1ـ إنك لا تستطيع الدفاع عن العملة عندما ينفد ما لديك من احتياطي العملات الأجنبية ولديك عجز في ميزان المدفوعات. وسواء اتخذت الإجراء فورا أو تأخرت فيه, فإنه لا يوجد خيار آخر غير التعويم. ويستحسن أن يحدث ذلك مبكرا وبأسرع وقت ممكن. فإذا قررت مطاردة الدولار فسوف يأخذك إلي أسفل ويتركك مفلسا وبدين كبير, واقتصاد مدمر.
2 ـ الحل لمشكلة العجز في ميزان المدفوعات هو زيادة الصادرات, فساعد مصدريك علي التصدير أكثر; واعطهم حوافز وكل أنواع التأييد والدعم.
3ـ رأسمالية الدولة لا تعمل حتي ولو كانت تعطي بعض النتائج السريعة في المدي القصير, ولكنها لا تلبث أن تدمر السوق والمؤسسات التي تعطيها القدرة علي العمل. صحيح أنه من السهل أن تسيطر الحكومة علي الاقتصاد, أو بعض من قطاعاته; ولكن التخلص من ذلك صعب, ومكلف, ومؤلم.
4ـ التصنيف الاقتصادي يقوم علي الاستقرار السياسي بالقدر الذي يقوم علي الأداء الاقتصادي. فإذا قرأت تقريرا اقتصاديا لبلد من البلدان أو تحليلا للمخاطرة فيه, فسوف تجد أن البداية فيه تكون بالبيئة السياسية. الديمقراطيات الآن في أحسن الأحوال من حيث السمعة, أما النظم السلطوية فهي مدانة. والسبب أن التاريخ يقول إن الديمقراطيات رغم ما ينجم عنها من مشكلات أكثر استقرارا علي المدي الطويل.
5 ـ الناس والشركات يستجيبون للحوافز وليس للأوامر والتعليمات. اعطهم حافزا إيجابيا لكي يفعلوا ما تريده وسوف يقومون به. إذا أمرتهم فسوف يقومون بعكس ما تطلب. إنهم دوما يفعلون ما سوف يحمي مصالحهم الاقتصادية; وسوف يغيرون الدولار من ذلك الذي يعطيهم أعلي الأسعار. إنهم يريدون المحافظة علي ثرواتهم وتنميتها أيضا.
6 ـ إنك لا تستطيع أن تجتذب المستثمرين الأجانب, ما لم تحافظ علي المستثمرين المحليين. إن أول ما يقوم به المستثمر الأجنبي عندما يزور بلدا جديدا هو أن يتناول العشاء مع بعض المستثمرين المحليين; ويمكنك أن تتصور ما سوف يكون عليه الحديث ساعة العشاء.
7 ـ إن الناس ينفقون ويستثمرون حسب أمزجتهم; فعندما يخافون فإنهم لا ينفقون وساعتها ينتهي الاقتصاد إلي الانكماش. وعندما يكون المزاج خائفا, فإن المستثمرين لا يأتون. وعندما يكون المزاج متفائلا, فإن الناس ينفقون ويستثمرون وساعتها ينمو الاقتصاد.
8 ـ إن الاستثمار في البنية الأساسية أمر عظيم عندما تدعم المزيد من الإنتاج, والصادرات, والوظائف. الطرق التي تربط بين منطقة صناعية وميناء للتصدير أمر عظيم. ولكن الطرق التي لا تقود إلي مكان بعينه فإنها استثمار سيئ.
9 ـ إن أساس أي اقتصاد هو حكم القانون. وعندما لا يتم تنفيذ العقود, أو لا تحترم حقوق الملكية, فإنك تعتبر مكانا خطرا للاستثمار. وحتي عندما يقوم الناس بالاستثمار, فإنهم يميلون إلي تحويل عوائدهم إلي ماوراء البحار فورا.
10ـ إن أحدا لا يتآمر عليك, إنهم فقط ينفذون سياساتهم الخارجية والاقتصادية بينما الآخرون يهتمون فقط بمصالحهم; وسوف يساعدونك, أو يقاتلونك إذا كان ذلك يخدم مصالحهم.
11ـ هذا الوقت ليس أسوأ الأوقات التي تحل فيها الأزمات فأسعار الفائدة منخفضة, وهو ما يعني تكلفة أقل للاقتراض, وأسعار النفط هي الأخري منخفضة وهو الأمر الجيد للدول غير المصدرة للنفط. إنك محظوظ, فلا تضيع حظك.
12 ـ إن صندوق النقد الدولي هو آخر المصادر الممكنة للاقتراض. لقد تم تصميمه بحيث ينقذ الدول التي علي وشك الوقوع في الإفلاس. وثمن حزمة الإنقاذ التي يقدمها عادة ما يكون برنامجا للتقشف لكي يمكن استرجاع الاستقرار الاقتصادي. ويتضمن البرنامج عادة سياسات سيئة السمعة.
13 ـ إن الثروات الفاحشة والدخول غير المتكافئة هي أحوال سيئة للنمو الاقتصادي كما أنها خطرة بالنسبة للاستقرار السياسي. ولذا فإن الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي له أعظم عائد علي الاستثمار. هذه أكثر من دستة من الأمور الاقتصادية المهمة, والتي يمكن الاستماع لها في كل الأوقات, وينبغي أكثر الاستماع لها في أوقات الأزمات الاقتصادية. وهي حكمة لم تأت من فراغ وإنما جاءت من تجارب العالم الذي لم يتوقف قط عن التعرض للأزمات الاقتصادية المختلفة وبعضها ألم بدول كبيرة وعريقة. وفي العصر القريب عرفنا الأزمة الآسيوية العظمي في1998/1997, ومن بعدها الأزمة العالمية الأكبر2008/.2012 ورغم أن مصر مرت من الأزمتين بقدر لا بأس به من السهولة, فإنها الآن تواجه أزمتها الخاصة التي جاءت مع تعدد النظم, والثورات, واختلاط أوراق كثيرة كان فيها الحق والباطل, والغث والسمين. هي في مفترق طريق تاريخي كما يقال, وفي مفترقات الطرق هناك دائما سكة السلامة, وسكة الندامة, وسكة الذي يذهب ولا يعود. سكة السلامة موجودة أعلاه.
نقلاً عن الأهرام