المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
د. شريف درويش اللبان
د. شريف درويش اللبان

أسئلة بلا إجابات .. حلم الخليفة والإمبراطورية الضائعة (1-3)

الأحد 29/مارس/2020 - 12:04 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

خطأٌ كبير ارتكبته الدول الأربع التي حاصرت الإمارة المارقة المسماة قطر حين سمحت بنزول قوات تركية على الآراضي العربية لتدنسها بأحذيتها القذرة بعد أن استدعاها الأمير تميم الذي خان بلده ووطنه العربي الأبي وبني جلدته من أهل الخليج الأحرار الذين تربطهم بقطر صلات الدم والعرق والنسب والمصاهرة والتاريخ المشترك حين كانت قطر تتبع إمارة "قطر ودبي" .. لقد عادى الأمير المهووس بالزعامة، ليس فقط أشقاءه الخليجيين بل على المنطقة العربية برمتها، الجميع من دول الخليج المجاورة التي تعد قطر عضوًا في "مجلس التعاون الخليجي"، فإذا به ينقلب عليها ويخرج من القمقم ليحاول أن يتولى زعامتها في وجود دول خليجية كبرى ذات ثقل على الساحتيْن الخليجية والعربية والدولية مثل الإمارات والسعودية، كما عادى مصر عداءً سافرًا لأنه يتوهم أنها تنافسه الزعامة بعد وصول الرئيس السيسي إلى الحكم وأوقفه عند حده.

كان حصار قطر جيدًا لأنه كان حصارًا اقتصاديًا وجويًا لم تطلق فيه رصاصة واحدة على إخواننا القطريين، لكن هذا الحصار كشف عن الوجه القبيح لتميم أمير قطر، حين استعان اقتصاديًا بإيران، وحين استعان عسكريًا بتركيا. وكان يجب على الدول المحاصرة أن توقف هذه الإمارة المارقة عند حدها بحصارها بحريًا حتى لا تستطيع تأمين الإمدادات اللوجستية والتموينية من إيران، كما كان يجب أن تستهدف أي إمداد عسكري تركي للإمارة المارقة، لأن ترك الحبل على الغارب لأردوغان جعله يتوهم أنه شرطي المنطقة وخليفتها المنتظر، يستطيع أن يصول فيها ويجول كما شاء.

إن مواجهة تركيا يجب أن تكون بجعلها تحت ضغط مستمر، حتى لا تتمدد في المساحات التي نتركها لها، ولكن حسنًا إذا كنا أخطأنا مرة، فلن نخطأ كل مرة، فقد أملت العنجهية والصلف والغرور على رجب طيب أردوغان أن يوعز إلى فايز السراج ذي الأصول التركية لتطلب رسميًا من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يشن عملية عسكرة لاستعادة طرابلس من الميليشيات المسلحة، وقال أردوغان في وقت سابق إن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا استجابة لطلب من طرابلس، وبالفعل استصدر أردوغان من البرلمان التركي قرارًا بإرسال قواته إلى ليبيا، في سابقة هى الأولى من نوعها في الدول العربية في شمال أفريقيا، وفي خيانة واضحة من السرّاج الذي يستعين بالخارج لمحاربة بني جلدته من الليبيين والاقتتال مع الجيش الوطني لبلاده.

ومَن الثابت أن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي يسيطر على كل ليبيا عدا طرابلس التي يسيطر عليها فايز السرّاج، وكان حفتر يَعُدُ العُدّة لتحرير طرابلس من السرّاج الذي سقطت شرعية حكومته منذ زمن وثبتت خيانته بالاستعانة بقوات أجنبية تركية لحرب جيش بلاده، وقد حشد السرّاج حوله في طرابلس عناصر من الميليشيات الإرهابية التي تدعي الدفاع عن الإسلام، وكانت تركيا وقطر تقدمان الدعم المالي والعسكري للوقوف في وجه الجيش الوطني الليبي، وعندما اقترب وقت المعركة الفاصلة تحرك السرّاج ليستدعي حليفه التركي ليقف إلى جانبه قبل أن تسقط طرابلس وتسقط معه قوى الإسلام السياسي في المنطقة كلها، وهى القوى التي تدعمها تركيا وقطر، وتعاديها القوى الوطنية التي ذاقت الأمريْن من هذه القوى المارقة في مصر والإمارات والسعودية.

إذًا دعونا نقول إن المعركةَ القادمة على أرض ليبيا هى معركةٌ بين كتائب الحق المتمثلة في الجيش الوطني الليبي تسانده مصر والإمارات والسعودية وبين كتائب الإسلام السياسي المارقة التي لا تؤمن بالأوطان وتراها حفنة من التراب العفن، إنها المعركة الأخيرة التي يخوضها الإسلام السياسي في المنطقة العربية.

إنها معركةُ الشعوب العربية ضد قوى الإسلام السياسي التي أضرت بصورة الإسلام في الوطن العربي والعالم، ضد القوى التي حاولت القفز على السلطة في كل بلدٍ عربي من المغرب وتونس والجزائر غربًا وحتى سوريا واليمن شرقًا. والأسوأ من ذلك أن هذه القوى كانت تحلم بعد وصولها للحكم في بعض البلدان العربية أن تقوم بالسيطرة على منابع البترول في الخليج، في مشهد لا يعكس إلا الحقد والضغينة على دول الخليج العربية التي تمد يدها لوطنها العربي بالخير والنماء، بل إنها احتضنت آلاف العناصر التي هربت من مصر إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر ليعيشوا في أمان ويغترفوا من ثروات هذه البلدان وكأنهم يعيشون بين أهليهم وفي عقر ديارهم.

إن المعركةَ القادمة على أرض ليبيا معركةٌ صعبة ستُستخدم فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والقذرة من قبل قوى الإسلام السياسي، لأنها كما قلت تخوض معركتها الأخيرة، وتعرف جيدًا أن هزيمتها تعني سقوط مشروعهم في الهيمنة على الوطن العربي للأبد، ولهذا تم فتح الآراضي الليبية على مصراعيها للمرتزقة السوريين التركمان (ذوي الأصل التركي)، وهو ما يؤيده تسريب مقطع فيديو لبعض عناصرهم المقاتلة الذين تم جلبها لمواجهة الجيش الوطني الليبي وهم يتوعدون الجنود الليبيين ويُكَبّرون بالنصر على قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

ونشرت صحيفة «المرصد الليبية» مقطع فيديو توضح فيه الموقع الذي التقط فيه التسجيل داخل الأراضي الليبية، مستعينة بموقع «خرائط جوجل» الذي يوضح المعالم والمواقع الجغرافية عبر الأقمار الصناعية، والتي أوضحت فيه جميع المعالم التي ظهرت في الفيديو مطابقة إياها بصور الأقمار الصناعية.

وأكد عمر أوزكيزليك رئيس تحرير صحيفة «تركيا الجديدة» وعضو القسم الأمني في مؤسسة "سيتا" للدراسات السياسية المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة عبر حسابه على موقع «فيسبوك» صحة مقاطع العناصر الإرهابية ذي الجنسية السورية، مؤكدا أنهم دخلوا بالفعل إلى ليبيا وهم موجودون في الجبهات بالعاصمة طرابلس لامتلاكهم قدرات قتالية تساعد قوات "الوفاق"، وهم مجموعات قتالية يصل قوامها إلى 1000 مقاتل مسلح تتبع ما يسمى "الجيش السوري الحر" و"لواء المعتصم"، وهم مَن حاربوا سلفًا في صفوف تنظيم "داعش".

كما نقلت صحيفة "حرييت" التركية الأربعاء قبل الماضي عن رجب طيب أردوغان قوله، إن تركيا أرسلت 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة طرابلس لكنهم لن يشاركوا في المعارك. وكتبت الصحيفة نقلا عن أردوغان أن "تركيا ستتولى مهمة التنسيق... لن يشارك الجنود في أعمال قتالية".

إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي هى وحلفاؤها في الوطن العربي وحلفاؤها في حوض البحر المتوسط أمام مطامع أردوغان وطموحاته التي قادته إلى الآراضي الليبية لتكون هى نقطة النهاية لصعوده إلى الهاوية.

إن مصر كلها تقف صفًا واحدًا خلف القائد لاتخاذ ما يراه ضروريًا في مواجهة تتار أو مغول هذا العصر، وفي وضع حد لطموحات السلطان الواهم والخليفة الحائر والإمبراطور البائس الذي يحاول إعادة ليبيا إلى حظيرة الدولة العثمانية في طبعتها الجديدة والباهتة في آنٍ واحد.

لقد آن الأوان لكي تثأر مصر لسلطانها الفارس الشجاع طومان باي من أحفاد سليم شاه.. مِمَن مدوا أيديهم للاتفاق مع "خاير بك" و"فايز السرّاج".

إن الخليفة الواهم رجب طيب أردوغان يعتقد أنه يستطيع أن يستعيد إمبراطورته البائسة من خلال أمريْن لا ثالث لهما أولهما أن يضع يده في يد الإسلام السياسي الذي ينتمي إليه كزعيم لحزب "العدالة والتنمية" التركي الذي يحكم تركيا الآن، ومن خلاله جعل تركيا مقرًا للتنظيم الدولي لجماعة "الإخوان" الإرهابية، وهو ما جعله يستقبل فلول قيادات الإخوان في تركيا بعد فرارهم كالفئران المذعورة من مصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو 2013 ، تاركين قواعدهم لمصيرهم الأسود المحتوم، وهو ما جعل أردوغان والمخابرات التركية تقوم بتدشين منصات إعلامية إخوانية في تركيا منها "الشرق" و"مكملين"، علاوة على استقطاب إعلاميين ينتمون إلى جماعة "الإخوان" ليخوضوا حربًا قذرة ضد وطنهم الأم.

والأمر الثاني الذي فعله أردوغان هو أنه وضع يده التي تقطر منها الدماء في يد تنظيم "داعش" الإرهابي ليكون عصاه التي يضرب بها أعداؤه في المنطقة في العراق وسوريا وليبيا ومصر من ناحية، ولكي يشتري منه البترول الرخيص خلال السنوات الماضية التي كانت الشاحنات التركية تمرق بين الآراضي التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" وبين الحدود التركية. وبعد أن سقط تنظيم "داعش" ولم يعد يستفيد من بترول سوريا والعراق الذي كان يورده له التنظيم بثمنٍ بخس، بدأ في شحن فلول التنظيم التي حررتها قواته العسكرية في عمليته القذرة شمال سوريا إلى الآراضي الليبية وعينه على البترول الليبي.

وهكذا كان العثمانيون على الدوام سواء القدامى منهم أو الجدد يعملون على نهب مقدرات الشعوب وثرواتها، وإن كان أردوغان في تصريحاته الأخيرة يذكرنا بحقائق التاريخ، فنحن أيضًا نذكره بوهم الخلافة وضلالات الإمبراطورية التي من خلالهما نهبوا مقدّرات الشعوب من العِمالة والصُنّاع المهرة والأموال والإتاوات وتمكين اليهود في ثنايا إمبراطويتهم البائسة، التي لم تخلّف إلا التخلف والجمود والتراجع والسلب والنهب.

ومصداقًا لما نقول، فإن أردوغان الإرهابي لم يكتفِ بوضع يده في جماعة "الإخوان" الإرهابية وتنظيم "داعش" الإرهابي، بل إنه يخطط لإنشاء ميليشيات إرهابية مسلحة لاسترداد عرش إمبراطورته البائسة؛ فقد أكد موقع "تركيا الآن" التابع للمعارضة التركية، استقالة عضو هيئة السياسة الخارجية التركية والمستشار الأمنى للرئيس التركي عدنان تانري فيردي من منصبه، وهى الاستقالة التي قبلها أردوغان، حيث كان "تانري فيردي" قد صرح في كلمة له فى وقت سابق في مجلس التعاون الإسلامي والتى زعم فيها أن المهدي المنتظر قادم وأنهم يستعدوا ويهيئوا الوسط من أجل ذلك، وأشار الموقع التابع للمعارضة التركية، إلى أن عضو هيئة السياسة الخارجية التركية طلب من الرئاسة التركية إعفائه من مهامه وقد قبل الرئيس التركي استقالته، فيما علقت الصحف التركية قائلة: لم يأت المهدي المنتظر وذهب "تانري فيردي".

وتابع موقع تركيا الآن: سبق أن أعلن "فيردي" تفاصيل خطة أردوغان لتأسيس الخلافة الإسلامية العابرة للقارات، على أساس دستور كونفدرالي يضم 61 دولة عربية وإسلامية، مستغلًا المعتقدات الشعبية لشعوب العالم الإسلامي عن ظهور المهدي المنتظر، حيث كشف عضو هيئة السياسة الخارجية التركية عن خطة الخلافة خلال لقائه مع تلفزيون "العقيدة" التركي الحكومي، في أعقاب إحدى جلسات مؤتمر "الاتحاد الإسلامي الدولي" بإسطنبول يوم 23 ديسمبر الماضي، وترأسها الجنرال المتقاعد "فيردي"، الذي أنشأ ويدير ميليشيات عسكرية باسم "سادات" مهمتها تدريب الشباب من مختلف دول العالم الإسلامي ليكونوا دعاةً وجنودًا للخلافة الإسلامية ومقرها إسطنبول.

وهى الأمور التي لم يرضَ عنها الشعب التركي الذي ثار على رئيسه العثمانى أردوغان، بسبب مغامراته للتدخل فى ليبيا؛ حيث أفسد أردوغان بسياساته حياة الأتراك بعدما ارتفع معدل التضخم وتغول عليهم وحش البطالة وهربت رؤوس الأموال وأفلست الشركات، حيث أصبح لهم فى كل اتجاه عدو يبغضهم ويتحين الفرصة للانتقام من شرور أردوغان؛ فاعداؤه باتوا ملء الأرض من سوريا إلى اليونان وقبرص لألمانيا وفرنسا فضلًا عن مصر والسعودية والإمارات وليبيا.

إن غالبية الشعب التركى لا يعرف أين تقع ليبيا، حيث قال موقع "تركيا الآن"، التابع للمعارضة التركية :"أين تقع ليبيا".. سؤال بسيط وجهته مذيعة قناة "يول تي في" التركية للمواطنين الأتراك فى الشارع، إثر موافقة البرلمان على التدخل العسكرى فى ليبيا لدعم ميليشيات حكومة "الوفاق" التي اتهمها مجلس الشعب الليبي بالخيانة، وجاءت غالبية الإجابات صادمة ومعبرة عن رفض المواطنين الأتراك للتورط فى حرب فى بلد لا يعرف الكثير منهم عنها شيئًا، إذ أجاب البعض بأنهم لا يعرفون أين تقع ليبيا.. ولا يريدون أن يعرفوا.. ولا يريدون أن يموت أبناءهم هناك.

وقالت سيدة تركية شاركت في البرنامج إن قرار إرسال الجنود لليبيا هو قرار خاطئ للغاية، وأكدت تخوفاتها من سقوط عديد من الشهداء من أبناء الجيش التركي حال إرسال القوات إلى هناك، واشترطت على نواب البرلمان التركى إرسال أبنائهم أولا ليتجرعوا مرارة الفقدان، فيما قال أحد المواطنين المشاركين لمذيعة قناة "يول": إنه لم يستطع فهم الحالة التى وصلت إليها تركيا، ولماذا ترسل السلطات جنودها إلى أماكن مثل العراق وسوريا وليبيا، وأكد أن من يذهب إلى هناك ليس من أبناء البرلمانيين وأصحاب السلطات من رجال أردوغان الذين صوتوا لصالح قرار الحرب، ولكن أبناء عامة الشعب هم من يذهبون في النهاية ليلقوا حتفهم فداء لتطلعات أردوغان، وردًا على سؤال المذيعة "هل تعتقد أن البرلمانيين يمكن أن يرسلون أبناءهم إلى ليبيا" فرد عليها قائلًا :مستحيل.. إنهم حتى لا يحاربون من أجل تركيا.

وقد صدق حدس الشعب التركي الواعي؛ ففي أول أيام الغزو التركي لليبيا، سقط ثلاثة عناصر عسكرية تركية قتلى برصاص قوات الجيش الوطني الليبي علاوة على إصابة ستة آخرين، كما تم إسقاط طائرة "درون" عسكرية مسيّرة تركية، وهو ما يمثل دخول تركيا أتون معركة عسكرية قد لا تخرج منها في القريب، لأن ليبيا في ظل رفض أبنائها الشرفاء وقبائلها الحرة وجيشها الوطني لن يجعلوا من ليبيا نزهة للجيش التركي بل سيحولونها إلى مقبرة كبرى لأطماع أردوغان في البترول الليبي وفي إعادة ليبيا إلى حظيرة الدولة العثمانية الجديدة.

وحسنًا فعل المشير خليفة حفتر حين انسحب من مفاوضات وقف إطلاق النار في روسيا، لأن هذه المفاوضات تريد التوصل لاتفاق هدنة يكافيء الخيانة والخونة ويريد مكافأة المهزوم وعقاب المنتصر، وكل هذا برعاية روسية تركية، فكيف لتركيا أن تكون راعية لاتفاق وقف إطلاق النار وهى متورطة بالتحيز لطرف على حساب آخر، بل وتشحن الإرهابيين والميليشيات الإرهابية المسلحة للقتال إلى جوار حكومة "الوفاق" التي يترأسها ذلك الليبي ذي الأصول التركية العثمانية.

لقد وصل الليبيون إلى سن الرشد ولن يخضعوا لأية وصاية تركية عثمانية؛ فالعثمانيون رحلوا عن هذه الأرض ولن يعودوا إليها تارةً أخرى حتى وإن ظهرت أشباحٌ ومسوخٌ تركية الآن على الأرض الليبية .. أحفاد عمر المختار لن يقبلوا الدنيّة في وطنهم، وخاصةً ممن كانوا يحتلون أرضهم في غابر الأزمان.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟