المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مرﭬت زكريا
مرﭬت زكريا

دلالات كاشفة... ما هى تداعيات رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%؟

الأربعاء 05/مايو/2021 - 11:40 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

أعلنت إيران في 13 إبريل الجاري من خلال رسالة وجهها مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي عن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% وهو ما يأتى بعد أيام معدودة من إتهامات إيرانية لإسرائيل بالضلوع في استهداف  منشأة نطنز النووية، مما تسبب في خسائر فادحة على كافة المستويات، قد يحتاج إصلاحها إلى شهور عدة.

وفي ضوء ذلك، سيتم العرض لإبرز النتائج المترتبة على هذه الخطوة التصعيدية، فيما يلي:

أولاً- تعطيل المفاوضات

أشار مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي خلال رسالته إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى أن رفع  إيران لنسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، من المقرر أن يصاحبها إضافة1000 جهاز طرد مركزي إلى منشأة نطنز بكفاءة تفوق نظيرتها الموجودة حاليًا بـ 50%، واستبدال الآلات المدمرة التى اتلفها الهجوم الإسرائيلي على المنشأة. وبالتالي، من المتوقع أن يؤثر ذلك على سير المحادثات النووية بين طهران ومجموعة (4+1) في فيينا، ولاسيما أن إحدى مجموعات العمل التى تعمل في إطار المفاوضات يتمحور عملها حول مدى القدرة الأمريكية على رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترامب وهو ما يعد أبرز المطالب الإيرانية، بينما تبحث مجموعة أخرى حول كيفية عودة إيران إلى التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة ولاسيما فيما يتعلق بكمية اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزى اللازمة لإنتاجه(1).

فرغم علم إيران بالنوايا الإسرائيلية فيما يتعلق بإقحام قضية البرنامج النووى ضمن الملفات الإقليمية الأخرى، إلا أنها تحاول توظيف هذه الحادثة للحصول على أكبر قدر من التنازلات من قبل الجانب الغربي وتقوية موقفها التفاوضي. وفي هذا السياق، نشرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء تقريراً في 13 إبريل الجاري، كشفت من خلاله عن أن إيران حددت أربعة شروط رئيسية يجب العمل بها في إطار مفاوضات فيينا المقرر عقدها في اليوم التالي، والتى تمثلت في الرفع الكامل لجميع العقوبات سواء التي وضعت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو أوباما، والانتفاء الكامل لمقاربة "خطوة مقابل خطوة"، مع تنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية لكامل تعهداتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة، والتأكيد على أن مفاوضا فيينا لا يجب أن تستمر كثيرًا، كما يتعين أن تصل لنتيجة خلال فترة قصيرة وإما أن تتوقف، فضلاً عن رفض الالغاء المحدود والصوري للعقوبات.

ثانيًا- تفعيل الجانب العسكرى للبرنامج النووي

رغم تأكيد إيران صراحًة رفضها – من خلال فتوى دينية – لتصنيع أسلحة الدمار الشامل، وهو ما ظهر في تصريحات سابقة لبعض المسؤوليين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني عندما قال:" أعلنا مرات عديدة، إنه لا مكان لأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، في برنامج الدفاع عن البلاد، وهذه هي النظرة الراسخة للنظام "، إلا أنه بعد الوصول إلى مستوى تخصيب 60% والذى يبعد قليلاً عن النسبة المطلوبة لصنع القنبلة النووية 90%، قد تفكر إيران في اللجوء لتفعيل الجانب العسكري لبرنامجها النووي، ولاسيما أن الأمر قد يكون على جانب كبير من السهولة في ذلك الوقت(2).

ويأتى ذلك في ضوء التحذيرات التى طرحها بعض المسؤوليين الإيرانيين في السابق والتى تفيد بأنه إذا تفاقمت الضغوط على إيران، فإنها ستلجأ في نهاية المطاف إلى صنع القنبلة النووية، وهو ماجاء على لسان وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوى في تصريح سابق له في فبراير الفائت قائلاً:" أكد الزعيم الأعلى بوضوح في فتواه إن الأسلحة النووية تناقض الشريعة وإن الجمهورية الإسلامية تعتبرها محرمة دينيا ولا تسعى لحيازتها "، مضيفًا:"  لكن قطا محاصرًا يمكن أن يتصرف بشكل مخالف لما يفعله عندما يكون طليقًا، وإذا دفعت الدول الغربية إيران في ذلك الاتجاه فلن يكون الذنب ذنب إيران "(3).

ثالثًا- تصاعد التوتر في المنطقة

تعرض جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في 13 إبريل الجاري - بالتوازى مع الإعلان الإيراني عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%-  إلى هجوم كبير في العراق، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات الإسرائيلية هناك، وهو ما يأتي رداً الاتهامات التى وجهتها إيران إلى إسرائيل بالضلوع في الهجوم الذى استهدف منشأة نطنز النووية في 11 إبريل 2021. وجاء الهجوم الإسرائيلي على الموساد الإسرائيلي بعد ساعات من هجوم على سفينة إسرائيلية في ميناء الفجيرة الإماراتي، مما تسبب في أضرار بالغة دون وقوع إصابات(4).

ويتوازى ذلك، مع إعادة تشديد المسؤوليين الإيرانيين على ضرورة خروج القوات الأجنبية من المنطقة ولاسيما الأمريكية منها، وخاصًة بعد قرار الرئيس الأمريكي جوبايدن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بدءًا من مايو وحتى سبتمبر 2021. كما رد المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية خطيب سعيد زاده على تصريحات  الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي المنددة بالتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، والمطالبة بدور عربي في المفاوضات النووية الجارية في فيينا حاليًا بين إيران ومجموعة (4+1)، قائلاً:"  إن هذه التصريحات الساذجة وغير المسؤولة جاءت استمرارا لتصريحاتهم المعادية لإيران والتي ليس الهدف منها المشاركة (في مفاوضات فيينا النووية) بل لنسف عملية المحادثات الفنية في فيينا "، مضيفًا:"  على الأمينين العامين لهاتين المؤسستين أن يعلما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن جميع أنشطتها النووية خاضعة للمراقبة في إطار اتفاقية الضمانات للوكالة، ومن الواضح أن تطوير هذا البرنامج (النووي الايراني) سيستمر وفقا للحقوق المشروعة للجمهورية الإسلامية وعلى أساس المصالح الوطنية وبما يلبي الاحتياجات السلمية. لذا، من الأفضل لهذه المؤسسات تجنب تجاهل الحقائق القائمة وأن تركز قلقها صوب الأطراف التي تنتهك هذا الاتفاق والقرار 2231 "(5).

الهوامش:

1-     النووي الإيراني: طهران تعتزم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% بعد هجوم نطنز، فرانس 24، متاح على الرابط التالي https://bit.ly/3xqrJiv .

2-     الرئيس روحاني: لا مكان لأسلحة الدمار الشامل في برنامج ايران الدفاعي، قناة المنار، متاح على الرابط التالي https://www.almanar.com.lb/7866674 .

3-     وزير المخابرات: إيران قد تسعى لحيازة أسلحة نووية إذا "حاصرها" الغرب، رويترز، متاح على الرابط التالي https://www.reuters.com/article/iran-nuclear-ab4-idARAKBN2A91ZD .

4-     أنباء عن قصف مركز للموساد بأربيل.. فصائل مسلحة تتحدث عن قتلى وإسرائيل تلتزم الصمت، عربي بوست، متاح على الرابط التالي https://bit.ly/3aA7Mfg .

5-     الخارجية الإيرانية: تصريحات الجامعة العربية ومجلس التعاون ساذجة وغير مسؤولة، وكالة انباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، متاح على الرابط التالي https://cutt.ly/IvZye0m .

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟