المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مرﭬت زكريا
مرﭬت زكريا

أزمات متفاقمة ....تأثير انتخابات التجديد النصفى الأمريكي على العلاقة مع إيران

الأحد 20/نوفمبر/2022 - 12:20 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

يبدو أن تقدم الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي الأمريكي من المتوقع أن يكون له تداعيات سلبية كبيرة على العلاقات الإيرانية الأمريكية، ولاسيما فيما يتعلق بأحد أبرز القضايا بين الطرفين وهو الاتفاق النووي. ويأتى ذلك بالتوازى مع وجود حالة من التصعيد بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، بعد أن أصدرت الأولى قرار مناهض لإيران بمجلس المحافظين الأسبوع الماضي. ويقول القرار الذي صاغت مسودته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إن المجلس “يقرر أنه من الضروري والمُلح” أن تفسر إيران مصدر جزيئات اليورانيوم وأن تقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية عموما جميع الإجابات التي تطلبها.

وسيتم العرض فيما يلي لأبرز التداعيات التى يمكن أن يفرضها فوز الجمهوريين على العلاقة مع إيران:

1-     تفاقم التصعيد: من المتوقع أن تتفاقم حدة التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد سيطرة الجمهوريين على الكونجرس، ولاسيما بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ترشحه للرئاسة مرة أخرى.  فمن المحتمل مع انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، قد تتجه واشنطن وطهران نحو جولة نهائية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. ففضّل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إبقاء الاتفاق النووي على الهامش قبل الانتخابات، فيما كانت أولوية الإدارة هي كيفية دعم المتظاهرين في إيران بعد وفاة مهسا أميني.

وبالرغم أن إيران قدمت طائرات مسيرة مسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، لم تنسحب الولايات المتحدة من المحادثات النووية، مؤكدة أن الدبلوماسية لا تزال أفضل وسيلة لمنع امتلاك إيران سلاح نووي. ولكن عرقلت طهران المحادثات منذ أغسطس لأنها تريد ضمانات بأن الشركات التي ستتعامل مع إيران لن تُعاقب إذا انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة مرة أخرى – لا سيما إذا فاز الجمهوريين بالبيت الأبيض في عام 2024.

2-     دعم الاحتجاجات في إيران: ربما يؤدى فوز الجمهوريين وسيطرتهم على الكونجرس الأمريكي إلى تعزيز الدعم المقدم للمحتجين في إيران؛ وتمثلت أبز ملامح ذلك في فرض وزارة الخزانة الأمريكية  موجات من العقوبات على كيانات إيرانية عديدة تمثل أخرها في عقوبات على موظفين كبار بمؤسسة إعلامية حكومية في إيران، تتهمها واشنطن ببث مئات الاعترافات التي أدلى بها معتقلون تحت الضغط في الوقت الذي تزيد فيه واشنطن الضغوط على طهران بشأن حملة قمع الاحتجاجات.

كما أضافت أن المؤسسة الإعلامية تعمل "كأداة حاسمة في حملة القمع والرقابة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد شعبها، وكذلك أكدت أن المؤسسة أنتجت وبثت مقابلات مع أشخاص أُجبروا على الاعتراف بأن أقاربهم لم يقتلوا على أيدي السلطات الإيرانية خلال الاحتجاجات الأخيرة، لكنهم ماتوا لأسباب لا علاقة لها بالمظاهرات.

وفي وقت سابق من شهر نوفمبر لعام 2022 فرضت عقوبات جديدة على إيران شملت 13 شركة في قطاعي النفط والغاز، وأقرت وقالت وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها عبر الإنترنت، إن العقوبات الجديدة التي تم اتخاذها بموجب لوائح عقوبات تهدف إلى مكافحة الإرهاب العالمي، واستهدفت أيضًا عددًا من السفن وأفراد مرتبطون بحزب الله، وقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.

3-     تصاعد الهجمات الإيرانية على المصالح الأمريكية في المنطقة؛ تمثلت أبرز دلالات ذلك في ما عبرت عنه واشنطن مطلع شهر نوفمبر الجارى على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، عن قلقها من تهديدات إيران للسعودية. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد وجه الشهر الماضي ما وصفه بأنه تحذير للقادة السعوديين من الاعتماد على إسرائيل.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية تبادلت معلومات مخابراتية مع الولايات المتحدة تحذر من هجوم إيراني وشيك على أهداف في المملكة. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد وجه في 20 أكتوبر ما وصفه بأنه تحذير للقادة السعوديين من الاعتماد على إسرائيل وأشار إلى أنهم "يحتمون بقصور زجاجية". وباركت الرياض الاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وأقام بموجبها اثنان من حلفائها الخليجيين علاقات مع إسرائيل في عام 2020 في خطوة أوجدت محورا إقليميا جديدا مناهضا لإيران.

ومن ناحية أخرى اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية طهران في منتصف نوفمبر 2022 بالضلوع في الهجوم على ناقلة نفط مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي قبالة سواحل عُمان، ألحقت بها أضراراً طفيفة، لكن من دون وقوع إصابات أو تسريب للوقود. وقالت شركة "إيسترن باسيفيك شيبينغ" المملوكة للملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر، ومقرّها سنغافورة،  إن ناقلة النفط (باسيفيك زيركون)، التي ترفع العلم الليبيري، تعرضت لهجوم من نحو 150 ميلاً قبالة الساحل العُماني، ما تسبب في أضرار طفيفة بجسم الناقلة.

وختامًا:  من المتوقع أن تشهد الفترة القليلة القادمة المزيد من التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على خلفية بروز مجموعة من القضايا العالقة فيما بينهما، وخاصًة أن ذلك يتزامن مع عودة الجمهوريين إلى الكونجرس، بل ومن المحتمل إلى البيت الأبيض في عام 2024.  

 

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟