسرائيلي، حيث برأ ساحته من جرائم عديدة (كما سبق له أن أصدر أحكاما مخففة ضد قتلة وسفاحين لم يتم تنفيذ إلا أقل القليل منها نتيجة إعفاءات من الرئيس الإسرائيلى أو ثغرات قانونية هنا أو هناك)، كما أسهم فى صعود أسهمه غفلتنا نحن كذلك، حيث إنه يعرّف نفسه على أنه «ناشط حقوق إنسان وسلام»!! والجميع يعرف أنه فى الواقع «أخطر رجل فى الشرق الأوسط» حسب تصريح قيادات الشرطة الإسرائيلية نفسها، وللرد على سخافات «جليك» ومخططاته، التى تعرض بسببها لمحاولة اغتيال، يمكن أن نوضح أن الخلافات الداخلية بين اليهود حول تحديد موقع «جبل صهيون» ومكانة الصلاة أمام حائط المبكى وهو «هكوتل همعرفي» الحائط الغربى فى اللغة العبرية، أو حائط البراق لدى المسلمين، وله قداسة كبيرة لدى المصلين اليهود، يستخف «جليك» بها ويرى أنه مثل بقية جدران الحرم، بل ومثل القدس القديمة كلها، وكانت المطالب الصهيونية بتقسيم الحرم الشريف ترتكز فى الأساس على حركات مسيحانية محدودة التأثير، لكن أخيرا تسللت تلك الأفكار إلى صفوف الصهيونية الدينية ، وللأسف روجت لها أصوات لاهثة وراء الأضواء ووراء الجوائز الغربية من بين صفوفنا.. وكأن هذا هو طريق السلام.. وهو فى الواقع طريق إشعال فتيل أكبر موجات عنف ومواجهات شاملة ربما تتخطى منطقة الشرق الأوسط.

المطلوب هو الربط بين أنشطة عضو الكنيست عن الليكود وأنصاره وبين أنشطة حركة «كاخ» المحظورة، فالأخيرة تتضمنها قوائم المنظمات الإرهابية فى الغرب، وتأكيد أن اليهود غير متفقين لرد موحد وحاسم على السؤال: من هو اليهودي؟ وليس لديهم موقف موحد بشأن حائط المبكى، والأغلبية اليهودية المتدينة ترفض دخول الحرم القدسى تحت أى مسمى حتى ولو كانت على قناعة بوجوده تحت أرض الحرم، لأن هذا يعد وفقا للتفسيرات اليهودية، تدنيسا، ويجب ألا يتم إلا بشروط، منها ظهور المسيح اليهودى المخلص. وعلى هذا، حين تم السماح لغير المسلمين بدخول الحرم بدءا من 1835 لم يزر يهود فلسطين الحرم، ومنذ نحو عام جدد 100 حاخام على رأسهم الحاخام الرئيسى للشرقيين والحاخام الرئيسى للغربيين، هذه الفتوى وطالبوا بالالتزام بها. ومن المؤسف أن تصدر أصوات لدينا تروج لتقسيم الحرم بينما 66% من الإسرائيليين يرون أن المكان الأكثر قداسة هو حائط المبكي، و29% فقط يرون أنه الحرم القدسي، بينما يرى 5% أنه الحرم الإبراهيمي.

المعركة بحثية إعلامية سياسية مرتبطة بالأمن القومى المصرى والعربى ويجب أن تكون أعيننا على عودة حركة «كاخ» مرة أخرى لتحاول إحكام قبضتها على الحرم هذه المرة متدثرة بحصانة الكنيست التى فشلت مراراً وتكراراً فى الحصول عليه تحت أى مسمى.

نقلاً عن الأهرام

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟