المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
محمد صابرين
محمد صابرين

مراجعات كاميرون وتراجع أوباما وتحذيرات السيسى!

الأحد 27/أبريل/2014 - 11:18 ص
أحيانا ما تكون «الشهوة» أقوى من العقل، فما بالنا لو كانت «شهوة السلطة» بأى ثمن، وعلى جثث الأبرياء، ولا تجد الجماعة الجامحة للسلطة سوى خضوع «أتباع مغيبى العقل» يساقون إلى الموت دون أن يسأل الواحد منهم «ترى ما هى نهاية هذا القتل العبثي؟! ومن نخدم، ومن المستفيد: هل الوطن أم الأمة أم «اعداء الوطن والأمة»؟! وحتى يفق هؤلاء من غيبوبتهم فإن الغرب فيما يبدو قد بدأ لتوه «لعبته القديمة» معهم، وهذه اللعبة المشبوهة تكاد تتكرر بنفس السيناريو والمشاهد ذاتها: استخدام الجماعة كمخلب قط ضد «الأجندة الوطنية»
وخدمة «أجندة القوى الغربية» فى الضغط على الحكومات الشعبية، أو حشد الشباب البريء للقتال والموت فى الساحات البعيدة فى «معارك الغرب» أو «تصفية حسابات قديمة» لواشنطن ضد روسيا، وعندما تنتهى «المهمة غير المقدسة» يتم «تصفية هؤلاء» أو «عدم الدفع لهم» وإشعال الفتنة بينهم لتبدأ «عملية انقسامات سرطانية» وبعدها يأكل الرفاق بعضهم بعضا باسم الدين ومع كثرة التكرار بات واضحا أنه «موت رخيص» من أجل «حفنة دولارات» ومن أجل «سلطة خانعة» إلا أن الغرب فى كل مرة يلقى بهم فى «سلة المهملات» ويتنكر لهم بعدما «تنتهى حاجته» منهم، وهذه المرة تدق «المأساة السورية» أبواب العواصم الغربية ذاتها. فقد استيقظ الساسة فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا على حقيقة مفزعة أن اللعبة وفرسانها سوف تعود إلى الديار لكى تمارس الخراب ذاته، و«القتل الوحشي» عينه. وها نحن نشهد «لحظة استفاقة» تفجرت موجة من المراجعات بدأها رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بشأن الموقف من الجماعة الإرهابية «جماعة الإخوان»، وتراجع أوباما فى موقفه المغامر فى تحدى مشاعر المصريين، وعودة واشنطن لتزويد القاهرة بطائرات الآباتشي، وذلك فى مقابل تحذيرات المشير عبدالفتاح السيسى من أن هذه «الجماعات الجهادية المتشددة» لا تعرف سوى «الخراب والتدمير» وأن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لم يكن سوى الأول.. ولن يكون الأخير؟!
.. ويبدو أن «مغامرة الإخوان» والجماعات المتطرفة التى تدور فى فلكها قد وصلت إلى «طريق مسدود» مع الدول الغربية والتى فيما يبدو أنها الآن فقط بدأت تدرك أن هؤلاء ليسوا من «المحاربين من أجل الديمقراطية والحرية»، وذلك بعدما اتضح ان الأمر لا يتعدى سوى «حرية القتل» لكل المخالفين، وإسكات كل صوت يرتفع بالسؤال لم ولمصلحة من، وما هى التكلفة والعائد.. الخ «ففى حضرة» أباطرة زواج الدين بالسلطة ليس هناك إلا «السمع والطاعة»! وفوجئت الحكومات الغربية بإن «عمليات غسيل المخ، والتحريض على القتل» قد اختطفت أجيالا جديدة ترعرت فى الغرب. وهنا سارع مجلس الوزراء الفرنسى ليتبنى خطة متكاملة ـ عرضها وزير الداخلية برنار كازنوف ـ لمواجهة المخاطر المترتبة على ازدياد الملتحقين من المواطنين الفرنسيين أو المقيمين على الأراضى الفرنسية بمنظمات جهادية متطرفة، خصوصا فى سوريا، وقال برنار إن فرنسا كغيرها من البلدان تواجه تهديدا خطيرا بسبب انخراط مئات الأشخاص الفرنسيين فى تيارات عنيفة متطرفة مرتبطة غالبا بحركات إرهابية سورية. وهنا لا يمكن للمرء أن يخطيء جملة «تيارات عنيفة متطرفة»، فهذه وصفة «المزيج الفعال» الذى يشتعل بمجرد التصاقه بالجماعات الإرهابية. وتنقسم الخطة الفرنسية إلى أربعة أجزاء أهمها يستهدف منع توجه الجهاديين إلى سوريا عن طريق تشديد الرقابة، وسحب جوازات السفر، وأيضا تشديد الحرب على الخلايا التى قد تكون ذات نزعات جهادية عن طريق وضع رقابة مشددة على شبكة الإنترنت لرصد المواقع المروجة للجهاد، ولا يقتصر الأمر على فرنسا بل إن ألمانيا تشهد نزوحا من قبل الألمان للقتال فى سوريا، كما أعلنت أجهزة الاستخبارات الهولندية توجه أكثر من 100 هولندى إلى سوريا للقتال فى 2013، وكشفت المصادر المطلعة عن أن عدد الجهاديين الذين غادروا هولندا يزداد باستمرار، وأن «الاستشهاد» يحظى بتمجيد متزايد على الإنترنت ويجذب المزيد من الشبان المسلمين الهولنديين. ومن المحزن أن يذهب هؤلاء إلى «ساحات الموت» ولا يرون »سماسرة الموت« الذين سبق لهم أن رضوا بلعب دور «النخاسين» فى أفغانستان، ودخلوا فى «تحالف مشبوه» مع المخابرات الأمريكية والغربية فى «لعبة أمم» تخدم على مصالح أمريكا ولكنها بالاستعانة «بشياطين الإخوان» ألبسوها ثوب الدين! والآن .. تعكف الحكومة البريطانية ـ وغيرها من الحكومات الأوروبية ـ على عملية مراجعة لجماعة الإخوان، وحقيقة علاقاتها بمنظمات الإرهاب، والغريب أن كاميرون وبقية من سبقوه لم يستوعبوا مقولة سير ريتشارد ديرلاف رئيس جهاز «أم أى 6» فى تشاتوم هاوس إننى ليس لدى أى أوهام بشأن ماهية الإخوان المسلمين أو ما تستطيع أن تكون عليه. إنها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو سياسية، ولكن فى القلب منها ـ من وجهة نظرى فهى منظمة إرهابية، وهذه شهادة الرجل الذى كان مسئولا بالمخابرات البريطانية، وبالتالى لا يمكن ألا أن يكون حكما مبنيا على «الصندوق الأسود» من التعاملات والمعاملات السرية والمشبوهة ما بين جماعة الإخوان وبريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما يفضحه مارك كيرتس فى كتابه عن العلاقات السرية.. تآمر بريطانيا مع الإسلام الراديكالي. ويبقى أن علينا نحن فى مصر وبقية البلدان العربية ألا نفرح كثيرا بما يجري، لأن ما يحدث ربما يكون «هجرة معاكسة للإرهاب والإرهابيين إلى الجنوب»، فلربما ـ وهو الأرجح ـ ضاقت أجهزة الاستخبارات الغربية، والساسة فى واشنطن وبقية بلدان أوروبا بهؤلاء، وترغب فى إعادة تصديرهم إلى «بلدانهم الأصلية» لكى يتقاتل هؤلاء مع حكوماتهم وشعوبهم «قتالا حتى الموت» وحتى ينشروا الخراب والدمار فى أوطانهم بعدما أصبح «الخطر حقيقيا» من أن تنبت «شجرة الإرهاب الملعونة» ثمارها المحرمة فى البيئة الغربية. ومن هنا فلربما القادم أصعب، ولكن علينا أن نفضح العلاقة الآثمة لهؤلاء مع الغرب الذى يعطيهم ظهره الآن، وأن نتنبه فلربما هؤلاء هم «حصان طروادة» لإسقاط الدولة المصرية من داخلها!

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟