المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

25 يناير و 30 يونيو في الصحافة المصرية والكويتية

الجمعة 25/أغسطس/2017 - 02:04 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. شريف درويش اللبان

ناقشتُ في أواسط شهر يوليو 2017 بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنيا رسالة ماجستير مهمة لباحثة مجتهدة هى هاجر حاتم محمد بعنوان "أُطر المعالجة الإخبارية في الصحافة لأحداث 25 يناير و 30 يونيو: دراسة تحليلية مقارنة بين الصحافة المصرية والصحافة الكويتية"، الرسالة أُعدت بإشراف الزميلة العزيزة أ.د. عزة عبد العزيز عثمان رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة سوهاج وتلميذتي العزيزة د. سلوى أبو العلا الشريف الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بآداب المنيا، وقد تركزت الدراسة على عدد من أحداث ثورتيْ 25 يناير و 30 يونيو في صحف الأهرام والوفد والشروق المصرية وصحيفة الرأي الكويتية، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة التي يطيب لنا عرض أهمها.

ويمكن استعراض نتائج الدراسة التحليلية حول أُطر المعالجة الإخبارية للصحافتيْن المصرية والكويتية لأحداث 25 يناير و 30 يونيو على النحو التالي:

أولاً- سيطرة الأُطر السياسية:

-       أظهرت النتائج أن الأطر الأكثر سيطرةً على معالجة الصحف محل الدراسة هي الأطر السياسية، فلقد بلغت نسبتها في الأهرام 36% من إجمالي الأطر التي استخدمتها ولقد اتفقت دراسة سمية الألفي الخاصة باتجاهات الصحافة المصرية نحو السلطة الحاكمة في مصر بعد ثورة 25 يناير مع دراسة الباحثة في هذه الجزئية، حيث تبين من نتائج دراسة سمية الألفي أن الأطر السياسية هي المسيطرة على تغطية الموضوعات المرتبطة بالسلطة الحاكمة لدى جريدة الأهرام، أما في الوفد كانت نسبة استخدامها 31.2%، وفي الشروق بلغت النسبة 32%، بينما الراي جاءت نسبتها 38.1%، وهي فعلاً الأطر الأنسب في معالجة الأحداث كون هذه الأحداث كلها سياسية بالدرجة الأولى؛ بالتالي المعالجة السليمة ستعول بشكل كبير على الأطر السياسية، مما يدل على أن الصحف محل الدراسة قدمت المعالجة إلى حد ما سليم مهنياً.

-       تأتي أطر الصراع في المرتبة الثانية لدى الصحف محل الدراسة، وهو أيضاً ما يتفق مع طبيعة الأحداث التي كان بها شد و جذب في كثير من الأوقات، وصراعات سياسية، وعدم استقرار في الأوضاع الأمنية، فكان لابد من تناول الأحداث ومعالجتها من خلال أطر الصراع، و لقد بلغت نسبة أطر الصراع لدى جريدة الأهرام 27.4%، ولدى الوفد 29%، وكذلك كان الحال لدى الشروق حيث بلغت نسبتها 29%، أما الراي فبلغت نسبة تمثيلها في قائمة الأطر الخاصة بجريدة الراي 30.2%.

-       واتفقت الصحف محل الدراسة مرة أخرى على الأطر التي احتلت المرتبة الثالثة في قائمة الأطر الخاصة بكل منها، وهي الأطر القانونية، والتي فرضتها طبيعة الأحداث التي جاء بها تعديلات دستورية، والانتخابات الرئاسية، والخلاف على الجهة التي يؤدى أمامها اليمين الرئاسية، وإطلاق إعلان دستوري، فحلت ثالثة في الأهرام بنسبة 9.3%، وفي الوفد بنسبة 11.6%، وفي الشروق بنسبة 10.9%، وفي الراي بنسبة 7.6%.

-       أظهرت نتائج التحليل أن الصحف اختلفت فيما بعد على ترتيب بقية الأطر في القائمة الخاصة بكل صحيفة، وهذا طبيعي و يرجع لاختلاف توجهات واهتمامات كل صحيفة على حدة.

-       ففي الأهرام جاءت أطر الاهتمامات الإنسانية في المرتبة الرابعة بنسبة 8.8%، وفي المرتبة الخامسة جاءت في الأطر الاقتصادية بنسبة 6.7%، وحلت سادسةً الأطر الدينية بنسبة  5.3%، وفي المرتبة السابعة كانت أطر المسؤولية بنسبة 4.6%، وأخيراً جاءت أطر حقوق الإنسان بنسبة 1.9%. وترى الباحثة أن حلول أطر حقوق الإنسان في المرتبة الأخيرة
و بعدد تكرارات قليل جداً بلغ 8 تكرارات نسبة إلى 49 عدد هي عينة الدراسة الخاصة بجريدة الأهرام، يعتبر إخلال كبير من الجريدة بالمهنية وميثاق الشرف الإعلامي، وإهدار لحق المواطن الذي يجب أن يكون من أولى اهتمامات الصحافة.

-       وفي الوفد جاءت أطر المسؤولية في المرتبة الرابعة بنسبة بلغت 9.6%، وفي المرتبة الخامسة كانت أطر الاهتمامات الإنسانية بنسبة 8.6%، فيما احتلت الأطر الاقتصادية وأطر حقوق الإنسان المرتبة نفسها وهي السادسة بنسبة 4%، وأخيراً كانت الأطر الدينية بنسبة 2%.

-       وأظهرت نتائج الدراسة ترتيب قائمة جريدة الشروق كالتالي: المرتبة الرابعة أطر المسؤولية بنسبة 7.2%، وفي المرتبة الخامسة الأطر الاقتصادية بنسبة 6.8%، والمرتبة السادسة جاءت بها أطر الاهتمامات الإنسانية بنسبة 6.3%، ثم في المرتبة السابعة الأطر الدينية بنسبة 4%، وأخيراً في المرتبة الثامنة جاءت أطر حقوق الإنسان بنسبة 3.8%.

-       وكانت قائمة الراي ترتيبها كالتالي: جاءت أطر الاهتمامات الإنسانية في المرتبة الرابعة بنسبة 6.5%، وفي المرتبة الخامسة جاءت أطر المسؤولية بنسبة 5.7%، وفي المرتبة السادسة حلت الأطر الدينية بنسبة 4.4%، وجاءت سابعة الأطر الاقتصادية بنسبة3.9%، وفي المرتبة الأخيرة كانت أطر حقوق الإنسان بنسبة 3.5%.

-       أظهرت نتائج التحليل أن الأطر التي سيطرت على المراتب الثلاثة في كل القوائم الخاصة بالصحف محل الدراسة كانت الأطر السياسية ثم أطر الصراع ثم الأطر القانونية، وعلى الرغم من ذلك فالفروق بين كل إطار والآخر لا تعتبر كبيرة أو بينهم فروق واضحة، خاصة بداية من المرتبة الرابعة في قائمة أطر كل صحيفة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الصحف محل الدراسة قدمت معالجة متوازنة غطت مختلف الجوانب، وتناولت الأحداث محل الدراسة من خلال رؤى وزوايا عديدة.

-       أظهرت نتائج الدراسة أن الجريدة الأكثر استخداماً لأطر الصراع كانت جريدة الشروق بواقع عدد تكرارات بلغ 135 تكرارٍ، تليها الوفد بعدد تكرارات بلغ 132 تكراراً، ثم تليها الراي بعدد تكرارات بلغ 131 تكراراً، ثم الأهرام بعدد التكرارات الأقل والذي بلغ 118 تكراراً. وإن تفاوتوا في عدد التكرارات، إلا إنهم اتفقوا على الإطار الذي احتل المرتبة الأولى في قائمة أطر الصراع الخاصة بكل جريدة منهم، ألا وهو إطار المظاهرات والاعتصامات والإضرابات، ففي الأهرام بلغت نسبته 30.5%، وفي الوفد 26.5%، وفي الشروق 25.2%، و في الراي 28.2%، وهو أمر يعكس بالفعل حقيقة الأحداث التي تخللتها الكثير من المظاهرات، والوقفات الاحتجاجية، والإضرابات.

-       أما الجريدة التي احتلت المركز الأول في الأطر السياسية فكانت الراي بعدد تكرارات بلغ 165 تكراراً، وهو أمر طبيعي كونها جريدة كويتية تعتبر خارج ساحة الأحداث، تهتم في المقام الأول بالأحداث من الناحية السياسية أكثر من النواحي، تليها جريدة الأهرام بعدد تكرارات بلغ 155 تكراراً،  وفي المرتبة الثالثة الشروق بعدد 150 تكراراً، وأخيراً الوفد بعدد 142 تكراراً. ومرة أخرى اتفقت الصحف على الإطار صاحب المرتبة الأولى في قائمة الأطر السياسية الخاصة بكل جريدة منهم، وهو إطار ردود الفعل الدولية، وهو الأمر الذي فرض نفسه على الصحافة، والتي كان يجب أن تأخذه بعين الاعتبار وتهتم بتناوله، وهو الأمر الذي اتبعته الصحف محل الدراسة، حيث أن الأحداث المصرية كان لها صدى كبير في كل المحافل الدولية، التي كانت تبدي ردود فعل بشكل يومي على كل حدث من الأحداث محل الدراسة، فبلغ إطار ردود الفعل الدولية لدى الأهرام 25.8%، ولدى الوفد 28.1%، وفي الشروق بلغ 29%، وفي الراي 24.2%.

-       أظهرت نتائج الدراسة أن الجريدة الأكثر استخداماً لإطار المسؤولية هي جريدة الوفد بواقع عدد تكرارات وصل لـ 44 تكراراً، تليها في المرتبة الثانية الشروق بعدد تكرارات بلغ 34 تكراراً، وثالثةً جاءت الراي بعدد تكرارات بلغ 25 تكراراً، وفي المرتبة الرابعة حلت الأهرام بعدد تكرارات بلغ 20 تكراراً، وهذه النتيجة تتفق مع كون جريدتي الوفد والشروق من جرائد المعارضة المصرية، والتي دائماً ما تبحث عن المسؤولين عن الأحداث، خاصة أحداث الصراع وعدم الاستقرار الأمني، في محاولة منها لمعرفة من السبب، أما الأهرام فهي جريدة قومية حكومية، لم تهتم بهذه الجزئية بشكل كبير، لأن في مثل هذه الأحداث يكون للحكومة اليد الأكبر، وهو ما يتنافى مع توجهاتها في تحسين صورة الحكومة بشكل دائم، وهو ما أكده نسبة استخدام أطر المسؤولية في قائمة أطر الأهرام والتي حلت في المرتبة قبل الأخيرة، وبالنسبة للراي فلقد أولت أطر المسؤولية اهتماماً أكثر من الأهرام، وفي محاولة منها لتقديم تغطية متكاملة تجيب على أسئلة القارئ ومنها سؤال من.

-        وجدت الباحثة أن جريدة الشروق هي أكثر الجرائد الأربعة اهتماماً بالجانب الاقتصادي، حيث بلغ عدد تكراراتها 32 تكراراً، تليها الأهرام بعدد تكرارات بلغ 29 تكراراً، وفي المرتبة الثالثة جريدة الوفد بعدد تكرارات بلغ 18 تكراراً، وفي المرتبة الأخيرة حلت الراي ب17 تكراراً، ولقد اهتمت كل من جريدة الشروق والأهرام بالجانب الاقتصادي بشكل أكبر من الوفد والراي، فالشروق متوازنة بشكل كبير في معالجتها وتغطيتها، حيث تتناول الحدث من مختلف الجوانب سياسية أمنية اقتصادية إنسانية، أما الأهرام فهي جريدة حكومية وأحد أولوياتها الجانب الاقتصادي الذي يمثل العمود الفقري للحكومة التي تتحدث بصوتها، فوجب أن تهتم بهذا الجانب، بالنظر إلى جريدة الوفد سنجد أنها جريدة ذات نزعة ثورية، تهتم بالحدث وعرضه من الجانب السياسي، أما الاقتصاد فيعتبر بالنسبة لها من مكملات الأخبار وليس أساس، ولقد لاحظت الباحثة قلة تناولها الحدث من الجانب الاقتصادي، ومدى تأثر الاقتصاد بمجريات الأحداث، فلم تستخدم إطار انهيار الاقتصاد المصري سوى 10 مرات، وإطار النهوض بالاقتصاد المصري 8 مرات، ولم تستخدم إطار استقرار الاقتصاد المصري مطلقاً، بواقع 18 تكراراً مثلوا 4% من إجمالي الأطر الخاصة بها، وهي نسبة قليلة، خاصة وأن معظم الأحداث محل الدراسة كان لها تأثير على الاقتصاد المصري، وبالنظر إلى جريدة الراي و قلة اهتمامها بالجانب الاقتصادي، سنجد أنه أمر بديهي لأنها ليست جريدة مصرية، واهتمامها بالأحداث المصرية سينصب في مجمله حول الجانب السياسي والأمني، وإن كان هذا يمثل نقص في مجمل معالجتها للأحداث.

-       اتضح من خلال نتائج الدراسة أن جريدة الوفد كانت الجريدة الأكثر استخداماً لأطر الاهتمامات الإنسانية بواقع 39 تكراراً، تأتي بعدها الأهرام بعدد 38 تكراراً، ثم الشروق بعدد تكرارات بلغ 30 تكراراً، وأخيراً الراي بعدد 28 تكراراً، ولا يوجد تفاوت كبير بين الجرائد الأربعة في استخدام الأطر الإنسانية، وهذا الأمر قد فرضته طبيعة الأحداث التي تعلقت بكثير من الجوانب الإنسانية والحياتية التي تهم المجتمع، مثل الانقسامات التي حدثت في صفوف الشعب، والأحداث الدموية التي شهدتها مصر، والانفصال الصارخ الذي حدث بين الشعب و مؤسسات الدولة، مما كان لزاماً على الصحافة بصفة عامة والصحف محل الدراسة بصفة خاصة أن تتناول معالجة الأحداث من هذا الجانب، و لقد كان الإطار الأكثر استخداماً من قبل الأربع جرائد هو إطار توحيد الصف ونبذ التفرقة، فالأهرام استخدمته بنسبة 42.1% من إجمالي أطر الاهتمامات الإنسانية الخاصة بها، والوفد تناولت الأحداث من خلاله بنسبة 38.4%، أما الشروق فبلغت نسبته في قائمة أطر الاهتمامات الإنسانية الخاصة بها 43.3%، وفي الراي بلغت نسبته 39.3% من إجمالي نسب أطر الاهتمامات الإنسانية الخاصة بها.

-       من واقع نتائج الدراسة نجد أن جريدة الأهرام هي الجريدة الأكثر اهتماماً بالجانب الديني بواقع تكرارات للأطر الدينية بلغ 23 تكراراً، وهذا يرجع لكون الأهرام جريدة حكومية تهتم بعرض الأحداث من الجانب الديني والأخذ بتصريحات رجال الدين، في محاولة منها للتأثير على اتجاهات الجمهور نحو الأحداث، خاصة وأن الشعب المصري يهتم برأي الدين وتوجيهاته التي يحصل على من خلال الأزهر والكنيسة ورجالاتهم، ولقد حلت جريدة الشروق والراي في المرتبة الثانية بعدد تكرارات بلغ 19 تكراراً، وفي المرتبة الأخيرة جاءت جريدة الوفد بعدد 9 تكرارات.

-       أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن جريدتا الوفد والشروق اهتمتا بأطر حقوق الإنسان بنفس القدر، حيث احتلا المرتبة الأولى بواقع عدد تكرارات متساوٍ بلغ 18 تكراراً لكل منهما، وهذا يرجع لكون كلا الجريدتين معارضتين، وتهتمان بحقوق الإنسان وحقوق المواطن التي قد تهدرها الحكومة، فتأخذ على عاتقها مهمة إبراز هذا الجانب، ثم تليهما جريدة الراي في المرتبة الثانية بعدد تكرارات بلغ 15 تكراراً، وفي المرتبة الأخيرة جريدة الأهرام بعدد 8 تكراراً.

-       من خلال نتائج الدراسة حلت جريدة الوفد في المرتبة الأولى من حيث عدد تكرارات الأطر القانونية، حيث بلغ عدد تكراراتها 53 تكراراً، وجاءت ثانية جريدة الشروق بعدد تكرارات بلغ 51 تكراراً، ثم في المرتبة الثالثة كانت جريدة الأهرام بعدد 40 تكراراً، وأخيراً حلت جريدة الراي بعدد 33 تكراراً، ولقد اهتمت الجرائد محل الدراسة بالأطر القانونية وتناولت كثير من الأحداث من خلال هذا الجانب، وهذا ما أظهرته نتيجة سابقة للدراسة والتي جاء بها بأن الأطر القانونية حلت في المرتبة الثالثة في قوائم الأطر الخاصة بالأربع جرائد محل الدراسة.

-       أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن الصحف المصرية كانت أكثر تنوعاً في استخدام الأطر
وأكثر عمقاً في تقديم المعالجة الإخبارية من جريدة الراي التي كانت كثيراً من أعدادها تتناول أخبار قليلة عن الأحداث المصرية، كما أن تغطيتها ليس بها عمق وتتسم بالرتابة وعدم تقديم جديد.

ثانيًا- التعاطف مع الحكومة والشعب:

-       أظهرت نتائج الدراسة أن نوعية المعالجة الصحفية التي سيطرت على معالجة جريدة الأهرام هي المعالجة المتعاطفة مع الحكومة، وهي نتيجة تتفق مع كون الجريدة جريدة حكومية، تستخدم لخدمة أهداف النظام الموجود في السلطة، ولقد برز هذا من جلياً عند انطلاق ثورة 25 يناير، ففي الوقت الذي تصدرت فيه أحداث المظاهرات والحملة التي انطلقت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الشباب للتظاهر عناوين والصفحات الأولى للصحف الحزبية والخاصة، قامت الأهرام بتهميش الأحداث في مصر ونشر الخبر الخاص بها على مساحة صغيرة جداً في أسفل الصفحة الأولى على اليسار، واستبدلتها بأحداث المظاهرات في لبنان والتي جاءت تحت عنوان "احتجاجات واضطرابات واسعة في لبنان"، وجاء العنوان الخاص بالأحداث في مصر "الآلاف يشاركون في مظاهرات سلمية بالقاهرة والمحافظات"، وآخر "شوكولاتة وورود في عيد الشرطة" في تجاهل واضح وصريح للشعب الذي خرج ثورة على النظام وفي مقدمتها وزارة الداخلية. كما قامت في اليوم التالي بنشر أخبار وتصريحات خاصة بالرئيس السابق حسني مبارك مثل "أكد مبارك على إكمال مسيرة الإصلاحات"، ونشر أخبار عن مشاريع خاصة بالحكومة، مثل "744 أسرة تغادر عشش صفيح المرج إلى شققها الجديدة"، في محاولة منها لتجميل وتحسين صورة الحكومة من خلال التركيز على إنجازاتها، كما دعمت معالجتها بتصريحات للشخصيات العامة مثل تصريحات السياسي "مصطفى الفقي" والتي قال فيها "مبارك ليس بن علي"، وكأنها رسالة للشعب بأن ما يحدث في تونس لا يصلح أن ينتقل لمصر وأنه ليس هناك من سبب لهذا فسياسات مبارك تختلف عن سياسات بن علي. ومن ضمن مفارقات الأهرام التي جعلتها تبتعد عن الحيادية والموضوعية كل البعد قيامها باستخدام لفظ شهيد لقتلى الشرطة وحدهم، وغيرهم يطلق عليه قتيل. وفي محاولة منها لقلب الحقائق كانت تنشر عناوين أخبار على غرار "قوات الشرطة التزمت ضبط النفس"، فلقد سعت جاهدة إلى إظهار الشرطة في صورة البطل المدافع عن الاستقرار دون عنف أو تجاوز مع المواطنين، وفي المقابل عملت على إظهار المتظاهرين بصورة المخربين، وإلصاق تهم تدمير وتخريب المنشآت، ونشر لفوضى والتسبب في العنف إليهم.
واستمرت في تزييف الواقع من خلال نشر أخبار مختلفة عما يحدث فعلياً "الهدوء إلى الإسكندرية والإسماعيلية". ولقد استهلت عنوان الصفحة الأولى باسم الرئيس مبارك وبالخط العريض وجاء فيه "مبارك يتابع الأحداث ويتصل بمحافظ السويس للاطمئنان على المواطنين"، وكأنها تؤكد على أن مبارك يتابع مهامه كرئيس للدولة بشكل طبيعي، في محاولة منها على إعطاء إشارة على استمراره واستمرار نظامه في الحكم، وهذه النتيجة تتوافق مع نتيجة أمل محمد خطاب حول "سيمولوجيا التغطية المصورة لأحداث ثورة 25 يناير فى صحف الأهـرام والـوفـد والمصري اليوم"، حيث توصلت إلى أن تغطية الأهرام المصورة لأحداث ثورة 25 يناير تميزت بالانحياز الكامل للنظام، ففي الأيام الأولى للأحداث اكتفت بالإشارة إلى تجمعات الشباب في ميادين مصر في الوقت الذي خصصت فيه مساحات من صفحتها الأولى والأخيرة لما اسمته "احتفالات الشرطة بأعيادها"، ولم تبدأ الأهرام فى تغطية الأحداث التي يمكن وصفها بأنها الأهم في بر مصر فى ذلك الوقت إلا فى يوم 27 يناير، والتي حرصت من خلالها على التأكيد على سيطرة الأجهزة الأمنية والتنفيذية على أمن واستقرار المدن، والقبض على مرتكبي أحداث الشغب والتصدي لعناصر التخريب والمفسدين.

-       وجاءت المعالجة المتعاطفة مع الشعب في المرتبة الثانية بنسبة 25.5% من إجمالي نوعية معالجة جريدة الأهرام للأحداث، ولقد كان اتجاه هذه التغطية في فترة أحداث تنحي الرئيس السابق مبارك، وفي فترة أحداث انطلاق حملة تمرد ومطالبة الشعب برحيل الرئيس السابق محمد مرسي، وهنا يوجد مفارقة كبيرة بين موقف الأهرام من انطلاق مظاهرات 25 يناير ودفاعها عن نظام مبارك ومحاولة ووقوفها في وجه الجماهير الغفيرة من أجل النظام، وموقفها من المظاهرات ضد الرئيس السابق محمد مرسي، حيث كانت مع الشعب ضد النظام، وهذا ما أكدته نتائج دراسة سمية الألفي، حيث تقول الدراسة بأن الأهرام أشارت إلى بدء المتظاهرون والمعتصمون بالتجمهر في ميدان التحرير في الاستعداد لمليونية الشهيد رفضاً للإعلان الدستوري، وهذا الأمر لم تتبعه الجريدة عندما انطلقت ثورة 25 يناير، ولم تسلط الضوء على المتظاهرين، بل تعمدت تجاهلهم، ووقد يرجع هذا الموقف لكون الجريدة قد راجعت حساباتها، ورأت أن تتخذ صف الشعب، أو قد تكون توجهات الجريدة كانت ضد الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان منذ البداية؛ وبالتالي تعاطفت مع الشعب رغبة في إسقاطه، ولقد بدا هذا واضحاً وجلياً في التغطية التي قدمتها الأهرام حول حدث قيام بعض طلبة الأزهر المنتميين لجماعة الإخوان المسلمين عام 2006م بعمل استعراض عسكري أما مكتب رئيس الجامعة، ولقد قدمت الأهرام تغطية سلبية عن الحدث أفردت لها مساحة كبيرة، حيث هدفت الجريدة من خلال هذه التغطية إلى تشويه السمعة، والتحريض، والتحامل، ففي عددها الصادر بتاريخ 15/12/2006 جاء عنوانها "وقفة مع المحظورة"، للكاتب أسامة سرايا، كما استخدم عبارة "جماعة الإخوان هي الآفة السياسية الأولى".

-       وفي المرتبة الثالثة جاءت المعالجة المنطقية لجريدة الأهرام بنسبة 23.45، فلقد التزمت الجريدة الحياد عند معالجة أحداث إصدار الرئيس السابق محمد مرسي الإعلان الدستوري، ولم تبدي انحياز لأي جانب.

-       أظهرت نتائج الدراسة أن نوعية المعالجة الصحفية التي سيطرت على المعالجة الخاصة بجريدة الوفد هي المعالجة المتعاطفة مع الشعب بنسبة 61.2%، ويرجع هذا لكون جريدة الوفد جريدة حزبية معارضة للحكومة في معظم الوقت، ولقد وجدت الباحثة أن الوفد جريدة ثورية، ذات نبرة قد تكون مؤججة في كثير من الأحيان، ولقد كانت مع ثورة يناير منذ اندلاعها، وجاء ضمن عناوينها "النظام يتحدى الشعب- انتفاضة 25 يناير تهز حكومة الفساد والتزوير"، وبدأت في إظهار مساوئ النظام وظهر ذلك من خلال عنوان للقاء أجرته مع "محمد غانم" رجل مخابرات وأول رئيس لشركة النصر للاستيراد والتصدير جاء فيه "الوجود المصري في القارة السمراء تراجع في عهد مبارك"، وفي عنوان آخر "الشرطة تستخدم الرصاص الحي والحزب الوطني يستعين بالبلطجية لضرب المتظاهرين". ولقد احتفلت برحيل الرئيس السابق محمد حسني مبارك حيث تصدرت صفحتها الأولى كلمة "النهاية" وذيلت بعنوان "انتصرت إرادة الشعب وسقط مبارك". كما أنها كانت مؤيدة للشعب في مظاهراته ضد الرئيس السابق محمد مرسي حيث تصدر صفحتها الأولى عدد يوم 1/7/2013 عنوان "22 مليون ارحل في الميادين"، "التحرير يعلن خلو منصب الرئيس..... ومرسي:أنا أو الفوضى"، وكانت ضد جماعة الإخوان المسلمين، وتناولت معالجة كثير من الأحداث من خلال إطار مسؤولية محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين فعلي سبيل المثال جاء أحد عناوينها "في زمن الإخوان....12 قضية فساد كل دقيقة و11 ألف قضية آداب في 2012"، وآخر "مرسي يشعل مصر بجحيم سياسي"، كما تناولت بعض الأحداث من خلال إطار سيطرة الجماعة على الدولة مثل "الإخوان استبدلوا احتكار (عز) بنوع جديد من السيطرة على دعم البوتاجاز والخبز لصالح الحزب والجماعة"، وتدعم دراسة سمية الألفي هذه الجزئية، حيث جاء فيها أن جريدة الوفد وظفت إطار التبعية في معالجتها، فكثيراً ما كانت تؤكد على تبعية الرئيس محمد مرسي للمرشد وجماعة الإخوان المسلمين، وأن مؤسسة الرئاسة أصبحت فرعاً من فروع مكتب الإرشاد.

-       وفي المرتبة الثانية حلت المعالجة المتعاطفة مع الحكومة بنسبة 26.5%، ولقد انحازت الوفد للحكومة في أحداث فض اعتصام "رابعة العدوية"، وساندتها في كل تحركاتها، حيث قالت في أحدا عناوينها "فض الاعتصام واجب على سلطات الدولة بموجب تفويض شعبي"، كما دعمت هذا التعاطف مع الحكومة بتناول أحداث من خلال إطار عنف مليشيات الإخوان الذي طال كل أنحاء البلاد وجاءت عناوين هذه الأحداث كالتالي "المجرمون.... رائحة الدم تفوح في أطلال قسم كرداسة والتمثيل بالجثث يدمي قلوب الأهالي"، "إخوان مجرمون....حرائق الغدر والانتقام تدمر المنشآت الحكومية والدينية  وممتلكات الأقباط".

-       وفي المرتبة الأخيرة في القائمة الخاصة بنوعية المعالجة الصحفية في جريدة الوفد حلت المعالجة المنطقية بنسبة 12.2%، أي بواقع 6 تكرارات فقط من أصل 49 عدد تم تحليله، وهي نسبة تدل على عدم حيادية الجريدة وانحيازه لطرف على حساب طرف، مما يجعلها تخل بدورها في نقل الأخبار وإظهار الحقائق.

-       أظهرت نتائج الدراسة أن نوعية المعالجة التي قدمتها جريدة الشروق كانت في معظمها معالجة متعاطفة مع الشعب، حيث بلغت نسبتها 50%، والأمر الذي ينبع من كونها جريدة مستقلة معارضة للحكومة، ولقد كانت الشروق مع الشعب منذ اللحظة الأولى لانطلاق ثورة 25 يناير، وإن كانت تتسم بمعالجة هادئة غير مؤججة تتناول الموضوع لسردها أو لوصف الواقع دون إضافة عبارات تهول من الأحداث، ففي أول أيام الثورة جاء عنوانها "مصر الغاضبة في الشارع.... عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة يطالبون بالتغيير والحرية والعدالة"، "الآلاف ينطلقون من المساجد وأنباء عن مشاركة قبطية.....والأمن يستعد بخطة تأمين"، "الشعب يريد التغيير.....مئات الآلاف يطالبون بالخبز والحرية والكرامة الإنسانية.....والشرطة تفقد السيطرة"، واحتفلت مع الشعب بتنحي مبارك بشكل متزن أيضاً "وانتصر الشعب....الثورة تسقط مبارك والمجلس الأعلى للقوات المسلحة يتولى الحكم"، "الشعب يريد بناء نظام جديد"، وكذلك كانت مع الشعب في مظاهراته ضد الإخوان والمطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي، "الشعب يريد إسقاط الإخوان"، "مئات الآلاف أمام الاتحادية يهتفون بسقوط مرسي"، "أول أيام الزحف...التحرير يفيض بالمتظاهرين ويعلن الاعتصام".

-       وفي المرتبة الثانية كانت المعالجة المنطقية بنسبة 29.2%، ولقد كانت هذه النوعية من التغطية خلال فترة الإعلان عن فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، فجاء أول عنوان لها بعد فوزه "مرسي رئيساً بأمر الشعب" وفي هذا العنوان توازن شديد في الطرح، حيث أنها لم تبدي موافقتها على هذا الفوز، ولم تظهر رفضها، كل ما قالته أنه اختيار الشعب، "زغاريد... ألعاب نارية...زفة سيارات...مصر تحتفل بفوز مرسي وهزيمة شفيق" ونرى هذا العنوان أيضاً وصف لما يحدث في الشارع فقط، وكذلك كان موقفها من أحداث فوز المشير عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية، فكان عنوانها "رسمياً... السيسي رئيساً للجمهورية بـ96.9%"، "حفل تنصيب شعبي للسيسي في شوارع مصر".

-       وفي المرتبة الأخيرة جاءت المعالجة المتعاطفة مع الحكومة بنسبة 20.8%، ولقد تعاطفت الشروق مع الحكومة في أحداث فض اعتصام "رابعة العدوية" فجاء في عددها الأول بعد فض الاعتصام "الأمن يطوي صفحة اعتصامي رابعة والنهضة...والإخوان ترد بالسلاح"، "المعتصمون بادروا الأمن بإطلاق الرصاص فردت عليهم الشرطة...والطائرات ألقت عليهم قنابل الغاز من السماء"، "الغارات الإخوانية تتواصل على الدولة".

-       وبهذا تكون جريدة الشروق هي الجريدة الأكثر منطقية من بين الثلاث جرائد المصرية محل الدراسة، ولقد اتفقت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة سمر عبد الحليم حول أطر الإعلانات السياسية الانتخابية في الصحف المصرية وتأثيراتها على الناخبين نحو المرشحين، والتي اتضح من خلال نتائج دراستها التحليلية أن مرشحين الإخوان المسلمين لم ينشروا سوى ثلاثة إعلانات سياسية جاءت كلها في جريدة الشروق فقط من بين 18 جريدة محل الدراسة، وهذا يدل على موضوعيتها ومنطقيتها وتقبلها للآخر، كما أنها موقف محايد من جميع المرشحين بنشر إعلانات إيجابية بنسبة 100%، في حين أن الأهرام نشرت إعلانات إيجابية بنسبة 80%، وإعلانات سلبية بنسبة 20%، مبتعدة عن الموضوعية والحياد في نشر الإعلانات.

-       أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن المعالجة الصحفية المنطقية هي التي احتلت المرتبة الأولى في قائمة نوعية المعالجة الصحفية لجريدة الراي بنسبة 92%، وهذا يعكس مدى حيادية الجريدة تجاه معظم الأحداث محل الدراسة، وهو الأمر الذي قدر يعود لالتزام الجريدة بالحيادية بصفة عامة، أو لكونها جريدة كويتية الأحداث لا تعنيها بشكل مباشر، وهي تقوم بدور الناقل للحدث فقط،  فكان العنوان الخاص بانطلاق التظاهرات في مصر يوم 26/2/2011 كالآتي "مصر تستعد أمنياً لتظاهرات صلاة الجمعة"، ويمكننا القول أيضاً أن الجريدة قد تكون قد التزمت الحيادية في أحداث ثورة 25 يناير بشكل خاص توافقاً مع الموقف الكويتي بصفة عامة والذي التزم الحياد تجاه الثورة وجاء هذا نتيجة لتعاطف الكويت حكومةً وشعباً مع الرئيس حسني مبارك حفظاً للجميل، وذلك لما قدمه لهم من دعم خلال الغزو العراقي على الكويت، كما انطلقت حملة من خلال قناة سكوب الكويتية باسم "ارحموا عزيز مصر"، وهذا ما أكده موقع دوت مصر في مقال يحمل عنوان "الكويت ومصر..علاقات تاريخية مرت بمطبات" يصف فيه تطور العلاقات المصرية الكويتية مع اختلاف الرؤساء المصريين حيث جاء فيه "بدأت العلاقات بين مصر والدول العربية المقاطعة لها بسبب السلام مع إسرائيل، تعود تدريجيا بعد وفاة السادات 1981، وتولي حسني مبارك الحكم، ومع احتلال العراق للكويت 1990، ومشاركة مصر القوية والحاسمة للتحالف الدولي لتحرير الكويت، عادت العلاقات المصرية العربية إلى مجاريها، وساهمت مصر بقوات ضخمة قدرت بنحو 35 ألف جندي، واشتركت في معارك ضارية مع القوات العراقية، ولذلك تعاطف الكويتيون مع مبارك إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، 
وتطوع فريق من المحامين الكويتيين للدفاع عنه". وإن كان يؤخذ على الجريدة عدم إبراز الأحداث المصرية بالشكل الذي يتناسب مع كبر الحدث وثقل دولة مثل مصر في المنطقة العربية، حيث جاء الخبر الخاص بمصر في الجزء الأخير من الصفحة الأولى على اليسار وعلى مساحة صغيرة، كما أن هناك أحداث لم تقم الصحيفة بعرضها على الصفحة الأولى.

-       وفي المرتبة الثانية جاءت المعالجة المتعاطفة مع الشعب بنسبة 6.1%، حيث أبدت تأييدها للشعب في ثلاثة أعداد فقط من أصل 49 عددًا.

-       أما في المرتبة الأخيرة فقد جاءت المعالجة المتعاطفة مع الحكومة بنسبة 2% بواقع عدد واحد فقط، وهذا يدل على مدى حيادية الجريدة ومهنيتها.

-       من خلال الدراسة اتضح أن الاتجاه الإيجابي سيطر على اتجاه المعالجة للثلاث جرائد المصرية، حيث بلغت نسبته لدى جريدة الأهرام 70.2% من إجمالي قائمة اتجاه المعالجة الخاصة بالجريدة، وفي الوفد بلغت نسبته 75.5%، وفي الشروق كانت نسبته 81.3%، وجاء في المرتبة الثانية الاتجاه السلبي لدى الثلاث جرائد أيضاً، في الأهرام بلغت نسبته 17%، وفي الوفد 18.4%، وفي الشروق بلغت نسبة المعالجة ذات الاتجاه السلبي 14.6%، وفي المرتبة الأخيرة حل الاتجاه الذي لا رأي له في الأهرام بنسبة 12.8%، وفي الوفد 6.1%، وفي الشروق بلغت نسبته 4.1%.

-       أظهرت نتائج الدراسة أن اتجاه المعالجة الذي سيطر على معالجة جريدة الراي للأحداث هو اتجاه لا رأي لها بنسبة 65.3%، وهو ما يتفق مع كون معظم نوعية معالجتها كانت منطقية، وفي المرتبة الثانية جاء الاتجاه الإيجابي بنسبة 22.4%، وفي المرتبة الأخيرة جاء الاتجاه السلبي بنسبة 12.2%.

-       وبهذا وبناءً على نتيجة تحليل اتجاه المعالجة للصحف محل الدراسة يتضح أن الصحف المصرية "الأهرام-الوفد-الشروق" لا تتمتع بالحيادية، في حين أن صحيفة "الراي" الكويتية كانت هي الصحيفة الأكثر حيادية من بين الصحف محل الدراسة، وهذه النتيجة تتفق مع رأي الدكتور "مناف بشير" أستاذ الإعلام بجامعة الكويت عندما سألته الباحثة عن أكثر الجرائد الكويتية التزاماً بالحيادية، فأجاب جريدة الراي.

-       أظهرت نتائج الدراسة التحليلية أنه على الرغم من أن المعالجة الإخبارية لجريدة الراي كانت بصفة عامة محايدة إلا أنها أظهرت بعض المواقف تجاه بعض الأحداث، فمثلاً قامت الجريدة لأكثر من مرة من استعراض رأي الرئيس السابق مبارك تجاه الأحداث واهتمت بمعرفة موقفه، كما أنها في العدد الخاص بفوز الرئيس السابق محمد مرسي برئاسة الجمهورية أظهرت فيه عدم رضاها عن النتيجة من خلال عناوينها فمثلا جاء فيه "إخوان مصر في الحكم"، "مرسي الاحتياطي الذي أصبح الرئيس الخامس"، كما جاءت تغطية هذا العدد لا تتناسب أبداً مع أهمية الحدث، وفي العدد الخاص بإصدار الإعلان الدستوري قامت بعمل لقاء مع "عفت السادات" حول الأحداث في مصر، وجاءت في هذا الحوار عبارات على شاكلة "الإخوان يرون أن ديمقراطيتهم هي ديمقراطية المرة الأولى
والأخيرة"، "هل ترى أن الإخوان قادرون على الاستمرار في تحديهم لكل القوى المدنية والكنيسة في تمرير هذا الدستور وإقراره؟"، وفي عدد آخر لنفس الحدث عبرت الجريدة عن تأييدها لخروج مظاهرات ضد الإعلان الدستوري فجاء في عنوانها "مصر احتشدت في ميدان التحرير...والهتافات طالبته بالرحيل وشبهته بمبارك" وكأن الجريدة تريد إيصال رسالة من خلال كلمة مصر والتي جاءت للتعبير عن الشعب كله، وفي الأعداد الخاصة بانطلاق مظاهرات 30 يونيو جاء في أحد الأعداد عنوان "مصر.... الجديدة"، وفي عدد آخر جاءت افتتاحية العدد تتحدث عن الأخطاء التي سقط بها الإخوان خلال فترة حكمهم.

-       أظهرت الدراسة أن الأهرام اعتمدت على المراسلين أكثر من غيرهم كمصدر للمعلومات بنسبة 45.2%، يليه مصدر وكالات الأنباء والعواصم بنسبة 37.5%، ثم يأتي مصدر الخبراء العسكريون بنسبة 6.7%، وتساوى مصدر المسؤولين والمصادر الأخرى في النسبة حيث بلغت نسبة الاعتماد على كل منهما 4.5%، وفي المرتبة الأخيرة جاء مصدر الشخصيات العامة بنسبة 1%.

ثالثًا- القوى الفاعلة في الثورتيْن:

-       نتج عن الدراسة التحليلية للقوى الفاعلة في الأحداث محل الدراسة في جريدة الأهرام جاءت كالتالي: في المرتبة الأولى كان الشعب بنسبة 16%، وفي المرتبة الثانية جاءت الأحزاب
والجماعات السياسية بنسبة 13.5%، وفي المرتبة الثالثة جاءت الحكومة المصرية بنسبة 11.6%، وجاءت الأطراف الخارجية في المرتبة الرابعة بنسبة 11.2%، و في المرتبة الخامسة جاء رجال الدين والشخصيات العامة بنسب متساوية بلغت نسبة كل منهما 8.1%، ثم في المرتبة السادسة كانت القوات المسلحة بنسبة 7%، وسادساً حل الدكتور محمد مرسي بنسبة 6.6%، ثم يليه في الترتيب المشير عبد الفتاح السيسي بنسبة 4.2%، وفي المرتبة الثامنة جاء الرئيس السابق مبارك وأسرته ونظامه بنسبة 3.4%، ثم المجلس العسكري حل تاسعاً بنسبة 3.1%، يأتي بعده المستشار عدلي منصور في المرتبة العاشرة بنسبة 2.7%، أما الفريق أحمد شفيق فلقد حل في المرتبة الحادية عشرة بنسبة 2.3%، و في المرتبة الثانية عشرة والأخيرة جاء كل من النشطاء السياسيين واللواء عمر سليمان بنسبة واحدة بلغت 1.1% لكل منهما.

-       أظهرت نتائج الدراسة التحليلية لجريدة الوفد أن الشعب هو القوى الفاعلة الأولى في الأحداث التي تم معالجتها بنسبة 15.5%، ثم احتلت الأحزاب والجماعات السياسية المرتبة الثانية بنسبة 13.3%، وتساوت الحكومة المصرية والأطراف الخارجية بحيث احتلوا المرتبة الثالثة بنسبة 11.4% لكل منهما، وفي المرتبة الرابعة الشخصيات العامة بنسبة 10.2%، وجاء الرئيس السابق محمد مرسي في المرتبة الخامسة بنسبة 7.2%، والسابعةً حلت القوات المسلحة بنسبة 6.4%، وفي المرتبة الثامنة كان رجال الدين بنسبة 6%، وفي المرتبة التاسعة كان الرئيس السابق وأسرته ونظامه بنسبة 4.5% وحل المشير عبد الفتاح السيسي في نفس المرتبة بذات النسبة 4.5%، وفي المرتبة التاسعة كان المجلس العسكري بنسبة 3%، يليه المستشار عدلي منصور في المرتبة العاشرة بنسبة 2.7%، وفي المرتبة الحادية عشرة جاء النشطاء السياسيون بنسبة 2.3%، وفي المرتبة الثانية عشرة الفريق أحمد شفيق بنسبة 1.1%، وأخيراً كان اللواء عمر سليمان بنسبة 0.4%.

-       أظهرت نتائج الدراسة التحليلية للقوى الفاعلة لجريدة الشروق أن الشعب احتل المرتبة الأولى بنسبة 14%، وفي المرتبة الثانية كانت الأحزاب والجماعات السياسية 12.6%، و جاءت في المرتبة الثالثة الشخصيات العامة 12.2%، و حلت الحكومة المصرية رابعة 11.9%، والخامسة جاءت الأطراف الخارجية بنسبة 8.6%، وفي المرتبة السادسة رجال الدين 7.8%، وفي المرتبة السابعة حل الرئيس السابق محمد مرسي بنسبة 6.7%، يليه القوات المسلحة في المرتبة الثامنة بنسبة 6%، ثم في المرتبة التاسعة المشير عبد الفتاح السيسي بنسبة 4.5%، و في المرتبة العاشرة الرئيس السابق مبارك وأسرته ونظامه بنسبة 3.3%، وفي المرتبة الحادية عشرة كان المجلس العسكري و النشطاء السياسيين والفريق أحمد شفيق بنسب متساوية بلغت 2.9% لكل منهم، وفي المرتبة الثانية عشرة المستشار عدلي منصور بنسبة 2.2%، وفي المرتبة الأخيرة جاء اللواء عمر سليمان بنسبة 1.5%.

-       وأظهرت نتائج الدراسة التحليلية الخاصة بالقوى الفاعلة الخاصة بجريدة الراي بأن الأحزاب والجماعات السياسية حلت في المرتبة الأولى بنسبة 13.8%، يليها الشعب في المرتبة الثانية  بنسبة 13.1%، وفي المرتبة الثالثة جاءت الحكومة المصرية بنسبة 12.4%، وفي المرتبة الرابعة كانت الأطراف الخارجية بنسبة 11.6%، وخامسةً حلت الشخصيات العامة 9.1%، تليها في المرتبة السادسة القوات المسلحة 8.3%، ثم في المرتبة السابعة كان رجال الدين 7.2%، ثم في المرتبة الثامنة تساوى كل من الرئيس السابق محمد مرسي والمشير عبد الفتاح السيسي بنسبة 5.8% لكل منهما، و في المرتبة التاسعة جاء كل من النشطاء السياسيين والمستشار عدلي منصور بنسبة متساوية بلغت 3% لكل منهما، يليهما الفريق أحمد شفيق في المرتبة العاشرة بنسبة 2.5%، ثم في المرتبة الحادية عشرة جاء الرئيس السابق مبارك وأسرته ونظامه بنسبة 2.2%، وفي المرتبة الثانية عشرة جاء المجلس العسكري بنسبة 1.8%،  وفي المرتبة الثالثة عشرة والأخيرة كان اللواء عمر سليمان بنسبة 0.4%.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟