المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

لماذا يجب على بايدن أن يرفض فكرة السيادة النووية الأمريكية؟

السبت 16/أكتوبر/2021 - 09:47 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
كتب: دانيال نادال... ترجمة: أحمد سامي عبد الفتاح

تقدم مراجعة الوضع النووي فرصة للإدلاء ببيان حول أجندة الرئيس وإنشاء إطار عمل للتفكير، ليس فقط في دور الأسلحة النووية في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، ولكن أيضًا في دور الحد من التسلح ونزع السلاح في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. بالتأكيد، هناك ضرورة ملحة للحد من المخاطر النووية والاستقرار الاستراتيجي كهدفين أساسيين، على عكس الأحلام الخطيرة المتمثلة في التفوق النووي أو الهيمنة التصعيدية التي حفزت المواقف النووية لعقود.

كانت الأهداف الطموحة للأسلحة النووية، لخوض حروب نووية وكسبها أو استخدامها قسرًا، وضبط التصعيد والتحكم فيه، أو اكتساب القدرة على نزع سلاح العدو أو حماية الوطن، بعيدة المنال خلال أيام الحرب الباردة.  بصرف النظر عن التعقيدات التي أدخلها صعود القوى النووية الجديدة، والتكنولوجيات الناشئة، وتحديات الردع، فإن المشكلة الأساسية للاستراتيجية النووية هي نفسها اليوم كما كانت في العصور السابقة: تحديد الأهداف التي تستدعي استخدام السلاح النووي الذي ستجاوز أضراره الدولة المستهدفة بكل تأكيد.

ويتضخ من ذلك، أن عملية تحديد الأهداف كانت مهمة شاقة أثناء الحرب الباردة؛ حيث اتفق الحزبان الكبيران في الولايات المتحدة على ضرورة استحدام السلاح النووي كسلاح ردع عند الضرورة. ورغم ذلك، ظهرت خلافات جلية بينهما حول مفاهيم الأمن الجماعي وآلية الهيمنة العالمية. لكن الحزبين أجمعا على ضرورة وقف نفوذ الاتحاد السوفيتي الذي شكل تهديدا جوهريا للمصالح الأمريكية في العالم. واليوم، يتبنى كلا الحزبين رؤى أكثر تحفظًا للمصلحة الوطنية الأمريكية.

تميزت فترة ما بعد الحرب الباردة بأزمة ليس فقط في الهيمنة الليبرالية، ولكن في فكرة "الدولية" ومدي ارتباط القوي الغربية ببعضها البعض. على صعيد آخر، تبنى قادة كلا الحزبين، من خلال قراءة توجهات الفئات الشعبية المختلفة، رسم سياسات مختلفة بهدف وضع سياسات متعددة في حالة ما دخلت الولايات المتحدة حرب مع السوفيت. ورغم ذلك، لم يتمني أي من قادة الحزبين أن تتحقق تنبؤاتهم مطلقا، لأنها كانت ستجلب دمارا كبيرا ليس على الولايات المتحدة فقط، ولكن على العالم ككل.

على الرغم من إجماع النخبة الأمريكية على ضرورة وقف تمدد القوي العظمي الأخري، إلا أن محاولات وضع المنافسة على أسس أيديولوجية- الديمقراطية مقابل الاستبداد- لم تكن صائبة تماما، لأن الدول من المفترض أن تتحرك وفق مصالحها الخارجية. علاوة على ذلك، استخدمت الولايات المتحدة مصطلحات مثل الديمقراطية مقابل الاستبداد بهدف تعظيم قوتها الناعمة مقابل تمدد السوفيت الذين تبنوا خطاب شيوعي مضاد للرأسمالية.

في الوقت الراهن، دعا بايدن إلى تحالف الديمقراطيات. ورغم ذلك، أظهر استعداده الكامل للتعامل بشكل عملي مع المستبدين والمستبدين المحتملين، وإن لم يكن بحماس سلفه ترامب. والهدف من ذلك هو أن بادين يوقن تماما أن كل الأنظمة المستبدة التي ستتجاهلها واشنطن سوف تذهب لروسيا أو الصين. وبالتالي، نجد أن روسيا قد أجبرت الولايات المتحدة على تغيير أنماط سياساتها الخارجية التي لطالما تغنت بها في مواجهة السوفيت قديما.

الحقيقة غير المريحة هي أنه لا يوجد مستوى من الاستثمار أو التكنولوجيا المتطورة أو الصيغ الابتكارية ستحل محل الرغبة الفعلية لخوض حروب نووية على مصالح ثانوية، خاصة عندما يكون الاستخدام المكثف للقوة غير فعال في أحسن الأحوال، ومن المحتمل أن يؤدي إلى هزيمة الذات. بدلاً من محاولة استخدام الأسلحة النووية كبديل رخيص للقوات التقليدية، أو أدوات أخرى أكثر دقة وفعالية لسلطة الدولة، من الأفضل أن يجني بايدن فوائد إعادة التوازن وتقليل المخاطر والتكاليف النووية غير الضرورية.

حاليا،  شوف يتلاشى الكثير من التعقيد المنسوب إلى "العصر النووي الثاني" إذا قلصت الولايات المتحدة من طموحاتها والتزاماتها. وإذا كان الهدف هو المساعدة في ردع التهديدات العسكرية للمصالح الحيوية حقًا، فإن الردع يتطلب قدرًا أقل من "التكييف" بدلا من زيادة الترسانة العسكرية. علاوة على ذلك، يجب أن تركز جهود التحديث على التقاعد واستبدال وتحديث الأنظمة الإستراتيجية القديمة بدلاً من السعي وراء قوى نووية "تكتيكية" و "مسرحية" جديدة ،ناهيك عن التقنيات غير المثبتة والفاشلة والتي من المحتمل أن تزعزع الاستقرار. وبالمثل، فإن التركيز على السلامة والأمن والاستقرار الاستراتيجي يشير إلى الحاجة، من بين أمور أخرى، إلى حماية القيادة والسيطرة والاتصالات النووية ضد التهديدات السيبرانية.  .

من المؤكد أنه سيتعين على بايدن التغلب على مجموعات المصالح الخاصة والجمود البيروقراطي والمعارضة السياسية، ولكن قد تكون أكبر العقبات هي الضرورة الأخلاقية للجد من السلاح النووي. إن قبول الضعف المتبادل الذي يقوم عليه الردع المحدود أمر محفوف بالمخاطر سياسياً. عندما تكون المخاطر عالية، يتم دفع الجهات الفاعلة إلى أخذ الإحتياط حتى لو كان القيام بذلك قد يؤدي إلى هزيمة الذات.

وفي النهاية، توفر الدفاعات الصاروخية المحدودة وخيارات الاستخدام النووي المحدود ، على الرغم من كونها مزعزعة للاستقرار ومكلفة وغير فعالة ، الأمل في التأمين ضد الكوارث ، فضلاً عن الوهم المريح بالسيطرة.

Dani Kaufmann Nedal, Biden Should Reject Dangerous Dreams of U.S. Nuclear Superiority, The national Interest, https://nationalinterest.org/feature/biden-should-reject-dangerous-dreams-us-nuclear-superiority-194961?fbclid=IwAR0WjPxFOnPEf-QdLcVwfK_wSe6OvjhgHJhJprI5BQ03N_rf2qkoNURgoT0

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟