المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

كيف استغلت البنوك الأمريكية أزمة كورونا؟

الجمعة 01/مايو/2020 - 03:35 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
مجموعة مؤلفين- عرض: مرﭬت زكريا

قام الكونجرس الأمريكي في مارس 2020 بتمرير تشريع لحماية الأجور the Paycheck Protection Program على خلفية تفشي أزمة فيروس(كوفيد19) المعروف بكورونا، الأمر الذي تضمن تقديم قروض للشركات الصغيرة، لاسيما وأن طبيعة هذه الأعمال تعنى على عكس الشركات الكبرى، امتلاك فرصة أقل على الاحتفاظ بموظفيها دون القدرة على منح مساعدات خلال الأزمات المالية، ولكن اللافت للانتباه هو أن العديد من البنوك الرائدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية والتي وافقت طواعية على تقديم عشرات الآلاف من طلبات القروض إلى الشركات الصغيرة يبدو أنها فشلت في تحمل المسؤولية للقيام بذلك بطريقة أكثر شفافية.

والجدير بالذكر، أن ذلك يذكرنا بما حدث قبيل الأزمة المالية العالمية في عام 2008؛ حيث وجدت حوالى 80% من الشركات الصغيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية البالغ عددها 30 مليون شركة نفسها في مأزق حقيقي، فعلى الرغم من تقدم هذا العدد الهائل من الشركات للحصول على قروض من خلال القطاعين العام والخاص، إلا أن مجموعة صغيرة من هذه الشركات( بعض الفنادق الفاخرة، سلاسل المطاعم الوطنية الكبيرة) والتي تعد بمثابة النخبة كانت لها أولوية كبيرة في هذا الإطار.

                فعلى سبيل المثال، حصلت شركة السيارات الأمريكية AutoNation على ما يقرب من 80 مليون دولار على الرغم من أن الشركة نفسها كانت لا تساوى هذه القيمة في ذلك الوقت، في السياق ذاته، تم تجميد أعمال بعض الشركات الصغيرة الأخرى - التي كان من المفترض أن تستفيد بالفعل من برنامج حماية الأجور-  وتحول الأمر فيما بعد لصالح البنوك الكبيرة التى كانت تعانى من أزمة مالية في ذلك الوقت مثل JP Morgan Chase و Bank of America و Wells Fargo، عن طريق تلقيها المباشر لهذه القروض بدلاً من منحها للشركات الصغيرة، بحجة أن هذه الاخيرة قليلة الخبرة وغير قادرة على التصرف فيها بالشكل الأمثل، وبعبارة أخرى، استخدمت البنوك الأموال الفدرالية لإثراء نفسها وعملائها الكبار بدلاً من خدمة المصلحة العامة.

ولكن مع تفشي أزمة كورونا بشكل غير مسبوق وتخطى عدد الإصابات داخل الولايات المتحدة الأمريكية لحاجز المليون حالة، وبعد أن قام الكونغرس بتجديد برنامج حماية الأجور وضخ أكثر من 300 مليار دولار من الأموال الإضافية، فإن أمام هذه البنوك فرصة حقيقية أخرى لإثبات أنها تستطيع التصرف بكفاءة من أجل المصلحة العامة من خلال دعم الشركات الصغيرة، وبالفعل أعلنت البنوك أنها ستقوم بعمل أفضل هذه المرة، لكن هل سيكون الأمر كذلك؟

أكدت بعض البنوك الأمريكية مثل Wells Fargo و JP Morgan Chase  و Bank of America أنها ستقوم هذه المرة ببذل قصارى جهدها فيما يتعلق بالعمل على مساعدة الشركات الصغيرة من خلال منحها هذه القروض، لكن يؤكد المؤلفين على أن هذا لا يكفي، بل يجب على هذه البنوك  توفير قدر أكبر من الشفافية حول كيفية معالجة طلبات القروض، وتوفير قنوات أكثر انفتاحًا مع المتقدمين للحصول على هذه القروض حول كيفية الحصول عليها، ولاسيما بعد ثبوت بعض عمليات الاحتيال في بنك Wells Fargo الذي يعتبر بمثابة ثالث أكبر بنك داخل واشنطن؛ حيث فُرضت عليه مؤخراً غرامة مالية بقيمة 185 مليون دولار من قبل مكتب الحماية المالية للمستهلك على خلفية قيامه بإنشاء حسابات ائتمانية مزيفة لأشخاص وهميين، وهو الأمر الذي يفرض عليه وعلى البنوك المنوط بها تقديم هذه الخدمة توفير قدر أكبر من الشفافية هذه المرة.

لذا، يجب على كل من الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب والكونغرس القضاء على الثغرات التي سمحت للشركات والبنوك الكبرى بانتزاع الأموال المخصصة لنظيرتها الأصغر والفشل الإداري الذي أدى إلى تأخير  شيكات المساعدات التي كان من المفترض أن يتم منحها للأسر الأمريكية المتعثرة.

في النهاية: يرى المؤلفين أن المستقبل السياسي للرئيس دونالد ترامب يتوقف جزئيًا على هذه المبادرة التي يمكن أن تساعد في إنعاش حالة الاقتصاد الأمريكى بشكل أساسي، في الوقت الذي يجب أن يقوم فيه الكونجرس بمراقبة البنوك للتأكد من قيامها بالمهام المطلوبة منها على الوجه الأمثل؛ فمن المفترض أن يتضمن الفشل في الأداء مساءلة علنية وتحقيقات لإدرات البنوك أمام البرلمان الأمريكى. وعليه، يؤكد المؤلفون أنه حان الوقت لقيام الإدارة الأمريكية بدورها فيما يتعلق بتسليط الضوء على عمل البنوك لضمان معاملة الشركات الصغيرة بشكل عادل، وحرمان العمالقة الكبار من الاستيلاء على هذه الأموال.

 

How America’s Banks Are Exploiting the Coronavirus Crisis?The National Interst, April 27, 2020, avaliable at:

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟