المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مرﭬت زكريا
مرﭬت زكريا

أزمات متلاحقة ....كيف تنظر إيران إلى زيارة بايدن للمنطقة؟

الأربعاء 20/يوليو/2022 - 11:39 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

اتهمت إيران الولايات المتحدة الأمريكية عقب زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط باستغلال ما يعرف بالإيرانوفوبيا" أو "رهاب إيران" للعمل على زيادة النفوذ الإسرائيلي بالمنطقة و لخلق توتر إقليمي، وهو ما قامت إيران على إثره بفرض عقوبات جديدة على 61 أمريكياً، بينهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، لمساندتهم جماعة إيرانية معارضة.

وبالتوازى مع ذلك، كشفت إيران الجمعة عن وحدة بحرية للطائرات المسيرة تتيح إطلاقها من سفن وغواصات، في أحدث إعلان مرتبط ببرنامجها لهذه الطائرات الذي يثير قلق أعدائها خصوصا اسرائيل والولايات المتحدة التي يزور رئيسها جو بايدن المنطقة.

أولاً- معارضة تصاعد النفوذ الإسرائيلي

ارتكزت زيارة الرئيس الأمريكي جوبايدن للمنطقة على إفراد مساحة لا تبدو هينة لتل أبيب؛ حيث هدفت الزيارة إلى تعزيز الأمن المشترك من خلال العمل على تعميق اندماج إسرائيل بالمنطقة وتوسيع التعاون الاقتصادي معها. كما كان الاتفاق النووي الإيراني أحد أهم وأبرز الملفات المطروحة على أجندة بايدن خلال زيارته لإسرائيل؛ عبرت إسرائيل عن رفضها العودة إلى الاتفاق النووي الذي تم إطلاقه عام 2015، فيما ترغب الولايات المتحدة الأمريكية فى الاتجاه نحو التسوية، بهدف وضع حد للبرنامج النووي الإيراني. وأكدت "نيويورك تايمز" أن انسحاب الرئيس السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق جعل إيران تزيد من تخصيب اليوارنيوم والذي جعلها تقترب من خطوتها لصنع قنبلة نووية، وهو ما فتح الطريق أمام إسرائيل لشن هجمات على منشآت إيرانية.

وعليه، أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا آشتياني أن "زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة لا تجلب الاستقرار والأمن المستدام وهي استفزازية"، وأشار العميد محمد رضا آشتياني، لدى استقباله قائد القوات البحرية العمانية سيف بن ناصر الحربي، إلى الوجود العسكري الواسع لدول مختلفة في المنطقة، معتبرا هذا الوجود يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.

ثانيًا- رفض التضامن الأمني لعبض دول المنطقة

تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إقناع دول عربية لربط أنظمة الدفاع الجوي مع تل أبيب حتى تضمن مواجهة أفضل للهجمات الإيرانية، ويأتي ذلك إثر تصاعد التوتر الإقليمي بسبب برنامج طهران النووي، فيما تعرضت إسرائيل والسعودية والإمارات وأجزاء من العراق لضربات جوية باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ أعلنت ميليشيات مدعومة من إيران مسؤوليتها عنها.  وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن الدول المشاركة تجعل أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها تعمل بالتزامن من خلال الاتصالات الإلكترونية عن بعد، دون استخدام المنظومات نفسها.

وقال مصدر مطلع في واشنطن إنه في حين أن بايدن سيناقش التنسيق الأمني الإقليمي الأوسع نطاقا، والذي يشمل إسرائيل حليفة واشنطن الوثيقة، في قمة خليجية ترأسها السعودية ، فمن غير المتوقع الإعلان عن اتفاق رسمي. وهو الأمر الذى رفضته إيران، محذرة مما وصفه عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام أحمد وحيدي بالحماقة التي ستجر عواقب وخيمة وضربات قوية جدا.

وتأتي تأتي خطة الدفاع الإقليمي وسط جمود على مدى شهور في محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يحد من أنشطة إيران النووية. وتقول واشنطن إن إيران أحرزت تقدما بصورة تنذر بالخطر في مجال تخصيب اليورانيوم، وهو وسيلة محتملة لصنع أسلحة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة ذرية. وكان للمخاوف الإسرائيلية من نتيجة المفاوضات النووية، وتهديداتها باتخاذ إجراءات عسكرية أحادية الجانب ضد إيران، صدى في العواصم الغربية. وتقول إيران التي تملك واحدة من أكبر منظومات الصواريخ في المنطقة إن الأنشطة العسكرية المشتركة بين إسرائيل ودول عربية في الخليج تحركها "دوافع اليأس".

ثالثًا- قمة طهران المناظرة  

استضافت طهران في 19 يوليو 2022   قمة ثلاثية تركز على ملف النزاع في سوريا تجمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان. تأتي القمة بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، والتي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، ومشاركته في "قمة جدة للأمن والتنمية"، والتي ضمت بالإضافة للدولة المضيفة دول الخليج العربية ومصر والعراق والأردن.

وأشارت بعض التقديرات الغربية إلى أن سوريا  لن تكون الموضوع الوحيد في القمة. وربما ليست الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة لاثنين من الرؤساء الثلاثة، مصلحة إيران الأساسية هي موازنة المحور الجديد الذي يتشكل بين إسرائيل ودول الخليج العربية بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط. بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تهيمن حربه على أوكرانيا على السياسة الخارجية، فقط بالنسبة لأردوغان، تأتي القضية السورية في مقدمة الأولويات.

ويكشف بعض الخبراء عن أن اردوغان سيسعى للحصول على موافقة إيران وروسيا لشن عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية" التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا.

كما أكد البيان الختامي للقمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية على تصميم الدول الثلاث على مواصلة التعاون "للقضاء على الإرهابيين" في سوريا.

أبدى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عزمه على مواصلة قتال "الإرهاب" في سوريا في ختام قمة جمعته الثلاثاء في طهران مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين. وأعربت طهران أعربت لاردوغان مجدداً عن رفضها العملية العسكرية لما ستلحقه من "ضرر" على أطراف مختلفة في المنطقة. وعلى وقع التهديدات التركية بالعملية العسكرية، أتت قمة طهران ضمن إطار "عملية أستانا للسلام" الرامية لإنهاء النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟